مسيرة سونيس التدريبية... من نجاح مذهل مع رينجرز إلى فشل ذريع مع ليفربول

جيرارد ليس أول قائد سابق للفريق الإنجليزي يبدأ مسيرته التدريبية بحصد بطولة في اسكوتلندا

سونيس انضم إلى رينجرز لاعباً ومدرباً (غيتي)
سونيس انضم إلى رينجرز لاعباً ومدرباً (غيتي)
TT

مسيرة سونيس التدريبية... من نجاح مذهل مع رينجرز إلى فشل ذريع مع ليفربول

سونيس انضم إلى رينجرز لاعباً ومدرباً (غيتي)
سونيس انضم إلى رينجرز لاعباً ومدرباً (غيتي)

عندما تم الإعلان عن تولي ستيفن جيرارد القيادة الفنية لنادي رينجرز الاسكوتلندي في مايو (أيار) 2018، كان النجم الإنجليزي الشاب على دراية كاملة بالتحديات التي ستواجهه في هذه المهمة الصعبة، خاصة أن رينجرز لم يفز بلقب الدوري الاسكوتلندي الممتاز منذ سبعة مواسم، كما قضى أربعة مواسم من هذه المواسم السبعة بعيدا عن الدوري الاسكوتلندي الممتاز، لذلك فإن الإطاحة بالغريم التقليدي سلتيك من على عرش كرة القدم الاسكوتلندية كانت مهمة صعبة للغاية بالنسبة لجيرارد في أول عمل له كمدير فني.
لكن الحقيقة أنه قد تم إنجاز هذه المهمة من قبل، ففي أبريل (نيسان) 1986 وصل القائد السابق لليفربول والمتوج ببطولة أوروبا لأبطال الكؤوس مع «الريدز»، غرايم سونيس، إلى غلاسكو بعد أن لعب في الخارج ليبدأ عمله في مجال التدريب. وكان رينجرز يعاني أيضا بشدة عندما تولى سونيس قيادة الفريق، حيث لم يكن الفريق قد فاز باللقب منذ عام 1978، ولم يكن حتى قادرا على احتلال المركز الأول أو الثاني في المواسم السبعة السابقة. وعلاوة على ذلك، كان عدد المباريات التي خسرها الفريق أكبر من عدد المباريات التي حقق فيها الفوز في موسم 1985 - 1986.
وفاز سلتيك بلقب الدوري في موسم 1985 - 1986 في الجولة الأخيرة من الموسم، بعد الفوز بصعوبة على هارتس في مباراة دراماتيكية. ومع احتلال كل من دندي يونايتد وأبردين لمراكز أفضل من رينجرز في جدول الترتيب، انتهت مهمة جوك والاس كمدير فني لرينجرز. واتجهت كافة الأنظار نحو سونيس، الذي كان يلعب مع نادي سامبدوريا الإيطالي، لكي ينقذ الفريق من هذا الموقف الصعب.
ولم يكن سونيس، البالغ من العمر 33 عاما آنذاك، يشعر بالقلق أو الانزعاج من هذه المهمة الصعبة، حيث قال: «لا يوجد ضغط في أن أكون مديرا فنيا لناد عظيم مثل رينجرز. فما الذي يجب أن أخاف منه؟ أنا شاب صغير في السن أتولى مهمة كبيرة للغاية. لكنني لن أفعل ذلك بمفردي، فهناك الكثيرون من أصحاب الخبرات الطويلة الذين سأستعين بهم». وقد أثبت أول قرار اتخذه سونيس أنه حكيم، حيث عين مساعد المدير الفني السابق لنادي دندي يونايتد، والتر سميث، مساعدا له في مهمته الجديدة من أجل الاستفادة من خبراته الكبيرة.
وبمساعدة المليونير المساهم في ملكية النادي، لورانس مارلبورو، بدأ سونيس في التعاقد مع لاعبين جدد، مستفيدًا من الحظر الأوروبي المفروض آنذاك على الأندية الإنجليزية. لقد أنفق سونيس ما يقرب من مليوني جنيه إسترليني في سوق الانتقالات في صيف عام 1986، حيث تعاقد مع كولين ويست، وكريس وودز، وجيمي نيكول، وتيري بوتشر. وبالنظر إلى أن كلا من مانشستر يونايتد وتوتنهام هوتسبير كانا مهتمين بالتعاقد مع بوتشر، فإن انتقال المدافع الإنجليزي الدولي إلى رينجرز مقابل 725 ألف جنيه إسترليني كان بمثابة «انقلاب حقيقي» في سوق الانتقالات آنذاك.
وسار سونيس على نهج زميله السابق في ليفربول، كيني دالغليش، حيث بدأ مهمته كلاعب ومدير فني في نفس الوقت، رغم أنه لم ير الكثير من الإثارة في الأسابيع القليلة الأولى من الموسم. وحصل سونيس على البطاقة الحمراء في أول مباراة في الموسم وتم إيقافه لأربع مباريات. وفي الأسبوع التالي، تقدم رينجرز بهدفين على دندي يونايتد قبل أن يخسر اللقاء في نهاية المطاف، وبالتالي بدا الأمر وكأن سونيس قد تولى مهمة أكبر منه وأنه لا يمتلك المقومات والخبرات التي تؤهله لهذه الخطوة المبكرة كمدير فني. وكان يُنظر إلى أول ديربي أمام الغريم التقليدي سيلتيك في ذلك الموسم في نهاية شهر أغسطس (آب) على أنه مباراة لا بد من تحقيق الفوز فيها بالنسبة لرينجرز. وفي ظل إيقاف سونيس، قدم لاعبا خط الوسط الشابان ديريك فيرغسون وإيان دورانت مستويات استثنائية، وسجل الأخير الهدف الوحيد في المباراة وقاد رينجرز لتحقيق فوز مهم للغاية.
وتحسن أداء رينجرز بشكل تدريجي في الدوري. وبحلول نهاية أكتوبر (تشرين الأول)، كان رينجرز يحتل المركز الثالث في جدول الترتيب، بفارق ضئيل خلف كل من دندي يونايتد وسلتيك. وبحلول ذلك الوقت، كان سونيس قد حصل بالفعل على أول بطولة له كمدير فني، حيث فاز رينجرز على سيلتيك بهدفين دون رد في المباراة النهائية للكأس المحلية. وغاب سونيس عن هذه المباراة بداعي الإصابة، لكن المباراة كانت مثيرة ومشحونة للغاية، لدرجة أنها شهدت حصول عشرة لاعبين على بطاقات صفراء وطرد مو جونستون. وقال سونيس بعد المباراة النهائية: «كانت هذه هي البداية، ويتعين علينا أن نواصل الانطلاق من هنا. أولويتنا هي الفوز بلقب الدوري، وما دام أنا هنا فسيظل الأمر كذلك دائما».
لكن حلم الفوز بلقب الدوري بدأ يتلاشى بحلول شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، بعد الخسارة أمام مذرويل ثم أبردين - وحصل المدافع ديف ماكفرسون على البطاقة الحمراء مع استمرار سوء السلوك وغياب الانضباط - وهو الأمر الذي جعل رينجرز على بُعد ثماني نقاط كاملة عن المتصدر سلتيك، وفي ذلك الوقت كان النظام المتبع في كرة القدم يقضي بحصول الفريق الفائز على نقطتين فقط، وليس ثلاث نقاط كما هو الحال الآن.
وبالتالي، فإن الخسارة في خمس مباريات من أصل 19 مباراة لعبها رينجرز في الدوري كان يعني أنه لا يتعين على الفريق الخسارة في مباريات أخرى إذا كان يريد حقا المنافسة على لقب الدوري، وهو الأمر الذي جعل مسيرة الفريق فيما تبقى من الموسم مثيرة للإعجاب في حقيقة الأمر. وخلال الفترة بين نهاية نوفمبر وبداية أبريل لعب الفريق 19 مباراة دون خسارة في الدوري، وهو ما مهد الطريق نحو الفوز باللقب. ولم يخسر الفريق إلا ثلاث نقاط فقط خلال هذه الفترة، بفضل الصلابة الدفاعية الهائلة للفريق.
وتم تعزيز دفاعات الفريق بشكل كبير بعد التعاقد مع غراهام روبرتس في ديسمبر (كانون الأول)، ولعب الفريق 11 مباراة في الدوري دون أن تهتز شباكه بأي هدف. وفي ظل تألق كل من ألي ماكويست وروبيرت فليك في خط الهجوم، أصبح الفريق قويا للغاية ولا يمكن لأي منافس إيقافه. لكن الفريق كان يعاني من خيبة أمل كبيرة بعد خروجه من الجولة الثالثة لكأس الاتحاد الأوروبي بعد تطبيق إحراز الهدف خارج الملعب بهدفين أمام نادي بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني (تم طرد ستيوارت مونرو وديفي كوبر في مباراة الإياب). وفي صدمة مذهلة، أطاح هاميلتون برينجرز من كأس اسكوتلندا. وعندما سجل أدريان سبروت الهدف الوحيد في المباراة لصالح هاميلتون، كان هذا هو أول هدف يدخل مرمى رينجرز بعد 1196 دقيقة، لكن رينجرز واصل انطلاقته الرائعة في بطولة الدوري.
وكان هناك العديد من اللحظات التي لا تنسى، مثل الفوز بهدفين دون رد على كل من دندي يونايتد وسلتيك في مباراتين متتاليتين، عندما سجل كل من فليك وماكويست هدفاً في كل مباراة؛ وتسجيل روبرتس لهدف صاروخي من 40 ياردة في المباراة التي فاز فيها رينجرز على مذرويل بهدف دون رد؛ وتسجيل فليك لثاني هاتريك له أمام نادي كلايدبانك؛ والفوز بهدفين نظيفين على هاميلتون رغم اللعب بتسعة لاعبين بعد طرد روبرتس ودورانت. وكان الفوز على هاميلتون في يناير (كانون الثاني) يعني صعود الفريق إلى صدارة جدول الترتيب للمرة الأولى، ومع تقدم الأسابيع واصل رينجرز مسيرته نحو اللقب. وسجل فليك وماكويست في أول فوز لرينجرز على ملعب «تاينكاسل» في بطولة الدوري منذ أبريل 1977، وسجل هاذان المهاجمان الرائعان معا 53 هدفاً في بطولة الدوري في ذلك الموسم.
لكن الهزيمة على ملعب «باركهيد» بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد في بداية شهر أبريل عقدت مهمة الفريق. لكن الخروج بشباك نظيفة في ثلاث مباريات، وتسجيل ماكويست لستة أهداف في المباريات التي فاز فيها رينجرز على دندي يونايتد وكلايدبانك وهارتس، جعلت الفريق على بُعد مسافة قريبة من التتويج باللقب. لكن عاد رينجرز ليعقد مهمته بنفسه مرة أخرى عندما تعادل في الجولة قبل الأخيرة من الموسم، في الوقت الذي كان يحتاج فيه للفوز ولو بهدف وحيد للحصول على اللقب.
وفي الجولة الختامية كان هناك ما يقدر بـ10 آلاف متفرج من مشجعي رينجرز داخل ملعب «بيتودري» في انتظار الاحتفال باللقب، وبعد نهاية المباراة قام الجمهور المتحمس بتفكيك أعمدة المرمى، وأصيب عدد من المشجعين، وكان هناك شعور بالقلق من إمكانية خروج الأمور عن السيطرة. لكن كان من المفهوم تماما حماس هذه الجماهير بعد غياب بطولة الدوري عن النادي لمدة تسع سنوات. وقال بوتشر: «فقد بعض لاعبينا قمصانهم والبعض الآخر فقدوا أحذيتهم أثناء احتفال الجماهير. أنا لا أشكو، فقد انتظرت هذه الجماهير طويلا للفوز بالبطولة. هذا هو أسعد يوم في حياتي. عندما جئت إلى النادي أخبرني جناح الفريق ديفي كوبر أن لدينا فرصة كبيرة للفوز بالبطولة، وقد كان محقا في ذلك».
وقال لاعب خط الوسط فيرغسون في كتاب جيف هولمز الرائع والذي حمل اسم «ثورة رينجرز»: «غرايم سونيس كان هو الاختيار المناسب في الوقت المناسب، وقد نجح في تغيير كل شيء. لقد غير طريقة التفكير داخل النادي، لأنه كان يفكر دائما في الفوز، ويمكنك أن ترى ذلك في كل ما قام به». من الواضح أن الأموال التي أنفقها رينجرز لإبرام صفقات جديدة قد ساعدت كثيرا في حصول النادي على اللقب، جنبا إلى جنب مع الرؤية الثاقبة في اختيار اللاعبين الجدد، وبعض تقنيات التدريب والإعداد التي اكتسبتها سونيس في إيطاليا.
وقال سونيس بعد مباراة أبردين: «لا نريد أن نكون فريقا قويا لمدة موسم واحد». ورغم عودة سلتيك للفوز بلقب الدوري في العام التالي في الذكرى المئوية لتأسيسه، واصل سونيس مسيرته ليحصد لقبين آخرين مع رينجرز في عامي 1989 و1990، حيث بدأ النادي مسيرته للحصول على اللقب لتسعة مواسم على التوالي. وبعد ذلك، انتقل سونيس لتولي القيادة الفنية لليفربول في أبريل 1991 خلفا لزميله القديم دالغليش الذي ترك قيادة الفريق على نحو مفاجئ. وإذا سار جيرارد على نفس النهج، فسيأمل مشجعو ليفربول ألا يعيد التاريخ نفسه، حيث فشل سونيس في إكمال مسيرة دالغليش الناجحة ووصف النقاد مسيرة سونيس مع ليفربول بأنها فشلت فشلا ذريعا. وإذا كان سونيس لم يحقق النجاح المتوقع مع ليفربول، لكن لا يمكن لأحد أن ينسى مسيرته الرائعة مع رينجز في أولى تجاربه التدريبية. لقد كان رينجرز بحاجة إلى شخص قادر على إحيائه من جديد، ونجح سونيس في تغيير شكل النادي وكرة القدم الاسكوتلندية ككل.


مقالات ذات صلة

توخيل: كين سيظل قائداً للمنتخب الإنجليزي

رياضة عالمية توخيل قال إن جميع لاعبي إنجلترا بإمكانهم فتح صفحة جديدة مع المنتخب (رويترز)

توخيل: كين سيظل قائداً للمنتخب الإنجليزي

قال الألماني توماس توخيل، مدرب منتخب إنجلترا لكرة القدم، إن هاري كين سيظل قائداً للمنتخب الإنجليزي عندما يتولى المسؤولية الشهر المقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية صلاح المتألق يحتفل بعدما سجل هدفين وصنع الثالث في مباراة التعادل مع نيوكاسل (اب )

تألق صلاح يزيد الضغط على إدارة ليفربول قبل موقعة «الديربي» أمام إيفرتون

تقلص الفارق بين ليفربول المتصدر وأقرب مطارديه تشيلسي وآرسنال من تسع نقاط إلى سبع بعد مرور 14 مرحلة من الدوري الإنجليزي الممتاز

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية فابيان هورتسلر مدرب برايتون (د.ب.أ)

مدرب برايتون: سأتعلم من عقوبة الإيقاف... وفولهام متطور

تعهد فابيان هورتسلر مدرب برايتون بأن يتعلم من عقوبة إيقافه بحرمانه من الوقوف في المنطقة الفنية خلال مواجهة فولهام في الدوري الإنجليزي لكرة القدم، غداً الخميس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية آرسنال يستعد لاستضافة مانشستر يونايتد في كأس إنجلترا (رويترز)

قرعة كأس إنجلترا: آرسنال يصطدم بمانشستر يونايتد في قمة الدور الثالث

ستكون مواجهة آرسنال ومانشستر يونايتد على «استاد الإمارات» أبرز مباريات الدور الثالث من مسابقة كأس إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».