46 % من السعوديين يفضلون الاحتفال بالعيد نهاراً

وجبات شعبية تأخذ حضورها الكبير خلال العيد (واس)
وجبات شعبية تأخذ حضورها الكبير خلال العيد (واس)
TT

46 % من السعوديين يفضلون الاحتفال بالعيد نهاراً

وجبات شعبية تأخذ حضورها الكبير خلال العيد (واس)
وجبات شعبية تأخذ حضورها الكبير خلال العيد (واس)

يعد أول أيام العيد في السعودية ذا نكهة خاصة يعاود الناس فيه تناول وجبة الإفطار نهاراً بعد انقطاع شهر عن ذلك، وتبدو الصورة الدائمة التي يتداولها السعوديون في منصات التواصل عنصر تشويق للاطلاع على عادات وجبة الإفطار التي تكون مبكرة بعد أداء صلاة العيد.
وتتزايد أهمية فطور العيد مع ما أفصح عنه 46 في المائة من السعوديين من أن فترة الصباح هي الفترة الأنسب للاحتفال في العيد، في حين يفضل 29 في المائة الاحتفال ليلاً، ونسبة 14 في المائة هم ممن يحتفلون طيلة اليوم، والنسبة المتبقية الأقل هي من نصيب فترتي الظهر والعصر بما لا يتجاوز 6 في المائة لكلاهما، وذلك بحسب الدراسة التي نشرت حديثاً.
ويفضل 28 في المائة من السعوديين تناول الوجبات الخفيفة في الإفطار، وتتكون من الأجبان والزيتون والمربى والعسل والمعلبات الجاهزة، وتأتي أطباق اللحوم كما هو معروف شعبيا بصحن «الكبدة والمقلقل» ثانياً بنحو 21 في المائة، وذلك بحسب دراسة حديثة أجرتها «دي آر سي» حول «عادات السعوديين في العيد»، وهي شركة متخصصة في مجال أبحاث السوق وتحليل البيانات، مقرها الرياض.
أما وجبة الأرز واللحم فتأتي ثالثاً بنسبة 12 في المائة، وهي المرة الوحيدة التي يتناول فيها السعوديون هذه الوجبة في الصباح، في عادة قديمة منتشرة في المنطقة الوسطى.
في حين يأتي الفول رابعاً بـ11 في المائة، يليه أنواع أخرى من الأكلات التي تختلف بحسب كل منطقة سعودية، ففي المنطقتين الجنوبية والغربية تتميز سفرة الإفطار بالأكلات الشعبية التي يتصدرها «المعصوب» في الغربية و«العريكة» في المنطقة الجنوبية، وأطباق شعبية أخرى.
وفي مكة المكرمة وجدة هناك «الدبيازة»، وهي من الحلويات الحجازية القديمة الشهيرة التي يتم تقديمها في فطور العيد، وتصنع من المكسرات؛ إلا أن شريحة أخرى من السعوديين يفضلون تناول الإفطار الحديث وتجهيز مائدة صباحية تجمع الكرواسون والكيك وأطباق البيض الممزوجة بالخضراوات والعصائر الطازجة، مما يجعل مائدة إفطار العيد مختلفة ومتنوعة بين الأسر.
ويبدأ فطور العيد بعد صلاة العيد مباشرة، فمع الساعة الأولى التي تلي شروق الشمس تجتمع الأسر على مائدة الإفطار، لتكون القهوة هي مفتاح البداية، يليها تناول التمر أو الشوكولاته ومن ثم البدء في وجبة الإفطار، ويبدو لافتاً ما أظهرته نتائج دراسة تحليل عادات السعوديين في العيد من أن الشوكولاته تأتي على رأس قائمة الأطعمة المرافقة للقهوة في العيد، بنسبة 48 في المائة.
أما التمر فجاء ثانياً بنسبة 29 في المائة، يليه المعمول بـ9 في المائة، الأمر الذي يظهر تسيّد صواني الشوكولاته على رأس قائمة اهتمامات السعوديين التي أصبحت اليوم غرضاً أساسياً لشرائه قبيل العيد، وهو ما يبدو جلياً للعيان من خلال التزاحم الذي شهدته محال الحلويات والشوكولاته في الأيام الثلاثة التي تسبق عيد الفطر.
ولا تكتمل حلاوة موائد إفطار العيد دون تزيينها بتغريسات المعايدة والجداريات الملونة والبالونات والعديد من الأفكار الأخرى التي فرضت نفسها بقوة في السنوات الأخيرة، لجعل وجبة الإفطار مليئة بالبهجة وملائمة لالتقاط الصور التذكارية ونشرها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، التي صارت توثق وتنقل تفاصيل فرحة العيد منذ ساعات الصباح الأولى.
ولأن الصباح هو الفترة الأنسب للكثيرين لأداء زيارات المعايدة، فهذا يعني المرور على عدة موائد للإفطار في آن واحد، حيث تُفتح أبواب بيت كبير العائلة أو الجدة والعمة ومن في مقامهم، ليتنقل الأبناء والأحفاد بينها صباحاً، ويتذوقوا لذة فطور العيد من عدة أماكن، مرة خفيفاً ومرة ثقيلاً بالأرز واللحم، وأحياناً مقتصراً على القهوة وحلويات العيد.



صفعات وضرب بالهواتف والمأكولات... بعض هدايا جمهور الحفلات إلى المغنِّين

المغنية الأميركية بيبي ريكسا مصابة بجرح في الحاجب بعد أن رماها معجب بهاتفه (إنستغرام)
المغنية الأميركية بيبي ريكسا مصابة بجرح في الحاجب بعد أن رماها معجب بهاتفه (إنستغرام)
TT

صفعات وضرب بالهواتف والمأكولات... بعض هدايا جمهور الحفلات إلى المغنِّين

المغنية الأميركية بيبي ريكسا مصابة بجرح في الحاجب بعد أن رماها معجب بهاتفه (إنستغرام)
المغنية الأميركية بيبي ريكسا مصابة بجرح في الحاجب بعد أن رماها معجب بهاتفه (إنستغرام)

خلال إحدى حفلاته الأخيرة في بيروت، فوجئ المغنّي السوري «الشامي» بأحد الحاضرين الذي صعد إلى المسرح ووجّه إليه حركة نابية، بعد أن رفض الفنان الشاب ارتداء الكوفيّة نزولاً عند رغبة المعجب. أثارت تلك الحادثة الاستغراب، فبعد أن كان المعجبون يقتحمون خشبات المسارح لاستراق قبلة أو صورة مع مطربيهم المفضّلين، ها هم يحطّمون الحواجز الأخلاقية بينهم وبين الفنان.

لكن إذا كانت تلك التصرّفات العدائية من قبل المعجبين تجاه الفنانين طارئة على العالم العربي، فهي تُعد سلوكاً رائجاً في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا منذ عام 2021، وتحديداً بعد عودة الحفلات الموسيقية عقب جائحة «كورونا».

تعرَّض المغني الشامي قبل أسابيع لحركة نابية من معجب اقتحم المسرح (إنستغرام)

هاتف وسِوار على وجهَي ريكسا وأيليش

قبل أسابيع، وخلال حفلٍ لها في أريزونا، التقطت عدسات الكاميرا الفنانة الأميركية الشابة بيلي أيليش وهي تتلقّى سواراً على وجهها. بدت أيليش ممتعضة من هذا التصرّف الذي قام به أحد الحاضرين، فما كان منها إلا أن رمت السوار جانباً. أيليش، محبوبة الجيل الصاعد، معتادة على مواقف كهذا؛ في عام 2019 جرى تطويقها من قبل مجموعة من المعجبين؛ حيث حاول أحدهم خنقها بينما سرق آخر خاتمها.

قبل أيليش، تعرَّض عدد كبير من الفنانين لاعتداءات بأغراضٍ من العيار الثقيل، وأكثر أذى من مجرّد سوار. كان على المغنية بيبي ريكسا التوجّه من حفلها في نيويورك إلى المستشفى مباشرة، بعد أن رماها شخصٌ من بين الحضور بهاتفه على وجهها. وفي وقتٍ ظهرت ريكسا بعد الإصابة مجروحة الحاجب، جرى توقيف المعتدي الذي قال إنه تصرّف على هذا النحو آملاً في أن تلتقط الفنانة صوراً بهاتفه.

دجاج مقلي ومشروبات ورماد موتى

من بين الحوادث الصادمة، الصفعة التي تلقّتها المغنّية آفا ماكس من شخصٍ صعد إلى المسرح، بينما كانت تؤدّي أغنية خلال حفل لها في لوس أنجليس. أما المغنّي هاري ستايلز فكانت حصّته من هذه الظاهرة المستجدة قطعة دجاج مقلي أصابت عينه خلال إحدى حفلاته.

إلى جانب الهواتف التي نال مغنّي الراب دريك نصيبه منها كذلك خلال حفل في شيكاغو عام 2023، غالباً ما يلجأ الحضور إلى رمي الفنانين بالدّمى، وقطع الملابس، والمأكولات، والمشروبات. هذا ما حصل مع المغنية كاردي بي التي وجّه إليها أحد حاضري حفلها في لوس أنجليس كوباً من المشروب، فما كان منها سوى أن رمته بالميكروفون. إلا أن صدمة المغنية بينك كانت الأكبر من بين زملائها، فخلال إحيائها حفلاً في لندن، قام فردٌ من الحضور بنَثر رماد والدته المتوفّاة على المسرح!

مغنية الراب كاردي بي تضرب معجباً بالميكروفون بعد أن رماها بالمشروب (يوتيوب)

إن لم يتطوّر الأمر إلى رمي الفنان بأداة ما، غالباً ما يلجأ الحاضرون مفتعلو المشكلات إلى حِيَل أخرى، كتصويب فلاشات الكاميرا إلى وجه المغنّي بهدف إزعاجه، أو كالصراخ والسعي إلى الانخراط في محادثة معه.

في المقابل، يلوم بعض متابعي هذا المشهد المستجدّ الفنانين أنفسهم، على اعتبار أنّ بعضهم يعمد إلى رمي الجمهور بأغراض خاصة به، مثل القبعات والملابس والنظارات، ما دفع بالحضور إلى اكتساب تلك العادة والقيام بالمثل.

يلجأ بعض حضور الحفلات إلى إزعاج المغنِّين بالصراخ أو بفلاشات الكاميرات (رويترز)

لماذا يعنّف الجمهور الفنانين؟

* كورونا وعزلة الحَجْر

إذا كان الجمهور في الماضي يرمي الفنان بالبيض أو الطماطم في حال لم يعجبه الأداء، فإنّ وسائل التعبير وأسباب الامتعاض تبدّلت كثيراً على أيادي «الجيل زد». يعزو خبراء العروض الموسيقية وعلماء النفس والاجتماع تفاقم تلك الظاهرة في السنوات الأخيرة، إلى الحجْر الذي فرضته جائحة «كورونا». بسبب العزلة وتوقّف العروض الترفيهية المباشرة، نسي بعض الناس لياقة التصرّف وأدبيّات السلوك خلال الحفلات، ولا سيما منهم الجيل الصاعد.

* أوهام السوشيال ميديا وأرقامُها

السبب الثاني الذي جعل المعجب يرفع الكلفة مع الفنان، ويعد نفسه متساوياً معه محطّماً الحواجز كلها، هي وسائل التواصل الاجتماعي التي أوهمت الجمهور بأنّ الفنان صديق له، وبأنّ ما بينهما معرفة ومشاعر حقيقية وليست افتراضية. يظنّ المعجبون أنهم بمتابعتهم للفنان، وبمعرفتهم أموراً كثيرة عنه، قد كسروا جدار البروتوكول، ونالوا اهتمام الشخصية المشهورة.

تتحمّل «السوشيال ميديا» كذلك مسؤولية تحويل الحفلات الموسيقية إلى عروضٍ من العنف ضد الفنان، بسبب هوَس الجيل الصاعد بمفهوم «التريند» وتجميع المشاهدات، ولا سيما على «تيك توك». يسعى الحاضرون إلى افتعال تلك المواقف النافرة بهدف أن يصيروا جزءاً من العرض، وأن ينشروا بالتالي فيديوهات لتلك اللحظات الغريبة على أمل أن تنال الرواج على المنصة، فيدخلون بدَورهم نادي المشاهير، ولو لأيام قليلة.

* حقدٌ ماليّ

من بين الأسباب التي حوّلت حفلات أشهر الفنانين إلى عروض من العنف، أسعار البطاقات التي قد تكون خيالية في بعض الأحيان. يلجأ الحاضرون إلى التعبير عن امتعاضهم من الغلاء، بأن ينتقموا على طريقتهم من الفنان. وما يزيد الأمر سوءاً ويستفزّ البعض، ظهور الفنانين أمام الناس وهم يرتدون الملابس والحلي ذات الأثمان الباهظة والماركات العالمية.

يترافق ذلك وقناعة لدى أفراد الجمهور الذين يقومون بأعمال نافرة، بأنّ عشقَهم للشخصية المشهورة يبرر العنف ضدّها إن لم تبادلهم الاهتمام؛ خصوصاً إذا أنفقوا الكثير من أموالهم لشراء بطاقات الحفل. فبعض الجمهور يذهب في إعجابه إلى حدّ اعتبار أنّ أي شيء مبرّر من أجل الحصول على لفتة انتباه أو نظرة من الفنان، حتى وإن اضطرّه ذلك إلى افتعال مشكلة أو ضرب المغنّي بأداة حادّة!

يعد بعض جمهور الحفلات كل التصرفات مبررة من أجل لفت انتباه الفنان (رويترز)

أدبيات سلوك الحفلات

من ليدي غاغا، إلى دوا ليبا، مروراً بجاستن بيبر، وكولدبلاي، وليس انتهاءً بمايلي سايرس وتايلور سويفت؛ لم ينجُ أحد من اعتداءات الجمهور الغريبة. فرض ذلك اتّخاذ مواقف من قبل الفنانين تجاه ما يحصل، فخلال إحدى حفلاتها في لوس أنجليس رفعت المغنية البريطانية أديل الصوت قائلة: «هل لاحظتم كم نسي الناس أخلاقيات الحفلات؟ إذا تجرّأ أحد على أن يرميني بغرض ما، فسأقتله».

أما رابطة معجبي تايلور سويفت، فقد ابتكرت دليلاً لأدبيّات السلوك في الحفلات، خوفاً على محبوبتهم من التعدّيات. مع العلم بأنّ المغنية الأميركية الشابة كانت قد نالت نصيبها من تلك التصرفات، وقد عاشت إحدى أكثر اللحظات غرابة، عندما هجم أحد المعجبين باتّجاه المسرح، وحاول التقاط قدمِها بينما كانت تغنّي، قبل أن يلقي عناصر الأمن القبض عليه.