المنقوش في مرمى نيران معسكر تركيا بسبب موقفها من «المرتزقة»

سفارات دول غربية تدعو السلطات الليبية لإجراء الانتخابات في موعدها

وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش خلال زيارتها جنوب البلاد أمس (بلدية سبها)
وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش خلال زيارتها جنوب البلاد أمس (بلدية سبها)
TT

المنقوش في مرمى نيران معسكر تركيا بسبب موقفها من «المرتزقة»

وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش خلال زيارتها جنوب البلاد أمس (بلدية سبها)
وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش خلال زيارتها جنوب البلاد أمس (بلدية سبها)

على الرغم من حصولها على دعم أميركي مباشر، باتت نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية بحكومة «الوحدة الوطنية» الليبية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، في مرمى النيران الدعائية والإعلامية لمعسكر تركيا وتنظيم «الإخوان»، بعدما طالب الشيخ الصادق الغرياني، مفتي ليبيا المعزول من منصبه، سكان العاصمة طرابلس وعملية «بركان الغضب» التي تشنها القوات المحسوبة على الحكومة بمظاهرات مناوئة لها وداعمة لبقاء من وصفه بـ«الحليف التركي».
ووسط مخاوف من إقدام الميليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس على مهاجمة مقر الخارجية، عقد قادة محاور عملية «بركان الغضب» اجتماعاً مغلقاً وبشكل مفاجئ أمس، لمناقشة آخر التطورات على الساحة الليبية.
ولم يتضح ما إذا كان هذا الاجتماع على صلة مباشرة بالمنقوش، أو بتململ الميليشيات من الإعلان عن تعيين قيادة جديدة لجهاز الاستخبارات الليبية، بعدما أصدر المجلس الرئاسي برئاسة محمد المنفي قراراً، أول من أمس، بتكليف حسين العايب رئيساً لجهاز الاستخبارات خلفاً للرائد عماد الطرابلسي أحد قادة ميليشيات طرابلس.
وتولى العايب إدارة مكتب عبد الله السنوسي، آخر رئيس جهاز مخابرات للبلاد في عهد نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، قبل مقتله وسقوطه عام 2011، علماً بأنه كان أحد ضباط ما كان يعرف باسم جهاز الأمن الخارجي الليبي.
وأثار تعيين العايب غضب بعض المناوئين للنظام السابق، في حين رصدت وسائل إعلام محلية عقد الطرابلسي اجتماعاً تشاورياً مع قادة عملية بركان الغضب؛ تمهيداً لاحتمال إعلانه رفض تسليم منصبه.
وفي إشارة إلى نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية بحكومة الدبيبة، رغم عدم تسميتها، قال الغرياني في تصريحات تلفزيونية مساء أول من أمس، إن «من يتنكر للحليف التركي لا يستحق الاحترام ويدل كلامه على أنه غير مسؤول ولا يعرف كيف يضع الأمور في نصابها».
واستعادت منصات إعلامية وناشطون محسوبون على المعسكر التركي، تسجيلات فيديو قديمة للمنقوش تنتقد فيها تدخل تركيا وقطر في ليبيا، وتعتبر المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، «بطلاً في شرق البلاد، وكان أمل الليبيين للخلاص من الميليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس».
وتصاعدت الحملة الدعائية المناوئة للمنقوش بعدما طالبت تركيا بإنهاء تواجدها العسكري وسحب «المرتزقة» الموالين لها على الأراضي الليبية. وامتنعت الحكومة عن التعليق على تلقي المنقوش تهديدات، أو تعرضها لضغوط لإقالتها من منصبها.
في المقابل، حظيت المنقوش بدعم أميركي رسمي وعلني لافت للانتباه، عبّر عنه السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، الذي نقلت عنه السفارة الأميركية عبر «تويتر» قوله في بيان مقتضب مساء أول من أمس «نؤيد تماماً دعوة وزيرة الخارجية المنقوش الواضحة لخروج القوات الأجنبية في صالح السيادة الليبية والاستقرار».
وكان نولارند، الذي التقى عضو المجلس الرئاسي عبد الله اللافي، في العاصمة التونسية، أكد مجدداً على دعم بلاده جهود المجلس بشأن توحيد المؤسسة العسكرية، بالإضافة إلى عمله على ملف المصالحة الوطنية، ومشروع الانتخابات المرتقبة قبل نهاية العام الحالي. واعتبر أن توحيد المؤسسات العسكرية الليبية هو هدف حاسم، خاصة بعد الأحداث الأخيرة في تشاد، وأيضاً هدف يجب السعي له بطريقة تحظى بالاتفاق وبدعم من جميع الأطراف، مشيراً إلى أنهما ناقشا ما وصفه بالأهمية الحاسمة لبدء انسحاب القوات والمقاتلين الأجانب.
في غضون ذلك، أكد بيان مشترك لسفارات ألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة، رفض إجراء أي تغييرات من شأنها تعطيل الانتخابات الليبية المقررة في 24 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، مشددة على ضرورة التزام السلطات الليبية بتسهيل إجراء الاستحقاق الديمقراطي في موعده.
ولفت البيان إلى أهمية دعم المؤسسات الليبية للتجهيز للانتخابات في وقتها المحدد، وقال إن قرار مجلس الأمن رقم «2570» دعا السلطات والمؤسسات الليبية، بما في ذلك حكومة «الوحدة» ومجلس النواب، إلى تسهيل الانتخابات، والاتفاق على القاعدة الدستورية والأساس القانوني للانتخابات بحلول الأول من يوليو (تموز) المقبل.
وأكد البيان، أنه بالإضافة إلى الترتيبات السياسية والأمنية، فإن الاستعدادات الفنية واللوجيستية مهمة وأساسية، مشيراً إلى أن الدول تعتقد أن الوقت الحالي ليس هو الوقت المناسب لإجراء أي تغييرات من شأنها التعطيل في الهيئات ذات الصلة، والتي لها دور أساسي في التجهيز للانتخابات، خلال الجدول الزمني الذي حدده قرار مجلس الأمن رقم (2570).
بدورها، قررت حكومة «الوحدة الوطنية» إنشاء صندوق سيادي لإعادة إعمار جنوب العاصمة طرابلس بقيمة مليار دينار ليبي، بينما تفقد الدبيبة برفقة عدد من الوزراء مدينة زليتن، وعقد اجتماعاً مع عدد من مسؤوليها المحليين، وتعهد بالعمل لحل مشاكلها.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.