إحياء طقوس العيد في القامشلي رغم الأزمة الاقتصادية

إلهام أحمد تجدد مطالبة دمشق بالحوار

إحياء طقوس العيد في القامشلي رغم الأزمة الاقتصادية
TT

إحياء طقوس العيد في القامشلي رغم الأزمة الاقتصادية

إحياء طقوس العيد في القامشلي رغم الأزمة الاقتصادية

مع أولى ساعات صباح عيد الفطر السعيد، شقت الأجواء الاحتفالية طريقها مع تدفق الأطفال إلى شوارع مدينة القامشلي، الواقعة أقصى شمال شرقي سوريا، حاملين محفظاتهم وأكياساً صغيرة لجمع السكاكر وضيافة العيد، وتبادل الكبار الرجال منهم والنساء والشباب التهاني والتبريكات، مع غياب القبل والمصافحة خشية فيروس كورونا الذي شهد انتشاراً ملحوظاً بالآونة الأخيرة.
واكتظت الساحات العامة والحدائق وأماكن الألعاب بالمحتفلين الذين تجاهلوا ضرورات التباعد الاجتماعي، أما في أحياء المدينة وأزقتها المتداخلة فقد تعايش سكانها من عرب وكرد ومسيحيين، الذين أحيوا طقوس العيد على اختلاف انتماءاتهم الدينية والمذهبية وانتشرت الزينة وكانت صيحات الأطفال تتعالى بأغلب الأوقات، وعرضت العائلات الحلويات المصنوعة يدوياً بالمنازل بتشكيلاتها الواسعة، رغم ارتفاع أسعار كثير منها، ابتهاجاً بقدوم العيد الجاذب الأقوى للناس الذين فضلوا إحياء الطقوس.
وشهدت المدينة تطبيق إجراءات أمنية غير مسبوقة، ومنعت قوات الأمن الداخلي التابعة للإدارة الذاتية، مرور الشاحنات والصهاريج بأنواعها كافة وتجول الدراجات النارية، كما دعت هيئة الصحة إلى ضرورة التقيد بإجراءات الوقاية الشخصية أثناء احتفالات العيد والالتزام بقواعد السلامة والتباعد الاجتماعي.
ونقل «المجلس الوطني الكردي» عبر بيان رسمي نشر على حسابه، التهاني للشعب الكردي وعموم السوريين والعالم الإسلامي بمناسبة عيد الفطر السعيد، متمنياً لهم عيداً سعيداً وأن يعم السلام والأمان في العالم: «نتمنى عيداً سعيداً وأن يعم السلام والأمان في ربوع العالم، وأن تتحقق للسوريين الحياة الحرة الكريمة وتنتهي معاناتهم عبر حل سياسي للأزمة السورية وبرعاية دولية».
بدوره، بارك «مجلس سوريا الديمقراطية» المناسبة مقاتلي «قوات سوريا الديمقراطية» و«قوى الأمن الداخلي» الذين يسهرون «بمنتهى الشجاعة على حماية أمن المنطقة وحياة وممتلكات المواطنين في شمال وشرق سوريا ويبعثون برسائل الاطمئنان والأمان إلى شعبنا»، وأضاف المجلس في بيان نشر على موقعه الرسمي، أول من أمس: «راجين الله تعالى... أن يجعل حلول هذا العيد نهاية لكل المآسي والدمار ويفتح أبواب الاستقرار والسلام في بلدنا العزيز سوريا».
وأعرب كثيرون عن خشيتهم من تداعيات تصعيد عسكري جديد بعدما شهدت المدينة اشتباكات عسكرية عنيفة نهاية الشهر الماضي، بين قوات «الأسايش» التابعة للإدارة الذاتية وميليشيات «الدفاع الوطني» الموالية للنظام الحاكم، أفضت إلى سيطرة الأولى على «حارة طي» و«حلكو» وطرد عناصر الدفاع إلى ريف المدينة؛ حيث يبسطون السيطرة على 64 قرية ومزرعة في الجهة الجنوبية الشرقية.
في السياق، قالت إلهام أحمد، في حديث صحافي، إن الاشتباكات توقفت بعد تدخل الجيش الروسي وإعلان هدنة ووساطة، «غادرت معظم قوات (الدفاع الوطني) حي الطي حيث وقع الاقتتال، لكنهم حافظوا على وجود محدود في موقع للحكومة»، في إشارة إلى انتشار القوات النظامية في مربع أمني ومطار المدينة وفوجها العسكري، وحذرت من عودة الاقتتال وطالبت بمغادرة جميع القوات الموالية للحكومة من كامل مدينة القامشلي، «لأنهم دائماً ما يسببون المشكلات، إذ يختطفون الناس بشكل عشوائي، ويطالبون بالفدية ويعتقلون المدنيين». وتابعت: «طلبنا إجراء مفاوضات مع النظام عدة مرات، لكنهم لم يقبلوا حل المشكلات عبر الحوار».
من جهة ثانية؛ أثّرت زيادة الأسعار على القدرة الشرائية لدى نسبة كبيرة من شرائح سكان القامشلي، ويعزو التجار ارتفاع السلع والمواد الأساسية إلى زيادة تكاليف النقل والشحن وفرض الضرائب والإتاوات وطول الطرق، إضافة إلى تواتر سعر صرف العملات الأجنبية وتذبذب الليرة السورية، التي عاودت تسجيل مستوى متدني بعد تسجيل الدولار الأميركي 3080 ليرة سورية، ما أشعل الأسعار بشكل يفوق قدرتهم المادية، ولا سيما شريحة الموظفين الذين يتقاضون بمعدل وسطي 50 ألفاً عند الحكومة (17 دولاراً أميركياً)، و250 ألفاً لدى الإدارة الذاتية.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.