وزير شؤون مجلس الوزراء السوداني: شراكة المدنيين والعسكريين ضرورية رغم صعوبتها

خالد عمر قال لـ«الشرق الأوسط» إن مؤتمر الشركاء في باريس «إعلان مدوٍ عن عودة السودان وإنهاء لعزلته الدولية»

وزير شؤون مجلس الوزراء السوداني خالد عمر (تصوير: مبارك الكردي)
وزير شؤون مجلس الوزراء السوداني خالد عمر (تصوير: مبارك الكردي)
TT

وزير شؤون مجلس الوزراء السوداني: شراكة المدنيين والعسكريين ضرورية رغم صعوبتها

وزير شؤون مجلس الوزراء السوداني خالد عمر (تصوير: مبارك الكردي)
وزير شؤون مجلس الوزراء السوداني خالد عمر (تصوير: مبارك الكردي)

وصف وزير شؤون مجلس الوزراء السوداني، خالد عمر، مؤتمر شركاء السودان الذي ينعقد في العاصمة الفرنسية باريس الشهر الحالي، بأنه «إعلان ضخم مدوٍ للعالم عن عودة السودان من عزلته المستمرة منذ ثلاثة عقود»، وتوقع سنداً دولياً واسعاً لبلاده في المؤتمر باتجاه إعفاء ديونها، ومساعدتها على الخروج من أزمتها الاقتصادية، وتشجيع الاستثمارات الدولية.
وقال عمر، في مقابلة مع «الشرق الأوسط»، إن الحكومة الانتقالية تواجه انتقادات من اتجاهين: أحدهما يصفها بأنها «هبوط ناعم» بمواجهة تصفية تركة نظام الإسلاميين، بقيادة الرئيس المعزول عمر البشير، فيما ينتقد الاتجاه الآخر خطوات لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو (حزيران) وإزالة الفساد، ويعدها «خشنة أكثر من اللازم» تجاه عناصر النظام السابق.
واعترف عمر بالصعوبات التي تواجه العلاقة بين العسكريين والمدنيين في الحكومة الانتقالية، بيد أنه وصفها بـ«الطبيعية المتوقعة»، وأرجعها إلى «التعقيدات التاريخية» التي لازمت علاقات العسكريين والمدنيين في السودان، وأضاف: «هذا نموذج الفترة الانتقالية، وهو غير مبرأ من العيوب... رغم الشوائب والتوترات وميراث عدم الثقة، فإن الشراكة ضرورية للانتقال، ولا يجب دفن رؤوسنا في الرمال عن المشكلات الموجودة فيها، ويجب مواجهتها بشجاعة ووضوح حتى لا تهدد الانتقال»... وفيما يلي نص الحوار:
> ماذا تحملون لمؤتمر شركاء السودان في باريس؟
- يعد مؤتمر شركاء السودان في باريس محطة مهمة في مسيرة الحكومة الانتقالية، فهو يهدف لكسر العزلة عن السودان، وإعادة إدماجها في الأسرة الدولية، ويتناول قضية الاستثمار وقضية إعفاء الديون. وسيشهد المؤتمر ملتقى استثمارياً استعدت له الحكومة والقطاع الخاص، وتم تنظيم «بروفات» للوقوف على الاستعدادات. وسيقدم رئيس الوزراء خلاله أوراق عمل، وعرضاً شاملاً لأهم القطاعات المطروحة للاستثمار في البنية التحتية والطاقة والزراعة والتعدين والتحول الرقمي.
> وملف الديون؟
- اجتاز السودان المراجعة الثانية لصندوق النقد الدولي أخيراً، وبذلك سيشق طريقه لمرحلة اتخاذ القرار، بالاستفادة من مبادرة إعفاء ديون الدول الفقيرة المثقلة بالديون (هيبك). وخلال المؤتمر، ستسدد متأخرات ديون صندوق النقد الدولي، بقرض تجسيري مقدم من فرنسا، ومتأخرات الديون للبنك الدولي وبنك التنمية الأفريقي، إضافة إلى التزامات الدول المختلفة، بالإعفاء الكامل للسودان من الديون ابتداء من شهر يونيو (حزيران) المقبل. لكن العلامة البارزة للمؤتمر أنه إعلان ضخم مدوٍ للعالم عن أن السودان قد عاد بعد ثلاثة عقود من الانغلاق الكامل.
> تراهن على المؤتمر بشكل كبير... ماذا لو لم يحقق السودان أهدافه منه؟
- يأتي الرهان على المؤتمر في سياقه وحجمه الطبيعي؛ قمنا بعمل كبير داخلي في الإصلاحات الاقتصادية، يتمثل في زيادة الإيرادات، وترشيد الصرف وتوجيهه بصورة صحيحة للأولويات، مثل السلع الاستراتيجية والتنمية والإنتاج. المؤتمر سيكمل هذا الجهد. وبناء على التقييمات والإعداد، نتوقع أثراً إيجابياً.
> هل حصلتم على وعود محددة من دول؟
- تنظم المؤتمر فرنسا، وهي دولة مهمة في العالم، وهذا دلالة على اهتمامها والتزامها، إلى جانب مشاركة قيادات عالمية من دول مهمة كبيرة. وقد أُجريت خلال الأيام الماضية اتصالات كثيرة بقادة العالم لحثهم على المشاركة، ودعم السودان خلال المرحلة الانتقالية الدقيقة.
> ماذا تتوقعون من المؤتمر؟
- بشكل أساسي، نتوقع تعزيز بيئة الاستثمار، واجتذاب استثمارات عالمية كبيرة، والحصول على دفعة قوية لإعفاء الديون.
> كيف سيؤثر المؤتمر على الأوضاع في البلاد؟
- تتمثل تأثيراته في إعفاء الديون، واجتذاب استثمارات، وإقامة شراكات عالمية مهمة؛ وهذا أثر اقتصادي كبير، إلى جانب الأثر السياسي المهم الذي سيحدثه، بإنهاء عزلة السودان الذي ظل طوال ثلاثة عقود معزولاً منبوذاً في العالم. إن مؤتمر باريس كرنفال احتفاء بالسودان من فرنسا ودول العالم الكبرى سيعيده لمواقعه، وربما أفضل مما كان عليه في السابق.
> تُنتقد الحكومة الانتقالية لتركيزها على الملفات الخارجية دون الداخلية...
- يحمل برنامج الحكومة الانتقالية الثانية الذي أجيز في فبراير (شباط) ومارس (آذار) الماضيين 5 أولويات رئيسية، واحدة منها العلاقات الخارجية، وتعمل الحكومة على الربط بين هذه الملفات. العمل الأساسي هنا داخل السودان، لكن لا يمكن تجاهل دور التأثير الإقليمي والدولي، فهو قد يكون إيجابياً أو سلبياً، ولهذا نبذل جهدنا لتحسين العلاقات الخارجية، بما يعظم الأثر الإيجابي. الملفات الأربعة الأخرى داخلية بامتياز، وهناك تركيز عليها.
> ما زالت الأزمة الاقتصادية تطحن الناس رغم إجراءات الجراحة القاسية...
- لا يمكن إصلاح خراب ثلاثين عاماً في عام ونصف العام. موضوعياً، يمكن القول إن هناك تقدماً في بعض الملفات وتأخراً في أخرى؛ حدث تقدم في ملف السلام بتوقيع اتفاقية جوبا، وهناك عمل مهم لإلحاق «الحركة الشعبية لتحرير السودان» بقيادة عبد العزيز الحلو (بالاتفاق). أما اقتصادياً، فقد اتخذت قرارات مهمة لإزالة التشوهات في جسد الاقتصاد السوداني، وقطعت خطوات كبيرة.
بالتأكيد هناك مشكلات تتعلق بحياة المواطنين. لكن بنظرة موضوعية، حدث بعض الانفراج في عدد من الملفات، مثل توفير القمح. أما بشأن الطاقة والوقود، فتوجد بعض الصعوبات، وقد تم إعداد خطط لمواجهتها، ونتوقع خلال هذا الشهر تحسناً في مجال الطاقة. صحيح لم تحل المشكلات جذرياً، لكن هناك خططاً واضحة لحلها، إضافة إلى الملفات الأخرى الأمنية والخارجية والإصلاح المؤسسي.
ولا يمكن حل كل مشكلات السودان خلال الفترة الانتقالية التي تبلغ 3 سنوات و3 أشهر في سنة ونصف السنة. ولو كان ذلك ممكناً لاقتصرت الفترة الانتقالية على هذه السنة ونصف. وبعد تمديد مدة الانتقال باتفاق سلام جوبا، إذا سارت الأمور وفقاً للبرامج المخططة، يمكننا تحقيق أهداف المرحلة الانتقالية بامتياز.
> لكن ماذا عن وقف التداعي على الأقل؟
- من دون شك هناك ضائقة حقيقية، لكن الحقيقة أنها بالأساس موروثة لم تخلقها الحكومة الانتقالية التي وجدت نفسها مضطرة للتعامل مع ملفات اقتصادية في غاية التعقيد؛ تزيد الديون على 60 مليار دولار، مع بنية إنتاجية محطمة بالكامل، وإيرادات ضعيفة جداً، في مواجهة التزامات عالية. والناس يسألون عن السند الخارجي، لكنه متوقف الآن في الإطار السياسي، ناهيك من الاقتصادي.
هناك مشكلات حقيقية في جهاز الدولة جعلت فاعليته ضعيفة، وأسهمت في تعقيد مهمة الإصلاح الاقتصادي. وبالمقارنة، خصوصاً في الأشهر الأخيرة، نلحظ تقدماً واضحاً في بعض الملفات، فتحريك سعر الصرف خلال 3 أشهر تأرجح في حدود 5 في المائة، وهذا تأرجح محدود جداً، مقارنة بتجارب الدول المشابهة التي حركت سعر الصرف. أما بقية الملفات، مثل القمح، فقد كان هناك شح خانق، أما الآن، بالإنتاج المحلي وخطوات قامت بها الحكومة، فقد أصبح لدينا مخزون يكفي البلاد لنهاية العام. وبمقارنة وضع الكهرباء والوقود مع الشهر الماضي، نلحظ تقدماً واضحاً ملموساً، كما أن هناك خطوات كبيرة لحل مشكلة شح الدواء، بتوفير موارد أحدثت انفراجاً نسبياً في الملف، فقضية الضائقة المعيشية معقدة، تغالب الحكومة الانتقالية وتبذل كل الجهد للتغلب عليها وحلها جذرياً.
> تتهم الحكومة بالتردد في ملف إصلاح الخدمة المدنية، وإعادة تثويرها، وبأنكم أصبحتم جزءاً من «الهبوط الناعم»، وتتعاملون بنعومة مع ما يفعله فلول النظام المعزول...
- تأتينا الاتهامات من اتجاهين: بعضهم يتحدث عن «الهبوط الناعم»، والآخرون ينتقدون لجنة إزالة التمكين، ويقولون إنها توقف الناس من دون محددات، وإنها خشنة أكثر من اللازم مع عناصر النظام البائد؛ هذا أمر نسبي، فالحكم على إطلاقه في الجهتين ليس صحيحاً، فهناك تمكين وتخريب في الخدمة استمر 30 عاماً، وتفكيكه جزء من المهام، لكن في الوقت ذاته لن تنصلح الخدمة بإزالة عناصر النظام البائد فقط. وتعمل الحكومة على موضوع الإصلاح الجذري للخدمة المدنية، وقبل أسابيع استعنا بواحد من أهم بيوت الخبرة العالمية لعمل تقييم للخدمة المدنية، ليساعدنا فنياً ولوجيستياً في الإصلاح الجذري؛ هذا مشروع يستغرق سنوات، وليس يوماً وليلة. هناك إرادة سياسية لتطهير الخدمة المدنية من سيطرة النظام البائد، وأدواته وآلياته وفساده، وإحداث الإصلاح الجذري داخلها.
> المنظومة الأمنية عاجزة عن توفير الأمن وحماية المواطنين، ما زاد معدلات الجرائم الغريبة، والحكومة متهمة بأنها لا تتعامل معه بشكل صارم...
- جزء من تخريب النظام البائد هو تخريب المنظومة الأمنية، فقد قسمها وجعلها مخترفة بواسطة عناصره، وغير في ثقافتها، بما يصعب قبولها للتحول الديمقراطي، لذا تقاومه في داخلها، بما يجعل إصلاحها أكثر صعوبة. وعلى الرغم من ذلك، فإن هناك خطوات تضمنت تغيير قيادات الشرطة، وإعادة المفصولين السابقين إليها، ومراجعة هيكليتها، وتوفير الموارد اللازمة، وهي مثل غيرها من الملفات لا تعالج بين ليلة وضحاها.
وتتعامل الحكومة بالجدية الممكنة في الملف الأمني، لكن الحوادث التي تحدث هنا وهناك متوقعة بسبب السيولة السياسية التي ترافق فترات الانتقال، والتي يتوقع أن يزداد الخطر الأمني فيها. لكن بمقارنة السودان بدول في محيطة مرت بتجربته، فنسبياً الأداء عندنا أفضل، إذ نتصدى أولاً بأول لكل المشكلات، وبكل الجدية الممكنة للسيطرة على الأمن، لكن التحسن الكامل مرتبط بتحسن أداء المنظومة الأمنية، إحدى أولويات الحكومة الخمس.
> من المقرر إجراء جولات تفاوض مع «الحركة الشعبية»، بقيادة عبد العزيز الحلو، في جوبا، في الـ24 من الشهر الحالي... هل تتواصلون مع عبد الواحد محمد نور؟
- تتواصل جهات كثيرة داخلية وخارجية مع عبد الواحد لحثه على الالتحاق بالعملية السلمية، فالحكومة جادة في أن يكون السلام شاملاً جاداً، ونشجع الرفيق عبد الواحد ليكون جزءاً من العملية السلمية، لأن كل ما ينادي به مكانه طاولة الحوار، فلو أغلقت قنواته يصعب حل القضايا. ونحن متفائلون بأن تحقق الاتصالات الكثيرة معه أثراً إيجابياً ليكون جزءاً من التفاوض.
> مرت نحو 7 أشهر على توقيع اتفاقية جوبا، وتقاسمتم السلطة، ولكن لم ينجز الكثير... ما المعوقات؟
- المعوق الأكبر هو التمويل؛ أي اتفاقية سلام بحاجة لموارد مالية لتنزل بها من الأوراق، ويحسها المتأثرون من الحرب، وموارد الدولة شحيحة للغاية، ولم يتم تمويل عملية السلام من أي جهة غير المصادر المحلية، وهو ما أعاق تنفيذ كثير من بنود الاتفاق.
كذلك أخذ التفاوض على آليات التنفيذ وقتاً طويلاً بسبب الآراء المختلفة، لكن الاتفاق على الآليات اكتمل، ونعقد اجتماعات مكثفة لآليات تنفيذ الاتفاق لإعادة ترتيب مصفوفة التنفيذ، ووضعها مجدداً في المسار الصحيح.
> شكلتم لجاناً كثيرة لدرجة وصفكم بـ«حكومة اللجان»، لكنها لا تقدم تقاريرها للرأي العام...
- بالتأكيد، على كل لجنة الوصول لخلاصات. ومن تجربتنا القصيرة، هذا الكلام صحيح، فلجنة تقصي حقائق أزمة المواد البترولية، آخر لجنة كُونت، قدمت للرأي العام خلاصة تحقيقاتها خلال 3 أسابيع، حتى بوجود إخفاقات نحن عازمون على معالجتها والتصدي لها.
> أشير إلى لجنة مهمة جداً هي لجنة التحقيق في محاولة اغتيال رئيس الوزراء؛ لنحو عامين لا أحد يعرف ماذا هناك...
- هذه واحدة من اللجان التي لم تصل إلى نتائج نهائية في الأمر بسبب عوامل كثيرة، لكن هناك متابعة ودفعاً من جهات عدة لتصل إلى خلاصات يتم إعلانها للرأي العام، مع معاقبة المتسببين في الحادثة.
> حتى لجنة التحقيق في أحداث فض الاعتصام تحولت للجنة كلامية...
- فعلاً، هذا الملف بحاجة لمعالجة عاجلة سريعة، على الرغم من أنه ملف معقد للغاية، والعمل الذي تقوم به اللجنة للوصول إلى حقائق نهائية صعب جداً، لكن أيضاً من المفهوم التململ بسبب تأخر تقرير اللجنة؛ هي لجنة عدلية مستقلة. لكن بالتواصل معها، من الواضح أنها في المراحل الأخيرة لإنجاز عملها. ونحن في الحكومة حاضرون لتوفير كل السند اللازم لإكمال مهمتها بأفضل صورة ممكنة.
> ملف الفشقة مقرون بملف «سد النهضة»... هل أدى تغيير السودان لمواقفه السابقة إلى فقده كل أوراق اللعب؟
- لم تتغير مواقف السودان من القضيتين، ففي موضوع «سد النهضة»، يتبنى موقفاً إيجابياً من قيام السد، وفقط يشترط التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم، وهذا موقف ثابت. ما حدث هو تغير الموقف الإثيوبي، وتنفيذ الملء الأول بصورة أحادية، والشروع الآن في ملء ثانٍ يتضرر منه السودان من دون اتفاق ملزم.
أما موضوع الفشقة، فموقفنا ثابت منذ 1902: هي أرض سودانية تم اغتصابها واحتلالها، والسودان قائم بتصحيح وضعية مختلة، مسنوداً بالقانون الدولي والشرعية الدولية، وتثبت العلامات الحدودية على الأرض سودانية الفشقة. وقد ظل السودان باستمرار يتمسك بأرضه، مصمماً على عدم التفريط في سيادته عليها، من دون أن يرفض أي شكل من أشكال التعاون مع الجارة إثيوبيا، بما لا يخل بسيادته وسيطرته على أراضيه.
> ماذا لو تعنت الإثيوبيون؟
- نحن أصحاب حق، وسيطرق السودان كل الأبواب لإيقاف الضرر الواقع عليه، لأن خطوة الملء الأحادي مهدد مباشر لأمنه القومي، ولن نقف مكتوفي الأيدي في هذا الأمر. هذه معركة الشعب السوداني كله.
> زار أكثر من مسؤول أميركي السودان في الأيام الماضية، وملفات السد والتوتر الحدودي مع إثيوبيا هي المسيطرة... ما خلاصة الزيارات؟ وهل دعموا الموقف السوداني أم أنهم بصدد مبادرة؟
- هناك تفهم كبير لموقف السودان، ويتضح ذلك حتى في التصريحات التي أدلوا بها، لأنه موقف موضوعي، ويقف الحق معه في كلا القضيتين. قلنا لهم إننا متمسكون بالحل السلمي السياسي، ولا نريد توترات وتصعيداً مع جارتنا إثيوبيا. الحوارات معهم كانت إيجابية للغاية، ونبارك دور الوسطاء المختلفين للوصول إلى حل في الوقت المناسب.
> هل اقترب موقف السودان من مصر أكثر؟
- مصر دولة جارة شقيقة، يربطنا بها رباط عميق في التاريخ والجغرافيا، وهناك مشتركات كثيرة بيننا في ملف «سد النهضة». ومنذ البداية، تحدث السودان عن اتفاق يشمل الجميع ويقرب بينهم، والبناء على ما يوحدنا ويجمعنا.
> ما العوامل التي تحدد قرب السودان من أي من الطرفين؟
- النقطة الأساسية لأي تقارب هي المصلحة المشتركة لشعوب البلدان الثلاثة. وقد عملت الحكومة الانتقالية منذ تكوينها على كيفية إعادة تأسيس علاقات السودان مع جيرانه بأسس صحية إيجابية تخالف الموروث من الماضي، وبذلت الجهد المطلوب مع الجوار لإعادة تأسيس العلاقات وفقاً للمصالح المشتركة.
> تزعم إثيوبيا أن السودان يدرب قوات تابعة لجبهة تحرير تيغراي... إلى ماذا تستند؟
- هذا أمر غير صحيح، وبلا سند، لأننا لا يمكن أن نكون عنصر عدم استقرار في إثيوبيا، ونعلم أن استقرارها من استقرار السودان، والعكس، ولا يمكننا التورط في عمل عدائي تجاه الأشقاء في إثيوبيا. وما يجري داخل إثيوبيا شأن داخلي إثيوبي.
> لكن لماذا يتهمون السودان ما دامت الرؤية بهذا الوضوح؟
- الموقف الإثيوبي في القضيتين المتعلقتين بالسودان (السد والحدود) موقف متأثر بالوضع الداخلي لإثيوبيا، ما خلق صعوبات حتى للقيادة الإثيوبية، فكل المخاطبات الواردة من هنا وهناك مربوطة بالوضع الداخلي الإثيوبي، أكثر من كونها مربوطة بحقائق على الأرض.
> تزعم المعارضة أن المجموعة المدنية مستسلمة للعسكريين، وقد تحولت لأدوات لهم... هل العلاقة بين الطرفين علاقة مثمرة أم علاقة تشاكس؟
- منذ ذهب الثوار إلى القيادة العامة في 6 أبريل (نيسان)، كان التصور أن المرحلة الانتقالية مرحلة تضامنية بين المدنيين والعسكريين لإنجاز مشروع الانتقال. في النهاية، هذا هو «نموذج المرحلة الانتقالية»، من دون أن يعني ذلك أنه مبرأ من العيوب، ففيه نواقص، وهو يواجه صعوبات حقيقية ناتجة من إرث ممتد منذ الاستقلال.
العلاقة بين المدنيين والعسكريين في الأصل بها شوائب وتوترات وميراث من عدم الثقة والمواجهات والتصورات المختلفة لإدارة الدولة، وهذه قضية رئيسية مرتبطة بنشوء الدولة السودانية الحديثة، ولا تحل بين عشية وضحاها. ومن المتوقع أن تشهد العلاقة -من دون أن يكون فيها فصام- تعقيدات كثيرة. لكنها شراكة ضرورية لنجاح الانتقال، ولا يجب أن ندفن رؤوسنا في الرمال عن المشكلات الموجودة داخلها، وما لم نواجهها بشجاعة ووضوح، سيتم تهديد الانتقال. نحن اخترنا من داخل هذه الشراكة مواجهة المشكلات بوضوح، بما يؤدي إلى انتقال ديمقراطي، وتصفية النظام القديم.
> هل أدى هذا إلى تأخير التوافق على تكوين جهاز الأمن الداخلي؟
- ليس جهاز الأمن الداخلي وحده، بل هناك ملفات كثيرة صاحب تنفيذها بطء، ليس بسبب الشراكة بين المدنيين والعسكريين وحدها، ولكن لأن الفترة الانتقالية فترة تمثيل واسع لأطياف مختلفة. وتقوم العلاقة بينها على التوافق، وتحقيق الإجماع قد يؤخر التقدم، ويتسبب في أن يكون بطيئاً بسبب صعوبة الجمع بين الآراء المختلفة. وبالتأكيد تعقيدات العلاقة بين المدنيين والعسكريين، وداخل المدنيين والعسكريين أنفسهم، تتسبب ببطء بعض الملفات.
> هل ناقش مجلس الوزراء قانون جهاز الأمن الداخلي؟
- لم يدخل القانون مجلس الوزراء قطعاً. والقانون الذي تسرب قال وزير العدل إنه تسرب من داخل الوزارة قبل أن تكمل عملها، وأصدقك القول إن مجلس الوزراء اطلع عليه في أثناء تداوله في الوسائط؛ هو قانون مرفوض جملة وتفصيلاً. نحن نتحدث عن جهاز أمن داخلي ضمن إطار ديمقراطي، ومن الواضح أن المحددات المطلوبة له لا يوفرها القانون المتداول. وتعمل وزارة العدل على استكمال صياغة مشروع قانون لعرضه على مجلس الوزراء في أسرع فرصة.



اليمن يتجاوز الحالة المدارية الماطرة بأقل الخسائر

السلطات اليمنية بدأت فتح الطرقات وإزالة آثار السيول في المهرة (إعلام حكومي)
السلطات اليمنية بدأت فتح الطرقات وإزالة آثار السيول في المهرة (إعلام حكومي)
TT

اليمن يتجاوز الحالة المدارية الماطرة بأقل الخسائر

السلطات اليمنية بدأت فتح الطرقات وإزالة آثار السيول في المهرة (إعلام حكومي)
السلطات اليمنية بدأت فتح الطرقات وإزالة آثار السيول في المهرة (إعلام حكومي)

بأقل الخسائر تجاوز اليمن الحالة المدارية التي ضربت الأجزاء الشرقية من البلاد خلال اليومين الماضيين، وأعلن عن تسجيل حالة وفاة واحدة، واقتصرت الأضرار على الطرقات والأراضي الزراعية التي جرفتها السيول المتدفقة، وسط تأكيد مركز الأرصاد الجوية استمرار الحالة المطرية.

يأتي هذا في حين طلبت السلطة المحلية بمحافظة مأرب من السكان الذين يقطنون منازل أو خياما في ممرات السيول الإخلاء الفوري لهذه المواقع خشية تضررها، حيث تتوقع الأرصاد الجوية هطول أمطار غزيرة وتدفق السيول خلال الساعات المقبلة.

السيول جرفت الطرق في اليمن وألحقت أضراراً كبيرة بالأراضي الزراعية (إعلام حكومي)

وفي محافظة المهرة تفقد المحافظ محمد علي ياسر الأعمال الجارية لفتح الطرقات عقب السيول التي تدفقت في عدد من الأودية إثر المنخفض الجوي الذي تأثرت به المحافظة خلال الأيام الثلاثة الماضية، خاصة في وادي الجزع (المدخل الشمالي لمدينة الغيضة والواقع على الخط الدولي الساحلي).

وأثنى المحافظ على الجهود التي تقوم بها مؤسسة الطرق والجسور ومكتب الأشغال العامة في فتح الطرق وتصفية ممرات السيول أمام حركة السير، وطالب بمضاعفة الجهود في إصلاح وصيانة بقية الطرق المتضررة بما يمكن من انسيابية الحركة وتسهيل تنقل المواطنين. وأكد استعداد السلطة المحلية لتقديم المزيد من الدعم وتذليل الصعوبات التي تواجه عمل مؤسسة الطرق.

وفاة واحدة

في محافظة حضرموت ذكرت السلطات المحلية أن شخصا فارق الحياة في مدينة المكلا عندما جرفته السيول، وهي حالة الوفاة الوحيدة المسجلة حتى الآن، فيما جرفت السيول عددا من السيارات ومساحات من الأراضي الزراعية في وادي حضرموت تحديدا.

وأصدرت غرفة الأرصاد والتنبؤات بحضرموت تنبيها أكدت فيه استمرار تدفق السيول في أجزاء واسعة من مديريات الهضبة الغربية والجنوبية، وأكدت أن الأمطار الغزيرة تتوسع على تلك المناطق مع نشاط للسحب الركامية.

بدوره أكد المركز الوطني اليمني للأرصاد والإنذار المبكر أن 8 من محافظات البلاد شهدت خلال اليومين الماضيين أمطارا متفاوتة الشدة، حيث سجلت محطات الرصد الجوي مستوى الأمطار في بعضها، ومنها مدينة المكلا (56 ملم) ومنطقتي المعافر (10.5 ملم)، والضالع (0.4 ملم)، أما في المناطق خارج نطاق محطات الرصد الجوي فقد هطلت أمطار متفرقة، بعضها غزيرة على ساحل حضرموت وأجزاء من محافظات إب والبيضاء وأبين وشبوه وحضرموت والمهرة.

سيول تتدفق في قلب مدينة المكلا مركز محافظة حضرموت (إعلام محلي)

ونبه المركز إلى استمرار هطول الأمطار الرعدية متفاوتة الشدة على أجزاء متفرقة في 12 محافظة يمنية مصحوبة بسيول جارفة، واضطراب بحري في عدد من السواحل، خلال الساعات المقبلة، وذكر أن هطول الأمطار الرعدية متفاوتة الشدة سيؤدي إلى تدفق السيول على صحار وهضاب وسواحل محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، إضافة إلى أجزاء متفرقة من محافظات ريمة وذمار وإب وتعز والضالع وأبين والبيضاء ومأرب ومرتفعات لحج.

وبين المركز أن الأمطار المتفاوتة الشدة ستشمل أيضا أجزاء من محافظات صعدة وحجة والمحويت وعمران وصنعاء، في غرب وشمال البلاد، وطالب السكان في المناطق التي ستشهد أمطار غزيرة بعدم الوجود في بطون الأودية ومجاري السيول أثناء وبعد هطول الأمطار، والبقاء بعيدا عن العواصف الرعدية والرياح الشديدة وتساقط حبات البرد، حفاظا على سلامتهم.

كما نبه سائقي المركبات للتدني في مدى الرؤية الأفقية، بسبب هطول الأمطار وتشكل الضباب، وإمكانية حدوث الانهيارات الصخرية خاصة في المناطق الجبلية، ونصح بعدم عبور الجسور الأرضية أثناء تدفق السيول، كما حذر الصيادين ومرتادي البحر من اضطراب البحر وارتفاع الموج على السواحل الشرقية والجنوبية ومضيق باب المندب.

تدابير في مأرب

في محافظة مأرب اليمنية حذرت لجنة الطوارئ من يسكنون في الأودية وبالقرب من ممرات ومجاري السيول ‏من تدفق السيول، ودعتهم إلى الابتعاد الفوري والعاجل عن تلك المناطق، وتجنب البقاء فيها أو الاقتراب منها، حفاظا على الأرواح والممتلكات، وحملت كل من يخالف هذه التعليمات المسؤولية الكاملة.

رجل يتفقد سيارة انقلبت بسبب الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة في مدينة المكلا اليمنية (رويترز)

ووفق تقرير أصدره صندوق الأمم المتحدة للسكان مطلع العام الحالي تضرر أكثر من 300 ألف شخص خلال العام الماضي جراء الظروف المناخية القاسية، واستمرار الصراع، وأجبروا على ترك منازلهم في معظم أنحاء اليمن.

وأكد الصندوق الأممي أن تفاقم الصراع والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ، مثل الأعاصير والفيضانات والأمطار الغزيرة؛ أديا إلى تضرر 45 ألف أسرة تتكون ممّن 319445 شخصا؛ حيث أجبر هؤلاء على الفرار من منازلهم في 20 محافظة.

وبحسب ما ذكر التقرير فإن الغالبية العظمى أو ما نسبته 75 في المائة من إجمالي المتضررين، كانت بسبب الكوارث الطبيعية المرتبطة بالمناخ التي أدت إلى نزوح 239 ألف شخص نتيجة الفيضانات ونحو 37 ألف شخص بسبب الأعاصير، كما حدث في محافظات المهرة وحضرموت وسقطرى التي ضربها إعصار «تيج» في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


جبايات طاردة للمزارعين ورؤوس الأموال في اليمن

بضائع المستوردين تتكدس في جمارك الجماعة الحوثية المستحدثة بسبب الضرائب الباهظة (إعلام حوثي)
بضائع المستوردين تتكدس في جمارك الجماعة الحوثية المستحدثة بسبب الضرائب الباهظة (إعلام حوثي)
TT

جبايات طاردة للمزارعين ورؤوس الأموال في اليمن

بضائع المستوردين تتكدس في جمارك الجماعة الحوثية المستحدثة بسبب الضرائب الباهظة (إعلام حوثي)
بضائع المستوردين تتكدس في جمارك الجماعة الحوثية المستحدثة بسبب الضرائب الباهظة (إعلام حوثي)

فرضت الجماعة على مزارعي المحافظة جبايات جديدة، في وقت ينوي فيه التجار ورجال الأعمال الإضراب الشامل وتنظيم احتجاجات على الزيادات الجمركية.

ويعتزم التجار في مناطق سيطرة الجماعة تنفيذ إضراب شامل واعتصامات في المراكز الجمركية بسبب رفع الرسوم الجمركية بنسبة 100 في المائة، تطبيقاً لقرار القيادي في الجماعة رشيد أبو لحوم المعين وزيراً للمالية في حكومتها غير المعترف بها.

وكان أبو لحوم منح التجار المستوردين مهلة ستة أشهر لبدء الاستيراد عبر ميناء الحديدة الخاضع للجماعة، والتوقف عن الاستيراد عبر ميناء عدن الذي يخضع للحكومة الشرعية، وهو القرار الذي يصفه العديد من الباحثين الاقتصاديين بأنه غير قانوني أو دستوري، وسيؤدي إلى رفع أسعار جميع السلع التي تدخل عبر البر من المناطق المحررة.

جبايات على «القات»

أخيراً فرضت الجماعة الحوثية جبايات جديدة على المزارعين وتجار نبتة «القات» (نبتة يتناولها اليمنيون على نطاق واسع وتصنف بأنها مخدرة في الكثير من الدول) في عدد من المحافظات بنسبة تصل إلى 500 في المائة بمسمى الضرائب، ما أدى إلى توقف الكثير منهم عن مزاولة أنشطتهم.

وذكرت مصادر محلية في محافظات إب والبيضاء والضالع أن تجار نبتة «القات» فوجئوا خلال أيام عيد الفطر بالرسوم الجديدة التي فرضت عليهم، واضطروا لدفعها خشية أن يتم منعهم من البيع، خصوصاً وأن العيد يعد موسماً لازدهار تجارتهم، نظراً لإقبال اليمنيين على الإكثار من تعاطي هذه النبتة خلال الإجازات.

وفي حين تراجعت الجماعة عن هذه الزيادات لاحقاً في محافظة الضالع، أقرتها في بقية المحافظات كرسوم ضريبية بنسبة 500 في المائة، بعد أن توقع التجار والمزارعون أنها ستكون مؤقتة بسبب العيد، وطمع مشرفي وقيادات الجماعة في مقاسمتهم الأرباح التي يحصلون عليها في مثل هذا الموسم.

أسعار «القات» في اليمن ترتفع بسبب الزيادات الضريبية وتباهي أثرياء الحرب بتعاطي أغلى أنواعه (أ.ف.ب)

وفسر الناشط الاجتماعي اليمني جابر اليزيدي، وهو من سكان مديرية دمت التابعة لمحافظة الضالع، تراجع الجماعة الحوثية عن هذه الزيادة لتخوفها من تراجع إيراداتها من الجبايات والضرائب المفروضة على نبتة «القات» في محافظة الضالع، إذا ما أوقف مزارعو الأجزاء المحررة من المحافظة بيع «القات» للتجار في الأجزاء الواقعة تحت سيطرة الجماعة بسبب هذه الزيادات، حيث لا تستطيع الجماعة معاقبة هؤلاء المزارعين.

وأضاف اليزيدي لـ«الشرق الأوسط»، أن الجماعة تخشى أيضاً من ردة فعل سكان الأجزاء الواقعة تحت سيطرتها من المحافظة، خصوصاً وأن مديرية دمت شهدت في الأعوام السابقة احتجاجات متنوعة بسبب الجبايات والضرائب المتزايدة والأوضاع المعيشية، وظهرت أخيراً بوادر احتجاج ومطالبة السكان بصرف الرواتب.

هجرة المزارعين

تعد الضالع إحدى أكثر المحافظات اليمنية إنتاجاً لنبتة «القات»، في حين يعد «القات» المزروع فيها من أكثر الأنواع جودةً، ويُباع بأسعار باهظة في مختلف محافظات جنوب البلاد التي تندر زراعته فيها، غير أنه لا يصل إلى المحافظات الشمالية إلا بشكل محدود، حيث تنتشر زراعة أنواع مختلفة منه.

ويقول ناشط اجتماعي في محافظة إب لـ«الشرق الأوسط»، إن الجبايات التي تعمل الجماعة الحوثية على زيادتها بشكل دوري على مختلف المزروعات، خصوصاً «القات»، أجبرت الكثير من المزارعين والباعة على ترك هذه المهنة والتوجه إلى مهن أخرى أو الهجرة خارج المحافظة أو خارج البلاد.

وأشار الناشط، الذي طلب التحفظ على اسمه، إلى أن قرية أقاربه التي لا يزيد تعداد سكانها عن ألف شخص، شهدت خلال السنوات الماضية هجرة ما يزيد على 200 من شبابها ممن كانوا يعملون في زراعة وتجارة «القات» إلى خارج البلاد، بسبب زيادة الأعباء عليهم نتيجة فرض الإتاوات المتزايدة.

الضرائب الحوثية تسببت في الإضرار بالمزارعين وتجار «القات» (أ.ب)

وينبه الباحث الاقتصادي عبد القادر المقطري إلى أن الجبايات والضرائب التي تفرض على زراعة وتجارة نبتة «القات» تؤدي إلى زيادة الأعباء الاقتصادية على العائلات التي ليست لها موارد اقتصادية سوى هذا النشاط، ورغم زيادة أسعار هذه النبتة، فإن الإقبال على تناولها لا يتراجع، نظراً لصعود طبقة تثري من تجارة الحرب والفساد.

ويذهب المقطري في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن تجارة الحرب والفساد ساهما في زيادة أسعار نبتة «القات»، بعيداً عن الإتاوات والضرائب المفروضة عليها باستمرار، نظراً لأن الطبقات التي نشأت عنهما يتنافس أفرادها في الحصول على أجود الأنواع والتباهي بذلك خلال «جلسات المقيل»، حيث يتم مضغ النبتة.

إلا أن هذه الزيادات الهائلة في الأسعار لا تصل إلا لنسبة محدودة من كبار التجار، وهم في الغالب باعة الأنواع الباهظة الثمن، بينما يعاني صغار التجار والمزارعون من تضاؤل هامش الربح باستمرار نظراً للضرائب والجبايات المفروضة وغيرها من الأعباء المفروضة عليهم.


هيئة بحرية بريطانية: على السفن التجارية في الخليج وغرب المحيط الهندي البقاء في حالة حذر

طائرات مسيرة تظهر خلال مناورة قتالية للجيش الإيراني في سمنان - إيران 4 يناير 2021 (إيران)
طائرات مسيرة تظهر خلال مناورة قتالية للجيش الإيراني في سمنان - إيران 4 يناير 2021 (إيران)
TT

هيئة بحرية بريطانية: على السفن التجارية في الخليج وغرب المحيط الهندي البقاء في حالة حذر

طائرات مسيرة تظهر خلال مناورة قتالية للجيش الإيراني في سمنان - إيران 4 يناير 2021 (إيران)
طائرات مسيرة تظهر خلال مناورة قتالية للجيش الإيراني في سمنان - إيران 4 يناير 2021 (إيران)

قالت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري، اليوم (الجمعة)، إنها توصي السفن التجارية في «الخليج العربي وغرب المحيط الهندي»، بالبقاء في حالة حذر تأهبا لزيادة نشاط الطائرات المسيرة في المنطقة.

وقالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، اليوم، إنه لا توجد مؤشرات حالياً على أن سفناً تجارية كانت الهدف المقصود للضربة الإسرائيلية ضد إيران.


زعيم الحوثيين يتبنّى مهاجمة 98 سفينة منذ بدء التصعيد البحري

صاروخ استعرضته الجماعة الحوثية في صنعاء (رويترز)
صاروخ استعرضته الجماعة الحوثية في صنعاء (رويترز)
TT

زعيم الحوثيين يتبنّى مهاجمة 98 سفينة منذ بدء التصعيد البحري

صاروخ استعرضته الجماعة الحوثية في صنعاء (رويترز)
صاروخ استعرضته الجماعة الحوثية في صنعاء (رويترز)

تبنّى زعيم الجماعة الحوثية في اليمن عبد الملك الحوثي، الخميس، مهاجمة 98 سفينة منذ بدء التصعيد البحري في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتباهى بالرد الإيراني على إسرائيل، مهدداً باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي.

وفيما يدعي الحوثي أن هجمات جماعته نصرة للفلسطينيين في غزة، جدّد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي تفنيد هذه السردية الحوثية، متهماً الجماعة وحلفاءها في لبنان والعراق بتنفيذ أجندة إيران.

الجماعة الحوثية سخرت الموارد والأموال للتعبئة العسكرية على حساب ملايين الجوعى (إعلام حوثي)

وفي خطبة بثها تلفزيون المسيرة (الذراع الإعلامية للجماعة)، تبنى الحوثي تنفيذ 14 هجوماً في البحر الأحمر وصولاً إلى المحيط الهندي، وفق زعمه باستخدام 36 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيرة، قال إنها استهدفت 8 سفن، ما يرفع عدد السفن المستهدفة إلى 98 سفينة.

وخصص الحوثي مساحة واسعة من خطبته لمديح الرد الإيراني على إسرائيل، مدعياً مشاركة ما يسمى «محور المقاومة» في هذا الرد في إشارة إلى جماعته «حزب الله» اللبناني، والفصائل العراقية الموالية لطهران.

وبخلاف الرواية الإيرانية الرسمية التي أكدت أن ردها على إسرائيل كان بسبب مقتل جنرالاتها في الضربة التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق، زعم الحوثي أن الرد كان من أجل مناصرة فلسطين.

وشدّد الحوثي على أتباعه للتظاهر والاحتشاد في صنعاء والمناطق الخاضعة للجماعة، الجمعة، كما دعا إلى استمرار عمليات التعبئة والتجنيد، بعد توقفها خلال إجازة عيد الفطر.

ويقول الجيش الأميركي إن الحوثيين هاجموا السفن في 122 مناسبة، وإن قواته نفذت قرابة 50 ضربة على الأرض لتقليص قدرات الحوثيين ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) الماضي.

مقاتلة من طراز «إف 18» على متن حاملة طائرات مشاركة في حماية الملاحة من هجمات الحوثيين (الجيش الأميركي)

وطبقاً للقيادة المركزية الأميركية، أثرت هجمات الحوثيين على مصالح أكثر من 55 دولة، وهدّدت التدفق الحر للتجارة عبر البحر الأحمر، الذي هو حجر الأساس للاقتصاد العالمي، حيث دفعت الهجمات أكثر من عشر شركات شحن كبرى إلى تعليق عبور سفنها عبر البحر الأحمر؛ ما تسبب في ارتفاع أسعار التأمين على السفن في المنطقة.

وكانت واشنطن أطلقت تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»، لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض. وانضم لها الاتحاد الأوروبي للمساهمة في حماية السفن دون توجيه ضربات مباشرة للحوثيين.

ومنذ تدخل الولايات المتحدة عسكرياً، نفَّذت أكثر من 400 غارة على الأرض ابتداء من 12 يناير الماضي لتحجيم قدرات الحوثيين العسكرية، أو لمنع هجمات بحرية وشيكة. وشاركتها بريطانيا في 4 موجات من الضربات الواسعة.

في مقابل ذلك، أُصيبت 16 سفينة على الأقل خلال الهجمات الحوثية، إلى جانب قرصنة «غالاكسي ليدر»، واحتجاز طاقمها، وتسببت إحدى الهجمات، في 18 فبراير (شباط) الماضي، في غرق السفينة البريطانية «روبيمار» بالبحر الأحمر بالتدريج.

كما تسبب هجوم صاروخي حوثي في 6 مارس (آذار) الماضي في مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس».

نفي سردية الحوثيين

أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي في تصريحات لوسائل إعلام مصرية، عدم وجود أي علاقة بين الحوثيين في البحر الأحمر وادعاءاتهم بمناصرة غزة.

وقال العليمي إن «المليشيات الحوثية وحلفاءها في العراق ولبنان والمنطقة يستخدمون قميص غزة لخدمة المصالح والأجندة الإيرانية، مدللاً على ذلك بالتناغم بين النشاط الذي تقوم به الميليشيات في العراق والنشاط الذي تقوم به الميليشيات في سوريا ولبنان واليمن، وفقاً لمصالح إيران والحوارات غير المعلنة بينها وبين المجتمع الغربي».

رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي (سبأ)

وأضاف: «نحن نعرف أن هناك حوارات مستمرة بين الغرب، وبين إيران وهي تطرح شروطها بوضوح بما فيها رفع العقوبات مقابل وقف التصعيد».

وأشار إلى حرص بلاده على إحداث تحول في الاستراتيجيات لصالح المنطقة ولصالح اليمنيين، وضد المشاريع التخريبية والتدميرية في المنطقة، إلى جانب الحرص على تماسك المجتمع الدولي في مجلس الأمن، وإبقاء العلاقات جيدة مع كل الأطراف.

وتابع: «لا نريد أن يدخل اليمن في صراع أو طرف في الصراعات الدولية، فنحن لدينا من الهموم ما يكفي، وبالتالي نحاول أن نحقق نوعاً من التوازن في علاقتنا الخارجية لكي نحقق أهدافنا في استعادة مؤسسات الدولة، وإسقاط الانقلاب، وتحقيق سلام شامل وعادل يعتمد على المرجعيات».

وأوضح العليمي أن الجماعة الحوثية بدأت منذ نشأتها في الثمانينات القيام بأعمال إرهابية، ثم شكلت بعد ذلك ما أطلق عليه الشباب المؤمن، ثم حشدت عناصرها ومونتهم بالأسلحة والأموال من إيران، وبدأت بمواجهة الدولة في عام 2004.

وتعرض رئيس مجلس الحكم اليمني لمشروع الحوثيين السياسي، المتمثل في أحقيتهم بالحكم سواء في اليمن أو في المنطقة العربية، ووصفه بـ«العنصر العقائدي في مشروعهم السياسي»، مشيراً إلى سعيهم إلى إعادة نظام الإمامة في اليمن بدعم إيراني.

مدمرة غربية تشارك في التصدي للهجمات الحوثية (الجيش الإيطالي)

وأعاد التذكير باستغلال الحوثيين لما عرف بالربيع العربي وما تلاه من ترتيبات لمرحلة الانتقال السياسي في اليمن من أجل الانقلاب على الدولة ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي دعت إليه المبادرة الخليجية، وشارك فيه الحوثيون بنحو 36 عضواً، وصولاً إلى مشاركتهم في إعداد مشروع مسودة دستور اليمن الجديد.

وقال العليمي إن إيران حققت عبر الحوثيين أهدافها بالقضاء على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني، وأدخلت اليمن في النفق المظلم والصراع والحرب الذي لا يزال مستمراً حتى اليوم.

واتهم إيران بأنها تستخدم القضايا العربية العادلة لأغراض غير عادلة وغير أخلاقية بما في ذلك زعزعة أمن واستقرار المنطقة العربية، مشيراً إلى أن القضية اليمنية واحدة من هذه القضايا التي تستخدمها إيران لتحقيق مصالحها على حساب مصلحة الشعب اليمني والمصلحة العربية عموماً.

وقال العليمي: «نحن لدينا معلومات عن كيفية استغلال إيران لميليشياتها سواء في اليمن أو في سوريا أو في العراق أو في لبنان لتحقيق مصالحها سواء فيما يتعلق بالعقوبات، وفك الحظر عن الأرصدة، أو فيما يتعلق ببرنامجها النووي، ومستقبل نفوذها في المنطقة».

وأضاف «أعتقد أن المصالح الإيرانية اليوم هي التي تتحكم بميليشياتها في المنطقة ومنها اليمن، حيث تغلب مصلحة إيران على مصالح هذه الشعوب، وهي الكارثة الكبرى التي يجب أن نواجهها اليوم جميعا». وفق تعبيره.


زعيم الحوثيين: نفّذنا 14 عملية في أسبوعين وصولاً إلى المحيط الهندي

مروحية عسكرية تابعة للحوثيين تحلّق فوق سفينة الشحن «غالاكسي ليدر» في البحر الأحمر يوم 20 نوفمبر 2023 (رويترز)
مروحية عسكرية تابعة للحوثيين تحلّق فوق سفينة الشحن «غالاكسي ليدر» في البحر الأحمر يوم 20 نوفمبر 2023 (رويترز)
TT

زعيم الحوثيين: نفّذنا 14 عملية في أسبوعين وصولاً إلى المحيط الهندي

مروحية عسكرية تابعة للحوثيين تحلّق فوق سفينة الشحن «غالاكسي ليدر» في البحر الأحمر يوم 20 نوفمبر 2023 (رويترز)
مروحية عسكرية تابعة للحوثيين تحلّق فوق سفينة الشحن «غالاكسي ليدر» في البحر الأحمر يوم 20 نوفمبر 2023 (رويترز)

قال عبد الملك بدر الدين الحوثي، زعيم جماعة الحوثي اليمنية الموالية لإيران، اليوم (الخميس)، إن الحوثيين نفّذوا 14 عملية بالبحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وصولاً إلى المحيط الهندي في غضون أسبوعين، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

وأضاف في خطاب بثه التلفزيون: «لا خطر على الملاحة التابعة للدول الأوروبية التي لا تتجه إلى العدو الإسرائيلي ويمكنها المرور بأمان وسلام».


اليمن: حملات الانقلابيين استهدفت 3200 منشأة تجارية في 40 يوماً

متجر في صنعاء لبيع المكسرات والحلويات (أ.ف.ب)
متجر في صنعاء لبيع المكسرات والحلويات (أ.ف.ب)
TT

اليمن: حملات الانقلابيين استهدفت 3200 منشأة تجارية في 40 يوماً

متجر في صنعاء لبيع المكسرات والحلويات (أ.ف.ب)
متجر في صنعاء لبيع المكسرات والحلويات (أ.ف.ب)

شنت الجماعة الحوثية خلال 40 يوماً حملات استهدفت نحو 3200 منشأة تجارية في صنعاء ومدن أخرى، بهدف الابتزاز وفرض الجبايات، وتمكين أتباعها من مفاصل العمل التجاري في مقابل التنغيص على غير الموالين لها.

وكشف تقرير صادر عن مسؤولي الجماعة المعينين في وزارة الصناعة ومكاتبها في المحافظات الخاضعة لهم، عن نزول فرق ميدانية في شهر رمضان الماضي استهدفت أكثر من 2237 منشأة تجارية، بينما استهدفت خلال إجازة عيد الفطر نحو 965 منشأة بحجة تسجيل مُلاكها مخالفات ورفضهم للتعليمات، وعدم التزامهم بقائمة الأسعار التي فرضتها الجماعة.

مركز جباية استحدثه الحوثيون على مقربة من إحدى المدن الخاضعة لهم (إعلام محلي)

وحلت العاصمة المختطفة صنعاء في المرتبة الأولى من حيث عدد المنشآت التجارية التي ضربتها موجة الاستهداف الحوثي بواقع 1672 عملية دهم، تلتها محافظتا الحديدة وعمران بواقع 169عملية استهداف لكل منهما، فيما حلت صعدة (معقل الجماعة) بالترتيب الثالث بعدد 66 عملية استهداف بالجباية خلال إجازة العيد ضد ملاك منشآت تجارية، لتأتي بعدها تباعاً بقية المدن والمحافظات الخاضعة تحت سيطرة الجماعة.

ونقلت وسائل إعلام الجماعة تصريحات للقيادي نجيب العذري المعين في منصب مدير العمليات المركزية بوزارة الصناعة والتجارة في حكومة الانقلاب غير المعترف بها، يؤكد فيها أن الحملة الميدانية في رمضان وإجازة عيد الفطر ضبطت أكثر من 3202 مخالفة بمنشآت تجارية متنوعة في عدة مناطق تحت سيطرتهم. زاعماً أن تلك المخالفات التي قيدتها الجماعة تركز أغلبها على عدم إشهار قائمة الأسعار.

لا استثناءات

في ظل استمرار حملات الابتزاز الحوثية، أفادت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، بأن الجماعة تنفذ منذ أيام أعمال جباية لم تستثنِ أحداً من التجار وملاك الأسواق والمطاعم والباعة المتجولين بمناطق متفرقة من صنعاء وضواحيها.

وطالت الحملات الحوثية في اليومين الماضين، عشرات المنشآت التجارية الكبيرة والمتوسطة والأصغر في صنعاء، حيث أفاد تجار لـ«الشرق الأوسط» بأن فرقاً حوثية ميدانية شنت حملات لجمع إتاوات نقدية وأخرى عينية بالقوة، تحت عناوين متعددة؛ أبرزها تمويل مشروعات الجماعة وجبهاتها القتالية.

حوثيون يداهمون مخزناً للأدوية في صنعاء (إعلام محلي)

وأكد نبيل، وهو اسم مستعار لأحد التجار في صنعاء أن ما وصفها بـ«فرق البطش الحوثية» داهمت في الأيام القليلة الماضية عدة محالّ وأسواق تجارية بمناطق متفرقة من المدينة، وباشر عناصرها بالاعتداء على عدد من الملاك واختطاف آخرين، إلى جانب فرض مبالغ مالية بحق مجموعة ثالثة من التجار.

واتهم التاجر وزير الصناعة بحكومة الحوثيين غير المعترف بها محمد شرف المطهر بالوقوف خلف جرائم التعسف والابتزاز والنهب المنظم الذي يتعرض له التجار ولا يزالون.

تعطيل الاقتصاد

مع مواصلة الجماعة الحوثية تعطيل ما تبقى من فاعلية الاقتصاد المحلي ووضع العراقيل أمام ما تبقى من منتسبي القطاع الخاص بمناطق سيطرتها بغية فرض كامل السيطرة عليه، أوضحت المصادر التجارية أن حملات الاستهداف الأخيرة ضد التجار، نُفذت بإشراف مباشر من قادة الجماعة المسؤولين عن قطاع الصناعة والتجارة في صنعاء وبقية المحافظات.

وأكدت المصادر أن حملات الاستهداف بالإغلاق وفرض الجبايات على ما تبقى من النشاط التجاري بمختلف أشكاله في مناطق سيطرة الجماعة يندرج في إطار النهج المنظم والواسع للقضاء على ما بقي من القطاعات الحيوية، وتمكين موالين للجماعة من الهيمنة التجارية.

وجاء تكثيف حملات الابتزاز في مناطق سيطرة الجماعة بالتوازي مع تحذيرات أممية بأن ملايين اليمنيين لا يزالون يعانون من الآثار المعقدة للعنف المسلح والأزمة الاقتصادية المستمرة، وتعطل مختلف الخدمات العامة، واحتياج نحو 21 مليون شخص إلى مساعدة إنسانية وخدمات حماية عاجلة.

العاملون في مختلف المهن يجبرهم الحوثيون على دفع الإتاوات (الشرق الأوسط)

وكان البنك الدولي وضع اليمن في أحدث تقرير له ضمن أكثر البلدان فقراً على مستوى العالم. وذكر أن بيانات الأمن الغذائي المتكامل تضع هذا البلد في مرتبة واحدة مع أفغانستان وهايتي والصومال وجنوب السودان والسودان ودول الساحل الأفريقي.

ووفقاً للتقرير الخاص بتقييم مستوى الفقر، فإن اليمن كان في الأساس بلداً فقيراً قبل اندلاع الحرب، ولهذا خلفت عشر سنوات من الصراع والأزمات آثاراً وخيمة على الظروف المعيشية، حيث يعاني الملايين من الجوع والفقر.


توجّه حوثي لمحاصرة البضائع المقبلة من المناطق المحررة

منذ أربعة أعوام يحاول الحوثيون ضرب ميناء عدن وإجبار المستوردين على مغادرته (إعلام حكومي)
منذ أربعة أعوام يحاول الحوثيون ضرب ميناء عدن وإجبار المستوردين على مغادرته (إعلام حكومي)
TT

توجّه حوثي لمحاصرة البضائع المقبلة من المناطق المحررة

منذ أربعة أعوام يحاول الحوثيون ضرب ميناء عدن وإجبار المستوردين على مغادرته (إعلام حكومي)
منذ أربعة أعوام يحاول الحوثيون ضرب ميناء عدن وإجبار المستوردين على مغادرته (إعلام حكومي)

يعكف الحوثيون على تفعيل قرار سابق بفرض رسوم جمركية على كل البضائع المقبلة من الموانئ الخاضعة لسيطرة الحكومة بنسبة 100 في المائة لإرغام المستوردين على تحويل بضائعهم إلى موانئ الحديدة الخاضعة لسيطرتهم، وفقاً لمصادر يمنية مطلعة.

تأتي الخطوة الحوثية في الوقت الذي يعمل فيه مبعوث الأمم المتحدة والوسطاء من الإقليم على احتواء تداعيات خطوة الجماعة المتمثلة في سك عملة معدنية غير قانونية من فئة 100 ريال يمني.

وذكرت مصادر في القطاع التجاري لـ«الشرق الأوسط» أن الوسطاء من السعودية وسلطنة عمان يعملون على احتواء تداعيات الحرب الاقتصادية بين الحكومة المعترف بها دولياً والحوثيين عقب قيام الأخيرة بإصدار العملة المعدنية من طرف واحد، ورد البنك المركزي في عدن على ذلك بمنع تداول هذه الفئة، وتوجيهه البنوك التجارية بنقل إداراتها المركزية من صنعاء إلى عدن خلال شهرين.

عائدات ميناء الحديدة يستحوذ عليها الحوثيون بينما يعاني سكان المدينة من الفقر (إعلام محلي)

وبينت هذه المصادر أن جهود الوسطاء مستمرة، وأن هناك أفكاراً تناقش وبمشاركة من الأمم المتحدة لاحتواء المواجهة الاقتصادية بين الحكومة والحوثيين، وتشمل هذه النقاشات جوانب كثيرة من الوضع الاقتصادي بما فيها استئناف تصدير النفط الذي توقف بسبب استهداف الحوثيين موانئ تصديره، وقالت إنه لم يتم التوصل بعد إلى تفاهمات واضحة بهذا الخصوص.

وبالتزامن مع هذه الجهود ذكرت مصادر القطاع التجاري أن رشيد أبو لحوم وزير المالية في الحكومة الحوثية غير المعترف بها، وجه المنافذ الجمركية التي استحدثت في مناطق التماس مع مناطق سيطرة الحكومة الاستعداد لبدء تنفيذ قرار سابق برفع الرسوم الجمركية بنسبة 100 في المائة، على كل البضائع المقبلة من الموانئ الخاضعة لسيطرة الحكومة، وهو القرار الذي أعلن عنه قبل ستة أشهر ومنح بموجبه التجار هذه الفترة لاستكمال تحويل استيراد البضائع إلى موانئ الحديدة الخاضعة لسيطرة الجماعة.

وذكرت المصادر أن القيادي الحوثي أبو لحوم يسعى ومنذ انتهاء فترة الأشهر الستة لتطبيق هذه الخطوة التي تهدف إلى رفع أسعار البضائع والسلع التي يتم استيرادها عبر الموانئ الخاضعة لسيطرة الحكومة لصالح البضائع التي يتم استيرادها عبر الموانئ التي تخضع لسيطرة الحوثيين، مع أن القانون اليمني لا يعطي الوزير ولا الحكومة غير المعترف بها حق فرض أي رسوم أو زيادة في الضرائب إلا بقانون، كما يمنع منح الإعفاءات إلا في حالات محددة وبشروط مشددة.

رفض للقرار

وفق المصادر اليمنية، فإن القطاع التجاري في مناطق سيطرة الحوثيين أكد أنه لن يرضخ لهذه الإجراءات التي وصفها بالتعسفية وغير القانونية، حيث يتهم القيادي الحوثي أبو لحوم بأنه كان السبب في ارتفاع أسعار جميع السلع من خلال مضاعفته رسوم ما يسمى بالنظافة والتحسين إلى أكثر من عشرة أضعافها خلال عام واحد، وأنه مستمر في مضاعفتها بمقدار مرتين كل عام، إلى جانب غيرها من الجبايات المرتبطة بالسلع والخدمات.

الحوثيون أغلقوا الطرق الرئيسية مع المناطق المحررة لإرغام التجار على الاستيراد عبر الحديدة (إعلام محلي)

ونبهت المصادر إلى أن قطاعاً كبيراً من التجار غادر إلى مناطق سيطرة الحكومة أو إلى الخارج، وأن هناك ممارسات يومية هدفها خلق طبقة جديدة من التجار مستفيدين من التسهيلات والامتيازات والإعفاءات التي يمنحها الحوثيون لهؤلاء التجار، وغالبيتهم ينحدرون من محافظة صعدة المعقل الرئيسي للجماعة.

واتهمت المصادر في القطاع التجاري أبو لحوم ومعه القيادي الآخر محمد المطهر المعين في منصب وزير الصناعة والتجارة في حكومة الانقلاب الحوثية إلى جانب القيادي أحمد حامد الذي يشغل منصب مدير مكتب مجلس الحكم الحوثي، بالعمل على تدمير القطاع الخاص.

ويأتي التدمير الممنهج - وفق المصادر - من خلال فرض الرسوم والجبايات المضاعفة ومصادرة البضائع بحجة مقاطعة الشركات الغربية، بينما يعمل هؤلاء على تقديم التسهيلات والإعفاءات من الرسوم القانونية والجبايات لمجموعة من التجار الذين يعملون لصالح الجماعة أو بالشراكة مع قيادات فيها.

ووفق ما ذكرته المصادر التجارية اليمنية، فإن الخطوة الحوثية المتوقعة ستسبب حالة من الفوضى، وتراكم السلع في المنافذ مع نقص المعروض منها في الأسواق، وإنها لن تجبرهم على الاستيراد عبر موانئ الحديدة، كما أن كميات كبيرة تأتي من دول الجوار عبر البر، وبالضرورة أن تمر عبر مناطق سيطرة الحكومة التي تسيطر على كل المنافذ البرية.

مسلحون حوثيون في تجمع دعا له زعيم الجماعة بصنعاء (رويترز)

وكان الحوثيون أعلنوا في مطلع أغسطس (آب) الماضي رفع الرسوم الضريبية على السلع المقبلة عبر المنافذ البرية مع مناطق سيطرة الحكومة بنسبة 100 في المائة من إجمالي القيمة الجمركية، بعد أن فشلت الجماعة في إقناع المستوردين بالتحول نحو ميناء الحديدة الخاضع لسيطرتهم، وبهدف زيادة الأموال التي يتحصلون عليها، والضغط على الجانب الحكومي مالياً بعد أن منعته من تصدير النفط منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2022 عند استهداف موانئ التصدير بعدة هجمات.


البحر متنفس النازحين في غزة رغم القصف والدمار

أهل غزة يقولون «البحر متنفسنا» بعيداً عن خيم النزوح (أ.ف.ب)
أهل غزة يقولون «البحر متنفسنا» بعيداً عن خيم النزوح (أ.ف.ب)
TT

البحر متنفس النازحين في غزة رغم القصف والدمار

أهل غزة يقولون «البحر متنفسنا» بعيداً عن خيم النزوح (أ.ف.ب)
أهل غزة يقولون «البحر متنفسنا» بعيداً عن خيم النزوح (أ.ف.ب)

دفع ارتفاع درجات الحرارة في دير البلح في قطاع غزة ناجي أبو وسيم وأسرته للهرب إلى البحر وقضاء بعض الوقت بعيداً عن خيم النزوح بعد أكثر من ستة أشهر من حرب مدمّرة متواصلة.

رصد تقرير لوكالة «الصحافة الفرنسية» وصول الآلاف الأربعاء إلى شاطئ بحر دير البلح في وسط قطاع غزة، بعضهم نزل إلى البحر للسباحة، فيما فضل آخرون البقاء على الشاطئ، واصطحب أحدهم حصاناً ركبوه، وأمكن رؤية جمل مع شبان آخرين.

وقال أبو وسيم «البحر متنفسنا الوحيد، أمضيت مع أسرتي ست ساعات على البحر، الأطفال كانوا فرحين».

وأضاف «هذا هدفنا الأول أن نخرجهم من أجواء الدمار، والقتل، والحرب، رغم أنهم يسمعون انفجارات في كل لحظة، والطائرات تجوب الأجواء».

وتابع «إن شاء الله تنتهي هذه الحرب، ونرجع إلى مدينة غزة حتى لو على الركام».

أما محمود الخطيب (28 عاماً) النازح من مدينة غزة إلى منطقة الزوايدة قرب دير البلح، فوصف الخيمة بأنها «مثل الفرن»، في إشارة إلى الحر الشديد.

وأضاف «اليوم كانت فرصة أمامنا أن نتوجه إلى البحر بسبب الحرارة المرتفعة، اصطحبت زوجتي وأولادي... أفضل من الخيمة».

وتخوّف من فصل الصيف المقبل. «نحن مقبلون على فصل صيف حار. درجات الحرارة تقتلنا إلى جانب الحرب. ليس أمامنا سوى شاطئ البحر».

واستدرك «يكفي سبعة شهور من الحرب، لم يبق شيء، لا بيوت، ولا مال، ولا بنية تحتية، لا شكل للحياة، كل شيء معدوم».

ورصدت عدسة وكالة «الصحافة الفرنسية» أطفالاً يلهون على الشاطئ، وآخرين على الرمال، بينما كانت نسوة محجبات يلتقطن الصور.

علبة سردين

بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس، قتل منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 33899 شخصاً في قطاع غزة، أكثر من 70 في المائة منهم من النساء والأطفال.

واندلعت الحرب عقب هجوم غير مسبوق نفذته حركة «حماس» على الأراضي الإسرائيلية، وأدى إلى مقتل 1170 شخصاً، معظمهم من المدنيين. فيما خطف أكثر من 250 شخصاً، ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، توفي 34 منهم، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين.

ورداً على ذلك، توعدت إسرائيل بـ«القضاء» على «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة منذ العام 2007 وتصنّفها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي «إرهابية».

ومن بين الذين هربوا إلى البحر، يونس أبو رمضان الذي اصطحب زوجته وأولاده.

وقال «لا مفرّ أمامنا سوى التوجه إلى البحر، حاولنا أن ننسى ما نحن فيه، لكن الظرف صعب، إطلاق النار والقصف في كل مكان».

وأضاف أبو رمضان الذي نزح مع عائلته المؤلفة من عشرين شخصاً، بينهم أطفال من حي النصر في شمال قطاع غزة إلى دير البلح «نعيش في خوف، ورعب، ونتمنى أن نعود إلى بيوتنا في غزة».

أما زوجته أم رمضان فقالت إن خيم النزوح «مثل علبة السردين، تكدّس، وازدحام. لا نعرف الراحة، ولا الهدوء، الطيران من جانب، وقلق الأطفال من جهة ثانية».

وأضافت «البحر متنفسنا... شاهدنا كل الناس الموجودة في الخيم وقد نزلوا إلى البحر مثلنا، لأن الجو حار جداً».

ولم تخف السيدة خوفها من القصف الإسرائيلي. وتقول «نحن خائفون أن يتم قصفنا من البحر أيضاً، الزوارق الحربية الإسرائيلية قريبة من الشاطئ، لكن الله سلمنا، ونأمل أن تنتهي الحرب، ونعود إلى منازلنا».


ارتفاع عدد الوفيات جراء الطقس السيئ في سلطنة عمان إلى 21

غرق يعض السيارات في إمارة دبي جراء الطقس السيئ (أ.ف.ب)
غرق يعض السيارات في إمارة دبي جراء الطقس السيئ (أ.ف.ب)
TT

ارتفاع عدد الوفيات جراء الطقس السيئ في سلطنة عمان إلى 21

غرق يعض السيارات في إمارة دبي جراء الطقس السيئ (أ.ف.ب)
غرق يعض السيارات في إمارة دبي جراء الطقس السيئ (أ.ف.ب)

قالت وكالة الأنباء العمانية، اليوم (الخميس)، إن عدد الوفيات جراء المنخفض الجوي الذي ضرب السلطنة ارتفع إلى 21، بعد العثور على امرأة عمانية مفقودة في منطقة الشريخة بولاية محوت، ورجل يحمل جنسية دولة آسيوية في ولاية صحم وقد فارقا الحياة.

وأضافت الوكالة الرسمية أن البحث لا يزال جارياً عن مفقودين اثنين آخرين.

كانت اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة في عمان قد أعلنت في وقت سابق من الأسبوع الحالي تعليق العمل في المدارس في أغلب أنحاء البلاد، واعتمدت حكومة دبي في الإمارات العمل عن بُعد لثلاثة أيام بعد موجة من الطقس السيئ ضربت المنطقة، وشهدت عواصف عاتية وأمطاراً غزيرة غير مسبوقة.

وعطل المنخفض الجوي مناطق واسعة في سلطنة عمان والإمارات وامتد تأثيره أيضاً إلى اليمن.

وأعلنت عمان والإمارات، أمس، انتهاء موجة الطقس السيئ، وأعاد مطار دبي الدولي تدريجياً فتح إجراءات تسجيل المسافرين المغادرين لرحلات طيران الإمارات وفلاي دبي بعد تعليقها بسبب الطقس.


وفرة الموارد الطبيعية في باكستان تفتح الباب لاستثمارات سعودية جديدة

وزيرا خارجية السعودية وباكستان في صورة جماعية عقب اجتماع مجلس تيسير الاستثمار الخاص بين البلدين (واس)
وزيرا خارجية السعودية وباكستان في صورة جماعية عقب اجتماع مجلس تيسير الاستثمار الخاص بين البلدين (واس)
TT

وفرة الموارد الطبيعية في باكستان تفتح الباب لاستثمارات سعودية جديدة

وزيرا خارجية السعودية وباكستان في صورة جماعية عقب اجتماع مجلس تيسير الاستثمار الخاص بين البلدين (واس)
وزيرا خارجية السعودية وباكستان في صورة جماعية عقب اجتماع مجلس تيسير الاستثمار الخاص بين البلدين (واس)

قال نواف المالكي السفير السعودي لدى باكستان، إن اجتماع «مجلس تيسير الاستثمار الخاص»، الذي عُقد أمس (الثلاثاء) بين الجانبين السعودي والباكستاني، أكّد على «ما تختص به باكستان من وفرة في الموارد الطبيعية مما يجعلها دولة مستهدفة للاستثمار في كثير من القطاعات المتاحة من خلال دراسة العروض المقترحة لإقامة استثمارات مشتركة بين السعودية وباكستان».

ووصل وزير الخارجية السعودي إلى باكستان (الاثنين)، في زيارة استمرت ليومين، على رأس وفد رفيع المستوى يتألّف من وزراء من القطاعات الرئيسية بما في ذلك الاستثمار، والمياه والزراعة، والبيئة، والصناعة، والموارد المعدنية، والطاقة، وقطاعات أخرى، لتسريع متابعة التفاهم الذي تم التوصل إليه بين رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي خلال اجتماعهما الأخير في السابع من أبريل (نيسان) الحالي في مكة المكرمة، ولتعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي بين البلدين، والتقى خلال زيارته الرئيس الباكستاني، ورئيس الوزراء؛ ووزير الخارجية، ورئيس الجيش الباكستاني. كما ترأس مع نظيره الباكستاني اجتماع «مجلس تيسير الاستثمار الخاص بين البلدين».

وأضاف المالكي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن هذه الزيارة تأتي «امتداداً للعلاقات الدائمة مع دولة باكستان الشقيقة، وهي تأكيد على عمق العلاقات بين البلدين وتطورها بشكل مستمر، ولتعزيز التعاون الاقتصادي، وزيادة التبادل التجاري، ودعم المستثمرين من البلدين لتوسيع أعمالهم التجارية في القطاعات كافة». وتابع أن زيارة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان والوفد المرافق له «جاءت لاستعراض سبل تعزيز علاقات التعاون المتينة في كثير من المجالات، بالإضافة إلى مناقشة تكثيف التعاون الأمني والاستراتيجي بين البلدين بما يسهم في الأمن والسلم الدوليين».

وتتجه السعودية وباكستان إلى تعزيز التعاون الاقتصادي وزيادة التبادل التجاري ودعم المستثمرين لتوسيع أعمالهم في البلدين، وذلك خلال اجتماع «مجلس تيسير الاستثمار الخاص»، الذي عقد في إسلام آباد، (الثلاثاء)، برئاسة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، ونظيره الباكستاني إسحاق دار.

القطاعات المستهدفة

وأكد وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار، على الروابط العميقة والمصالح الاستراتيجية المتبادلة بين باكستان والسعودية، وأبرز أهمية تعزيز الشراكة الاستراتيجية والاقتصادية الثنائية والدور الحيوي للاستثمارات السعودية في تعزيز هذه العلاقة.

وشرح كيف تهدف باكستان من خلال منصة «إس آي إف سي» إلى تبسيط عمليات الاستثمار وضمان اتخاذ القرارات بسرعة، وتعزيز بيئة استثمارية مزدهرة في باكستان.

وعرض فرص باكستان الوفيرة في قطاعات الزراعة وتكنولوجيا المعلومات والتعدين، داعياً المستثمرين السعوديين إلى المشاركة في شراكات مفيدة للجانبين.

وتحدث وزير الخارجية الباكستاني أيضاً عن ثقته بتعزيز الروابط بين البلدين، متصوراً نمواً اقتصادياً كبيراً وفوائد دائمة.

جانب من لقاء وزير الخارجية السعودي والوفد المرافق رفيع المستوى برئيس أركان الجيش الباكستاني (واس)

تحديد الفرص الاستثمارية

إلى ذلك، قدم المسؤولون في «إس آي إف سي» شروحات شاملة تشمل الإمكانيات والفرص الاستثمارية في القطاعات الرئيسية للاقتصاد الباكستاني، وعقد الجانبان جلسات نقاش مكثفة على مستوى الأداء لتحديد فرص الاستثمار في باكستان.

وكشف الجانب السعودي عن أهمية كبيرة واهتمام في تحسين بيئة الاستثمار في باكستان، وقدر دور «إس آي إف سي» في تسوية قضايا الاستثمار / الأعمال السابقة للسعودية بطريقة ودية، مبدياً اهتماماً كبيراً بالاستثمار في القطاعات الرئيسية في باكستان.

أما الجانب الباكستاني فأبدى دعمه وتسهيلاته في تسريع الاستثمارات متعددة المليارات من المملكة في إسلام آباد.

ووضع الجانبان آلية تنفيذ ثنائية لتنسيق وتنفيذ الشؤون المتعلقة بالاستثمار على مستوى الأداء لتحويل التزاماتهما السيادية إلى نتائج اقتصادية ملموسة.