انفجارات في القدس... وعشرات الصواريخ من غزة في اتجاه إسرائيل

قوات إسرائيلية تشتبك مع المحتجين الفلسطينيين في القدس وتلقي القبض على بعضهم (إ.ب.أ)
قوات إسرائيلية تشتبك مع المحتجين الفلسطينيين في القدس وتلقي القبض على بعضهم (إ.ب.أ)
TT

انفجارات في القدس... وعشرات الصواريخ من غزة في اتجاه إسرائيل

قوات إسرائيلية تشتبك مع المحتجين الفلسطينيين في القدس وتلقي القبض على بعضهم (إ.ب.أ)
قوات إسرائيلية تشتبك مع المحتجين الفلسطينيين في القدس وتلقي القبض على بعضهم (إ.ب.أ)

انطلقت صافرات الإنذار من الصواريخ في القدس، اليوم (الاثنين)، وأمكن سماع دوي انفجارات عدة، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.
وأعلنت «كتائب القسّام»؛ الجناح العسكري لحركة «حماس»، إطلاقها صواريخ باتجاه إسرائيل. وكانت «الكتائب» قد حذرت إسرائيل من التصعيد، وأمهلتها حتى السادسة من مساء الاثنين «لسحب قواتها والمستوطنين من المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح» في القدس الشرقية المحتلة والتي كانت مسرحاً لمواجهات عنيفة خلفت أكثر من 300 إصابة حتى ظهر اليوم، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وفي وقت سابق أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية أن «المقاومة الفلسطينية مستعدة ومتحفزة» للرد على ما يجري في الأقصى في شرق القدس، بحسب وكالة الأنباء الألمانية. وقال، في تصريح مكتوب، إن «المقاومة مستعدة ومتحفزة ولن تقف مكتوفة الأيدي، وستكون كلمتها هي كلمة الفصل في المعركة إن لم يتراجع الاحتلال ويضع حداً لمخططاته الشيطانية». وأضاف أن «الاحتلال لا يحترم تعهدات ولا يلتزم بشيء، وعليه أن يرفع يده الآثمة عن القدس والأقصى والشيخ جراح، وهو يتحمل المسؤولية عن كل التداعيات بكل أبعادها».
وبحسب شهود عيان، أطلقت عشرات الصواريخ من شمال قطاع غزة وشرقه في اتجاه إسرائيل، أسقطت منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية عددا منها.
وفي السادسة مساء بالتوقيت المحلي (15,00 ت غ) قال الناطق باسم كتائب القسام «أبو عبيدة» في تغريدة إن كتائبه «وجهت ضربةً صاروخيةً للعدو في القدس المحتلة رداً على جرائمه وعدوانه على المدينة المقدسة وتنكيله بأهلنا في الشيخ جراح والمسجد الأقصى».
وسمعت اصوات صفارات الانذار في القدس القديمة والمسجد الاقصى كما سمع صوت سقوط صواريخ بحسب مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية.
وتابع ابو عبيدة: «هذه رسالة على العدو أن يفهمها جيداً، وإن عدتم عدنا وإن زدتم زدنا»، في إشارة ضمنية إلى إطلاق مزيد من الصواريخ إذا ردت إسرائيل.
من جهتها، قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إنها «استهدفت جيبا صهيونيا شرق غزة بصاروخ موجه من نوع كورنيت».
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية، في بيان مقتضب، إخلاء حائط البراق الذي احتشد عنده الآلاف لإحياء يوم «توحيد القدس» بعد احتلالها  عام 1967، إثر المواجهات المندلعة في القدس الشرقية المحتلة. وقالت: «بدأت قوات الشرطة الموجودة عند حائط المبكى بإجلاء مئات الموجودين إلى أماكن آمنة».
كذلك، أُلغيت «مسيرة الأعلام» الخاصة بإعلان «توحيد القدس» بعد ضمها عام 1967، والتي كان من المقرر أن تصل إلى البلدة القديمة.
ويشهد المسجد الأقصى منذ صباح اليوم مواجهات عنيفة إثر اقتحام الشرطة الإسرائيلية باحات المسجد لإخراج المصلين المرابطين فيه، في وقت أعلنت فيه مصادر طبية عن إصابة أكثر من 300 فلسطيني؛ حالة 7 منهم خطرة.
وقال مسؤولون في «دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس» إن الشرطة الإسرائيلية «هاجمت المسجد الأقصى بشكل همجي وغير مسبوق، وفرضت عليه حصاراً لإخلائه من جميع المصلين المرابطين».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.