نائب متطرف يدعو لتكريم مستوطن قتل عربياً

القوات الإسرائيلية في مواجهات مع أهالي اللدّ الاثنين (مواقع تواصل)
القوات الإسرائيلية في مواجهات مع أهالي اللدّ الاثنين (مواقع تواصل)
TT

نائب متطرف يدعو لتكريم مستوطن قتل عربياً

القوات الإسرائيلية في مواجهات مع أهالي اللدّ الاثنين (مواقع تواصل)
القوات الإسرائيلية في مواجهات مع أهالي اللدّ الاثنين (مواقع تواصل)

دعا النائب عن حزب الصهيونية الدينية المتطرف، إيتمار بن غفير، لإطلاق سراح المستوطن الذي قتل مواطنا عربيا من مدينة اللد (فلسطينيي 48) وتم اعتقاله، أمس الثلاثاء. وقال بن غبير إن المستوطن هو «يهودي بطل أطلق الرصاص دفاعا عن النفس ويستحق التكريم». وعم الإضراب الشامل جميع مناحي الحياة لدى المواطنين العرب في مدينة اللد، الثلاثاء، حدادا على الشهيد، وحذرت قيادات العرب من التساهل مع المتطرفين اليهود ومن قمع مظاهرات المواطنين العرب، درءا لتدهور أكبر وأخطر. وقررت لجنة متابعة شؤون العرب في إسرائيل، الاستمرار في أعمال الاحتجاج والتضامن مع القدس وأهلها ومقدساتها.
وكان المستوطن (34 عاما)، وهو من سكان اللد ومعروف بانتمائه لمجموعات المستوطنين المتطرفين، قد اعتقل مع متطرف يهودي آخر (42 عاما)، بشبهة التورط في إطلاق النار نحو الشاب العربي موسى حسونة (31 عاما)، وشابين آخرين من سكان المدينة العرب، الذين خرجوا بالمئات للاحتجاج على محاصرة مصلين داخل المسجد الأقصى وقمع مظاهرات المقدسيين في الشيخ جراح. وعلى إثر ذلك، عمت الفوضى في المدينة وفي مدينة الرملة المجاورة لتنضم إلى عشرات المظاهرات التي اجتاحت البلدات العربية في إسرائيل، الناصرة وحيفا وأم الفحم والطيبة وباقة الغربية والزرازير ومجد الكروم وعكا وعيلوط وغيرها. وحاولت الشرطة الإسرائيلية قمع هذه المظاهرات بالقوة في عدد من البلدات، وحيثما أتاحت الاحتجاج تفرق المحتجون بهدوء. ولكن في المناطق التي استخدمت فيها العنف، تصاعد التوتر وزادت الصدامات وسيطر المتطرفون على الشوارع.
وقد اعتقلت الشرطة حوالي 70 شخصا، يومي الاثنين والثلاثاء، وأصيب حوالي 120 بجراح في البلدات العربية في إسرائيل. وأصيب 16 شرطيا بجراح. وتم إحراق ثلاث سيارات شرطة. ووقعت صدامات بين يهود وعرب في عدة بلدات مختلطة. وفي اللد تم إحراق مدرسة دينية يهودية وسيارة عسكرية.
وقال النائب بن غفير، إن «العرب يهددون حياة اليهود ويجب معاقبتهم وردعهم». وتحدث النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي في القائمة المشتركة، سامي أبو شحادة، عن «اعتداءات وحشيّة للمستوطنين لا تنتهي، في القدس ويافا واللد، وهذا ما حذرنا منه بشكل دائم، والآن نخسر شابا في جيل الورد نتيجة هذا الإرهاب الذي يسلكه المستوطنون تحت رعاية وحماية حكومة إسرائيل وأذرعها». وأضاف: «حتى عند وجودنا مع أهالي المصابين أمام مستشفى أساف هروفيه، تم منع أفراد من عائلة المصابين والشهيد من الدخول، وتم الاعتداء بشكل حقير علينا من خلال قنابل الغاز المسيل للدموع، كل هذا دون أي إنسانيّة وتفهم لما تمر به العائلات وأهالي البلد».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.