تحذيرات ليبية من تدهور الوضع الوبائي بسبب تجمعات العيد

تلقيح 100 ألف شخص ضد «كورونا»... والإصابات تتراجع

جانب من حملة لتوعية المواطنين في منطقة سهل الجفارة بأهمية تلقي اللقاح (المركز الوطني)
جانب من حملة لتوعية المواطنين في منطقة سهل الجفارة بأهمية تلقي اللقاح (المركز الوطني)
TT

تحذيرات ليبية من تدهور الوضع الوبائي بسبب تجمعات العيد

جانب من حملة لتوعية المواطنين في منطقة سهل الجفارة بأهمية تلقي اللقاح (المركز الوطني)
جانب من حملة لتوعية المواطنين في منطقة سهل الجفارة بأهمية تلقي اللقاح (المركز الوطني)

في ظل إقبال الليبيين على التسجيل بمنظومة لقاح «كورونا»، تصاعدت تحذيرات المسؤولين من إمكانية تدهور الوضع الوبائي بسبب تجمع المواطنين في المناسبات الاجتماعية خلال فترة عيد الفطر، وسط تراجع ملحوظ في أعداد الإصابات، حسب الأرقام الرسمية.
ودعا عضو لجنة الوبائيات بالمركز الوطني لمكافحة الأمراض طارق جبريل، المواطنين كافة إلى الالتزام بالإجراءات الاحترازية المعمول بها خلال إجازة العيد، لافتاً إلى أن احتمالات دخول السلالة الهندية إلى ليبيا في هذه المرحلة ضعيفة جداً بالنظر إلى الإجراءات التي تتخذها البلاد.
وتحدث جبريل في تصريحات تلفزيونية مساء أول من أمس، عن أن المعدل اليومي للإصابات بالفيروس بلغ 315 إصابة بنسبة 15% من عدد الفحوصات التي تُجرى يومياً، وقال إن «هذا المعدل منخفض قياساً بالأشهر الماضية ويعطي دلالة مطمئنة».
في السياق ذاته، دعا الدكتور بدر الدين النجار رئيس المركز الوطني لمكافحة الأمراض، المواطنين إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر في فترة الاحتفال بالعيد، من جهة اتّباع الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي وعدم التهاون، داعياً أصحاب المحال والمراكز التجارية إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية، ومنع زبائنهم من التجمعات وإلزامهم بوضع الكمامات.
وتتراوح معدلات الإصابات بفيروس «كورونا» في ليبيا ما بين 300 و600 حالة، من إجمال الفحوصات التي تجريها المختبرات الطبية، وبلغ العدد التراكمي وفقاً لإحصائيات المركز الوطني أمس، 181 ألف إصابة، تعافى منهم 167043، بينما سجّل قرابة 3 آلاف حالة وفاة.
وحصل قرابة 100 ألف شخص على الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لفيروس «كورونا»، حسب تصريحات مدير المركز الوطني، لافتاً إلى أن الحملة الوطنية للتطعيم ضد الفيروس تسير «بوتيرة ممتازة، وستشمل كل البلديات بعد عيد الفطر».
وبينما نوه النجار إلى أن شحنات التطعيم ستأتي تباعاً إلى ليبيا، تحدث عن عدالة توزيع اللقاح، بناءً على الفئات المستهدفة في البلديات وعدد السكان بها، مطمْئناً الجميع بأن اللقاحات ثبت أنها آمنة وفعالة عبر أبحاث نُشرت في كبرى المجلات الطبية العالمية، والجرعة الواحدة الأولى تعطي حماية كافية لمنع الوفاة بالفيروس أو مضاعفاته الخطرة.
وقال المركز الوطني إن الفريق الطبي التابع لمكتب طوارئ صحة المجتمع يواصل الحملة التوعوية المجتمعية للتطعيم ضد الفيروس، التي يشرف عليها المركز بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف).


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».