السيسي لفيلتمان: الاتفاق الملزم حول «سد النهضة» قضية وجودية

السيسي خلال استقباله فيلتمان في القاهرة أمس بحضور مسؤولين من البلدين (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال استقباله فيلتمان في القاهرة أمس بحضور مسؤولين من البلدين (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي لفيلتمان: الاتفاق الملزم حول «سد النهضة» قضية وجودية

السيسي خلال استقباله فيلتمان في القاهرة أمس بحضور مسؤولين من البلدين (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال استقباله فيلتمان في القاهرة أمس بحضور مسؤولين من البلدين (الرئاسة المصرية)

في أولى محطات جولته في القارة، حل المبعوث الأميركي الخاص لمنطقة القرن الأفريقي جيفري فيلتمان، ضيفاً على القاهرة، أمس، حيث استقبله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بحضور وزراء ومسؤولين من البلدين، في جلسة مباحثات تطرقت إلى العلاقات الثنائية مع تركيز خاص على قضية «سد النهضة» الذي تبنيه أديس أبابا على مجرى النيل، وتقول القاهرة والخرطوم إنه يضر بهما.
ونقلت الرئاسة المصرية عن السيسي قوله للمبعوث الأميركي إن «التوصل إلى اتفاق عادل ومنصف وملزم قانوناً لملء وتشغيل سد النهضة، قضية وجودية بالنسبة لمصر التي لن تقبل بالإضرار بمصالحها المائية أو المساس بمقدرات شعبها». وأشار إلى «أهمية تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في حلحلة تلك الأزمة، وحيوية الدور الأميركي للاضطلاع بدور مؤثر في هذا الإطار».
وفشلت محادثات استضافتها الكونغو (الرئيس الحالي الأفريقي)، مطلع الشهر الماضي، في التوصل إلى اتفاق بشأن السد، وبينما تدعو مصر والسودان إلى إشراك وسطاء دوليين (الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي، والولايات المتحدة) في المفاوضات، ترفض إثيوبيا ذلك التوجه.
وشهد اللقاء بين الرئيس المصري والمبعوث الأميركي «التباحث حول عدد من الملفات الإقليمية في منطقة القرن الأفريقي، وفي مقدمتها تطورات ملف سد النهضة».
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي إن «فيلتمان أكد أن الإدارة الأميركية جادة في حل تلك القضية الحساسة نظراً لما تمثله من أهمية بالغة لمصر وللمنطقة والتي تتطلب التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة».
وأضاف أن الرئيس المصري «استعرض تفصيلاً تطورات قضية سد النهضة، مؤكداً النهج المرن لمصر في التعامل مع هذه القضية على مدار السنوات الماضية في مختلف مسارات التفاوض، والذي لطالما قام على أساس السعي للتوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن وملزم قانوناً يحقق مصالح كل من مصر والسودان وإثيوبيا، ويراعي حقوق ومصالح مصر وأمنها المائي ويمنع إيقاع الضرر بها، إلا أن جميع الجهود التي بُذلت خلال عملية التفاوض لم تتوصل إلى الاتفاق المنشود نتيجة غياب الإرادة السياسية لدى الطرف الآخر»، وفق بيان الرئاسة المصرية.
وأكد السيسي في الوقت نفسه أن «مصر ما زالت تسعى للتوصل إلى اتفاق عادل ومنصف ومُلزم قانوناً لملء وتشغيل سد النهضة، بما في ذلك من خلال مسار المفاوضات برعاية الاتحاد الأفريقي بقيادة مقدرة من الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي».
كان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، قد أعلن الأسبوع الماضي، تمسكه بالموعد الذي أعلنته بلاده للملء الثاني لخزان «سد النهضة» في يوليو (تموز) المقبل، متجاهلاً التحفظات المصرية والسودانية على المضي في الخطوة من دون اتفاق قانوني بين البلدان الثلاثة لتنظيمها.
وعلى صعيد العلاقات المصرية - الأميركية، أكد السيسي حرص بلاده على «تعزيز التعاون الثنائي مع الولايات المتحدة في إطار علاقات الشراكة الاستراتيجية الممتدة بين البلدين الصديقين والدور الحيوي لتلك الشراكة في تحقيق الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية».
بدوره أكد فيلتمان «تثمين الولايات المتحدة للعلاقات الاستراتيجية مع مصر، وذلك في ضوء الثقل السياسي والدور المحوري الذي تتمتع به مصر في محيطها الإقليمي، بما يسهم في تحقيق التوازن في المنطقة، وحرص الولايات المتحدة على دفع أطر التعاون بين البلدين الصديقين ثنائياً وإقليمياً».



جماعة الحوثي تعلن استهداف 4 سفن إسرائيلية وأميركية في خليج عدن

سفينة الشحن «غالاكسي ليدر» ترافقها قوارب الحوثيين بعد قيامهم بقرصنتها في البحر الأحمر في هذه الصورة التي نُشرت يوم 20 نوفمبر 2023 (رويترز)
سفينة الشحن «غالاكسي ليدر» ترافقها قوارب الحوثيين بعد قيامهم بقرصنتها في البحر الأحمر في هذه الصورة التي نُشرت يوم 20 نوفمبر 2023 (رويترز)
TT

جماعة الحوثي تعلن استهداف 4 سفن إسرائيلية وأميركية في خليج عدن

سفينة الشحن «غالاكسي ليدر» ترافقها قوارب الحوثيين بعد قيامهم بقرصنتها في البحر الأحمر في هذه الصورة التي نُشرت يوم 20 نوفمبر 2023 (رويترز)
سفينة الشحن «غالاكسي ليدر» ترافقها قوارب الحوثيين بعد قيامهم بقرصنتها في البحر الأحمر في هذه الصورة التي نُشرت يوم 20 نوفمبر 2023 (رويترز)

أفاد المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي، يحيى سريع، اليوم (الأربعاء)، بأن قواته استهدفت سفينتين إسرائيليتين صباح اليوم في خليج عدن، وفق ما أفادت به «وكالة أنباء العالم العربي».

وقال المتحدث في بيان إنه تم «استهداف سفينتين إسرائيليتين؛ الأولى سفينة (إم إس سي داروين) والأخرى سفينة (إم إس سي غينا) والتي تم استهدافها مجدداً، وذلك في خليج عدن».

وأضاف أنه تم «استهداف سفينة (مايرسك يورك تاون) الأميركية، وذلك في خليج عدن، واستهداف سفينة حربية أميركية في خليج عدن بعدد من الطائرات المسيرة».

وأوضح سريع: «تم استهداف السفن بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة والطائرات المسيرة».

وتعرضت سفن عدة في البحر الأحمر لهجمات من قبل جماعة الحوثي اليمنية التي تقول إن الهجمات تأتي رداً على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وتوجه الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات جوية على مواقع للحوثيين بهدف تعطيل وإضعاف قدرات الجماعة على تعريض حرية الملاحة للخطر وتهديد حركة التجارة العالمية.


سودانيون يحتفلون بالعيد في القاهرة وينشدون السلام لبلادهم

سودانيون يلتقطون صوراً تذكارية بعد أداء صلاة العيد في المعادي (الشرق الأوسط)
سودانيون يلتقطون صوراً تذكارية بعد أداء صلاة العيد في المعادي (الشرق الأوسط)
TT

سودانيون يحتفلون بالعيد في القاهرة وينشدون السلام لبلادهم

سودانيون يلتقطون صوراً تذكارية بعد أداء صلاة العيد في المعادي (الشرق الأوسط)
سودانيون يلتقطون صوراً تذكارية بعد أداء صلاة العيد في المعادي (الشرق الأوسط)

بجلباب أبيض مميز اعتادوا ارتداءه صبيحة أول أيام عيد الفطر، بدا لافتاً الحضور السوداني في صلاة العيد بعدد من المدن المصرية، خصوصاً في المناطق التي تشهد كثافات للجالية السودانية التي زاد عددها في العام الأخير مع نزوح مئات الآلاف إلى مصر بسبب الحرب.

وفي مسجد الفردوس بضاحية المعادي، حضر مئات السودانيين بالحي الهادئ في القاهرة لأداء صلاة العيد، في تجمع تكرر بمساجد عدة في مناطق تشهد وجوداً كبيراً للجالية السودانية؛ من بينها مسجد مصطفى محمود بمنطقة المهندسين، ومسجد الحصري في مدينة السادس من أكتوبر.

ومن خلال المجموعات المغلقة للتواصل، حدّد السودانيون بعض المساجد التي شهدت وجوداً كبيراً لهم في صلاة عيد الفطر للاحتفال معاً بالعيد.

ويتمركز عدد كبير من السودانيين بمناطق عدة في القاهرة الكبرى؛ من بينها أحياء فيصل والدقي والعجوزة، بالإضافة إلى مدينة السادس من أكتوبر ومحافظة أسوان القريبة من الشريط الحدودي التي شهدت تدفق أعداد كبير من السودانيين، بحسب إحصاءات رسمية.

وعلى وقع دعوات لانتهاء الحرب وعودة النازحين إلى بلادهم مع اتصالات للاطمئنان على الأهل في السودان وتهنئتهم بالعيد، احتفل السودانيون الذين اضطروا لمغادرة ديارهم بالعيد وسط فرحة «منقوصة» مع عدم قدرتهم على العودة إلى بلادهم، ودعوات لإحلال السلام.

ووفق محمود إبراهيم، الشاب السوداني الذي جاء للقاهرة في مايو (أيار) الماضي برفقة عائلته، فإن ارتداء الجلباب الأبيض في الصلاة، وتناول الكيك والشاي بلبن في إفطار اليوم الأول بالعيد من الأمور الثابتة لدى السودانيين، بحسب حديثه لـ«الشرق الأوسط».

يشير عبد الله قوني، السوداني المقيم في مصر منذ 18 عاماً، إلى تبادل التحية والتهنئة بالعيد بين مختلف السودانيين بعد الصلاة، حتى لو لم يعرفوا بعضهم، لافتاً إلى اعتياد الأسر السودانية على تبادل الزيارات بعد صلاة العيد مباشرة، والمرور على المنازل في المنطقة المحيطة باليوم الأول، وزيارة الأقارب في المناطق الأبعد بالأيام التالية.

ووفق التقرير الشهري لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مصر الصادر في فبراير (شباط) الماضي، فإن عدد السودانيين الذين دخلوا إلى مصر منذ 15 أبريل (نيسان) 2023 بلغ 458 ألف سوداني منهم 232 ألفاً و474 شخصاً قدموا طلبات لجوء وكانوا لاجئين لدى المفوضية.

ظروف الحرب لم تمنع المحامي السوداني عادل عبد الوهاب، المقيم بالمعادي، من اتباع الطقوس السودانية بزيارة أقاربه وأصدقائه بعد صلاة العيد في محيط سكنه، مع الاتفاق على زيارات للأقارب المقيمين بمناطق أبعد في الأيام التالية، مشيراً، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إلى وجود تحركات جماعية يجري ترتيبها لتبادل الزيارات العائلية مع توزع أماكن إقامة العائلات السودانية.

وأضاف أنهم يستغلون أيام العيد لتبادل الزيارات، وكذلك تبادل حلوى العيد رغم بُعد المسافات بين بعض المناطق، إلا أنهم حريصون على العادات والتقاليد نفسها التي يقومون بها في بلادهم.

من بين الطقوس التي يحرص عليها السودانيون في العيد منح الأطفال الصغار العيدية حتى لو بمبالغ قليلة بوصفها تقليداً ينتقل من جيل لآخر، وفق عبد الله قوني، الذي يؤكد حرص الآباء على نقل التقاليد والعادات السودانية لأبنائهم حتى لو كانوا خارج البلاد.

يلفت عادل عبد الوهاب إلى التفاف العائلات السودانية لتناول «العصيدة» احتفالاً بالعيد، مع استمرار الزيارات للمنازل حتى بعد صلاة الظهر واجتماع الشباب في المساء للاحتفال بالعيد.


الجوع يهدد نصف اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثيين

ارتفعت أسعار المواد الغذائية في مناطق الحوثيين إلى ثلاثة أضعاف ما كانت عليه (الأمم المتحدة)
ارتفعت أسعار المواد الغذائية في مناطق الحوثيين إلى ثلاثة أضعاف ما كانت عليه (الأمم المتحدة)
TT

الجوع يهدد نصف اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثيين

ارتفعت أسعار المواد الغذائية في مناطق الحوثيين إلى ثلاثة أضعاف ما كانت عليه (الأمم المتحدة)
ارتفعت أسعار المواد الغذائية في مناطق الحوثيين إلى ثلاثة أضعاف ما كانت عليه (الأمم المتحدة)

أفاد برنامج الأغذية العالمي بأن تراجع الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن وصل إلى مستويات غير مسبوقة مع نهاية العام الماضي، وبداية العام الحالي، وذكر أن اللحوم والفواكه باتت غائبة تقريباً عن سفر الطعام، وأن نحو 53 في المائة من السكان في تلك المناطق يستدينون الأموال لتوفير الغذاء.

وبعد تأكيد منظمة الأغذية والزراعة عدم دقة حديث الحوثيين عن انخفاض أسعار السلع في مناطق سيطرتهم، ذكر برنامج الغذاء العالمي أن الأسعار في مناطق سيطرة الجماعة خلال الربع الرابع من العام المنصرم كانت أعلى بثلاثة أضعاف من مستويات ما قبل الأزمة.

23 في المائة من الأسر اليمنية يعانون حرماناً شديداً في استهلاك الغذاء (الأمم المتحدة)

ووصف ذلك بأنه «يشكل تحدياً كبيراً للقدرة على تحمل تكاليف الغذاء»، وبين أن العديد من الأشخاص في تلك المناطق اعتمدوا على الاقتراض لتأمين نظام غذائي مناسب، وقد أظهرت بيانات رصد الأمن الغذائي أن نحو 58 في المائة من الأسر التي شملها المسح في المناطق الخاضعة لسلطات الحوثيين اعتمدت على الاقتراض كمصدر رئيسي للغذاء خلال الربع الرابع من العام المنتهي، وبزيادة 20 نقطة مئوية عن بداية العام الذي سبقه.

وبشأن إيقافه المساعدات الغذائية مؤقتاً في تلك المناطق، قال البرنامج إنه لا يزال يواجه أزمة تمويل خانقة للمساعدات المنقذة للحياة. وأكد أن وضع الأمن الغذائي تدهور بشكل ملحوظ بالنسبة للأسر المستفيدة من تلك المساعدات خلال شهري يناير (كانون الثاني)، وفبراير (شباط) الماضيين. ونبه إلى أن هناك تحديات مستمرة، لا سيما بالنظر إلى أزمة البحر الأحمر، وتوقف المساعدات.

عدم كفاية الغذاء

بحسب المراجعة السنوية الرابعة للأمن الغذائي في اليمن، فإن الأوضاع الغذائية في المناطق الخاضعة للحوثيين وصلت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي «إلى أسوأ مستوى لها خلال عام 2023»، وأن نحو 92 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع تبنت استراتيجية واحدة على الأقل للتكيف مع نقص الغذاء، واستمرار انتشار عدم كفاية استهلاك الغذاء.

وبينت المراجعة الأممية أن تكلفة السلة الغذائية انخفضت بنسبة 12 في المائة خلال العام المنتهي في كل أنحاء البلاد، مدفوعة بانخفاض أسعار المواد الغذائية الأساسية بما في ذلك دقيق القمح، والزيت النباتي، والفاصوليا الحمراء. لكنها نبهت إلى «حالة من عدم اليقين» بشأن اتجاهات أسعار المواد الغذائية في المناطق الخاضعة للحوثيين، نظراً لتوقف المساعدات الغذائية، وتصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، وسواحل البحر الأحمر.

أكثر من نصف الأسر اليمنية اضطر للاقتراض لتوفير غذاء مناسب (الأمم المتحدة)

وذكر البرنامج الأممي أن وضع الأمن الغذائي في اليمن ظل مثيراً للقلق، ولاحظ تدهور هذا الوضع في مناطق سيطرة الحوثيين بحلول نهاية العام الماضي. وقال إنه من الممكن أن يساهم التوقف المستمر للمساعدات الغذائية الإنسانية في مزيد من التدهور.

ونبه إلى أنه على المستوى الوطني، تجاوزت نسبة الأسر التي أبلغت عن عدم كفاية استهلاك الغذاء عتبة «المرتفعة للغاية»، والبالغة 240 في المائة في 18 محافظة من أصل 22 محافظة يمنية.

وأوضح أن 60 في المائة من الأسر لم تتمكن من تلبية الحد الأدنى من احتياجاتها الغذائية، وعلاوة على ذلك، أبلغت واحدة من كل أربع أسر في اليمن (23 في المائة) عن حرمان شديد في استهلاك الغذاء، وبزيادة قدرها نقطتان مئويتان.

حرمان شديد

ووفق ما أورده برنامج الغذاء العالمي، فإن هذه الأسر تميل إلى العيش في الغالب على السعرات الحرارية من الحبوب، والسكريات، والدهون، في حين تتناول الخضراوات يوماً واحداً فقط في الأسبوع، والبقوليات، ومنتجات الألبان مرة واحدة كل ثلاثة أسابيع. وأكد أن اللحوم والفواكه «غائبة تقريباً عن وجبات هذه الأسر».

وأظهرت بيانات الغذاء العالمي أن الأسر في مأرب والضالع ولحج وشبوة سجلت أعلى معدل انتشار للأشخاص الذين يعانون من عدم كفاية الاستهلاك الغذائي بين المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة خلال الربع الرابع من العام الماضي، وكانت النسبة بين 64 و69 في المائة.

وسجلت اثنتان من هذه المحافظات (مأرب والضالع) أعلى نسبة من السكان الذين يعيشون في المرحلة الثالثة من التصنيف الدولي للأمن الغذائي، ورجح البرنامج أن يعاني 59 في المائة و51 في المائة من سكانهما على التوالي من انعدام الأمن الغذائي.

يعيش أغلب اليمنيين على المساعدات الإنسانية (الأمم المتحدة)

وذكر برنامج الغذاء العالمي أن نسبة الأسر اليمنية التي أبلغت عن عدم كفاية استهلاك الغذاء في مناطق الحوثيين زادت بنسبة 6 في المائة، وقال إن هذا «هو أسوأ مستوى لوحظ في تلك المناطق على مدار العام»، حيث ارتفعت النسبة من 46 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إلى 50 في المائة في ديسمبر. وقال إنه من الممكن أن تسود عواقب أخرى في تلك المناطق، خاصة في أوساط المستفيدين من المساعدات الإنسانية التي توقفت.

وبموجب هذه البيانات سجلت ذروة انعدام الأمن الغذائي في مناطق الحوثيين في محافظات البيضاء، والجوف، وريمة، حيث تراوحت نسبة الأسر التي تعاني من عدم كفاية النظام الغذائي بين 59 إلى 69 في المائة. وقال البرنامج الأممي إن مأرب والمهرة وذمار وإب وحجة شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في انتشار عدم كفاية استهلاك الغذاء طوال العام الماضي.


حماس: المقترح الإسرائيلي لا يلبي المطالب الفلسطينية لكنه قيد الدراسة

حماس تقول في بيان إن المقترح الإسرائيلي الجديد لا يلبي مطالبها (أ.ف.ب)
حماس تقول في بيان إن المقترح الإسرائيلي الجديد لا يلبي مطالبها (أ.ف.ب)
TT

حماس: المقترح الإسرائيلي لا يلبي المطالب الفلسطينية لكنه قيد الدراسة

حماس تقول في بيان إن المقترح الإسرائيلي الجديد لا يلبي مطالبها (أ.ف.ب)
حماس تقول في بيان إن المقترح الإسرائيلي الجديد لا يلبي مطالبها (أ.ف.ب)

قالت حركة «حماس»، اليوم (الثلاثاء)، إن مقترحاً لوقف إطلاق النار في غزة قدمته إسرائيل مؤخراً لا يلبي أياً من مطالب الفلسطينيين، لكنها ستدرسه وتسلم الرد للوسطاء.

وبحسب «رويترز»، تسلمت «حماس» المقترح من وسطاء مصريين وقطريين خلال محادثات جرت في القاهرة بهدف التوصل إلى سبيل لإنهاء الحرب المدمرة في القطاع الفلسطيني والمستمرة في شهرها السابع.

في الوقت ذاته، قال سكان إن القوات الإسرائيلية كثفت قصفها على دير البلح ورفح في وسط وجنوب قطاع غزة اليوم (الثلاثاء)، وهما منطقتان لم تجتحهما القوات الإسرائيلية بعد. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد دأب على الإشارة إلى خطط لاجتياح رفح، التي يتكدس فيها أكثر من مليون مدني نازح، على الرغم من مناشدات دولية بضبط النفس.

وحتى الآن لم تنجح المحادثات في القاهرة التي حضرها مدير المخابرات المركزية الأميركية ويليام بيرنز في تحقيق أي تقدم باتجاه وقف الحرب.

وقالت «حماس» في بيان إن المقترح الإسرائيلي الجديد لا يلبي مطالبها.

وجاء في البيان أنه رغم «حرص الحركة على التوصل لاتفاق يضع حداً للعدوان على شعبنا، فإن الموقف (الإسرائيلي) ما زال متعنتاً ولم يستجب لأي من مطالب شعبنا ومقاومتنا».

لكنها أضافت أن «قيادة الحركة تدرس المقترح المقدم بكل مسؤولية وطنية وستبلغ الوسطاء بردها حال الانتهاء من ذلك».

وتريد «حماس» أن يضمن أي اتفاق إنهاء الهجوم الإسرائيلي وسحب القوات الإسرائيلية من غزة والسماح للنازحين بالعودة إلى منازلهم في أنحاء القطاع.

وتريد إسرائيل من جانبها ضمان إطلاق سراح الرهائن الذين اقتادتهم «حماس» إلى غزة بعد هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على بلدات في جنوب إسرائيل، ما أشعل فتيل الحرب في القطاع.

وتقول إنها حريصة على التوصل إلى اتفاق تبادل يتم بموجبه الإفراج عن عدد من المعتقلين الفلسطينيين مقابل الرهائن المحتجزين في غزة، لكنها غير مستعدة لإنهاء هجومها العسكري.

اجتياح رفح

تقول إسرائيل إن رفح هي آخر معقل لحركة «حماس» في غزة. ورفح هي الملاذ الأخير للمدنيين الفلسطينيين الذين نزحوا بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل الذي دمر أحياءهم السكنية في شمال القطاع.

ويتكدس أكثر من مليون شخص في المدينة الجنوبية وسط ظروف بائسة ونقص في الغذاء والماء والمأوى. وحثت الحكومات والمنظمات الأجنبية إسرائيل على عدم اجتياح المدينة خوفاً من سقوط عدد هائل من القتلى.

وفي واحدة من أولى العلامات على وجود تجهيزات ملموسة لشن هجوم بري، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن وزارة الدفاع الإسرائيلية ستشتري 40 ألف خيمة قبل إخلاء المدينة.

وقال نتنياهو إن أهداف إسرائيل هي تحرير الرهائن وتحقيق النصر على «حماس». ومن بين 253 شخصاً احتجزتهم «حماس» في السابع من أكتوبر رهائن، لا يزال هناك 133 محتجزاً. ويتحدث مفاوضون عن تحرير نحو 40 رهينة في المرحلة الأولى من الاتفاق المحتمل مع حماس.

ووفقاً للإحصاءات الإسرائيلية، قتل مقاتلو «حماس» 1200 شخص في جنوب إسرائيل في هجوم السابع من أكتوبر.

وقالت وزارة الصحة في غزة، اليوم الثلاثاء، إن ما لا يقل عن 33360 فلسطينياً قتلوا وأصيب 75993 آخرون في الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع.

ومعظم سكان الجيب البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بلا مأوى والعديد منهم معرضون لخطر المجاعة.

وقامت فرق الطوارئ الفلسطينية، بدعم من المنظمات الدولية، بتمشيط أنقاض مستشفى الشفاء في مدينة غزة ومدينة خان يونس المدمرة في جنوب غزة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية بعد أشهر من القتال.

وقال محمود بصل، المتحدث باسم خدمة الطوارئ المدنية في غزة التي تديرها «حماس»، إن الفرق انتشلت حتى الآن 409 جثث لفلسطينيين قتلوا في المستشفى والحي المحيط به وفي خان يونس. وقالت إسرائيل إن مستشفى الشفاء يستخدم كقاعدة للمسلحين وهو ما تنفيه حماس.

إسرائيل تواصل الضغط العسكري

على جبهة القتال، قال المكتب الإعلامي الحكومي الذي تديره «حماس» ومسعفون إن ضربة جوية إسرائيلية على مبنى مجلس الخدمات المشتركة التابع لبلديات المحافظة الوسطى أودت بحياة رئيس بلدية المغازي حاتم الغمري وأربعة مدنيين آخرين.

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه قضى على الغمري، الذي وصفه بأنه عنصر عسكري في كتيبة المغازي التابعة لـ«حماس» والضالعة في إطلاق صواريخ على إسرائيل.

وقالت وسائل إعلام تابعة لحركة «حماس» إن ضربة جوية إسرائيلية على منزل في دير البلح أدت لمقتل فلسطيني وإصابة 20 آخرين.

وأضافوا أن صاروخاً أطلقته طائرة مسيّرة أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين في رفح.


واشنطن تدمِّر مُسيَّرة حوثية وصاروخين ومحطة مراقبة أرضية

عناصر موالون للجماعة الحوثية في صنعاء خلال تجمع دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)
عناصر موالون للجماعة الحوثية في صنعاء خلال تجمع دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)
TT

واشنطن تدمِّر مُسيَّرة حوثية وصاروخين ومحطة مراقبة أرضية

عناصر موالون للجماعة الحوثية في صنعاء خلال تجمع دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)
عناصر موالون للجماعة الحوثية في صنعاء خلال تجمع دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)

تبنَّت الولايات المتحدة تنفيذ ضربات وقائية ضد الحوثيين، قالت إنها دمرت خلالها طائرة من دون طيار وصاروخين ضمن منظومة دفاع جوي، كانا جاهزين للإطلاق إلى جانب محطة مراقبة أرضية، مع تأكيدها إفلات ناقلة بريطانية من 5 هجمات صاروخية.

وجاءت الضربات الأميركية في وقت تواصل فيه الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني)؛ حيث تزعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، وهي السردية التي تنفيها الحكومة اليمنية؛ حيث تتهم الجماعة بخدمة أجندة إيران في المنطقة.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية في بيان على منصة «إكس» أنه بين الساعة 12:15 ظهراً، والساعة 2:40 بعد الظهر تقريباً (بتوقيت صنعاء) في يوم 8 أبريل (نيسان) نجحت قواتها في الاشتباك مع نظام دفاع جوي بصاروخين جاهزين للإطلاق وتدميره، ومحطة مراقبة أرضية في منطقة يسيطر عليها الحوثيون.

كما نجحت القوات -حسب البيان- في تدمير طائرة من دون طيار أطلقها «الإرهابيون الحوثيون المدعومون من إيران فوق البحر الأحمر، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار من قبل السفن الأميركية أو التحالف أو السفن التجارية».

وأشار البيان إلى نجاة ناقلة بريطانية من 5 صواريخ حوثية استهدفتها تباعاً في خليج عدن، دون أن تتعرض لأي أضرار.

وقال بيان الجيش الأميركي: «بشكل منفصل، في نحو الساعة 8:00 صباحاً (بتوقيت صنعاء) في 7 أبريل، أُطلق صاروخ باليستي مضاد للسفن من منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن باتجاه خليج عدن؛ حيث كانت سفينة تابعة للتحالف ترافق السفينة (إم في هوب آيلاند)، وهي سفينة شحن ترفع علم جزر مارشال، مملوكة للمملكة المتحدة، وتديرها إيطاليا، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار».

وأكدت القوات المركزية الأميركية أن هذا الصاروخ كان هو الخامس الذي تم رصده ضد سفينة «هوب آيلاند»، وشددت على أن قواتها مكرسة لحماية حرية الملاحة، وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.

وفي وقت سابق، أعلن الاتحاد الأوروبي نجاح قواته ضمن مهمة «أسبيدس» في التصدي لـ11 هجوماً حوثياً في البحر الأحمر منذ منتصف فبراير (شباط) الماضي.

فرقاطة دنماركية عادت من البحر الأحمر إلى قاعدتها بسب عطل في نظام أسلحتها (رويترز)

وكان الاتحاد قد أطلق مهمته البحرية «أسبيدس» للمساهمة في حماية السفن التجارية من الهجمات الحوثية التي بدأت في نوفمبر، بقرصنة السفينة «غالاكسي» ليدر وما تلاها من هجمات، بالتوازي مع العمليات الدفاعية التي تقودها واشنطن منذ 12 يناير (كانون الثاني).

وأوضح قائد المهمة الأوروبية الأدميرال اليوناني فاسيليوس غريباريس في المؤتمر الصحافي نفسه، أنه تم اعتراض 9 طائرات حوثية مُسيَّرة، وقارب مُسيَّر، وأربعة صواريخ باليستية، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتشارك في المهمة الأوروبية 4 سفن عسكرية و19 دولة، من بينها: فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليونان، وبلجيكا، إلى جانب فرقاطة دنماركية عادت من المهمة إلى قاعدتها؛ إثر تعرضها لعطل في نظام الأسلحة إثر هجوم حوثي.

وتقتصر المهمة الأوروبية على حماية السفن والدفاع عن النفس ضد الهجمات الحوثية، دون المشاركة في توجيه ضربات على الأرض لقدرات الجماعة العسكرية، كما هي الحال مع القوات الأميركية والبريطانية.

وكان الحوثيون قد تبنوا، الأحد الماضي، هجمات ضد سفينة بريطانية في البحر الأحمر، وسفينتين زعموا أنهما إسرائيليتان في خليج عدن والمحيط الهندي، إلى جانب تبنيهم مهاجمة عدد من السفن الحربية الأميركية.

الحكومة اليمنية تتهم الجماعة الحوثية بتلقي الأوامر من إيران (إ.ب.أ)

إلى ذلك، نقلت «رويترز» عن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، أنه استخدم لأول مرة نظام دفاع صاروخي بحري لإسقاط طائرة مُسيَّرة قادمة من اتجاه البحر الأحمر، وتسببت في إطلاق صفارات الإنذار بمدينة إيلات الساحلية.

وقال الجيش الإسرائيلي: «في الليلة الماضية ولأول مرة على الإطلاق، تمكن زورق مجهز لإطلاق صواريخ من طراز (ساعر 6) من اعتراض طائرة مُسيَّرة اقتربت من جهة الشرق، وعبرت إلى خليج العقبة».

حصاد المواجهة

وتعهد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، في أحدث خطبه، بالاستمرار في شن الهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، متبنياً مهاجمة 90 سفينة منذ بدء التصعيد. وتباهى بقدرة جماعته على تنفيذ الهجمات، كما أقر بتلقي جماعته 424 غارة وقصفاً بحرياً، ومقتل 37 عنصراً من جماعته، وجرح 30 آخرين.

وأُصيبت 16 سفينة على الأقل خلال الهجمات الحوثية، إلى جانب قرصنة «غالاكسي ليدر» واحتجاز طاقمها، وتسببت إحدى الهجمات، في 18 فبراير الماضي، في غرق السفينة البريطانية «روبيمار» بالبحر الأحمر، بالتدريج.

كما تسبب هجوم صاروخي حوثي في 6 مارس (آذار) الماضي في مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس».

وأطلقت واشنطن تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»، لحماية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض.

قرصن الحوثيون سفينة «غالاكسي ليدر» واستخدموا مروحية عسكرية (د.ب.أ)

ومنذ تدخل الولايات المتحدة عسكرياً، نفَّذت مئات الغارات على الأرض ابتداء من 12 يناير الماضي، لتحجيم قدرات الحوثيين العسكرية، أو لمنع هجمات بحرية وشيكة. وشاركتها بريطانيا في 4 موجات من الضربات الواسعة.

وخلال الأشهر الماضية من التصعيد البحري، حشدت الجماعة الحوثية مزيداً من المجندين الجدد، وأقر زعيمها بتعبئة أكثر من 280 ألف مسلح؛ حيث تسود المخاوف من أن الجماعة تتأهب لتفجير الحرب مع القوات الحكومية، ومهاجمة المناطق المحررة، تحت ذريعة محاربة «أميركا وإسرائيل».

وتزعم الجماعة أنها تشن هجماتها لمنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، وكذا السفن البريطانية والأميركية، وتربط توقف الهجمات بتوقف الحرب في غزة ودخول المساعدات.

وتأمل واشنطن أن تقود جهودها إلى تحجيم قدرة الجماعة الحوثية، وحماية السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، كما تأمل أن تتوصل إلى حل دبلوماسي يوقف الهجمات التي تصفها بـ«الإرهابية» والمتهورة.

مُسيَّرة حوثية دمرتها مروحية تابعة للجيش الفرنسي فوق البحر الأحمر (أ.ف.ب)

ويقول مجلس القيادة الرئاسي اليمني، إن الضربات الغربية غير مجدية ضد الحوثيين، وإن الحل الأمثل هو دعم القوات الحكومية عسكرياً لاستعادة كافة الأراضي اليمنية والمؤسسات، بما فيها محافظة الحديدة الساحلية وموانيها.

ومع تجمد مساعي السلام التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن، بسبب الهجمات الحوثية والضربات الغربية، يخشى المبعوث هانس غروندبرغ من عودة القتال بين القوات الحكومية والجماعة المدعومة من إيران، بعد عامين من التهدئة الميدانية.


وزير الدفاع الأميركي يحذر من تداعيات حدوث مجاعة في غزة

جانب من الدمار الذي خلفته الغارات الإسرائيلية على مستشفى «الأمل» (رويترز)
جانب من الدمار الذي خلفته الغارات الإسرائيلية على مستشفى «الأمل» (رويترز)
TT

وزير الدفاع الأميركي يحذر من تداعيات حدوث مجاعة في غزة

جانب من الدمار الذي خلفته الغارات الإسرائيلية على مستشفى «الأمل» (رويترز)
جانب من الدمار الذي خلفته الغارات الإسرائيلية على مستشفى «الأمل» (رويترز)

قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اليوم (الثلاثاء) إن حدوث مجاعة واسعة النطاق تفضي إلى سقوط وفيات في غزة ستؤدي على الأرجح إلى تفاقم أعمال العنف وصراع طويل الأمد.
وأضاف أوستن أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ «سيؤدي ذلك إلى تسريع وتيرة أعمال العنف... وإلى صراع طويل الأمد».
وقال «يجب ألا يحدث ذلك... يجب أن نواصل بذل كل ما في وسعنا، وهو ما نفعله، لتشجيع الإسرائيليين على توفير المساعدات الإنسانية»

وأشار أوستن إلى أن الولايات المتحدة ليس لديها دليل على أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة بينما تشن حربها على «حماس».

وأضاف أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ: «ليس لدينا دليل على ذلك».


كيف تؤثر الأزمة الاقتصادية في طقوس المصريين خلال العيد؟

مصريون يتجولون في الأسواق لشراء ملابس العيد (الشرق الأوسط)
مصريون يتجولون في الأسواق لشراء ملابس العيد (الشرق الأوسط)
TT

كيف تؤثر الأزمة الاقتصادية في طقوس المصريين خلال العيد؟

مصريون يتجولون في الأسواق لشراء ملابس العيد (الشرق الأوسط)
مصريون يتجولون في الأسواق لشراء ملابس العيد (الشرق الأوسط)

نفثَ المصري محمد رأفت دخان الشيشة (النرجيلة) بضيق من فمه، مُحدّثاً صديقه الجالس بجواره على المقهى الشعبي: «سبعة آلاف جنيه دفعتها لشراء ملابس العيد لزوجتي وأطفالي الثلاثة، لم أكن أتوقع أن ترتفع أسعار الملابس بهذا الشكل المبالغ فيه». وواصل المُحاسب الأربعيني، تدخينه شارداً في مشهد الزحام الليلي الذي تشهده شوارع وسط القاهرة أمام واجهات محال الملابس، ثم تحدث مُجدداً: «اكتفيت بملابس أسرتي ولم أشترِ لنفسي، فراتبي لم يعد يتحمل».

بالحال نفسها، جاء رد صديقه ياسر فوزي، الذي يعمل موظفاً إدارياً بإحدى شركات الأدوية، بعد أن نفث هو الآخر دخان شيشته: «غلاء الأسعار طال كل شيء، لم أشترِ كعك العيد حتى الآن، وسمعت أخيراً عن عروض لشرائه بالتقسيط، وهو ما أفكر فيه جدياً».

في حين تداخلت أدخنة الصديقين لتشكّل لوحة سريالية في الهواء؛ «تطاير» حوارهما ليشمل فئات أخرى من المصريين وهم يستقبلون عيد الفطر، ما رسمَ «لوحة باهتة» مُستلهمة من واقع أحوالهم المعيشية، التي تُخيم عليها أزمة اقتصادية، فرضت مجموعة من المتغيرات على نمط الاحتفالات بهذه المناسبة.

ويرتبط عيد الفطر في مصر بعدد من الطقوس المتوارثة في المأكل والملبس، إلا أنه يهل هذا العام بالتزامن مع ارتفاعات متتالية في أسعار السلع منذ بداية العام الحالي، خصوصاً أسعار المواد الغذائية، واللحوم والدواجن، ومع حلول شهر رمضان امتد الأمر إلى أسعار التمور والياميش.

ومع اقتراب عيد الفطر، «ارتفعت أسعار الملابس ارتفاعاً كبيراً هذا العام بنسبة 40 في المائة مقارنة بالعام الماضي؛ بسبب ارتفاع أسعار الخامات المستخدمة، إلى درجة يصعب معها شراء أطقم العيد لأسرة كاملة»، وفق «شعبة الملابس الجاهزة» بـ«الغرفة التجارية بالإسكندرية».

كذلك ارتفعت أسعار كعك العيد والبسكويت بنسبة تجاوزت 25 في المائة للكيلوغرام، وفق «غرفة الصناعات الغذائية»، متأثرة بارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج، الأمر الذي دفع عدداً من البنوك والشركات في مصر لإعلان تقسيط شراء الكعك لمدة عام.

ويوضح الخبير الاقتصادي، الدكتور محمد البهواشي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «المناسبات الدينية، بداية من شهر رمضان، ثم عيد الفطر، فرضت عديداً من المتغيرات على نمط الاحتفال بها من جانب المصريين، فمع ارتفاع أسعار المائدة الرمضانية اختفت الولائم، ثم مع العد التنازلي للعيد، وجد المواطن نفسه محاصراً بأسعار منتجات ومستلزمات العيد، ما اضطره إلى تعديل سلوكه الإنفاقي، وتغيير عاداته، والتكيف مع الأوضاع الاقتصادية المحيطة، وتبعاً لذلك ظهرت عروض الشراء بالتقسيط والعروض الترويجية لسلع لم يكن يتوقعها مثل الكعك، وهو ما سيستمر مستقبلاً، ما دامت معدلات التضخم مرتفعة».

وبلغ معدل التضخم السنوي في مصر لأسعار المستهلكين في المناطق الحضرية (المدن) 33.3 في المائة في مارس (آذار) الماضي، وفق بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، الصادرة الاثنين.

لم يكن «التقسيط» هو الحل الوحيد لشراء الكعك والبسكويت، حيث لجأت ربة المنزل الخمسينية، وفاء علي، إلى تقليل الكميات التي تشتريها منه، تقول لـ«الشرق الأوسط»: «لم يعد بإمكاني أن أشتري كيلوغرامات كثيرة من الكعك والبسكويت بعد أن بلغ أقل سعر للكيلوغرام منها 150 جنيهاً (الدولار يساوي 47.5 جنيه مصري)، ولجأتُ إلى شراء كيلوغرام واحد فقط من كل نوع، بما يناسب ميزانيتي».

وبينما تعدّ الشوكولاته والحلوى والفول السوداني، من أهم مظاهر عيد الفطر لدى المصريين، قالت ربة المنزل: «هذه الأصناف أعتادُ تقديمها لضيوفي في العيد، لكن أثمانها ازدادت هي الأخرى، وأمام ذلك اكتفيتُ بشراء كيلوغرام واحد من الشوكولاته لأجل أحفادي الصغار، بينما اضطررت إلى الاستغناء عن الفول السوداني، بعد أن وصل سعره لـ120 جنيهاً».

جانب آخر من تأثّر عادات وطقوس العيد، يُعبر عنه الأربعيني، وائل كامل، صاحب مكتب دعاية، الذي انضم إلى حديث المقهى الشعبي، مُخبراً صديقيه بإلغاء نزهته المعتادة خلال العيد برفقة طفليّه وزوجته إلى الإسكندرية، بعد أن صدمته نار الأسعار. وتابع ساخراً: «اجتماعي مع عائلتي صبيحة أول يوم العيد سوف أنسحب منه، تجنباً لدفع (العيدية) لأبناء إخوتي، وتجنباً لإحراجهم أيضاً بدفع العيدية لطفليّ، فالغلاء طال الجميع».

ويبيّن الخبير الاقتصادي: «أمام ما يلمسه المستهلك من غلاء قبل العيد، فإنه حاول الاستغناء عن بعض السلع غير الأساسية أو التقليل من كمياتها، وأن يكتفي بما لديه فعلياً من ملابس، وما لمستهُ على أرض الواقع أن الخيّاطين كانوا دائماً وبالتزامن مع اقتراب عيد الفطر، تزدحم محلاتهم لضبط الملابس الجديدة، أما حالياً فأكثرهم يعمل على إصلاح الملابس القديمة، كذلك كانت هناك لهفة من جانب المواطنين على الحصول على النقود الجديدة لتوزيعها في صورة عيدية العيد، لكن تلك الرغبة تراجعت بشكل كبير».

وتوضح الدكتورة داليا الحزاوي، الخبيرة الاجتماعية والنفسية، لـ«الشرق الأوسط»، أن العائلات تستشعر صعوبة المحافظة على عاداتها في عيد الفطر، ما فرض عليهم تغيير شكل الاحتفال بالعيد، فقد ظهر ذلك جلياً في تراجع القوة الشرائية وترتيب أولويات الإنفاق، الذي أصبح يتجه نحو الأساسيات وليس التفضيلات، ومنها اتجاه كثيرين لشراء ملابس العيد من أسواق شعبية مثل وكالة البلح والعتبة والموسكي، كما دفعت الضغوط الاقتصادية إلى تفكير كثير في استبدال الهدايا البسيطة بالعيدية النقدية، وتقديمها بشكل مُغلف لإدخال البهجة على الأطفال.

وتطالب الحزاوي الأسر أمام تلك الضغوط أن تحرص على مفتاح بهجة العيد، المتمثل في الاجتماع مع العائلة والأقارب، ومحاولة الاستمتاع بالعيد، بما يخفف من وطأة الظروف الصعبة.

عودة إلى المقهى، حيث التقط كامل أنفاس «الشيشة» لينضم إلى لوحة الدخان السريالية، بينما تحرك لسانه واصفاً حال راسميها: «عيدُ بأي حال عدت يا عيد».


ترجيحات مصرية بتعديل وزاري عقب العيد

اجتماع مجلس الوزراء المصري الاثنين (الحكومة المصرية)
اجتماع مجلس الوزراء المصري الاثنين (الحكومة المصرية)
TT

ترجيحات مصرية بتعديل وزاري عقب العيد

اجتماع مجلس الوزراء المصري الاثنين (الحكومة المصرية)
اجتماع مجلس الوزراء المصري الاثنين (الحكومة المصرية)

تصاعدت الترجيحات بشأن تعديل وزاري «مرتقب» في مصر، إثر تداول أنباء عن دعوة مجلس النواب للانعقاد عقب عطلة عيد الفطر، للنظر في الترشيحات، وسط ما وصفه مراقبون بـ«الغموض» حول ما إذا كان سيتم تغيير الحكومة كاملة وتكليف رئيس وزراء جديد، أو تعديل محدود لعدد من الوزارات.

ونقلت وسائل إعلام محلية عمن وصفتهم بـ«مصادر مطلعة» تأكيدات بأنه «ستتم دعوة مجلس النواب (الغرفة الرئيسية للبرلمان) عقب عطلة عيد الفطر لعرض ترشيحات التعديل الوزاري على أعضاء المجلس لأخذ الموافقة عليه قبل اعتماده من رئيس الجمهورية».

وتنص المادة 146 من الدستور المصري على أن «يكلف رئيس الجمهورية رئيساً لمجلس الوزراء بتشكيل الحكومة وعرض برنامجه على مجلس النواب، فإذا لم تحصل حكومته على ثقة أغلبية أعضاء مجلس النواب خلال ثلاثين يوماً على الأكثر، يكلف رئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء بترشيح من الحزب أو الائتلاف الحائز على أكثرية مقاعد مجلس النواب، فإذا لم تحصل حكومته على ثقة أغلبية أعضاء مجلس النواب خلال ثلاثين يوماً، يعد المجلس منحلاً ويدعو رئيس الجمهورية لانتخاب مجلس نواب جديد خلال ستين يوماً من تاريخ صدور قرار الحل».

وقال عضو لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، سليمان وهدان، إنه «لم يتم حتى الآن إبلاغ النواب رسمياً بجلسة خاصة بالتعديل الوزاري، لكن المجلس سوف يجتمع عقب عطلة عيد الفطر في اجتماع عادي».

وأضاف وهدان لـ«الشرق الأوسط» أن «إبلاغ النواب بجدول أعمال جلسة المجلس يمكن أن يتم قبل الجلسة بيوم، لذلك من الممكن أن تدرج التعديلات الوزارية على جدول الأعمال، لكن لا أعتقد أنه سيكون في أول جلسة بعد العيد، وربما يكون في الجلسة التالية».

وحول «التكهنات» المتصاعدة حول التعديل الوزاري، وملامحه المتوقعة، أوضح وهدان أن «المواطنين يترقبون ويتطلعون لتغيير، خاصة في الوزارات التي تمس حياتهم اليومية ومشكلاتهم الاقتصادية، وأعتقد أن التعديل أو التغيير في الحكومة سينبثق من رسائل الرئيس السيسي والمبادئ التي أعلنها خلال أداء اليمين الدستورية لولاية جديدة، وعلى رأسها المشكلات الاقتصادية وجذب المزيد من الاستثمارات».

وأدى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أوائل أبريل (نيسان) الجاري، اليمين الدستورية أمام البرلمان بالعاصمة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة)، لولاية أخيرة، تمتد حتى 2030. وجرى العرف أن تتقدم الحكومة باستقالتها للرئيس عقب حلفه اليمين الدستورية، من دون إلزام دستوري بذلك.

ويرأس مدبولي الحكومة منذ يونيو (حزيران) 2018، وأجرى تعديلات عدة على تشكيلاته الحكومية كان أكبرها في صيف 2022 بعدما شمل التعديل 12 وزيراً، وجرت الموافقة عليه من جانب البرلمان في جلسة طارئة عقدت إبان العطلة البرلمانية السنوية.

وتوقع نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو هاشم ربيع أن يكون التغيير الوزاري المرتقب «محدوداً»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «المشهد السياسي ينبئ بأن التغيير حتى لو حكومة جديدة، لن تختلف عن الحكومة الحالية، وربما يتم التركيز على الملف الاقتصادي وجذب الاستثمارات»، حسب تعبيره، مؤكداً أن «تصاعد التكهنات وتطلعات الناس للتغيير قد يصيبهم بالإحباط عقب إعلان التغيير الوزاري»، حسب رأيه.

وكان السيسي أشار خلال أداء اليمين الدستورية إلى «تبني استراتيجيات تعظم موارد مصر الاقتصادية وتعزز مواجهة الاقتصاد المصري للأزمات، والعمل على زيادة مشاركة القطاع الخاص في مختلف محاور التنمية».

كما شدد خلال حفل إفطار الأسرة المصرية (السبت) الماضي، على الاستمرار في تنفيذ إجراءات إصلاح المسار الاقتصادي؛ القائمة على توطين الصناعة والتوسع في الرقعة الزراعية، وزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ودعم القطاع الخاص، مع توفير إجراءات الحماية الاجتماعية اللازمة للطبقات الأولى بالرعاية.

وتواجه الحكومة الحالية انتقادات بسبب الأزمة الاقتصادية، وتواصل ارتفاع أسعار معظم السلع، وسط مطالبات بتغييرها، وتوقع عضو مجلس النواب الدكتور فريدي البياضي أن «ينظر البرلمان في التغيير الوزاري عقب عطلة عيد الفطر»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا توجد دعوة رسمية حتى الآن لاجتماع مجلس النواب بشأن التعديل الوزاري، كلها تكهنات، لكن يمكن أن يدرج ذلك على جدول أعمال المجلس عقب العطلة».

ورجح البياضي أن «يكون التعديل الوزاري محدوداً مع بقاء رئيس الحكومة الحالي»، لكنه طالب بـ«تغيير حكومة مدبولي نهائياً»، وقال: «مصر تحتاج إلى حكومة قادرة على تبني سياسات لتجاوز الأزمة الاقتصادية الراهنة»، حسب رأيه.


ألغام الحوثيين تسقط 105 ضحايا منذ مطلع العام

يعد اليمن من أكبر المناطق الملوثة بالألغام حول العالم (رويترز)
يعد اليمن من أكبر المناطق الملوثة بالألغام حول العالم (رويترز)
TT

ألغام الحوثيين تسقط 105 ضحايا منذ مطلع العام

يعد اليمن من أكبر المناطق الملوثة بالألغام حول العالم (رويترز)
يعد اليمن من أكبر المناطق الملوثة بالألغام حول العالم (رويترز)

بينما كان العالم يحيي اليوم العالمي للتوعية بخطر الألغام، واصلت الجماعة الحوثية حصد أرواح اليمنيين بألغامها في محافظتي لحج والحديدة، بالتزامن مع تقارير محلية كشفت عن سقوط 105 ضحايا منذ مطلع العام الحالي، فيما أكدت لجنة رسمية استمرار الانتهاكات الإنسانية بحق المدنيين والأعيان المدنية.

وفي سياق الحوادث الأخيرة، ذكرت مصادر حقوقية أن طفلاً يبلغ الثالثة عشرة من عمره قُتِل وأصيب آخران من أقرانه في مديرية المراوعة شرق محافظة الحديدة (غرب)، بعد انفجار لغم بهم خلال عودتهم من جلب المياه إلى منازلهم من إحدى الآبار في إحدى قرى مديرية المراوعة، وتسبب الانفجار في بتر الساق اليسرى لأحد الطفلين.

منظمات محلية ودولية تطالب بإزالة الألغام بوصفها أحد شروط السلام والاستقرار والتنمية في اليمن (أ.ف.ب)

كما قُتل يمنيان قبل أيام في انفجار لغم أثناء مرورهما على متن دراجة نارية في منطقة كهبوب القريبة من مضيق باب المندب والتابعة لمحافظة لحج، وهي المنطقة التي تعاني من انتشار الألغام التي زرعتها الجماعة الحوثية قبل انسحابها منها منذ سنوات، رغم جهود تطهيرها، حيث زرعت الجماعة الألغام من دون خرائط.

إلى ذلك أصيب شخص آخر في مديرية الحالي التابعة لمحافظة الحديدة بجراح خطيرة، بعد انفجار لغم أرضي به أثناء عمله في حراسة أرضية تابعة لمؤسسة خيرية، وبحسب المصادر الطبية في المحافظة؛ فإن انفجار اللغم أدى إلى بتر قدميه وإحدى يديه.

وكان مركز حقوقي يمني أكد مقتل وإصابة أكثر من مائة مدني يمني منذ مطلع العام الحالي في محافظات ومناطق مختلفة، جراء الألغام التي زرعتها الجماعة الحوثية ومخلفات الحرب.

وقال المرصد اليمني للألغام إن «الألغام والذخائر غير المنفجرة تواصل حصد أرواح المدنيين خصوصاً الأطفال والنساء في محافظات يمنية عدة، مؤكداً أنه تمكن خلال فترة الثلاثة أشهر الأولى من هذا العام، من رصد وتوثيق سقوط 105 ضحايا في صفوف المدنيين بواقع 41 قتيلاً و64 جريحا، معظمهم من الأطفال والنساء، كما أصيب عدد من الجرحى بإعاقات دائمة».

أكبر حقل ألغام

تصدرت محافظة الحديدة اليمنية قائمة ضحايا انفجارات الألغام والذخائر، بينما توزعت خريطة الحوادث والضحايا على مناطق ملوثة في محافظات لحج وتعز والبيضاء ومأرب والجوف وصعدة وحجة.

مشروع مسام السعودي أسهم في إزالة ما يقرب من نصف مليون لغم وذخيرة غير متفجرة (مشروع مسام)

ووفقاً للمدير التنفيذي للمرصد فارس الحميري، فرغم انخفاض التصعيد العسكري منذ بدء سريان الهدنة في أبريل (نيسان) من العام قبل الماضي، فإنه لا تزال الألغام تفتك بالمدنيين، والحاجة الملحة تتمثل في البدء بإجراءات إزالتها بوصفها ركيزة أساسية في حماية المدنيين، وإعادة دورة الحياة الطبيعية، وشرطاً أولياً لتحقيق الأمان والسلام في البلاد.

وأشاد المرصد اليمني للألغام بعمليات الإسناد الإنساني الذي يقوم به المشروع السعودي لنزع الألغام (مسام)، الذي يحظى بتقدير يمني كبير، حيث مثلت جهود المشروع على الأرض مصدراً حقيقياً لحماية وإنقاذ آلاف المدنيين الأبرياء، بحسب بيان المرصد.

ونوه المرصد إلى أن جهود السلام في اليمن تبدأ من محددات أساسية، وإزالة المخاطر اليومية المحدقة بالسكان أبرزها، داعياً الجهود الدولية والإقليمية كافة إلى وضع ملف الألغام ضمن أولويات أي جهود للحل في اليمن.

تشير التقديرات إلى أن إزالة الألغام في اليمن ستستغرق 8 سنوات على الأقل (أ.ف.ب)

وأعلن أسامة القصيبي مدير عام المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن (مسام) أنه، ومنذ بدء عمل المشروع في منتصف عام 2018، نجح في إزالة أكثر من (436,376) لغماً، بما في ذلك ألغام مضادة للأفراد، وأخرى مضادة للدبابات، وذخائر غير متفجرة، وعبوات ناسفة تشكل خطراً جسيماً على حياة المدنيين، وتهدد الاستقرار والتنمية في اليمن.

وبمناسبة اليوم العالمي للتوعية بخطر الألغام، شدد القصيبي على التزام مشروع «مسام» الراسخ بتخليص اليمن من هذه الآفة المدمرة.

من جهتها اتهمت السفارة الأمريكية في اليمن، الجماعة الحوثية بتحويل اليمن إلى أكبر حقل ألغام على الإطلاق، بعد أن زرعت مليوني لغم منذ عقد من السنوات.

ودعت السفارة الجماعة الحوثية المصنفة كياناً إرهابياً دولياً إلى التوقف عن استخدام أراضي البلاد سلاحاً في الحرب، والبدء في العمل من أجل مستقبل سلمي لجميع اليمنيين، مشيرة إلى أن إزالة هذه الألغام ستستغرق 8 سنوات.

انتهاكات بالجملة

ووثقت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، 281 واقعة انتهاك للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان خلال مارس (آذار) الماضي ارتكبتها الجماعة الحوثية.

وفي بيان صحافي للجنة حول مستجدات أعمالها للعام الحالي، والتعريف بمستجدات أنشطتها، قالت إنها تمكنت من التوثيق والتحقيق في سقوط 415 ضحية، بينهم 61 قتيلاً في 58 واقعة قتل وإصابة مدنيين، منهم 11 طفلاً و4 نساء في محافظات مختلفة.

يمنيون في مدينة رداع يحفرون قبوراً لضحايا تفجير حي الحفرة الذي ارتكبته الجماعة الحوثية (إكس)

كما تحققت اللجنة من 90 حالة اعتقال تعسفي وإخفاء قسري، إضافة إلى 11 واقعة قتل خارج نطاق القانون، و69 واقعة اعتداء على ممتلكات خاصة، و23 حالة تهجير قسري، و23 واقعة تهجير، و6 وقائع اعتداء على مدارس وأعيان طبية.

وشملت أنشطة اللجنة واقعة تفجير المنازل في حي الحفرة في مدينة رداع التابعة لمحافظة البيضاء خلال مارس الماضي.

وأقدمت قوة تابعة للجماعة الحوثية على زراعة عبوات ناسفة وتفجيرها في الحي المذكور في 19 من الشهر الماضي ما أدى إلى تدمير 7 منازل بشكل كلي، و7 منازل ومحال تجارية بشكل جزئي، وأسفرت العملية عن مقتل 9 مدنيين بينهم طفل واحد و3 نساء، وإصابة 9 آخرين بينهم 3 أطفال و3 نساء.

وجاء في بيان اللجنة أن الجماعة استهدفت منزلاً مجاوراً بمقذوف ناري بعد لحظات من عملية التفجير أسفر عن مقتل وإصابة 5 مدنيين من أسرة واحدة بينهم 4 أطفال، ولا تزال إجراءات التحقيق حول الواقعة مستمرة.

وكشفت اللجنة 11 واقعة زراعة ألغام فردية وأخرى مضادة للمركبات، سقط بسببها 13 ضحية، بينهم طفل.

وتطالب الحكومة اليمنية ومنظمات محلية ودولية المجتمع الدولي بممارسة الضغوط على الجماعة الحوثية للكف عن زراعة الألغام، واحترام القانون الدولي الإنساني، والكشف عن خرائط الألغام؛ حفاظاً على أرواح المدنيين.


وفاة ما لا يقل عن 38 مهاجراً بعد غرق سفينة قبالة جيبوتي

مجموعة من المهاجرين على متن قارب قرابة الشواطئ الليبية (أرشيفية - رويترز)
مجموعة من المهاجرين على متن قارب قرابة الشواطئ الليبية (أرشيفية - رويترز)
TT

وفاة ما لا يقل عن 38 مهاجراً بعد غرق سفينة قبالة جيبوتي

مجموعة من المهاجرين على متن قارب قرابة الشواطئ الليبية (أرشيفية - رويترز)
مجموعة من المهاجرين على متن قارب قرابة الشواطئ الليبية (أرشيفية - رويترز)

قالت «المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، الثلاثاء، إن 38 مهاجراً على الأقل، بينهم أطفال، لقوا حتفهم في حادث غرق سفينة قبالة ساحل جيبوتي، وفق ما أوردته وكالة «رويترز».

وأضافت المنظمة أن 6 آخرين على الأقل في عداد المفقودين، ويفترض أنهم لقوا حتفهم، وأن 22 ناجياً يتلقون المساعدة من المنظمة والسلطات المحلية.

وذكرت إيفون نديجي المتحدثة الإقليمية باسم المنظمة الدولية للهجرة أن حادث غرق السفينة وقع على مسافة نحو 200 متر قبالة جيبوتي، وأن السفينة التي كانت تحمل المهاجرين غادرت اليمن نحو الساعة الثانية صباحاً بالتوقيت المحلي في الثامن من أبريل (نيسان).

وغرقت السفينة بعد نحو ساعتين، وكان على متنها نحو 66 شخصاً، معظمهم من منطقة القرن الأفريقي. وأضافت نديجي أنه من المعتقد أن معظمهم مواطنون إثيوبيون.

وأردفت: «كل عام، يغادر عشرات الآلاف من المهاجرين منطقة القرن الأفريقي، ومعظمهم من إثيوبيا والصومال في مسعى للوصول إلى دول الخليج... ومع ذلك يعلق آلاف المهاجرين في اليمن، ومن المنطقي أن نستنتج أن مجموعة المهاجرين الذي لقوا حتفهم في هذه الكارثة كانوا يحاولون العودة إلى جيبوتي لكسب الوقت والمحاولة لاحقاً، أو العودة إلى ديارهم».