من سيحصل على قصر «زاندو 2» لعائلة غيتس؟

ميليندا أعربت عن رغبتها في العيش بمنزل أصغر حجماً

قصر «زاندو2» تصل قيمته  إلى 134 مليون دولار (نيويورك تايمز)
قصر «زاندو2» تصل قيمته إلى 134 مليون دولار (نيويورك تايمز)
TT

من سيحصل على قصر «زاندو 2» لعائلة غيتس؟

قصر «زاندو2» تصل قيمته  إلى 134 مليون دولار (نيويورك تايمز)
قصر «زاندو2» تصل قيمته إلى 134 مليون دولار (نيويورك تايمز)

في الوقت الذي يقدح فيه خبراء الأعمال الخيرية، والتمويل، والتكنولوجيا، والصحة العالمية، زناد فكرهم للتنبؤ بما يمكن أن يعنيه طلاق ميليندا وبيل غيتس على أعمالهم وصناعاتهم، هناك فئة أخرى يشغلها تساؤل مختلف تماماً: من سوف يحصل على قصر الواجهة البحرية المطل على بحيرة كبيرة في ضواحي مدينة سياتل في ولاية واشنطن، والذي تُقدر قيمته بما يربو على 131 مليون دولار؟ وهل سوف يتمكن الجمهور من الحصول على نظرة خاطفة للمنزل الفاخر من الداخل في خاتمة المطاف؟
وكان الزوجان، اللذان تقدر ثروتهما بنحو 124 مليار دولار، وفقاً لبيانات مجلة «فوربس»، قد أعلنا انفصالهما عبر بيان مشترك جرى نشره على صفحاتهما الشخصية عبر وسائل التواصل الاجتماعي يوم الاثنين الماضي. وأفادت مؤسسة بيل وميليندا غيتس، والزوجان رئيسان مشاركان لها، بأن المؤسسة لن تشهد أي تغييرات تُذكر في هيكلها التنظيمي.
غير أن منزلهما المشترك، الذي تبلغ مساحته الإجمالية 66 ألف قدم مربع، والذي يطل على بحيرة واشنطن في مدينة سياتل هو قصة مختلفة تماماً، حيث إن المجمع السكني الفاخر ومترامي الأطراف - والذي اشتمل، في وقت نشر مقالة من صحيفة «نيويورك تايمز» بشأنه في عام 1995، على منتجع صحي، ومسبح يبلغ طوله 60 قدماً، وصالة مخصصة للألعاب الرياضية مكسوة جدرانها بالحجارة المجلوبة من قمة جبل في شمال غربي المحيط الهادي، وغرفة مخصصة لمنصة القفز المستمر، بالإضافة إلى جدول مائي لسباحة أسماك السلمون العادي، والسلمون المرقط، وغير ذلك من أنواع الأسماك الأخرى - قد أُطلق عليه اسم قصر «زاندو 2» المستمد من كتاب السيرة الذاتية الخاص ببيل غيتس. (تشير لفظة «زاندو» إلى الملكية الفخمة الكبيرة والفاخرة التي تنتمي إلى قطب الأعمال الكبير في فيلم بعنوان «سيتيزن كين» من إنتاج عام 1941. ويشير اسم «زاندو 2» إلى الابتكارات التكنولوجية الخاصة ببيل غيتس نفسه).
كان جُل تفاصيل مجمع الواجهة البحرية السكني الخاص بعائلة غيتس محل تحفظ، وربما سرية، بصورة غير مسبوقة - لدرجة أن جولة واحدة في ذلك المجمع السكني الخاص للغاية قد عُقد لأجلها مزاد علني لصالح إحدى الجمعيات الخيرية في عام 2009 وبلغت قيمة الجولة نحو 35 ألف دولار أميركي في تلك الأثناء، وذلك وفقاً لموقع «TechCrunch» المعني بأخبار عالم التكنولوجيا. ومن المعروف أن آل غيتس يمتلكون قطعاً متعددة من الأراضي الأخرى المجاورة والمحيطة بالمجمع السكني الرئيسي، وذلك وفقاً للسجلات العقارية الرسمية، ومن ثم، فإن مجرد المشي بجوار المجمع في محاولة لالتقاط نظرة خاطفة على أي شيء في الداخل هو أمر غير وارد على الإطلاق.
ولكن، سُمح ذات مرة لأحد المتدربين في شركة «مايكروسوفت» العملاقة بالدخول إلى المجمع السكني الكبير لعائلة غيتس في عام 2007، كما سُمح له بالكتابة عن تلك الزيارة النادرة على مدونة الشركة. ووفقاً لما رواه الرجل فقد قال: «إن المنزل مبني من الخشب البرتقالي، ورمال شاطئ البحيرة مستوردة من جزر هاواي، والخشب من الفصيلة الصنوبرية المعروفة باسم دوغلاس فير، غير أن مكان استيراد رمال الشاطئ غير معروف لأحد». (واستطرد المتدرب قائلاً في المدونة: «إن المشي على درب بيل غيتس في المجمع هو أشبه ما يكون بالدخول إلى حديقة جوراسيك لحقبة الديناصورات المنقرضة، إن المناظر الطبيعية هناك بالغة الجمال والروعة والبهاء لدرجة تذهب بالعقول»).
ومن التفاصيل الأخرى المعروفة حول ذلك المجمع السكني أنه قد جرى تقسيمه إلى عدة أجنحة مطلة على تلة يبلغ ارتفاعها 170 قدماً، وهي من تصميم المهندسين المعماريين البارعين جيمس كاتلر وبيتر بوهلين. وكانت شركة بوهلين هي المسؤولة لاحقاً عن تصميم مكعب شركة أبل الشهير القابع في الجادة الخامسة من مدينة نيويورك. وكانت ميليندا غيتس قد صرحت في وقت سابق بأن القصر الكبير كان سبباً في أزمة شخصية صغيرة ألمت بها.
كان غيتس يواصل العمل بالفعل على بناء منزل أحلامه قبل زواجه من ميليندا في عام 1994. غير أن أعمال التشييد والبناء قد توقفت عندما وصلت ميليندا إلى الموقع. إذ كان المكان عبارة عن «حلم العريس وكابوس العروس»، تماماً كما جاء في مقالة حول شخصية غيتس نشرتها مجلة «فورتشن» الأميركية في عام 2008، لا سيما في ظل وجود كثير ثم كثير من البرمجيات وشاشات العرض فائقة التقنية التي تعمل على إضفاء شعور كأنها تعيش بالفعل داخل لعبة فيديو حية ومباشرة.
(بعد مرور عقد من الزمان، لم تفارق نظرة الأسى وجه ميليندا غيتس، تماماً كما كانت في أول الأمر، وقالت عن ذلك: «حتى أوضح لكم الأمر، كان المنزل في طور البناء قبل وصولي إلى الموقع، غير أنني أتحمل المسؤولية عن ذلك»، على نحو ما صرحت به في مقابلة صحيفة «نيويورك تايمز» لعام 2019).
وبعد مرور ستة شهور من المناقشات حول ما إذا كان ينبغي إلغاء مشروع بناء المنزل من عدمه، قررت غيتس إضفاء لمستها الخاصة من خلال إدخال تفضيلاتها على المبنى أثناء أعمال البناء - وأصرت على تحويل المكان إلى منزل للعائلة، وليس مجرد نموذج تكنولوجي منفرد لا مثيل له. ولبلوغ هذه الغاية، استعانت بمصمم الديكورات الداخلية تيري ديسبونت، وهو الذي كان يمثل العقلية الإبداعية وراء أعمال ترميم الديكورات الداخلية الشهيرة من شاكلة بالم كورت في فندق بلازا بمدينة نيويورك وفندق ريتز بباريس.
ورغم ذلك، قدم غيتس تعهدات كبيرة بشأن الإمكانات التكنولوجية للمنزل الجديد في كتابه المعنون «الطريق إلى الأمام» المنشور في عام 1995. ووصف في الكتاب تصوره ورؤيته لمنزل حديث وذكي، حيث يحصل الضيوف على شارات للتواصل مع أجهزة الاستشعار المتناثرة في جميع أرجاء المنزل. وأثناء انتقالهم عبر مختلف غرف المنزل، تضيء الأنوار أو تنطفئ، وتعمل الموسيقى أو تتوقف، مع تكيف درجات الحرارة حسب أفضليات الضيوف بصورة تلقائية تماماً. وليس من الواضح ما إذا كانت تلك الخطط قد نُفذت بالفعل من عدمه.
وهناك جانب آخر من رؤية غيتس لمنزله تتمثل في تحويل جدران المنزل إلى شاشات فيديو كبيرة، حيث يكون قادراً على عرض الأعمال الفنية الرقمية. وشرع غيتس، أثناء أعمال بناء المنزل، في الاستحواذ على الحقوق الإلكترونية للقطع والأعمال الفنية ذات الشهرة العالمية من مختلف المتاحف، على غرار المعرض الوطني في لندن، وذلك من خلال شركة مخصصة لهذه الأغراض تسمى «إنتراكتيف هوم سيستمز - أنظمة المنزل التفاعلية».
كانت عمليات الاستحواذ على الحقوق التقنية جزءاً من تجربة أخرى لريادة الأعمال: إذ تصور غيتس أنه في المستقبل، سوف يتمكن الأشخاص من تزيين وزخرفة منازلهم بالأعمال الفنية الرقمية تماماً على النحو الذي كان يحاول تنفيذه في منزله الخاص. غير أنه مما يؤسف له أن رؤيته تلك لم تؤتِ ثمارها المنتظرة (إذ تحولت شركة «إنتراكتيف هوم سيستمز» إلى «كوربيس»، وهو أرشيف غزير من التصوير الفوتوغرافي، والذي باع شعبة الصور والتراخيص الخاصة به إلى إحدى الشركات الصينية في وقت لاحق).
ربما يفكر غيتس في الآونة الراهنة بالعودة إلى التزامه السابق بتصميم وبناء منزله الذكي (على الرغم من أن تلك الفكرة قد لا تشكل تحدياً قائماً بذاته بالنسبة إليه اليوم، لا سيما أن الأجهزة المتصلة باتت موجودة ومنتشرة في كل مكان من حولنا).
وقد أعربت غيتس مؤخراً، أنه على الرغم من التغييرات التي أدخلتها على منزل الزوجين، فإنها تساورها الشكوك والمخاوف بشأن مواصلة العيش والاستمرار في ذلك المكان. وقد صرحت لصحيفة «التايمز» في مقابلة من عام 2019: «لن يكون لدينا هذا المنزل لكي نعيش فيه إلى الأبد، وإنني لأتطلع فعلاً إلى اليوم الذي أتمكن أنا وبيل من العيش في منزل لا تتجاوز مساحته 1500 قدم مربع فحسب».
* خدمة «نيويورك تايمز»



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».