دول خليجية تستقبل عيد الفطر بتخفيف إجراءاتها

السعودية ترفع حظر سفر المواطنين... وسلطنة عمان تستمر في الإغلاق

دول خليجية تستقبل عيد الفطر بتخفيف إجراءاتها
TT

دول خليجية تستقبل عيد الفطر بتخفيف إجراءاتها

دول خليجية تستقبل عيد الفطر بتخفيف إجراءاتها

مع استمرار جائحة كورونا للعام الثاني على التوالي، خففت دول خليجية إجراءاتها الاحترازية، فيما شددت دول أخرى تدابيرها لمنع التجمعات في عيد الفطر والحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، وصل بعض منها إلى حظر تجولٍ شامل.
وبين فرض حظر جزئي في سلطنة عمان ورفعه في الكويت، وبدء تخفيف الإجراءات في قطر من أواخر الشهر؛ تتجه السعودية إلى عودة كاملة لحياتها الطبيعية، مع رفع تعليق رحلات الطيران الدولي بشكل كامل وفتح مطارات المملكة ابتداءً من 17 مايو (أيار) الجاري.
وتعد الدول الخليجية، أبرز الدول في العالم، التي تتوسع فيها بكثافة توزيع اللقاحات، أبرزها السعودية التي تسجل اليوم توزيع 11 مليون لقاح، تتبعها الإمارات.
- السعودية
قررت السعودية إقامة صلاة العيد في جميع مناطق المملكة، ووجهت بالتوسع في أماكن إقامتها بجميع مصليات الأعياد، لتشمل الجوامع والمساجد الإضافية التي تقام فيها صلاة الجمعة. وأعلنت رفع تعليق السفر للمواطنين وفتح المنافذ البرية والبحرية والجوية بشكل كامل، ابتداءً من الساعة 1:00 من صباح يوم الاثنين الموافق 17 مايو من العام الحالي.
ويقتصر اعتماد سريان رفع تعليق سفر المواطنين إلى خارج المملكة، على المواطنين المحصنين الذين تلقوا جرعتي لقاح (كوفيد 19) كاملتيْن، وكذلك الذين تلقوا جرعة واحدة، شريطة أن يكون قد مر 14 يوماً على تطعيمهم بالجرعة الأولى بحسب ما يظهر في تطبيق «توكلنا»، والمواطنين المتعافين من فيروس كورونا، شريطة أن يكونوا قد أمضوا أقل من 6 أشهر من إصابتهم بالفيروس، بالإضافة إلى المواطنين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً، شريطة أن يقدموا قبل السفر بوليصة تأمين معتمدة من البنك المركزي السعودي، تغطي مخاطر (كوفيد 19) خارج المملكة، وفقاً لما تعلنه الجهات المعنية من تعليمات.
- عمان
وفي عمان قررت السلطنة فرض حظر تجول على حركة الأفراد والمركبات من الساعة السابعة مساءً حتى الساعة الرابعة صباحاً، بدأ العمل به من يوم السبت 26 رمضان الموافق 8 مايو، ويسري حتى 15 مايو الجاري.
كما قامت بحظر جميع الأنشطة التجاريّة طوال اليوم باستثناء محلات بيع المواد الغذائية، ومحطات الوقود، والمؤسسات الصحية والصيدليات، فيما يُسمح بخدمة التوصيل للمنازل لجميع البضائع خلال فترة الحظر المذكورة، وتعليق حضور الموظّفين إلى مقارّ عملهم واعتماد نظام العمل عن بُعد في مختلف وحدات الجهاز الإداري للدولة وغيرها من الأشخاص الاعتبارية العامة من الأحد 9 مايو وحتى الثلاثاء 11 مايو الجاري، وتقليص عدد الموظّفين الذين يطلب منهم الحضور إلى مقارّ العمل.
وكانت اللجنة العُليا قررت أيضاً عدم إقامة صلاة العيد وأسواق العيد التقليدية «الهبطات»، ومنع التجمعات بأنواعها كافة في مختلف المواقع، بما فيها الشواطئ والمتنزهات والحدائق العامة، خلال أيام عيد الفِطرِ المُبارك، وتشمل تجمّعات العوائل وتجمّعات المُعايدة والاحتفالات الجماعية بالعيد.
- الكويت
بعد مرور أكثر من شهرين على تطبيق الحظر الجزئي في الكويت، أعلنت الكويت إنهاء حظر التجول الجزئي اعتباراً من أول أيام عيد الفطر المبارك في سياق تطورات الإجراءات الوقائية من الجائحة.
كما قررت الكويت تعليق الرحلات مع نيبال وباكستان وسريلانكا وبنغلاديش باستثناء رحلات الشحن بسبب كورونا، وقررت أيضاً السماح بتسلم طلبات الوجبات من المطاعم والمقاهي فقط دون البقاء بالداخل.
- الإمارات
أما في الإمارات، فأعلنت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في دولة الإمارات، عن 5 إجراءات احترازية يجب الالتزام بها خلال عيد الفطر، في إطار التصدي لفيروس كورونا المستجد، وتضمّنت إجراءات الهيئة ضرورة تجنّب الزيارات والتجمعات العائلية، واقتصارها فقط على أفراد العائلة الواحدة التي تسكن المنزل نفسه، والحرص على ارتداء الكمامات، والالتزام بالتباعُد الجسدي أثناء الجلوس مع كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
ونصحت الهيئة بتقليل التزاور، والاكتفاء بالتهنئة عبر قنوات التواصل الإلكترونية، وعدم تبادل الهدايا والأطعمة بين الجيران، ودعت إلى الامتناع عن توزيع العيدية على الأطفال، أو صرفها من المصارف، وتداولها بين الأفراد خلال هذه الفترة، وطالبت استخدام البدائل الإلكترونية لذلك.
- قطر
وقررت قطر رفع قيود كورونا التي تم فرضها في مارس (آذار) الماضي تدريجياً على أربع مراحل، على أن تبدأ المرحلة الأولى في الـ28 من مايو (أيار) الجاري، ثم المرحلة الثانية في 18 يونيو (حزيران)، فيما المرحلة الثالثة ستبدأ في 9 يوليو (تموز)، وتختتم بالمرحلة الرابعة في 30 يوليو المقبل.
وحسب وزارة الصحة القطرية ستكون مدة كل مرحلة من المراحل الأربع ثلاثة أسابيع على الأقل، مع تقييم مستمر للمؤشرات على مستوى البلاد لتقرير الانتقال من مرحلة إلى أخرى.
وسوف تسمح المرحلة الأولى بتجمع خمسة أشخاص كحد أقصى حاصلين على تطعيمات كورونا في مكان مغلق، مع إعادة فتح المساجد لصلاة الجماعة اليومية مع بعض القيود.
وتتعلق المراحل بالوجود في المساحات الخارجية والشواطئ والكورنيش وقاعات الأفراح والمناسبات، والرياضة، التي تبدأ في المرحلة الأولى بالسماح بوجود مجموعات لا يتجاوز عددها 5 أشخاص في الأماكن المغلقة، و10 أشخاص كحد أقصى من الحاصلين على التطعيم في الأماكن المفتوحة، مع استمرار منع إقامة حفلات الزفاف.
أما في المرحلة الأخيرة فسوف يسمح لعدد أكبر من الأشخاص بالمشاركة في الفعاليات والتدريبات، والسماح بتأجير القوارب السياحية بنسبة 50 في المائة وبسعة 30 في المائة، مع أفضلية في جميع المراحل للأشخاص الذين حصلوا على التطعيم بحيث يكون لهم العدد الأكبر في التجمع.
- البحرين
وسمحت البحرين بدءاً من أول أيام عيد الفطر، بإتاحة تناول الطعام في الأماكن المغلقة للمواطنين والمقيمين والزائرين الذين تم تطعيمهم وتعافيهم من «كوفيد - 19»، ومن يظهر دليل تلقيهم للتطعيم في تطبيق BeAware Bahrain أو أي تطبيق رسمي آخر معتمد من دول مجلس التعاون الخليجي.
أما الزوار من الدول الأخرى فعليهم إثبات تلقيهم التطعيم بإبراز بطاقة التطعيم المعتمدة، المقدمة عند الوصول إلى المملكة، كما يُسمح بالوصول للخدمات الداخلية، للأطفال دون سن 12 عاماً، إذا كان يرافقهم شخص مُطعّم أو متعافٍ من الفيروس التاجي المستجد، ويسمح للأطفال في الفئة العمرية 12 - 17 سنة بالدخول في جميع الأحوال.
ولن يتمكن الأشخاص غير المطعمين من الوصول لخدمات تناول الطعام الداخلية في المطاعم والمقاهي، وصالات الألعاب الرياضية، وحمامات السباحة، ودور السينما الداخلية، والمنتجعات الصحية، ومراكز الألعاب الداخلية والخارجية، والفعاليات والمعارض والمؤتمرات، كما الحضور للتشجيع في الرياضات الداخلية والخارجية.
من جهة أخرى، تقرّر في البحرين بدءاً من أول أيام عيد الفطر إلغاء فحص فيروس كورونا (PCR) عند الوصول للمطعمين والمتعافين من دول مجلس التعاون؛ من خلال إبراز الشعار الأخضر للمتطعمين والمتعافين في التطبيقات الرسمية المعتمدة لديهم لفيروس كورونا.


مقالات ذات صلة

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)
صحتك طفل يخضع لاختبار الكشف عن فيروس كورونا (أرشيفية - أ.ب)

دراسة: «كورونا» يزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بالسكري

كشفت دراسة جديدة عن أن عدوى فيروس كورونا تزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بمرض السكري من النوع الثاني مقارنة بعدوى أمراض الجهاز التنفسي الأخرى.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك جرعة من لقاح «كورونا» (رويترز)

رجل يتهم لقاح «فايزر» المضاد لـ«كورونا» بـ«تدمير حياته»

قال مواطن من آيرلندا الشمالية إن لقاح «فايزر» المضاد لفيروس كورونا دمر حياته، مشيراً إلى أنه كان لائقاً صحياً ونادراً ما يمرض قبل تلقي جرعة معززة من اللقاح.

«الشرق الأوسط» (لندن)

تحذير أممي من تمدد التنظيمات المتطرفة إلى مناطق الصراعات

انطلاق مؤتمر «تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب وبناء آليات مرنة لأمن الحدود» بالكويت (كونا)
انطلاق مؤتمر «تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب وبناء آليات مرنة لأمن الحدود» بالكويت (كونا)
TT

تحذير أممي من تمدد التنظيمات المتطرفة إلى مناطق الصراعات

انطلاق مؤتمر «تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب وبناء آليات مرنة لأمن الحدود» بالكويت (كونا)
انطلاق مؤتمر «تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب وبناء آليات مرنة لأمن الحدود» بالكويت (كونا)

أكدت الكويت التزامها بالعمل مع المجتمع الدولي لموجهة التحديات المستجدة للإرهاب، وشددت على أهمية ترسيخ العمل الدولي لمكافحة الإرهاب.

في حين حذرّ ممثل الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب من ارتفاع عدد حالات الوفيات الناجمة عن العمليات الإرهابية، مشيراً إلى أن أحدث نسخة من «مؤشر الإرهاب العالمي» تشير إلى تسجيل زيادة بنسبة 22 في المائة في الوفيات العالمية الناجمة عن الإرهاب عام 2023.

كما حذر وكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب فلاديمير فورونكوف من أن مناطق الصراعات الدولية يمكنها أن توفر خزاناً بشرياً للمنظمات الإرهابية مثل «داعش» و«القاعدة».

وقال ولي العهد الكويتي الشيخ صباح الخالد في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للنسخة الرابعة من مؤتمر «تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب وبناء آليات مرنة لأمن الحدود - مرحلة الكويت من عملية دوشنبه»، الذي انطلق، الاثنين، في الكويت: «إننا نعوِّل على مرحلة دولة الكويت من عملية دوشنبه بأن تسهم في ترسيخ أطر العمل الدولي الرامي إلى خلق مستقبل مزدهر ينعم الجميع فيه بالأمن والأمان ويسوده الاستقرار في ظل سيادة القانون فالإرهاب يشكل آفة لا تعترف بأي حدود ولا تفرِّق بين الدول أو الأديان».

وسيختتم المؤتمر أعماله، الثلاثاء، باعتماد «إعلان الكويت بشأن أمن الحدود وإدارتها»، الذي سيعكس المناقشات والآراء ووجهات نظر المشاركين وسيعمل كوثيقة توجيهية لجهود مكافحة الإرهاب وبناء القدرات في مجال أمن الحدود.

ودعا ولي العهد الكويتي إلى العمل الجماعي لمكافحة الإرهاب وضمان أمن الحدود، وقال إنه «في الوقت الذي تزداد فيه الاختلافات والتوجهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لا بد أن نحافظ على تكاتفنا مجتمعاً دولياً واحداً في مواجهة هذه الآفة بشكل استراتيجي ومؤسسي كما يستوجب علينا دائماً أن نعيد تأكيد أن الإرهاب والتطرف العنيف الذي يقود إليه ليس لهما أي ارتباط أو اتصال بأي دين أو حضارة أو جماعة عرقية».

كما أكد الدور المحوري لكل من برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب ومركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب فيما يتعلق بأمن الحدود وإدارتها، «حيث إنهما يوفران الخبرات الفنية اللازمة للدول الأعضاء والهيئات الإقليمية بغية تطوير استراتيجيات شاملة لأمن الحدود تندمج فيها تدابير مكافحة الإرهاب علماً بأن هذا المبدأ الشمولي التكاملي من شأنه أن يخلق تجاوباً أفضل لمواجهة التحديات والتهديدات الناشئة عند المناطق الحدودية».

ولي العهد الكويتي خلال افتتاحه النسخة الرابعة من المؤتمر (كونا)

تعزيز التعاون الدولي

في حين أكد رئيس جمهورية طاجيكستان إمام علي رحمان، أن المرحلة الكويتية لـ«مسار دوشنبه لمكافحة الإرهاب وتمويله» تعد عاملاً فعالاً في تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب وإنشاء آليات حدودية فعالة.

وقال الرئيس رحمان في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر رفيع المستوى الرابع حول «تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب وبناء آليات مرنة لأمن الحدود»، إن «شراكتنا في هذا السياق هي أنموذج للمسؤولية المشتركة، وهي ضرورية ومُلحّة للغاية من أجل مقاومة الإرهاب في الظروف الجيوسياسية الراهنة».

وأضاف: «لا شك أن هذا المؤتمر سيسهم في تنسيق وتعزيز التعاون على المستوى الدولي خصوصاً بين دول ومناطق آسيا الوسطى ومجموعة الدول العربية وأفريقيا ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)».

ولفت إلى أن «طاجيكستان بصفتها صاحبة المبادرة لإطلاق (مسار دوشنبه) تؤكد من جديد التزامها التعاون مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين الآخرين»، مضيفاً: «لقد بات الإرهاب والتطرف ومظاهر العنف تشكل اليوم تهديداً عالمياً، مما يثير القلق لدى البشرية جمعاء. إن نشر الأفكار المتطرفة وإثارة الكراهية والصراع الديني في المجتمع واستقطاب الشباب لارتكاب الجرائم الإرهابية، أصبحت سلاحاً واقعياً للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة التي من خلال تعزيز أنشطتها باستخدام هذه الوسائل تسعى لتغيير الأنظمة الاجتماعية والسياسية لهذا البلد أو ذاك عن طريق العنف».

وتابع: «كما أن هذه المنظمات والجماعات تستخدم اليوم على نطاق واسع قدرات تكنولوجيات المعلومات المتقدمة في أثناء تنفيذ أهدافها الشنيعة. ومن الضروري أن يهتم المسؤولون والخبراء بهذا الموضوع وأن يتخذوا التدابير الفعالة حيال ذلك»، مضيفاً: «إن مسألة منع التطرف خصوصاً بين الشباب تتطلب اتخاذ تدابير خاصة. إن التحديات الأمنية التي نواجهها اليوم لا تتطلب منَّا الإرادة القوية فحسب بل أيضاً القدرة على التعاون على المستوى العالمي. ولن نتمكن من تحقيق النجاح في مكافحة الإرهاب والتهديدات التي يشكِّلها إلا من خلال التعاون الدولي الواسع والمنسَق».

جانب من مؤتمر «تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب» (كونا)

وبيّن أن «تصاعد وتيرة الإرهاب والتطرف والجرائم المنظمة العابرة للحدود الوطنية وتهريب المخدرات والجرائم الإلكترونية، لا يزال يهدد الأمن الدولي. فبناءً على ذلك، إلى جانب مواجهة هذه التهديدات، يجب علينا أن نقوِّي تنسيق إجراءاتنا من أجل تعزيز السلام والاستقرار والأمن». وقال: «إن الجماعات الإرهابية تحرص وتعمل باستمرار على اختراق الحدود بغية توسيع نطاق أنشطتها المدمرة».

مؤشر الإرهاب

في حين أكد وكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب فلاديمير فورونكوف، في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر؛ أن التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب ينبغي أن يكون بمنزلة المنارة التي تلهم جميع الأطراف المعنية نحو التنسيق والتعاون الفاعلين لتأمين بلدانها ومنع تحركات الإرهابيين وعملياتهم عبر الحدود الوطنية.

وذكر فورونكوف أن «المشهد الأمني العالمي يستمر في التطور، حيث يستغل الإرهابيون نقاط الضعف في حدودنا»، مشيراً إلى أن تقارير خبراء حديثة تُظهِر أن ما يزيد على 40 في المائة من الأحداث العنيفة و10 في المائة من الوفيات المرتبطة بالعنف السياسي تحدث على بُعد 100 كيلومتر من الحدود البرية.

وأوضح أن هذا الارتباط يتضح بشكل خاص فيما يتعلق بالوجود الإرهابي المتوسع نحو الدول الساحلية في غرب أفريقيا مثل بنين وكوت ديفوار وغانا وتوغو، مؤكداً أن «عدد حوادث العنف في المناطق الحدودية ارتفع بنسبة 250 في المائة خلال العامين الماضيين».

وشدد وكيل الأمين العام على أن هذه الاتجاهات تجري في سياق أوسع من التهديد الإرهابي المتطور، حيث تشير أحدث نسخة من «مؤشر الإرهاب العالمي» إلى تسجيل زيادة بنسبة 22 في المائة في الوفيات العالمية الناجمة عن الإرهاب عام 2023 مع ارتفاع عدد القتلى إلى 8352 شخصاً، وهو أعلى رقم مسجل منذ عام 2017.

ونبَّه إلى أن استخدام الجماعات الإرهابية مثل ما يسمى تنظيم «داعش» وتنظيم «القاعدة» والتنظيمات الإرهابية التابعة لهما، طرق السفر المعمول بها، لا يزال يشكل خطراً خصوصاً في المناطق المعرَّضة للصراع مثل منطقة الساحل، حيث يمكنهم تجنيد الأفراد ونقلهم وتهريبهم عبر الحدود التي لا تحظى بالحماية الكافية.

وقال فورونكوف: «إننا نؤكد اليوم أهمية (استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب) و(ميثاق المستقبل) الذي اعتُمد أخيراً»، مشدداً على أن «كليهما يعكس التزام المجتمع الدولي إزاء مواجهة محركات الإرهاب وضمان السلام المستدام».

وذكر في هذا السياق أن «ميثاق الأمم المتحدة العالمي لتنسيق مكافحة الإرهاب» الذي يضم 46 كياناً ومجموعة عمل في شأن إدارة الحدود وإنفاذ القانون التابعة له «يظل محورياً لجهودنا لتقديم استجابة منسَّقة للأمم المتحدة للإرهاب».

ويشارك في المؤتمر، الذي تستضيفه الكويت على مدى يومين، أكثر من 450 مشاركاً، بينهم 33 وزيراً، بالإضافة إلى ممثلين عن الوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة، و23 منظمة دولية وإقليمية، و13 منظمة من المجتمع المدني.

ويعد هذا المؤتمر استمراراً لعملية «دوشنبه لمكافحة الإرهاب وتمويله»، التي أطلقتها طاجيكستان في عام 2018، وهو النسخة الرابعة من تلك العملية بعد المؤتمرات السابقة التي عُقدت في العاصمة الطاجيكية دوشنبه في أعوام 2018 و2019 و2022.

ويمثل المؤتمر منصة محورية لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي بشأن أمن الحدود في سياق مكافحة الإرهاب وتمويله، كما يتيح الفرصة لتبادل الخبرات والرؤى حول مكافحة الإرهاب ومناقشة الدروس المستفادة من التحديات المشتركة وسبل مواجهة التهديدات الناشئة عن الإرهاب.