مصر ترفع ضريبة التبغ للمرة الثانية في أقل من عام مع تراجع في الإيرادات وزيادة النفقات

تستعد لاقتراض نحو 2.5 مليار دولار من أذون الخزانة هذا الأسبوع

مصر ترفع ضريبة التبغ للمرة الثانية في أقل من عام مع تراجع في الإيرادات وزيادة النفقات
TT

مصر ترفع ضريبة التبغ للمرة الثانية في أقل من عام مع تراجع في الإيرادات وزيادة النفقات

مصر ترفع ضريبة التبغ للمرة الثانية في أقل من عام مع تراجع في الإيرادات وزيادة النفقات

رفعت مصر الضريبة على التبغ للمرة الثانية في أقل من عام مع سعي الحكومة إلى تقليل عجز الموازنة في وقت ترتفع فيه النفقات وتتراجع الإيرادات.
وأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي، قرارا نشر في الجريدة الرسمية قبل يومين، ينص على تغيير الفئات الضريبية للسجائر وزيادة المحصل منها إضافة إلى احتساب 50 في المائة من سعر البيع النهائي كأساس للضريبة. ورفعت الحكومة المصرية أسعار السجائر، في 6 يوليو (تموز)، بعد أقل من شهر على تولي السيسي سدة الحكم في أكبر بلد عربي سكانا. ورفعت مصر أيضا أسعار الوقود حينها بما يصل إلى 78 في المائة، في يوليو (تموز) الماضي، في خطوة إصلاحية مهمة تهدف إلى خفض دعم الطاقة وتخفيف الأعباء عن الحكومة جراء العجز المتضخم في الميزانية.
وتظهر آخر الأرقام المنشورة على موقع وزارة المالية ارتفاع العجز في موازنة مصر إلى 5.7 في المائة في الستة أشهر الأولى من العام المالي الحالي، مع هبوط الإيرادات وارتفاع النفقات. ويبدأ العام المالي في مصر في مطلع يوليو (تموز) من كل عام. ونسبة العجز الحالية أعلى من النسبة المحققة في الفترة المقارنة للعام المالي السابق حيث بلغ العجز حينها 4.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. وبلغ العجز خلال الستة أشهر المنتهية في نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي 132 مليار جنيه (17.3 مليار دولار)، مقارنة مع 89 مليار جنيه (11.6 مليار دولار) للستة أشهر الأولى في العام المالي 2013 - 2014.
والعجز دون حساب المنح الواردة من الدول الخليجية شهد تحسنا خلال تلك الفترة قدره 0.3 في المائة. وتراجعت الإيرادات العامة لمصر خلال الفترة سالفة الذكر إلى 163 مليار جنيه (21.7 مليار دولار) مقابل 175.4 مليار جنيه (22.95 مليار دولار) خلال العام المالي السابق. وبلغت المصروفات نحو 287.4 مليار جنيه (37.6 مليار دولار) مقابل 263 مليار جنيه (34.49 مليار دولار) للستة أشهر الأولى من العام المالي الماضي.
وقال هاني عمارة، اقتصادي أول لدى «سي آي فاينانشيال سرفيس»، لـ«الشرق الأوسط» إن «تحريك أسعار السجائر خطوة مهمة نحو تقليل عجز الموازنة في مصر بما يتوافق مع المستويات المستهدفة في ظل تراجع إيرادات السياحة». وتابع عمارة: «قد توفر تلك الخطوة نحو 30 مليار جنيه للحكومة بنهاية العام المالي الحالي في انتظار الإصلاحات الاقتصادية الأخرى». وفي العام المالي الماضي، بلغت حصيلة الضرائب على التبغ نحو 19.3 مليار جنيه (2.5 مليار دولار) في حين بلغ إجمالي الإيرادات 461.5 مليار جنيه (60.5 مليار دولار).
وبالتزامن مع تحريك أسعار التبغ، قالت وزارة المالية أمس الاثنين، على موقعها الإلكتروني، إنها تعتزم زيادة حجم اقتراضها من السوق المحلية عبر أدوات الدين الحكومية والتي تشمل سندات وأذون الخزانة. وتعتزم الوزارة اقتراض نحو 19.5 مليار جنيه (2.5 مليار دولار) هذا الأسبوع مقارنة مع 17.5 مليار جنيه تم اقتراضها الأسبوع الماضي لتلبية الاحتياجات التمويلية.



ثقة المستهلك الفرنسي تتراجع لأدنى مستوى في 5 أشهر

متسوقة في متجر «كارفور» في مونتيسون بالقرب من باريس (رويترز)
متسوقة في متجر «كارفور» في مونتيسون بالقرب من باريس (رويترز)
TT

ثقة المستهلك الفرنسي تتراجع لأدنى مستوى في 5 أشهر

متسوقة في متجر «كارفور» في مونتيسون بالقرب من باريس (رويترز)
متسوقة في متجر «كارفور» في مونتيسون بالقرب من باريس (رويترز)

تراجعت ثقة المستهلك الفرنسي في نوفمبر (تشرين الثاني) إلى أدنى مستوياتها منذ 5 أشهر؛ إذ عبّرت الأسر عن قلقها إزاء آفاق الاقتصاد وسوق العمل، في ظل اقتراب أزمة سياسية، وفقاً لاستطلاع أجراه المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية.

وأظهرت البيانات أن مؤشر ثقة المستهلك انخفض إلى 90 نقطة، مقارنة بـ93 نقطة في أكتوبر (تشرين الأول)، وهو ما يقل كثيراً عن المتوسط طويل الأجل، البالغ 100 نقطة، وأدنى مستوى له منذ يونيو (حزيران)، عندما شهدت المعنويات تراجعاً بعد إعلان الرئيس إيمانويل ماكرون عن انتخابات تشريعية مبكرة.

وكان خبراء الاقتصاد، الذين استطلعت «رويترز» آراءهم، قد توقّعوا أن تصل ثقة الأسر في نوفمبر إلى 93 نقطة.

وفي سياق متصل، شدد حزب «التجمع الوطني» اليميني المتطرف من تهديداته بدعم اقتراح حجب الثقة للإطاحة بالحكومة الفرنسية التي يقودها ائتلاف الأقلية، في حال لم تُنفذ مطالبه في النسخة النهائية لمشروع قانون الموازنة الجاري مناقشته في البرلمان.

وقد أحدثت هذه الأزمة السياسية اضطراباً في الأسواق المالية، ما دفع بتكلفة المخاطر على السندات الفرنسية إلى الارتفاع.

وأشار الاستطلاع إلى أن قلق المستهلكين بشأن الوضع الاقتصادي العام بلغ مستويات لم تشهدها البلاد منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عندما كانت الأسر لا تزال تعاني تأثيرات صدمة التضخم.

وارتفعت مخاوف البطالة أيضاً إلى أعلى مستوياتها منذ مايو (أيار) 2021، عندما ضربت جائحة «كورونا» ثاني أكبر اقتصاد في أوروبا.

على صعيد آخر، هبطت الأسهم الفرنسية إلى أدنى مستوياتها في أكثر من 3 أشهر، الأربعاء، تحت ضغط مخاوف المستثمرين بشأن الحكومة الجديدة وموازنتها المقبلة، في حين أبقت المخاوف بشأن تأثير الرسوم الجمركية التي اقترحها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب على السيارات الأوروبية أسهم القطاع تحت الضغط.

وانخفض المؤشر القياسي الفرنسي بأكثر من 1 في المائة، ما يجعله من بين الأسوأ أداءً في المنطقة. وهبطت أسهم البنوك الكبرى مثل «بي إن بي باريبا» و«سوسيتيه جنرال» و«كريدي أغريكول» بنسب تتراوح بين 2 و3.4 في المائة.

كما تعرّضت السندات الفرنسية لضغوط، ما دفع علاوة الاقتراض طويلة الأجل التي يتعيّن على الحكومة دفعها إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2012.

وفي تحليلها، كتبت شركة «دي دبليو إس» لإدارة الأصول: «من المتوقع أن تستمر المخاطر العالية المحيطة بالموازنة الفرنسية لعام 2025 خلال الأسابيع المقبلة».