الحوثيون ينقضون اتفاقاً لفتح طريق تربط عدن بمناطق سيطرتهم

TT

الحوثيون ينقضون اتفاقاً لفتح طريق تربط عدن بمناطق سيطرتهم

أكد وسطاء يمنيون أن ميليشيات الحوثي نقضت اتفاقا أبرموه بينها وبين الحكومة الشرعية لإعادة فتح الطريق الرئيسية التي تربط مدينة عدن ومناطق سيطرة الشرعية جنوبا بالمناطق الخاضعة للجماعة في الشمال عبر محافظتي الضالع وإب.
وقال الوسطاء إن الميليشيات التي اشترطت توقيع الجانب الحكومي أولا على الاتفاق الذي صيغ بموجب نقاشات ومعاهدات ورفضت التوقيع عليه ووضعت اشتراطات تنسف مضامينه بالكامل، وذلك في تأكيد لما كانت نشرته «الشرق الأوسط» قبل أسابيع.
وذكر التحالف المدني للسلم والمصالح الوطنية في بيان له أنه أعد مشروع الضوابط الخاصة بفتح طريق (الضالع - دمت - إب) بعد اجتماعات متتالية مع القيادات الحوثية في صنعاء، وتم التوافق على نصه.
واقترح «التحالف» أن يبدأ بالتوقيع على الاتفاق في صنعاء ولكن المقترح رفض، ولهذا قرر الوسطاء إقناع الشرعية ببدء التوقيع، وتوجهوا إلى عدن بالمقترح وتم توقيع الاتفاق وختمه من جانب محافظ الضالع بناء على توجيهات عليا كما وقع عليه الوسطاء والغرفة التجارية بعدن، إلا أنهم وبعد عودتهم به للتوقيع من قبل الحوثيين فوجئوا برفضه.
وقال الوسطاء في البيان إنهم فوجئوا بتعديلات جديدة من جانب ممثلي الحوثيين لم تكن ذات أهمية تستحق إعادة النظر في ما قد تم التوصل إليه، لأنها مجرد تقديم وتأخير لبعض الفقرات أو مجرد كلمات مترادفة مثل «وقف إطلاق النار بدلاً من عدم إطلاق النار».
البيان أوضح أنه وأمام إصرار ممثلي الميليشيات الحوثية على الملاحظات الشكلية فإن ذلك يعني إلغاء الاتفاق الموقع والعودة إلى نقطة الصفر، مشيرا إلى أن الوسطاء وبعد التشاور مع الشرعية اقترحوا على الحوثيين أن يضعوا الصيغة التي يرونها ويوقعون عليها، إذ إن طرف الشرعية مستعد للتوقيع على أي صيغة لفتح الطريق، وبما لا يتعارض مع الصيغتين السابقتين للفتح.
وحسب البيان فإن المحاولة الأولى لفتح الطريق كانت في نهاية 2020، حيث بذل التحالف المدني جهودا مضنية لإنجاح ذلك، وكان المحافظان أحمد عبد الله تركي محافظ لحج وعلي مقبل صالح محافظ الضالع، الأكثر استجابة وتعاونا وتنفيذا على الأرض.
وأوضح البيان أن الوسطاء كانوا انتقلوا برفقة محافظة الضالع وقيادة السلطة المحلية ومدير الأمن والمقاومة وقيادة المجلس الانتقالي، وممثلي الغرفة التجارية بعدن من مركز المحافظة إلى آخر نقطة تماس في منطقة الفاخر حيث أعلن فتح الطريق وإزالة كل النقاط والعوائق الأرضية من جهة الضالع وكذلك فيما يتعلق بطريق (الضالع - قعطبة - مريس - دمت).
وكشف البيان عن أن قادة الميليشيات الحوثية في صنعاء وفي مقدمهم، علي القحوم وفضل أبو طالب وسلطان السامعي ومحمد النعيمي وجابر الوهباني، امتعضوا حينها من إعلان فتح الطريق من جانب واحد ودون تنسيق مسبق معهم.
التحالف المدني للسلم والمصالحة الوطنية ذكر أنه تمكن من إبرام اتفاق مع الحكومة على صرف رواتب 40 ألف متقاعد في مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي وأن الاتفاق دخل حيز التنفيذ، إلا أنه توقف بعد أن اتخذ الحوثيون قرارا بمنع تداول الطبعة الجديدة من العملة الوطنية، ومع ذلك فإنهم عادوا للقاء رئيس الوزراء معين عبد الملك وأبدى كامل استعداده بتوجيه البنك المركزي باستئناف صرف الرواتب.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.