حزب معارض يدعو الحكومة التونسية إلى الاستقالة

هشام المشيشي رئيس الحكومة التونسية (رويترز)
هشام المشيشي رئيس الحكومة التونسية (رويترز)
TT

حزب معارض يدعو الحكومة التونسية إلى الاستقالة

هشام المشيشي رئيس الحكومة التونسية (رويترز)
هشام المشيشي رئيس الحكومة التونسية (رويترز)

دعا خليل الزاوية، رئيس حزب «التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات» المعارض، رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي إلى الاستقالة من منصبه، والبدء فوراً في حوار وطني شامل «يجمع كل الأطياف السياسية والاجتماعية، ولا يقصي أحداً»، بقيادة رئيس الجمهورية قيس سعيد، ومساندة الرباعي الراعي للحوار السياسي، الذي أجري نهاية سنة 2013، وأفضى وقتها إلى حل الأزمة السياسية، على حساب حركة النهضة التي كانت تتزعم المشهد السياسي.
وبهذا الموقف، أصبح حزب «التكتل» يقف على طرف نقيض من الائتلاف البرلماني والحكومي، الذي تتزعمه حركة النهضة، الداعم القوي لحكومة هشام المشيشي، وهو ما عبر عنه رفيق عبد السلام، القيادي في النهضة، بقوله إن حكومة المشيشي «مستمرة ولن تستقيل».
واعتبر الزاوية أن حكومة المشيشي «فشلت في إقرار الإجراءات الصحية والاجتماعية والأمنية والاقتصادية لمواجهة جائحة كورونا»، كما اتهمها بـ«التستر وانعدام الشفافية والتشاور مع بقية الأطياف السياسية والاجتماعية، فيما يتعلق بالملف الاقتصادي، والمفاوضات مع المؤسسات المالية الدولية، ما أفقد الشعب التونسي ثقته في الحكومة بطريقة غير مسبوقة منذ الثورة»، على حد تعبيره.
وقال الزاوية لـ«الشرق الأوسط»، إن كلفة تغيير الحكومة الحالية وما سينجر عن ذلك من تغييرات سياسية «يظل أقل بكثير من كلفة بقائها في ظل هذا العجز اللامسبوق، وفشلها البائن في التعاطي مع مختلف الملفات الاقتصادية والاجتماعية، علاوة على تعطل علاقتها مع بقية مؤسسات الدولة».
ويرى مراقبون أن دعوة «التكتل» إلى رحيل الحكومة الحالية سيكون لها ثقلها السياسي والاجتماعي، وذلك بسبب التنسيق الكبير بين الأحزاب اليسارية مع اتحاد الشغل (نقابة العمال)، خصوصاً فيما يتعلق بالعمل الحكومي وبقية مؤسسات الدولة.
وكان رفيق عبد السلام، القيادي في حركة النهضة وصهر رئيس الحزب راشد الغنوشي، قد انتقد بشدة الداعين لاستقالة حكومة المشيشي، بقوله إن «بعض الواهمين ما زالوا يمنون أنفسهم باستقالة الحكومة حتى يخلو لهم الجو، ويمدوا أرجلهم بالمناورة والخداع»، على حد تعبيره.
وواصل عبد السلام أسلوبه المتحدي لخصومه السياسيين قائلاً: «أطمئنكم... الحكومة مستمرة، ولا يوجد شيء في أجندة الحزام البرلماني اسمه استقالة حكومة المشيشي. لكن هذا لا يعني أن حكومة المشيشي مثالية، ولا تحتاج إلى تطوير وتحسين. لكن هناك مسافة كبيرة بين التطوير والنقض والهدم، وما بين الأوهام والحقائق على الأرض»، وهو ما سيفتح، حسب مراقبين، السجال مجدداً حول جدوى مواصلة حكومة عملها في ظل وجود 11 وزيراً يعملون بالإنابة.
على صعيد آخر، قدم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية (منظمة حقوقية مستقلة) إحصائيات حول الاحتجاجات الاجتماعية، التي عرفتها تونس خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي. وكشف عن تسجيل 841 تحركاً احتحاجياً في كامل البلاد، فيما كان العدد في حدود 254 تحركاً احتجاجياً خلال الشهر نفسه من السنة الماضية، وهو ما يؤكد ارتفاعاً ملحوظاً في نسبة الاحتجاجات.
ووصلت نسبة الاحتجاجات العشوائية، أو تلك التي تنزع نحو العنف في منطقة قفصة (جنوب غرب) إلى 95 في المائة، وفي قابس وإريانة إلى 96.7 في المائة، وفي حدود 100 في المائة في جندوبة (شمال غرب).
ولا تزال المطالب الاقتصادية والاجتماعية في صدارة المطالب، التي دفعت المحتجين إلى التظاهر، حيث مثلت 74 في المائة من التحركات المرصودة طيلة شهر أبريل الماضي، تليها الاحتجاجات ضد الإدارة بنسبة 12 في المائة، والاحتجاجات من أجل البنية التحتية بنسبة 11 في المائة، ومثلت الاعتصامات أبرز الأشكال الاحتجاجية التي خاضها المحتجون بنسبة 53.6 في المائة.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.