المحكمة الإسرائيلية تؤجل قرارها حول «الشيخ جراح» إلى الاثنين

مستوطن إسرائيلي يتهجم على متظاهرين فلسطينيين في حي الشيخ جراح مساء الأربعاء (أ.ف.ب)
مستوطن إسرائيلي يتهجم على متظاهرين فلسطينيين في حي الشيخ جراح مساء الأربعاء (أ.ف.ب)
TT

المحكمة الإسرائيلية تؤجل قرارها حول «الشيخ جراح» إلى الاثنين

مستوطن إسرائيلي يتهجم على متظاهرين فلسطينيين في حي الشيخ جراح مساء الأربعاء (أ.ف.ب)
مستوطن إسرائيلي يتهجم على متظاهرين فلسطينيين في حي الشيخ جراح مساء الأربعاء (أ.ف.ب)

أرجأت المحكمة العليا الإسرائيلية إصدار قرارها النهائي حول إخلاء منازل عائلات فلسطينية في حي الشيخ جراح في القدس إلى العاشر من الشهر الحالي، بعدما أبلغ أهالي الحي المحكمة رفضهم إبرام أي اتفاق مع شركات تهويدية استيطانية تدعي ملكية منازلهم.
وكانت المحكمة العليا قد أمهلت، الأحد الماضي، 4 عائلات فلسطينية مهددة بالإجلاء من الحي، حتى أمس (الخميس)، من أجل التوصل لاتفاق مع المستوطنين بشأن ملكية الأراضي المقامة عليها منازلهم. وقال محامي الأهالي سامي أرشيد: «قدمنا للمحكمة إشعاراً بأن الأطراف لم يتوصلوا لتسوية ونحن بانتظار قرار المحكمة». وأضاف أن الأهالي قدموا أيضاً طلباً جديداً بالاستئناف لتقديم بيانات جديدة حول القضية، من أجل تثبيت ملكية الأراضي لأهالي الشيخ جراح.
وقررت المحكمة إرجاء الأمر برمته إلى يوم الاثنين المقبل. وجاء القرار في ظل رفض عربي وأوروبي للمسّ بالسكان في الحي، وتهديد فلسطيني بتصعيد. وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن تهجير السكان من حي الشيخ جراح في القدس الشرقية يمثل جريمة مكتملة الأركان. وطالب أبو الغيط، في بيان، الخميس، المجتمع الدولي بالتدخل لمنع هذا الإجراء الذي ينتهك أبسط حقوق الإنسان الفلسطيني، ويرسّخ نظاماً للفصل العنصري في الأراضي المحتلة. وشدد أبو الغيط على مسؤولية المجتمع الدولي في ممارسة الضغوط على إسرائيل، لمنع التهجير القسري لسكان الشيخ جراح، قبل أن ينزلق الموقف إلى المزيد من التصعيد.
وتهدد عملية الإخلاء في حي الشيخ جراح بتصعيد كبير في القدس قد ينتقل إلى الضفة وقطاع غزة، في ظل إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن معركة القدس قد بدأت، وتهديد قائد «القسام» التابعة لـ«حماس» محمد الضيف، بتدفيع إسرائيل ثمناً غالياً مقابل ذلك.
ويشهد حي الشيخ جراح مواجهات ليلية مع السكان ومعتصمين. واعتقلت إسرائيل، في وقت متأخر من يوم الأربعاء، معتصمين في الحي وآخرين في القدس، على خلفية المواجهات المستمرة في المدينة.
واقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلة الكرد المهدد بالإخلاء، واعتدت على السكان الموجودين فيه، كما أطلقت قنبلة غاز مسيل للدموع داخله.
واستنكرت الخارجية الفلسطينية، أمس، «الاعتداءات الهمجية التي يرتكبها الاحتلال وشرطته وأجهزته المختلفة يومياً بحق أهلنا الصامدين في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، والتي أدت إلى إصابة عدد من المواطنين بجروح متفاوتة، تم توثيقها على مسمع العالم وبصره، ما يعبر عن مدى تفشي ثقافة وعقلية الكراهية والعنصرية والقتل والتنكيل لدى الاحتلال ومراكز صنع القرار فيه».
وطالبت الخارجية بفرض عقوبات جدية على الاحتلال، واتخاذ الإجراءات والخطوات التي يفرضها القانون الدولي الكفيلة بإجبار إسرائيل كقوة احتلال على وقف جرائمها وانتهاكاتها. ودعت «الجنائية الدولية» لتحمل مسؤولياتها في هذا الإطار، والإسراع في تحقيقاتها في تلك الجرائم وصولاً لمحاسبة ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين.
وترفض السلطة وكذلك الأردن، أي مساس بأهالي الحي ويوجد تنسيق مشترك بين الطرفين لحماتيهم. والشهر الماضي، قدّمت عمان مساعدة كبيرة لرام الله، بتقديم وثائق قديمة تؤكد إبرام عقود تأجير وحدات سكنية لسكان في الشيخ جراح في القدس المحتلة في 1956.
وتعيش هذه العائلات في حي الشيخ جراح منذ عام 1956، باتفاق بين الحكومة الأردنية، ممثلة بوزارة الإنشاء والتعمير، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين، اللتين اتفقتا على توفير المسكن لـ28 عائلة لاجئة في حي الشيخ جراح، مقابل تخلي العائلات عن بطاقة الإغاثة، وكان من شروطه دفع أجرة رمزية على أن يتم تفويض الملكية للسكن بعد 3 سنوات.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».