الكرة الإنجليزية تنتصر بتأهل تشيلسي ومانشستر سيتي لنهائي «أبطال أوروبا»

توخيل يضيف زيدان إلى لائحة ضحاياه... وريال مدريد في حاجة إلى ثورة تجديد على تشكيلته

ماونت نجم تشيلسي يسجل ثاني أهداف فريقه في مرمى كورتوا حارس ريال مدريد (رويترز)
ماونت نجم تشيلسي يسجل ثاني أهداف فريقه في مرمى كورتوا حارس ريال مدريد (رويترز)
TT

الكرة الإنجليزية تنتصر بتأهل تشيلسي ومانشستر سيتي لنهائي «أبطال أوروبا»

ماونت نجم تشيلسي يسجل ثاني أهداف فريقه في مرمى كورتوا حارس ريال مدريد (رويترز)
ماونت نجم تشيلسي يسجل ثاني أهداف فريقه في مرمى كورتوا حارس ريال مدريد (رويترز)

أكدت كرة القدم الإنجليزية علو كعبها على نظرائها في الدول الكبرى بالقارة، ببلوغ كل من تشيلسي ومانشستر سيتي المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا. وهي المرة الثالثة التي يلتقي فيها فريقان من إنجلترا في النهائي بعد عام 2008 حين فاز مانشستر يونايتد على تشيلسي بركلات الترجيح، وعام 2019 عندما تغلب ليفربول على توتنهام 2 - صفر.
وبفوزه المستحق على ضيفه ريال مدريد الإسباني 2 - صفر إياباً في لندن، بعد التعادل الإيجابي 1 - 1 من مدريد الأسبوع الماضي، خطف تشيلسي بطاقة النهائي الثانية وضرب موعداً مع مواطنه سيتي في 29 مايو (أيار) الحالي في إسطنبول لحسم اللقب.
وهي المرة الثالثة التي يبلغ فيها تشيلسي المباراة النهائية لدوري الأبطال بعد عام 2008، و2012 حين فاز باللقب على حساب بايرن ميونيخ الألماني بركلات الترجيح.
ونجح مدرب تشيلسي الألماني توماس توخيل الذي تسلم قيادة الفريق مطلع العام الحالي في بلوغ النهائي القاري للمرة الثانية توالياً بعد أن خسر العام الماضي عندما كان على رأس الجهاز الفني لباريس سان جيرمان الفرنسي أمام بايرن ميونيخ صفر - 1.
ونجح توخيل أيضاً في قيادة الفريق اللندني إلى نهائي كأس إنجلترا، حيث سيلتقي مع ليستر سيتي خلال الشهر الحالي، علماً بأنه هزم مانشستر سيتي 1 - صفر في نصف نهائي هذه المسابقة. وفرض تشيلسي أفضليته على معظم أوقات المباراة أمام الريال وحسم اللقاء بهدفي الألماني تيمو فيرنر في الدقيقة 28 ومايسون ماونت (85).
وقال توخيل عقب اللقاء: «أنا سعيد جداً بتحقيقنا هذا الإنجاز. أنا ممتن لفرصة تدريب هذا الفريق، وامتلاك هذا الحماس كمحترف. أنا ممتن لكل شيء والقيام بذلك على هذا المستوى. نحن بحاجة إلى الانتظار ونأمل في الذهاب إلى إسطنبول بتشكيلة جيدة وبأداء جيد وأجواء جيدة. الأمور لم تنتهِ بعد، نريد الاستمرار حتى النهاية وهذا يعني أننا سنذهب إلى إسطنبول من أجل الفوز».
وقال ماونت صاحب الهدف الثاني: «لا أستطيع أن أصف بكلمات شعوري في الوقت الحالي. أنه انتصار ضخم». وأضاف: «كانت مباراة صعبة لكن بذلنا جهوداً مضاعفة وكان باستطاعتنا تسجيل المزيد من الأهداف. لقد بلغنا نهائي مسابقتين هامتين لكننا لم نفز بشيء بعد».
وأكد توخيل أنه يستحق مكانة بين أفضل المدربين بعد أن أضاف نظيره الفرنسي زين الدين زيدان مدرب الريال إلى قائمه ضحاياه في استمرار للتحول المذهل لتشيلسي تحت قيادته.
وتولى مدرب باريس سان جيرمان السابق المسؤولية في يناير (كانون الثاني) بدلاً من الأسطورة فرانك لامبارد في ظل معاناة تشكيلة تشيلسي الباهظة من فقدان الهوية، ولم يرق هذا التغيير لمشجعي الفريق اللندني، وخاصة الموالين للامبارد أحد هدافي النادي عبر العصور وهتفوا باسمه خارج الملعب قبل مواجهة الريال، لكن بعد نجاح توخيل في قيادة الفريق من المركز التاسع إلى الرابع في الدوري وإلى نهائي كأس إنجلترا ثم نهائي دوري الأبطال، لن يستطيع أحد إنكار أن التعاقد مع المدرب البالغ عمره 47 عاماً كان قراراً صائباً. ومنذ مجيئه فاز تشيلسي في 16 مباراة بجميع المسابقات وتعادل ست مرات وخسر في مناسبتين فقط. وتحت قيادة توخيل تألق الثنائي الألماني كاي هافرتس وتيمو فيرنر وارتفع مستوى ماونت كما أعاد نغولو كانتي اكتشاف نفسه.
في المقابل كان زيدان يسعى لبلوغ نهائي دوري الأبطال للمرة الرابعة، وهو أمر لم يسبقه إليه سوى السير أليكس فيرجسون وكارلو أنشيلوتي ومارسيلو ليبي، لكن المدرب الفرنسي كان قليل الحيلة أمام نظيره توخيل الذي أصبح أول مدرب يتأهل إلى نهائي دوري الأبطال في موسمين متتاليين مع فريقين مختلفين. وسيسعى توخيل لتكرار تفوقه على نظيره الإسباني جوسيب غوارديولا مدرب سيتي في نهائي إسطنبول بعد نجاحه في إزاحة منافسه من قبل نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي.
وأمام التفوق الإنجليزي يبدو في المقابل أن ريال مدريد الذي تابع سلسلة خيباته خارج أرضه في دوري الأبطال ولم يفرض نفسه على الملاعب الإنجليزية منذ 22 أكتوبر (تشرين الأول) 2014. في حاجة لثورة تغيير حقيقية.
وأدرك زيدان بعد الخروج المؤلم أن تشكيلته المرنة والمتعبة تقترب من نهاية حقبة، وأن فريق النادي الملكي بحاجة إلى الدعم في كل خطوطه.
الفرنسي كريم بنزيمة، والألماني توني كروس، والكرواتي لوكا مودريتش، والبرازيلي كاسيميرو، والقائد سيرخيو راموس... هو غيض من فيض لأسماء لاعبين كبار رفعوا الأوروبية ثلاث مرات توالياً في فترة زيدان الأولى مع الفريق بين عامي 2016 و2018، لكن هؤلاء لم يعودوا بنفس الطاقة والحماس مع تقدمهم بالسن.
وبعد الفشل الذي رافق النادي المدريدي في العامين الماضيين في مسابقة أحرز لقبها 13 مرة (رقم قياسي)، بات لزاماً عليه اتخاذ خطوات سريعة للتغيير.
ولخص المهاجم والمدير الرياضي السابق للريال بريدراغ مياتوفيتش ما يحصل بقوله: «لا يمكننا التحدث عن كارثة، فالوصول إلى نصف نهائي دوري الأبطال هو أمر صعب. لكن بإمكاننا أن نتحدث عن نهاية حقبة. في الأعوام الأخيرة لم نكن على قدر الآمال في بعض التعاقدات».
وتابع مياتوفيتش: «سيسبب هذا الإقصاء الكثير من الألم لزيدان. العام الماضي كانت الحال مشابهة، ولكن الفوز بلقب الليغا الإسبانية أخفى بعض الأمور. زيدان أخطأ في العديد من الأمور».
وفور إطلاق الحكم صافرة النهاية بالخسارة صفر - 2 أمام تشيلسي، توجهت أصابع الاتهام إلى المدرب الفرنسي بسبب العديد من خياراته، على غرار دفعه في التشكيلة الأساسية براموس الغائب عن الملاعب منذ نحو شهر بسبب الإصابة، والبلجيكي إدين هازارد مفتقد القوة وحساسية المباريات والذي لعب منذ البداية للمرة الثانية فقط في آخر ثلاثة أشهر، كما شارك الظهير الأيسر فيرلان مندي بعد غياب ثلاثة أسابيع. إضافة إلى انتقادات خيارات زيدان الفنية بالدفع بالشاب البرازيلي فينيسيوس جونيور في الجهة اليمنى وألقى على كاهله مهمات دفاعية، رغم أنه جناح أيسر، وكل ذلك من أجل أن يفسح المجال لهازارد على اليسار.
وما زاد من غضب المدريديين أنه فور إطلاق الحكم صافرة نهاية المباراة، تناقلت المواقع صورة لهازارد يمازح رفاقه السابقين في تشيلسي كيرت زوما وإدوار مندي ويضحك معهما، لينتقده بشدة توماس رونسيرو رئيس تحرير صحيفة مدريد الرياضية اليومية قائلاً: «لماذا تبتسم؟ هذا الصبي لم يفهم أنه في ريال مدريد. يجب (على النادي) بدء إجراءات بيعه. وداعاً هازارد».
كما كتب خافيير بالبوا جناح ريال السابق عبر «تويتر»: «يجب أن يشرح أحد لي سر سعادة هازارد لأنني لا أفهم». وانضم دون هاتشينسون لاعب ليفربول السابق للمنتقدين قائلاً: «رأيت مشاهد غريبة، ما حدث من هازارد لم يكن ليحدث من لاعب مثل كريستيانو رونالدو الذي توج باللقب أربع مرات مع ريال ومرة مع مانشستر يونايتد، نعرف أنهم أصدقاء لك في تشيلسي، لكن لا أتخيل خروجك من الملعب ضاحكاً».
ودافع زيدان عن خياراته وقال: «كنا نلعب في قبل النهائي وكل اللاعبين كانوا جاهزين. لم أكن لأشركهم لو لم يكونوا جاهزين، أنا فخور بما قدموه لنصل إلى هذا الدور، خطوة واحدة كانت تفصلنا عن النهائي. تشيلسي قدم أداءً رائعاً ويستحق التهنئة».
واعترف المدرب الفرنسي أن هازارد، صاحب أغلى صفقة انتقال في تاريخ ريال مدريد، كان بعيداً عن مستواه لكن الوسيلة الوحيدة لعودة اللاعب البلجيكي بعد موسمين مع ريال مدريد ابتلي فيهما بالإصابات هي مشاركته في المباريات. وأوضح: «يجب أن يستعيد إيدن الثقة وهو بحاجة لمواصلة اللعب. خطوة بخطوة سنتأكد من تعافيه».
ودافع زيدان عن قراره الفني بالدفع بفينيسيوس على الجهة اليمني، وقال: «المركز المفضل لفينيسيوس هو الجناح الأيسر لكنه يستطيع أيضاً اللعب في الناحية اليمنى وكان يجب علي إعادة تنظيم الفريق بهذه الطريقة. لكني أفضل التركيز على ما قدمه لاعبو فريقي طيلة هذا الموسم وليس مباراة فقط. طريقتنا كانت واضحة ولعبنا العديد من المباريات بهذه الطريقة، لكن أمام تشيلسي خسرنا الكثير من المواجهات الفردية وكنا نفتقر لشيء ما، حاولنا لكنها كانت مباراة صعبة».
وستعيد هذه الهزيمة «شبح» الرحيل ليخيم على زيدان ليتساءل البعض: «هل يغادر الصيف المقبل رغم أن عقده يمتد حتى عام 2022؟ بعدما كان رحل عن العاصمة المدريدية في قمة مجده في عام 2018 بعد فوزه بثلاثة ألقاب دوري الأبطال توالياً».
لكن زيدان سبق أن أشار قبل مواجهة تشيلسي إلى أنه ملتزم بالوجود مع الريال وينافس على لقب الدوري الإسباني. ويتأخر فريق المدرب زيدان بنقطتين عن جاره أتليتكو مدريد المتصدر متساوياً مع الغريم برشلونة بالنقط قبل 4 مراحل من النهاية.
وفي حال قرر زيدان البقاء فمع مَن مِن اللاعبين سيُتابع مغامرته؟ فتفوق تشيلسي أظهر بشكل واضح مدى حاجة الفريق الملكي لنجوم جدد كي يتفادى الغرق كما حصل مع غريمه برشلونة بعد حقبة مدربه جوسيب غوارديولا قبل 10 أعوام.


مقالات ذات صلة

بوتين يتفقد قوات شيشانية تستعد للقتال في أوكرانيا

أوروبا بوتين محاطا بمقاتلين شيشانيين في جامعة القوات الخاصة الروسية في جوديرميس في الشيشان (إ.ب.أ)

بوتين يتفقد قوات شيشانية تستعد للقتال في أوكرانيا

أبلغ قديروف بوتين في اجتماع منفصل أمس الثلاثاء بأن الشيشان أرسلت أكثر من 47 ألف جندي منذ بداية الحرب لقتال أوكرانيا، بينهم نحو 19 ألف متطوع.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عند وصوله إلى مطار غروزني بالشيشان في 20 أغسطس 2024 (أ.ف.ب) play-circle 00:57

بوتين يزور الشيشان للمرة الأولى منذ عام 2011 (فيديو)

وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مساء الثلاثاء، إلى الشيشان، الجمهورية الروسية في منطقة القوقاز، التي يتزعّمها حليفه رمضان قديروف، في أول زيارة لها منذ 2011.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا حاكم الشيشان رمضان قديروف يقود سيارة تسلا من طراز «سايبرتراك» (لقطة من فيديو)

شاهد... قديروف يتباهى بسيارة «سايبرتراك» مزودة بمدفع رشاش

تباهى حاكم الشيشان رمضان قديروف بشاحنة فاخرة من شركة «تسلا» الأميركية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا عناصر من الكتيبة الشيشانية الموالية لأوكرانيا يتفقدون منطقة وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا في بلدة باخموت بأوكرانيا في 11 نوفمبر 2022 (رويترز)

قلق «كتيبة الشيخ منصور» الشيشانية الموالية لأوكرانيا يتصاعد على الجبهة الشرقية

تعدّ بلدة تشاسيف يار في شرق أوكرانيا، أحد معاقل المقاومة الأخيرة لمقاتلي حروب الشيشان، حيث تقاتل فيها «كتيبة الشيخ منصور» الموالية لأوكرانيا ضد القوات الروسية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا رمضان قديروف (أرشيفية - رويترز)

قديروف: مقاتلو «فاغنر» السابقون يتدربون مع قواتنا

قال الزعيم الشيشاني، رمضان قديروف، اليوم الاثنين، إن مجموعة كبيرة من المقاتلين السابقين بمجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية الخاصة بدأت التدريب مع قوات خاصة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».