«مشهد من العصور الوسطى»... العثور على لاجئ ميتاً ومحاطاً بالفئران بمخيم يوناني

«مشهد من العصور الوسطى»... العثور على لاجئ ميتاً ومحاطاً بالفئران بمخيم يوناني
TT

«مشهد من العصور الوسطى»... العثور على لاجئ ميتاً ومحاطاً بالفئران بمخيم يوناني

«مشهد من العصور الوسطى»... العثور على لاجئ ميتاً ومحاطاً بالفئران بمخيم يوناني

بعدما توفي لاجئ صومالي وحيداً في خيمة بمخيم مهجور للاجئين بجزيرة خيوس اليونانية في وقت سابق من هذا الأسبوع، وصلت الإسعاف إلى المكان بعد نحو 12 ساعة من وفاته إلى مكان الحادث حيث كانت الجثة محاطة بالفئران.
ويعتقد أن الشاب البالغ من العمر 28 عاماً، والذي لم تذكر السلطات اليونانية اسمه، توفي لأسباب طبيعية، يوم الاثنين الماضي، وهو يوم عطلة رسمية في اليونان بسبب عيد الفصح الأرثوذكسي.
نبه طالبو اللجوء عدة مرات في وقت سابق العاملين بالمخيم من رؤية تجمعات الفئران والجرذان. ولكن طُلب منهم البقاء في مركز احتجاز «خيوس» بسبب قيود «كورونا». حسبما أفادت صحيفة «الغارديان».
وخضعت مراكز الاحتجاز في الجزيرة لإجراءات إغلاق شديدة القسوة بعد انتشار الوباء العام الماضي.
استبعدت وزارة الهجرة اليونانية وفي بيان قصير سبب الوفاة وقوع حادث قتل، وقالت: «إن الطبيب العسكري اكتشف أن (اللاجئ المتوفى) تعرض لعضات في أذنه ويده، وأن سبب الوفاة سيصبح معروفاً بعد تشريح الجثة».
قال حاكم المخيم، باناجيوتيس كيمورتزيس، لصحيفة «الغارديان»: «نستضيفهم ونطعمهم لأنهم بشر، ولا يمكننا طردهم، ومن الطبيعي أن تظهر القوارض عندما يموت شخص ما لعدة ساعات».
وأضاف: «الشاب الصومالي، مثل مئات الآلاف من السوريين الذين سبقوه، تركوا بلدانهم بسبب العنف والفقر، وبعد رحلة طويلة وخطيرة، أبرزت النهاية المأساوية مرة أخرى الظروف المؤسفة لمراكز استقبال اللاجئين في اليونان ويقدم الحادث دليلاً إضافياً على إخفاقات سياسات الاحتواء التي اتبعها قادة الاتحاد الأوروبي على حدود القارة التي تبدو يائسة من التعامل مع طالبي اللجوء».
قال الدكتور أبوستولوس فييزيس، المدير التنفيذي لمنظمة إنترسوس الإنسانية الدولية في اليونان: «هناك حقيقة واحدة فقط وهي أن معسكرات الجزر اليونانية مرادفة للاكتظاظ والظروف غير الإنسانية، ويتعرض الناس بشكل يومي للفئران والقمامة والعنف. وغالباً تظهر على الأطفال في العيادات المنتشرة في جميع أنحاء الجزر علامات للدغات الفئران. إنه لأمر مخزٍ ومروع أن يعيشوا في مثل هذه الظروف المخزية».
وتابع: «إنه مشهد من العصور الوسطى حيث تهاجم الفئران رجلا ميتا».
انخفض عدد طالبي اللجوء إلى أوروبا بشكل كبير في العام الماضي. فتم تسجيل ما يقدر بـ12 ألف رجل وامرأة وطفل في مخيمات في بحر إيجة، وفقاً لوزارة حماية المواطنين اليونانية التي استضافت 5 آلاف شخص في ديسمبر (كانون الأول) 2019. والتي تستوعب الآن نحو خمس هذا العدد، نتيجة لسياسات الهجرة الصارمة في الجزر. ومنذ الاتفاق المثير للجدل بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لوقف تدفق الناس، أصبحت الجزر حاجزاً في معركة الاتحاد الأوروبي لإبعاد المهاجرين.
أكدت «بوابة الشفافية» الحكومية الأسبوع الماضي أنه تم تخصيص ما يقرب من 270 مليون يورو من أموال الاتحاد الأوروبي لاستكمال المخيمات الجديدة بحلول 31 مارس (آذار) من العام المقبل. ومن هذا المبلغ، تم تخصيص 155 مليون يورو لمراكز استقبال جديدة في ليسبوس وخيوس.
وتم تشديد الرقابة على الحدود بعد تهديد تركيا بإغراق أوروبا بطالبي اللجوء، وغادر عدد كبير من اللاجئين، أكثر مما وصل اليونان منذ مارس (آذار) العام الماضي. ومع أمل الآلاف من طالبي اللجوء في تركيا في عبور بحر إيجة الخطير، تماماً كما فعل الصومالي البالغ من العمر 28 عاماً، يعتقد خبراء الهجرة أن هذا يمكن أن يتغير.
وقالت ستيلا نانو، المتحدثة باسم الوكالة في أثينا: «لطالما كانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تعرب عن مخاوفها بشأن الظروف غير المستقرة في مخيمات الجزيرة. إلى جانب الصعوبات والتحديات المادية، وعدم اليقين من تداعيات الوباء، أدت العوامل السابقة إلى زيادة الإحباط لأشخاص الذين غالباً لا يرون ضوءاً في نهاية النفق».


مقالات ذات صلة

اليونان تعلّق دراسة طلبات اللجوء للسوريين

المشرق العربي مهاجرون جرى إنقاذهم ينزلون من سفينة لخفر السواحل اليوناني بميناء ميتيليني (رويترز)

اليونان تعلّق دراسة طلبات اللجوء للسوريين

أعلنت اليونان التي تُعدّ منفذاً أساسياً لكثير من اللاجئين إلى الاتحاد الأوروبي، أنها علّقت بشكل مؤقت دراسة طلبات اللجوء المقدَّمة من سوريين

«الشرق الأوسط» (أثينا)
العالم العربي دول أوروبية تعلق البت في طلبات اللجوء المقدمة من سوريين (أ.ف.ب)

دول أوروبية تعلق طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد الإطاحة بالأسد

علقت دول أوروبية كثيرة التعامل مع طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد استيلاء المعارضة على دمشق وهروب الرئيس بشار الأسد إلى روسيا بعد 13 عاماً من الحرب الأهلية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

جزر الباهاماس ترفض اقتراح ترمب باستقبال المهاجرين المرحّلين

قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية إن جزر الباهاماس رفضت اقتراحاً من إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب المقبلة، باستقبال المهاجرين المرحَّلين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا مهاجرون أفارقة خلال محاولتهم اقتحام معبر سبتة الحدودي مع إسبانيا (أ.ف.ب)

إسبانيا تشيد بتعاون المغرب في تدبير تدفقات الهجرة

أشادت كاتبة الدولة الإسبانية للهجرة، بيلار كانسيلا رودريغيز بـ«التعاون الوثيق» مع المغرب في مجال تدبير تدفقات الهجرة.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
المشرق العربي مهاجرون يعبرون بحر المانش (القنال الإنجليزي) على متن قارب (أرشيفية - أ.ف.ب) play-circle 00:32

العراق وبريطانيا يوقعان اتفاقاً أمنياً لاستهداف عصابات تهريب البشر

قالت بريطانيا، الخميس، إنها وقعت اتفاقاً أمنياً مع العراق لاستهداف عصابات تهريب البشر، وتعزيز التعاون على الحدود.

«الشرق الأوسط» (لندن)

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
TT

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)

اتفقت المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان، اليوم الجمعة، على إنشاء شركة مشتركة لبناء طائرتها المقاتِلة الأسرع من الصوت، والمتوقع أن تجهز في عام 2035، في إطار برنامج يحمل اسم القتال الجوي العالمي «GCAP».

وأعلنت الشركات المصنّعة الثلاث المسؤولة عن تطوير الطائرة المقاتِلة، الجمعة، في بيان، أنها وقّعت على اتفاقية إنشاء الشركة التي تملك كلٌّ منها ثُلثها. والشركات هي: «بي إيه إي سيستمز (BAE Systems)» البريطانية، و«ليوناردو (Leonardo)» الإيطالية، و«جايك (JAIEC)» اليابانية، التي أنشأتها، على وجه الخصوص، شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة.

وأنشئت الشركة المشتركة، التي ستبدأ أنشطتها منتصف عام 2025، في إطار برنامج القتال الجوي العالمي الذي أُعلن في عام 2022 بالشراكة بين لندن وروما وطوكيو. وستحلّ الطائرة الضخمة ذات الذيل المزدوج على شكل حرف V محل طائرات «إف-2» (F-2) اليابانية ومقاتِلات يوروفايتر الإيطالية والبريطانية. ومن المتوقع أن يمتد عمرها الافتراضي إلى ما بعد عام 2070، وفقاً للبيان.

وفي حال احترام الجدول الزمني، الذي وضعه القائمون على المشروع، فإنها ستدخل الخدمة قبل خمس سنوات على الأقل من الطائرة التي يبنيها مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي «SCAF» الذي تُنفذه فرنسا وألمانيا وإسبانيا.