العبيدي ينفي التخطيط لانقلاب عسكري.. وأوباما يعد بزيادة الدعم الدولي للعراق

قيادي في «الحشد الشعبي» مقرب من إيران: لا أدلة على دعم أميركي لـ«داعش»

رئيس الوزراء العراقي السابق نائب رئيس الجمهورية حاليا نوري المالكي يحضر احتفالا جرى في بغداد أول من أمس لتكريم أسر المقاتلين الإيرانيين الذين قضوا في قتال «داعش» (رويترز)
رئيس الوزراء العراقي السابق نائب رئيس الجمهورية حاليا نوري المالكي يحضر احتفالا جرى في بغداد أول من أمس لتكريم أسر المقاتلين الإيرانيين الذين قضوا في قتال «داعش» (رويترز)
TT

العبيدي ينفي التخطيط لانقلاب عسكري.. وأوباما يعد بزيادة الدعم الدولي للعراق

رئيس الوزراء العراقي السابق نائب رئيس الجمهورية حاليا نوري المالكي يحضر احتفالا جرى في بغداد أول من أمس لتكريم أسر المقاتلين الإيرانيين الذين قضوا في قتال «داعش» (رويترز)
رئيس الوزراء العراقي السابق نائب رئيس الجمهورية حاليا نوري المالكي يحضر احتفالا جرى في بغداد أول من أمس لتكريم أسر المقاتلين الإيرانيين الذين قضوا في قتال «داعش» (رويترز)

بعد يومين من تبادل الاتهامات بينه وبين رئيس الوزراء العراقي السابق والنائب الحالي لرئيس الجمهورية نوري المالكي وعد الرئيس الأميركي باراك أوباما بزيادة الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة إلى العراق.
وكان أوباما اتهم مؤخرا المالكي بأن فترة حكمه السابقة هي السبب في تأجيج العنف الطائفي في البلاد، بينما اتهم المالكي ما سماه السياسات الأميركية الخاطئة بأنها هي سبب تمدد داعش في كل من العراق وسوريا.
وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، أن الأخير ولدى استقباله قائد القيادة الوسطى للقوات الأميركية الجنرال لويد أوستن، أكد أن «العراق يخوض حربا شرسة ضد تنظيم (داعش) الإرهابي الذي يستخدم جميع الأساليب لإرهاب المواطنين، مما يتطلب المزيد من الدعم للعراق في حربه ضد الإرهاب».وأضاف العبادي، أن «الدعم الدولي للعراق تحسن خلال الأيام الماضية ونأمل بالمزيد للتخلص من تنظيم (داعش) الإرهابي»، مشيرا إلى أن «هناك تقدما في عملية تحشيد وتجنيد أهالي محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين لتحريرها من العصابات الإرهابية». من جانبه، أشار قائد القيادة الوسطى الأميركية إلى «استمرار دعم الولايات المتحدة للعراق في حربه ضد تنظيم داعش الإرهابي»، لافتا إلى أن «الأوضاع الأمنية حاليا أفضل مما كانت عليه قبل ستة أشهر، إذ إن هناك تقدما أمنيا في المعركة ضد التنظيمات الإرهابية». وأكد أوستن «حرص الولايات المتحدة الأميركية على تأمين متطلبات القوات المسلحة العراقية وتأهيلها وتدريبها».
وأشار البيان إلى أن السفير الأميركي في العراق ستيوارت جونز نقل خلال حضوره اللقاء، دعوة من الرئيس أوباما إلى العبادي لزيارة واشنطن»، مؤكدا أن رئيس الوزراء «وعد بتلبية الدعوة».
من جهته، نفى وزير الدفاع خالد العبيدي الأنباء التي تحدثت عن التخطيط لعملية انقلاب عسكري في العاصمة بغداد. وقال العبيدي خلال مؤتمر صحافي عقده في وزارة الدفاع في بغداد أمس، أن «عملية نقل الأسلحة التي أثيرت حولها الإشاعات في بعض الأوساط ما هي إلا نقل أسلحة من سرية حماية الوزير السابق سعدون الدليمي إلى حمايتي الحالية»، نافيا «ما أشيع عن وجود انقلاب عسكري». من ناحية ثانية، أشار العبيدي، إلى أن «المساعدات العسكرية والمؤن لم تنقطع عن أي قطعات عراقية»، مؤكدا أن «معركة تحرير الموصل ستبدأ لحظة استكمال الاستعدادات العسكرية اللازمة».
وفي السياق نفسه، وصف العبيدي المعلومات عن هبوط طائرات تحمل مساعدات في مناطق يسيطر عليها تنظيم (داعش) بـ«غير الدقيقة»، وهدد بأن أي طائرة تهبط في مناطق «داعش» ستكون «هدفا مشروعا» للقوات العراقية مهما كانت جنسيتها. وأشار إلى أن «التحقيقات الأولية أثبتت عدم دقة المعلومات المتعلقة بهبوط طائرات تحمل مساعدات في مناطق يسيطر عليها تنظيم داعش».
وبشأن العمليات العسكرية الحالية في محافظة الأنبار وبالذات في ناحية البغدادي قال العبيدي، إن «الساعات القليلة المقبلة ستشهد تحرير ناحية البغدادي، (70 كلم غرب الرمادي) من سيطرة تنظيم (داعش) بالكامل».
بدوره، كشف فارس طه الفارس، عضو البرلمان العراقي عن تحالف القوى العراقية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عن أن «ممثل الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس والذي يعد أحد القيادات العراقية المقربة من إيران أكد لنا وفي خلال الاجتماع الخاص بإقرار الموازنة المالية إنهم لم يرصدوا بشكل واضح ودقيق وجود أي نوع من الدعم والمساعدات الأميركية لتنظيم داعش»، مبينا أن «المهندس قال أقول هذا الكلام ليس دفاعا عن الأميركيين ولكن لا توجد لدينا معطيات بهذا الشأن». وردا على سؤال بشأن الصفة الرسمية التي يحملها أبو مهدي المهندس لكي يحضر الاجتماع البرلماني الخاص بإقرار الموازنة، قال الفارس، إن «المهندس حضر بصفته ممثلا للحشد الشعبي، بينما حضرت أنا بوصفي ممثلا عن تحالف القوى لمناقشة موازنة الحرس الوطني في هذا الاجتماع». وبشأن المعارك الدائرة في البغدادي قال الفارس، إن «المعلومات المتوفرة لدينا تشير إلى حصول تقدم للقطعات العراقية باتجاه ناحية البغدادي»، مبديا استغرابه من «إيلاء تكريت والموصل الأولوية في عملية التحرير، بينما يتوجب أن تكون الأولوية للأنبار لأساب وعوامل استراتيجية تتعلق بوضع المحافظة وطبيعتها بالإضافة إلى كونها لم تسقط كلها بيد (داعش) مثلما حصل للموصل وتكريت».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.