وفد من الائتلاف في السعودية برئاسة خوجة وتدريب المعارضة على رأس المباحثات

اجتماع مرتقب هذا الأسبوع مع دي ميستورا لـ«وضع النقاط على خطة وقف القتال بحلب»

وفد من الائتلاف في السعودية برئاسة خوجة وتدريب المعارضة على رأس المباحثات
TT

وفد من الائتلاف في السعودية برئاسة خوجة وتدريب المعارضة على رأس المباحثات

وفد من الائتلاف في السعودية برئاسة خوجة وتدريب المعارضة على رأس المباحثات

في زيارة رسمية هي الأولى منذ تولي خالد خوجة رئاسة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، وضمن جولة عربية وأوروبية، وصل وفد من الهيئة الرئاسية إلى المملكة العربية السعودية مساء أمس، للقاء عدد من المسؤولين اليوم الاثنين، بينما من المتوقع أن يلتقي هذا الأسبوع ممثلون من الائتلاف المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي مستورا، للبحث في تفاصيل «خطة وقف القتال بحلب» التي سبق أن أعلن النظام السوري موافقته عليها، وفق ما ذكره مصدر في الائتلاف لـ«الشرق الأوسط».
وأوضح المصدر أن لقاء المبعوث الدولي سيكون لـ«وضع النقاط على حروف الخطة، بعدما كان الأخير قد عرضها مفصلة ومكتوبة على النظام السوري واكتفى بوضع الائتلاف في إطارها العام، مع تأكيدنا على ضرورة أن تكون الخطة شاملة وليست جزئية». وأضاف: «ننتظر كذلك توضيحات من دي ميستورا الذي خرج عن دوره كوسيط وحاول من خلال تصريحاته الأخيرة استرضاء الرئيس السوري بشار الأسد، بقوله إنه جزء من الحل، وما تلاها من مجازر قام بها النظام بحق مدنيين في حلب وغيرها من المناطق».
وأعلن الائتلاف في بيان له عن توجه وفد من الهيئة الرئاسية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية يرأسه الدكتور خالد خوجة إلى المملكة العربية السعودية في زيارة رسمية تهدف إلى مناقشة آخر التطورات السياسية وتبادل وجهات النظر حول الوضع في سوريا والعالم العربي على مختلف الصعد.
وأشار إلى أن الوفد يضم بالإضافة إلى رئيس الائتلاف خالد خوجة كلا من الدكتور هشام مروة نائب رئيس الائتلاف، والسيدة نغم الغادري نائب رئيس الائتلاف.
وفي هذا الإطار لفت نائب رئيس الائتلاف هشام مروة، أحد أعضاء الوفد إلى السعودية، إلى أن الزيارة تأتي ضمن التواصل الدائم مع المملكة التي عرفت ومنذ بداية الثورة بدعمها للمعارضة والائتلاف السوري. وأشار في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن محاربة الإرهاب المتمثل بتنظيم داعش والنظام على حد سواء، ستكون بندا أساسيا في مباحثات السعودية، لافتا كذلك إلى أن مواجهة الخطر الإقليمي والقومي الذي تقف خلفه إيران عبر لاعبيها الأساسيين حزب الله والحوثيين في المنطقة سيكون أيضا حاضرا على طاولة لقاءات السعودية.
وأمل مروة أن تكون نتائج زيارة المملكة على درجة عالية من الأهمية على مختلف الصعد، متوقعا دعما سياسيا وماديا وإغاثيا، لا سيما للاجئين السوريين.
من جهته، أوضح ممثل الائتلاف لدى مجلس التعاون الخليجي أديب الشيشكلي، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن مباحثات الزيارة التي من المتوقع أن تقتصر على يوم واحد سترتكز بشكل أساسي على التطورات الأخيرة، ولا سيما برنامج تدريب المعارضة السورية التي تعتبر المملكة جزءا منه، إضافة إلى الدعم المادي والمعنوي للائتلاف والحكومة المؤقتة. ولفت الشيشكلي إلى أن «زيارة السعودية التي تأتي في ظل القيادة الجديدة برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز هي للتأكيد على عدم وجود تغيير في سياسة المملكة الداعمة للثورة السورية والشعب السوري».
وكان التحالف الدولي ضد الإرهاب عقد الاجتماع الخامس له الأسبوع الماضي في السعودية، بعدما أعلن البنتاغون أن الولايات المتحدة قد تدرب مقاتلين من «المعارضة السورية المعتدلة»، وتوفر لهم معدات لكي يقوموا بعمليات إرشاد من الأرض لمقاتلات التحالف الدولي التي تشن غارات على مواقع تنظيم داعش. وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية نائب الأميرال جون كيربي خلال مؤتمر صحافي إن المرحلة الأولى من عملية تدريب مقاتلي «المعارضة السورية المعتدلة ستركز على أساسيات القتال فقط، لأن مهمة الإرشاد من الأرض صعبة وتتطلب مهارات عالية لأنها تتضمن التواصل مع الطائرات لتحديد أماكن الأهداف».
ومن المقرر أن ينتشر في تركيا والسعودية وقطر ما مجموعه ألف جندي أميركي للمساعدة في تدريب مقاتلين من المعارضة السورية المعتدلة لإرسالهم لاحقا إلى سوريا لقتال التنظيم. ومن المتوقع أن يبدأ تدريب هؤلاء في 10 مارس (آذار) المقبل.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.