أحمد شاكر: الترويج لـ«البلطجة» وراء غيابي عن الشاشة

الفنان المصري اعتبر أن دوره في «الاختيار 2» أفضل عودة للتمثيل

TT

أحمد شاكر: الترويج لـ«البلطجة» وراء غيابي عن الشاشة

قال الفنان المصري أحمد شاكر، إن تفاصيل وأهمية دور «الضابط الخائن محمد عويس» الذي جسده ضمن أحداث مسلسل «الاختيار 2» حفزته للعودة مجدداً إلى شاشة التلفزيون بعد غياب دام نحو 10 سنوات، وأوضح في حواره مع «الشرق الأوسط» أن ردود الفعل الغاضبة بشأن دوره، تؤكد أن المصريين يكرهون «الخيانة».
ونال شاكر إشادات لافتة بشأن قدراته التمثيلية المميزة التي أظهرها خلال تجسيد «محمد عويس»، إذ أكد متابعون ونقاد أن «شاكر فنان جيد يستحق الظهور بشكل دائم على الشاشة بسبب موهبته».
في البداية كشف شاكر عن السبب الرئيسي وراء غيابه الدرامي خلال السنوات العشر الماضية قائلاً: «بعد ثورة يناير (كانون الثاني) عام 2011. اتجه الكثير من صناع الأعمال إلى إبراز البلطجة والعنف، والانحراف، وتقديم أسوأ ما في المجتمع المصري، وهو ما لم يعجبني ولم يحمسني للمشاركة في أي منها، ورأيت أن المشاركة فيها يُهين تاريخي، واستثمرت تلك الفترة في إدارة المسرح القومي، وحققت بعض النجاحات به، إلى أن وافقت على العودة للتمثيل عبر (الاختيار2)»، على حد تعبيره.
تحدث شاكر عن ترشيحه لدور «الضابط الخائن محمد عويس»، قائلاً: «الترشيح جاء من المخرج بيتر ميمي، الذي هاتفني وعرض علي الدور، وقال لي إن الدور محوري في أحداث العمل، ويحتاج لفنان يجيد استخدام أدواته، وشجعني على قبول الدور، لكي يكون أفضل عودة لي لعالم التمثيل والدراما بعد فترة غياب دامت أكثر من 10 سنوات، والفضل في نجاح الدور يعود لله سبحانه وتعالى ولبيتر ميمي لأنه راهن على شخصي».
مضيفاً: «استعددت جيداً لتقديم الدور عبر قراءة السيناريو الرائع الذي كتبه هاني سرحان، وقمت بمشاهدة عدد من الفيديوهات لشخصية محمد عويس التي نشرت له عبر الإنترنت، كما أنني اطلعت على تحقيقات النيابة، بجانب التعمق في قراءة أفكار الجماعات الإرهابية، وفضلت إظهار أبعاد مختلفة للشخصية، من بينها الحقد تجاه صديقه الذي يحقق النجاحات التي لم ينجح هو في تحقيقها».
«محمد عويس»، كان ضابطاً بإدارة المرور التابعة لوزارة الداخلية المصرية، قبل أن يتم القبض عليه لمساعدته إرهابيين في اغتيال صديقه المقدم محمد مبروك أحد ضباط جهاز الأمن الوطني، عام 2013. وحكم عليه بالإعدام.
وأشاد شاكر بكواليس مسلسل «الاختيار 2»، قائلاً: «كانت من أجمل الكواليس التي عشتها على مدار حياتي الفنية منذ تسعينات القرن الماضي، فنحن كنا نعمل في جو مثالي، وأبطال العمل كافة كانوا على مستوى كبير من الاحترافية، هذا بالإضافة إلى أن التصوير المبكر للعمل ساعدنا على تقديمه بشكل جيد ومتقن». ويرى شاكر أن النجمين كريم عبد العزيز وأحمد مكي «مفاجأة دراما رمضان 2021»: «الاثنان قدما دورين ومشاهد تدرس في فن التمثيل، فكريم عبد العزيز أصبح على درجة عالية من النضج الفني ولديه تفاعل رائع مع تجسيد الشخصيات، واستطاع من نظرات عينيه إقناع المشاهد بدوره بسهولة، وهو جدير بالنجاح الذي حققه طوال السنوات الماضية، أما الفنان أحمد مكي فهو في نظري فنان استثنائي، فرغم أنه أحد أبرز فناني الكوميديا بمصر والعالم العربي، استطاع إثبات جدارته في تقديم الأدوار الجادة ولديه ثقة رائعة في قدراته».
ويلفت إلى أن «مكي من بين أفضل الفنانين المصريين الذين يقدمون الكوميديا بشكلها الصحيح، فهو لا يلجأ للإفيهات لأنه قادر على خلق كوميديا جيدة في أدواره».
وأعرب الفنان المصري عن سعادته البالغة بشأن ردود الأفعال التي تلقاها بعد تجسيده لشخصية «محمد عويس»: «حالة الغضب التي أحدثها دور (الضابط الخائن) تؤكد أن الإنسان المصري يكره الغدر والطعن في الظهر، والخيانة، وأحمد الله على تقديمي الدور بصدق ومن دون مبالغة، وأرى أن ما حدث هو أفضل عودة يتمناها أي فنان كان مختفي عن الأنظار مدة طويلة».
مشيراً إلى أن «الهدف الرئيسي لمسلسل (الاختيار 2) إيصال رسالة لأسر الشهداء والشعب المصري مفادها أن هناك آلاف الرجال يضحون بأنفسهم من أجل مصر، وأن كثيرين يتمنون الوصول إلى مكانة الضباط الأبطال الراحلين».
شاكر المولود في عام 1970. شارك في عشرات الأعمال الدرامية المصرية خلال العقود الماضية، إذ سبق له تجسيد شخصية الفنان الراحل فريد الأطرش في مسلسل «أسمهان»، كما قام بتجسيد دور العالم مصطفى مشرفة عبر مسلسل «مشرفة رجل لهذا الزمان»، بجانب «المال والبنون» و«أم كلثوم»، و«بوابة الحلواني» و«قاسم أمين»، و«أميرة في عابدين» و«فارس الرومانسية».


مقالات ذات صلة

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

يوميات الشرق نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

من أبرز أعمال الحلفاوي «رأفت الهجان» عام 1990 الذي اشتهر فيه بشخصية ضابط المخابرات المصري «نديم قلب الأسد»، التي جسدها بأداءٍ يجمع بين النبرة الهادئة والصّرامة.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان السعودي عبد المحسن النمر (البحر الأحمر السينمائي)

عبد المحسن النمر: «خريف القلب» يتضمن قصصاً تهم الأسر العربية

قال الفنان السعودي عبد المحسن النمر، إن السبب الرئيسي وراء نجاح مسلسله الجديد «خريف القلب» يعود إلى مناقشته قضايا إنسانية تهم الأسر العربية.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الوتر السادس تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

طرحت الفنانة المصرية نسمة محجوب، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أحدث أعمالها الغنائية بعنوان «الناس حواديت»، والتي حظيت بتفاعل من المتابعين عبر مواقع التواصل

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده، «إذا أراده السوريون»، ردوداً متباينة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )

المدن والقرى السعودية ترسم «فرائحية العيد»... بالحديث والقديم

من مظاهر الفرح في العيد (أرشيفية - واس)
من مظاهر الفرح في العيد (أرشيفية - واس)
TT

المدن والقرى السعودية ترسم «فرائحية العيد»... بالحديث والقديم

من مظاهر الفرح في العيد (أرشيفية - واس)
من مظاهر الفرح في العيد (أرشيفية - واس)

حافظ السعوديون على مظاهر عيد الفطر السعيد التي كانت سائدة في الماضي، كما حرص المقيمون في البلاد من المسلمين على الاحتفال بهذه المناسبة السنوية وفق عاداتهم وتقاليدهم في بلدانهم، أو مشاركة السكان في احتفالاتهم بهذه المناسبة السنوية، علماً بأن السعودية تحتضن مقيمين من نحو 100 جنسية مختلفة.
ويستعد السكان لهذه المناسبة قبل أيام من حلول عيد الفطر، من خلال تجهيز «زكاة الفطر»، وهي شعيرة يستحب استخراجها قبل حلول العيد بيوم أو يومين، ويتم ذلك بشرائها مباشرة من محال بيع المواد الغذائية أو الباعة الجائلين، الذين ينتشرون في الأسواق أو على الطرقات ويفترشون الأرض أمام أكياس معبئة من الحبوب من قوت البلد بمقياس الصاع النبوي، والذي كان لا يتعدى القمح والزبيب، ولكن في العصر الحالي دخل الأرز كقوت وحيد لاستخراج الزكاة.
وفي كل عام يتكرر المشهد السائد ذاته منذ عقود في الاحتفال بعيد الفطر السعيد ومع حلوله اليوم في السعودية تستعيد ذاكرة السكان، وخصوصاً من كبار السن ذكريات عن هذه الفرائحية السنوية أيام زمان، وفق استعدادات ومتطلبات خاصة وبعض المظاهر الاحتفالية التي تسبق المناسبة.

السعوديون يحرصون على الإفطار الجماعي يوم العيد (أرشيفية - واس)

وحافظت بعض المدن والمحافظات والقرى والهجر في السعودية على مظاهر العيد التي كانت سائدة في الماضي؛ إذ حرص السكان على إبقاء هذه المظاهر ومحاولة توريثها للأبناء. ولوحظ خلال الأعوام الماضية حرص السكان على إحياء المظاهر الاحتفالية بعيد الفطر من خلال موائد العيد بمشاركة جميع سكان الحي، وتمثلت هذه المظاهر في تخصيص أماكن بالقرب من المساجد أو الأراضي الفضاء ونصب الخيام داخلها وفرشها بالسجاد ليبدأ سكان الأحياء بُعيد الصلاة بالتجمع في هذه الأماكن وتبادل التهنئة بالعيد، ثم تناول القهوة والتمر وحلاوة العيد، بعدها يتم إحضار موائد العيد من المنازل أو المطابخ، التي لا تتعدى الكبسة السعودية والأكلات الشعبية الأخرى المصنوعة من القمح المحلي، وأبرزها الجريش والمرقوق والمطازيز، علماً بأن ربات البيوت يحرصن على التنسيق فيما يتعلق بهذه الأطباق لتحقيق التنوع في مائدة العيد وعدم طغيان طبق على آخر.
ويحرص السكان على المشاركة في احتفالية العيد التي تبدأ بتناول إفطار العيد في ساعة مبكرة بعد أن يؤدي سكان الحي صلاة العيد في المسجد يتوجه السكان إلى المكان المخصص للإفطار، الذي يفرش عادة بالسجاد (الزوالي) مع وضع بعض المقاعد لكبار السن ليتسنى لهم المشاركة في هذه الاحتفالات وفي المكان يتم تبادل التهاني بالعيد وتناول القهوة والتمر وحلاوة العيد، وبعدها يبدأ إخراج موائد العيد من المنازل وتوزيعها على السفرة التي تفرش عادة في الساحات القريبة من المسجد أو في الأراضي الفضاء داخل الحي أو حتى في الشوارع الفرعية، كما تقيم إمارات المناطق والمحافظات إفطاراً في مقراتها في ساعة مبكرة من الصباح يشارك بها السكان من مواطنين ومقيمين.

الأطفال أكثر فرحاً بحلول العيد (أرشيفية - واس)

وبعد انتهاء إفطار العيد يتوجه أرباب الأسر مع عائلاتهم إلى الأقارب للتهنئة بالعيد ضمن اعتبارات تتعلق بأعمار المزارين ودرجة القرابة، حيث الأولوية لعمداء الأسر وكبار السن منهم، ولأن الساعة البيولوجية للسكان يصيبها الخلل خلال شهر الصوم، فإن البعض يحرص على أخذ قسط من الراحة قبيل صلاة الظهر أو بعدها، ثم يبدأ بعد العصر بزيارة الأقارب والأصدقاء حتى المساء، حيث يخيّم الهدوء على المنازل، ويحرص المشاركون في الإفطار على تذوق جميع الأطباق التي غالباً ما يتم إعدادها داخل المنازل، التي لا تتعدى أطباق الكبسة والجريش وأحياناً القرصان أو المرقوق أو المطازيز، خصوصاً في أيام الصيف، حيث كانت موائد العيد خلال الشتاء تزين بالأكلات الشعبية مثل الحنيني والفريك.
وفي الوقت الذي اختفت فيه بعض مظاهر العيد القديمة عادت هذه الأجواء التي تسبق يوم عيد الفطر المبارك بيوم أو يومين للظهور مجدداً في بعض المدن والقرى بعد أن اختفت منذ خمسة عقود والمتمثلة في المناسبة الفرحية المعروفة باسم العيدية، التي تحمل مسميات مختلفة في مناطق السعودية، منها «الحوامة» أو «الخبازة» أو «الحقاقة» أو «القرقيعان» في المنطقة الشرقية ودول الخليج، كما تم إحياء هذا التراث الذي اندثر منذ سنوات الطفرة وانتقال السكان من منازلهم الطينية إلى منازل حديثة، وقد ساهمت الحضارة الحديثة وانتقال السكان من الأحياء والأزقة الطينية في القرى والمدن في اختفاء هذا المظهر الفرحي للصغار في شهر رمضان ومع حلول العيد. يشار إلى أن المظاهر الاحتفالية لعيدية رمضان قبل عقود عدة تتمثل في قيام الأطفال بطرق الأبواب صباح آخر يوم من أيام رمضان وطلب العيدية التي كانت لا تتعدى البيض المسلوق أو القمح المشوي مع سنابله والمعروف باسم «السهو»، ثم تطور الأمر إلى تقديم المكسرات والحلوى، خصوصاً القريض والفصفص وحب القرع وحب الشمام والحبحب، وحلّت محلها هدايا كألعاب الأطفال أو أجهزة الهاتف المحمول أو النقود.