الدبلوماسي الإيراني المسجون في بلجيكا بتهمة الإرهاب يتنازل عن حق الطعن بحكمه

المحاميان جورج هنري بوجر وريك فان روسيل (وسط) يتحدثان إلى الصحافة بعد محاكمة أسدي في 4 فبراير 2021 (أ.ف.ب)
المحاميان جورج هنري بوجر وريك فان روسيل (وسط) يتحدثان إلى الصحافة بعد محاكمة أسدي في 4 فبراير 2021 (أ.ف.ب)
TT

الدبلوماسي الإيراني المسجون في بلجيكا بتهمة الإرهاب يتنازل عن حق الطعن بحكمه

المحاميان جورج هنري بوجر وريك فان روسيل (وسط) يتحدثان إلى الصحافة بعد محاكمة أسدي في 4 فبراير 2021 (أ.ف.ب)
المحاميان جورج هنري بوجر وريك فان روسيل (وسط) يتحدثان إلى الصحافة بعد محاكمة أسدي في 4 فبراير 2021 (أ.ف.ب)

لم تُعرف الأسباب الحقيقية التي دفعت أسد الله أسدي، «الدبلوماسي» الإيراني في سفارة بلاده في فيينا، إلى سحب طلب استئناف حكم السجن لعشرين عاماً الصادر بحقه في شهر فبراير (شباط)، عن محكمة الدرجة الأولى في مدينة أنتويرب «شمال بلجيكا» بعد إدانته بتهمتي ارتكاب «محاولة اغتيال إرهابية» و«المشاركة في نشاطات مجموعة إرهابية».
ويمثل الحكم العقوبة القصوى التي تستطيع المحكمة النطق بها في مثل هذه الحالات، مقتدية بذلك بما طلبه الادعاء العام. واكتفى ديميتري دي بيكو، محامي أسدي، بالقول، أمس، إن موكله تنازل عن حقه بالاستئناف وقال ما حرفيته: «بالنسبة لي الأمر ينتهي هنا. لا يعترف موكلي باختصاص القضاء البلجيكي للحكم عليه». مضيفاً أن أسدي كان يتمتع بحصانة دبلوماسية نظراً لأنه كان القنصل الثالث في السفارة الإيرانية في فيينا. ومن جانبه، أكد أريك فان دويز، الناطق باسم النيابة العامة الفيدرالية المسؤولة عن الإرهاب في المدينة البلجيكية، وفق ما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية، أن أسدي لن يمارس حقه في الاستئناف.
وفي المقابل، فإن المتهمين الإيرانيين الثلاثة الآخرين في القضية نفسها وهم رجل وزوجته وشاعر إيراني منشق لاجئ في بلجيكا الذين صدرت بحقهم أحكام تتراوح ما بين 15 و18 سنة، قرروا استئناف الأحكام، حسبما أشار إليه أحد محاميهم. ويُنتظر أن تبدأ المحاكمة الجدية أوساط نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وبما أن النيابة العامة البلجيكية لم تطلب استئناف الحكم بحق أسدي، فقد أصبح نهائياً على الصعيد القضائي. بيد أن ذلك لا يعني أنه أُغلق سياسياً. وطيلة الوقت الذي استغرقته المحاكمة وبعد صدور الحكم، نفى أسدي كل الاتهامات الموجهة إليه.
وأمس، صدر بيان عن السفارة الإيرانية في بلجيكا يجدد إدانة الحكم الصادر بحق أسدي ويندد بتصرفات بلجيكا وألمانيا التي يعدها «انتهاكاً واضحاً» للقانون والأعراف الدولية خصوصاً اتفاقية فيينا لعام 1961، وسبق لطهران أن أرسلت مذكرتَي احتجاج رسميتين إلى بروكسل وبرلين تنددان بانتهاك الحصانة الدبلوماسية التي يتمتع بها أسدي.
الحجة الرئيسية التي يستند إليها أسدي، الذي رفض العام الماضي حضور محاكمته كما كان غائباً لدى النطق بالحكم، عنوانها عدم أهلية المحكمة البلجيكية لمحاكمته بوصفه يحظى بالحصانة الدبلوماسية التي توفرها له اتفاقية فيينا، وهو ما لم تعترف به السلطات القضائية البلجيكية التي أثبتت أنه ينتمي إلى جهاز أمني إيراني، وأن صفته الدبلوماسية ليست سوى غطاء لأنشطته التجسسية والأمنية.
وقالت المحكمة في حكمها إنه كان يدير شبكة مخابرات حكومية إيرانية، وكان يتصرف بناءً على أوامر من طهران. وللتذكير، فإن القبض على أسدي تم على الأراضي الألمانية في الأول من يوليو (تموز)، فيما أُلقي القبض على الثلاثة الآخرين قبل ذلك بيومين في بلجيكا، وآخرين على الأراضي الفرنسية. وكانت الخطة تقضي بتفجير الموقع القائم في ضاحية فيلبانت القريبة من باريس بمناسبة انعقاد مؤتمر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية «مجاهدي خلق» نهاية يونيو (حزيران) 2018، الذي حضرته شخصيات أوروبية وأميركية عديدة. وقُبض على الإيراني وزوجته اللذين يتمتعان بالجنسية الإيرانية والبلجيكية على طريق سريع قريباً من بروكسل، المؤدي إلى فرنسا وهو يمر بجانب موقع المؤتمر ووُجد في حوزتهما 500 غرام من مادة «سي آي تي بي» المتفجرة وصاعق. وأثبت التحقيق أنهما تسلماها من أسدي في ألمانيا.
كان من الطبيعي أن تثير هذه القضية أزمة سياسية بين طهران من جهة وبروكسل وباريس وبرلين من جهة أخرى. وتجدر الإشارة إلى أن فرنسا أصدرت في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام نفسه بياناً يحمّل وزارة المخابرات الإيرانية المسؤولية ويفرض عقوبات على اثنين من مسؤوليها. كذلك، عمد الاتحاد الأوروبي بدوره، لاحقاً، إلى فرض عقوبات على إيران بسب هذه القضية.
حقيقة الأمر أنها ليست المرة الأولى التي تُتهَم فيها إيران بارتكاب أعمال إرهابية في أوروبا. إلا أنها المرة الأولى التي تثبت فيها هذه التهمة بحق مسؤول رسمي إيراني يشغل موقعاً دبلوماسياً في السفارة الإيرانية في فيينا بوصفه سكرتيراً ثالثاً. وهذا الأمر لم يعد مستغرباً بعد الذي اطّلع عليه العالم عقب تسريب تصريحات وزير الخارجية محمد جواد ظريف، مؤخراً، حيث أكد أن كثيراً من الدبلوماسيين الإيرانيين في الخارج هم في الواقع تابعون لأجهزة أمنية ولـ«الحرس الثوري» بشكل خاص.
إبان محاكمة المدانين الأربعة الخريف الماضي، زوّدت المخابرات البلجيكية، في شهر أغسطس (آب) 2019، النيابة العامة المكلفة شؤون الإرهاب، بتقرير بالغ الأهمية يفصّل الزيارات التي تلقاها أسدي في سجنه في مدنية ليمبورغ الواقعة جنوب شرقي بروكسل قريباً من الحدود الألمانية. ويفيد التقرير الأخير بأنه تلقى في سجنه زيارة 14 شخصية بينهم السفير الإيراني في بروكسل وكبار موظفي السفارة إضافةً إلى طبيب ومحامٍ يعيشان في فرنسا وخصوصاً زيارة خمس شخصيات «على علاقة بإدارة محددة مقرها طهران»، وقدموا أنفسهم على أنهم من موظفي وزارة الخارجية الإيرانية. ويفيد التقرير بأن أجهزة الخارجية البلجيكية لم تنجح في تحديد سوى ثلاثة من بين الخمسة. وحسب معلومات المعارضة الإيرانية، فإن أحد الخمسة ليس سوى مسؤول في وزارة المخابرات ويشرف على عملائها في الخارج. وأفادت تقارير أخرى بأن أسدي قد هدد السلطات البلجيكية بأعمال انتقامية في حال إدانته.
ثمة أمر بالغ الأهمية أشار إليه، أمس، محامي الادعاء جورج أونري بوتيه في أنتويرب الذي أكد أن هناك ضمانات من دولة بلجيكا بعدم مبادلة الأسدي بسجناء غربيين في إيران، مشيراً إلى فصل السلطات بين السلطة القضائية والنظام السياسي. وأضاف بوتيه: «لن تناقش الحكومة البلجيكية مبادلة سجناء».
وبذلك يكون قد أشار إلى خطة سارت عليها السلطات الإيرانية منذ سنوات وهي «المبادلة»، كالتي يجري التفاوض بشأنها حالياً بين الولايات المتحدة وإيران. وليس سراً أن كثيراً من الاعتقالات لمواطنين مزدوجي الجنسية «إيرانية - غربية» غرضها توفير مادة مقايضة بين مسجونين إيرانيين في الغرب ورهائن غربيين في إيران. من هنا، فإن محامي الادعاء البلجيكي أراد استباق الأمور وقطع الطريق على عملية من هذا النوع. لكنّ حديثه عن «ضمانات» حكومية بلجيكية لا يمكن النظر إليها على أنها نهائية لأن منطق الدولة يختلف عن منطق القضاء.
منذ ثلاث سنوات، تحمّل طهران الدول الثلاث «بلجيكا وفرنسا وألمانيا» مسؤولية توقيف أسدي وسجنه ومحاكمته وإدانته. وتحتفظ طهران بـفريبا عادل خواه الفرنسية - الإيرانية رهينة لديها بعد أن قبلت خروجها من السجن شرط إبقائها قيد الإقامة الجبرية، كما أنها اعتقلت فرنسياً اسمه بنجامين بريير بتهمة التجسس في شهر مايو (أيار) من العام الماضي، وذلك لقيامه بالتقاط صور عبر طائرة مسيّرة صغيرة الحجم شمال إيران. كذلك اتُّهم بريير بممارسة الدعاية ضد النظام الإيراني بسبب سؤال طرحه على موقع تواصل اجتماعي بشأن ارتداء الحجاب في إيران. وربما تعمد السلطات في طهران إلى استخدام هذين الشخصين في عملية مبادلة لاحقة. ولكن بعيداً عن هذا الجانب، فإن إثارة هذه المسألة اليوم تحلّ في وقت غير مناسب لطهران التي تفاوض في فيينا من أجل رفع العقوبات الأميركية المفروضة عليها. والحال أن بعضها على علاقة بالإرهاب والجانب الأميركي يرفض الاستجابة لمطالب إيران. ولذا، فإن الحديث عنها يمكن أن يشكّل ورقة ضاغطة على واشنطن للاستمرار في رفضها وبالتالي عرقلة مسار فيينا.


مقالات ذات صلة

تونس: القبض على متطرفين «خطرين» قرب الحدود مع الجزائر

شمال افريقيا قوات النخبة في حالة استنفار بعد إيقاف «أمير تنظيم إرهابي ومساعديه» (وسائل إعلام تونسية)

تونس: القبض على متطرفين «خطرين» قرب الحدود مع الجزائر

كشفت مصادر أمنية رسمية تونسية أن قوات أمنية وعسكرية من فرق النخبة المختصة في مكافحة الإرهاب أوقفت 3 متهمين «خطرين جداً».

كمال بن يونس (تونس)
العالم مفوضة الشرطة الفيدرالية الأسترالية ريس كيرشو تحضر مؤتمراً صحافياً حيث قالت شرطة نيو ساوث ويلز إن صبياً يبلغ من العمر 16 عاماً اتُهم بارتكاب جريمة إرهابية بعد إصابة شخصين في حادث طعن مزعوم في كنيسة بسيدني في وقت سابق من الأسبوع (د.ب.أ)

أستراليا: اتهام صبي بالإرهاب بعد تنفيذه هجوم طعن في كنيسة بسيدني

قالت شرطة ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية، إن صبياً (16عاماً) تم اتهامه بارتكاب جريمة إرهابية بعد إصابة شخصين في حادث طعن مزعوم في كنيسة بسيدني في وقت سابق.

«الشرق الأوسط» (سيدني )
آسيا مسؤول أمني باكستاني يقف حراسة بينما يتم نقل جثة إرهابي مزعوم، قتلته قوات الأمن في مكان هجوم انتحاري إلى مستشفى في كراتشي بباكستان في 19 أبريل 2024 (إ.ب.أ)

الشرطة الباكستانية: نجاة 5 يابانيين من هجوم انتحاري في كراتشي

قال متحدث باسم الشرطة الباكستانية إن 5 مواطنين يابانيين نجوا من هجوم انتحاري على سيارتهم، الجمعة، بينما قتلت الشرطة في مدينة كراتشي بالرصاص مسلحاً.

«الشرق الأوسط» (كراتشي )
آسيا تجمّع الناس خارج قاعة مدينة كروكوس خارج موسكو بعد الهجوم الإرهابي الذي وقع هناك الشهر الماضي. حيث اتهمت روسيا 4 عمال مهاجرين من طاجيكستان بالاعتداء (نيويورك تايمز)

جماعة إرهابية تابعة لـ«داعش - خراسان» تستقطب نصف مجنّديها من طاجيكستان

يواجه مهاجرون شباب من الجمهورية السوفياتية السابقة اتهامات بشنّ هجوم على قاعة للحفلات الموسيقية في موسكو أدى إلى مقتل 145 شخصاً. وظهرت والدة أحد المشتبه بهم في…

إيريك شميت (واشنطن) نيل ماكفاركار (واشنطن)
شمال افريقيا الرئيس التونسي يشرف على تظاهرة امنية  في قصر قرطاج في عيد قوات الأمن (موقع رئاسة الجمهورية )

رفع حالة الاستنفار الأمني في تونس

رفعت السلطات التونسية حالة الاستنفار الأمني في البلاد، في وقت تعاقبت فيه التحركات والضغوط الأوروبية على الدول الأفريقية عموماً والدول المغاربية خاصة.

كمال بن يونس (تونس)

إردوغان أكد إجراء زيارته «المؤجلة» لبغداد وأربيل الاثنين

إردوغان أكد زيارته لبغداد وأربيل الاثنين في تصريحات بإسطنبول أمس (الرئاسة التركية)
إردوغان أكد زيارته لبغداد وأربيل الاثنين في تصريحات بإسطنبول أمس (الرئاسة التركية)
TT

إردوغان أكد إجراء زيارته «المؤجلة» لبغداد وأربيل الاثنين

إردوغان أكد زيارته لبغداد وأربيل الاثنين في تصريحات بإسطنبول أمس (الرئاسة التركية)
إردوغان أكد زيارته لبغداد وأربيل الاثنين في تصريحات بإسطنبول أمس (الرئاسة التركية)

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الجمعة، أنه سيجري زيارة للعراق (الاثنين) تشمل بغداد وأربيل. وقال: «هذه زيارة مؤجلة وقلنا إننا سنجريها بمجرد الانتهاء من الانتخابات في تركيا».

وكان مقرراً، حسبما أُعلن في العراق من قبل، أن يُجري إردوغان الزيارة في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنّ أنقرة تحاشت الحديث عنها وسط خلافات حول ملفات المياه والطاقة بين البلدين الجارين.

بغداد وأربيل

وقال الرئيس التركي: «سنعقد اجتماعات مع الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في بغداد، وبعد ذلك سنزور أربيل أيضاً... في أربيل، ستتاح لنا الفرصة لمناقشة مشكلات شمال العراق، وكذلك المشكلات المتعلقة بالحكومة المركزية، وبالطبع ستكون هذه قضايا سنناقشها أيضاً تحت المظلة العامة للعلاقات التركية - العراقية».

وتترقب تركيا والعراق قفزة في علاقاتهما خلال زيارة إردوغان، حيث من المنتظر، حسبما أُعلن في أنقرة وبغداد، توقيع اتفاقية إطارية استراتيجية تشمل الجوانب الأمنية والاقتصادية والتنموية وملفي المياه والطاقة.

وسوف تتصدر قضايا المياه والطاقة والتعاون في مكافحة الإرهاب ونشاط حزب العمال الكردستاني ومشروع «طريق التنمية» أجندة المباحثات خلال زيارة إردوغان الأولى للعراق التي تأتي بعد نحو 13 عاماً.

المياه والطاقة

وأكد إردوغان، في تصريحات، ليل الثلاثاء – الأربعاء، عقب اجتماع مجلس الوزراء التركي برئاسته في أنقرة، أن قضية المياه ستكون من أهم بنود جدول الأعمال خلال زيارة العراق. وقال إردوغان: «ندرس طلبات تقدم بها الجانب العراقي بخصوص المياه، سنسعى لحل هذه المشكلة معهم... هم يريدون منّا حلها وستكون خطواتنا بهذا الاتجاه». وأضاف: «هناك أيضاً قضايا تتعلق بتدفق الغاز الطبيعي والنفط إلى تركيا، وسنسعى إلى معالجتها أيضاً».

اجتماع أمني تركي - عراقي في أنقرة 19 ديسمبر الماضي (وزارة الخارجية التركية)

العمال الكردستاني

وشدد إردوغان، في كلمة خلال اجتماع المجموعة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم في مقر البرلمان التركي، الأربعاء، على أن بلاده لن تتنازل أبداً عن الحرب ضد الإرهاب. وأضاف: «سنجعل بلادنا وأمتنا أكثر أماناً، في الداخل والخارج... في الأمور المتعلقة بأمن تركيا، سنسعى للحصول على حقوقنا دون تراجع».

وتسعى تركيا للقضاء على وجود حزب «العمال الكردستاني» في شمال العراق، وقطع صلته مع «وحدات حماية الشعب الكردية»، أكبر مكونات «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، المدعومة أميركياً، في إطار الحرب على «داعش»، بالتعاون مع بغداد.

وفي هذا الإطار، عقدت سلسلة من الاجتماعات بدأت باجتماع أمني رفيع المستوى بأنقرة في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أعقبته زيارات متبادلة لوزراء الخارجية والدفاع ومسؤولي المخابرات والأمن في البلدين، إلى جانب زيارات المسؤولين الأتراك لأربيل.

وترى أنقرة أن بغداد باتت على قناعة بأن «حزب العمال الكردستاني» يشكل خطراً عليها كما على تركيا، وأعلنته مؤخراً تنظيماً محظوراً، كما أن أربيل تشاركها الموقف ذاته، وتُحذّر في الوقت ذاته قادة حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» في السليمانية من الاستمرار في التعاون مع «العمال الكردستاني» الذي يشكّل تهديداً للأمن القومي التركي، وتدعوهم إلى تحرك مشترك.

وتريد تركيا شن عملية عسكرية واسعة للقضاء على وجود «العمال الكردستاني» في شمال العراق بالتعاون مع بغداد، التي ربطت مشاركتها في هذه الجهود بالتعاون في ملفات الطاقة والمياه والنقل، إلى جانب مشروع طريق التنمية، وهو ما لاقى ترحيباً من أنقرة.

وأكدت مصادر تركية أن الخطط الخاصة بعملية كبيرة للقضاء على «الكردستاني» باتت جاهزة، ومن المتوقع مناقشة تنفيذها خلال زيارة إردوغان لبغداد، وأنها تهدف إلى إغلاق الحدود البالغ طولها 378 كيلومتراً بشكل كامل بعمق 40 كيلومتراً، أسوةً بما يجري العمل عليه في شمال سوريا.


عقوبات أوروبية على 4 مستوطنين وجماعتين إسرائيليتين

مستوطنون إسرائيليون في مستوطنة إيفياتار بالضفة الغربية (أ.ب)
مستوطنون إسرائيليون في مستوطنة إيفياتار بالضفة الغربية (أ.ب)
TT

عقوبات أوروبية على 4 مستوطنين وجماعتين إسرائيليتين

مستوطنون إسرائيليون في مستوطنة إيفياتار بالضفة الغربية (أ.ب)
مستوطنون إسرائيليون في مستوطنة إيفياتار بالضفة الغربية (أ.ب)

فرض الاتحاد الأوروبي، اليوم (الجمعة)، عقوبات على 4 مستوطنين إسرائيليين وجماعتين إسرائيليتين «متطرّفتين» بسبب أعمال العنف ضدّ الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال مجلس الاتحاد الأوروبي، المؤسسة التي تمثّل الدول الأعضاء الـ27، إنّ الأفراد والكيانات الخاضعين لهذه العقوبات «مسؤولون عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ضدّ الفلسطينيين».

وأوضح المجلس، في بيان، أنّ هذه الانتهاكات تشمل «أعمال تعذيب وغيرها من أشكال المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، فضلاً عن انتهاك الحق في الملكية والحق في الحياة الخاصة والعائلية للفلسطينيين في الضفة الغربية».

وتشمل العقوبات تجميد الأصول وحظر التأشيرات.

وأدرج الاتحاد الأوروبي منظمتين على القائمة السوداء، هما «لهافا» (Lehava) و«هيلتوب يوث» (Hilltop Youth). أمّا الأفراد الأربعة الذين طالتهم العقوبات، فهم مئير إيتنغر وإليشا ييريد اللذان يقودان مجموعة «هيلتوب يوث» والمستوطنَان نيريا بن بازي ويينون ليفي.

ويأتي قرار الاتحاد الأوروبي باستهداف المستوطنين في الضفة الغربية بعد شهرين من إجراءات مماثلة اتخذتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.


الضربة الإيرانية تمنح نتنياهو 100 ألف ناخب

نتنياهو خلال زيارته قاعدة جوية في مدينة رحوبوت في 11 أبريل الحالي (د.ب.أ)
نتنياهو خلال زيارته قاعدة جوية في مدينة رحوبوت في 11 أبريل الحالي (د.ب.أ)
TT

الضربة الإيرانية تمنح نتنياهو 100 ألف ناخب

نتنياهو خلال زيارته قاعدة جوية في مدينة رحوبوت في 11 أبريل الحالي (د.ب.أ)
نتنياهو خلال زيارته قاعدة جوية في مدينة رحوبوت في 11 أبريل الحالي (د.ب.أ)

على خلفية صد الهجوم الإيراني الواسع في ليلة السبت – الأحد، قبل أسبوع، وما جلبه من دعم أميركي كبير، وتحسين في مكانته أمام العالم، استرد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عدداً كبيراً من الناخبين الذين انفضوا عنه في السنة ونصف السنة الماضية. ووفق استطلاع الرأي الأسبوعي الذي تنشره صحيفة «معاريف» في كل يوم جمعة، ارتفع نتنياهو بمقعدين جديدين، علماً بأن كل مقعد يقدر بـ50 ألف مصوت.

ونتنياهو، الذي عاد إلى الحكم في ديسمبر (كانون الأول) من سنة 2022، بعد غياب دام سنة ونصف السنة، فاز في الانتخابات الأخيرة بـ 32 مقعداً. وتمكن من تشكيل ائتلاف لأحزاب اليمين المتطرف والمتدينين قوامه 64 مقعداً من مجموع 120 مقعداً. ولكن نتائج استطلاعات الرأي التي تنشرها وسائل الإعلام العبرية تشير إلى تدهور شعبيته، منذ أن جلب خطة الانقلاب على منظومة الحكم وجهاز القضاء في مطلع السنة الماضية.

نتنياهو يتحدث خلال اجتماع حكومي في القدس الأربعاء الماضي (د.ب.أ)

وفي استطلاع «معاريف» المذكور، الذي يجريه معهد لزار للبحوث برئاسة د. مناحم لزار وبالتعاون مع «Panel4All»، راح حزب «الليكود» بقيادة نتنياهو يهبط أسبوعاً تلو أسبوع. وحتى في الحرب التي تكتل فيها الجمهور وراء الجيش والحكومة، وتوقفت مظاهرات الاحتجاج ضدهما، واصل الهبوط حتى بلغ 16 مقعداً.

ومع ذلك، ففي الأسابيع الأخيرة بدأ نتنياهو يسترد جزءاً من شعبيته. وفي الأسبوع الماضي ارتفع بمقعدين (من 17 إلى 19 مقعداً)، وفي الأسبوع الأخير ارتفع بمقعدين إضافيين (من 19 إلى 21). ويعزو الخبراء هذه الزيادة في الانعطاف الذي أحدثه الهجوم الإيراني على إسرائيل والموقف الذي اتخذته الإدارة الأميركية منه. فبعد أن كان الأميركيون يتهمون نتنياهو بالدفع نحو تدهور العلاقات بين البلدين، ويحثونه على تغيير سلم أولوياته، ووضع قضية تحرير الأسرى الإسرائيليين والأجانب من أسر «حماس»، في رأس الاهتمام، عادوا إلى احتضانه، وشاركوه في صد الهجوم الإيراني الواسع. وراحوا يفاوضونه على شروط اجتياح رفح. واتهموا قيادة «حماس» بالمسؤولية عن عرقلة مفاوضات الصفقة. ويبدو أن هذا التوجه ترك أثره في نفوس المواطنين، خصوصاً أن المعارضة في إسرائيل باتت خرساء والمنافس الأساسي لنتنياهو، بيني غانتس، ليس فقط يعمل تحت كنف نتنياهو في الحكومة وفي مجلس قيادة العرب، بل أيضاً يفتقد الكاريزما التي تجرف الجماهير، ولا يطرح مواقف جذابة وجديدة تظهره أفضل من نتنياهو.

بيني غانتس (أرشيفية - د.ب.أ)

وقد ارتفع حزب «المعسكر الرسمي» بقيادة غانتس في هذه الاستطلاعات من 12 مقعداً حصل عليها في الانتخابات الأخيرة (تقلصت إلى 8 مقاعد بسبب انسحاب جدعون ساعر من الحزب)، إلى 41 مقعداً. وهي قفزة هائلة وغير مسبوقة. ولكن الأسابيع الأخيرة تشهد تراجعاً كبيراً جداً في قوة غانتس. ففي كل أسبوع تظهر الاستطلاعات هبوطاً جديداً في قوته. وفي الأسبوع الأخير هبط من 33 إلى 31 مقعداً، وبقي أكبر حزب في إسرائيل.

وسجل تقلص دراماتيكي أيضاً في الفجوة بين نتنياهو وغانتس من حيث ملاءمة كل منهما لرئاسة الوزراء. وبعد أن كان 50 في المائة يرون غانتس الأكثر ملاءمة لرئاسة الحكومة (مقابل 31 في المائة)، فقط قبل أسبوعين، حصل غانتس في هذا الأسبوع، على 42 في المائة، بينما ارتفع التأييد لنتنياهو إلى 37 في المائة.

نتنياهو مجتمعاً مع رئيس «الموساد» ديفيد برنياع في تل أبيب الخميس (د.ب.أ)

ووفق معطيات الاستطلاع، فقد سجل هذا الأسبوع تغييراً ذا مغزى في توازن القوى بين كتلتي أحزاب المعارضة وأحزاب الائتلاف. فقد ارتفع معسكر نتنياهو إلى 50 مقعداً مقابل 60 لكتلة المعارضة. وإذا حسبنا القائمة العربية الموحدة للحركة الإسلامية (5 مقاعد)، برئاسة النائب منصور عباس فإن عدد نواب ائتلاف غانتس سيصل إلى 65 مقعداً وهي أكثرية ساحقة.

وهناك كتلة عربية أخرى تضم كلاً من «الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة» و«الحركة العربية للتغيير» بقيادة النائبين أيمن عودة وأحمد الطيبي، تحصل على 5 مقاعد وهي تفضل البقاء في المعارضة، لكنها مستعدة لتشكيل جسم مانع ضد اليمين.


ضربة أصفهان... سعي إسرائيلي لإغلاق الملف وعودة إلى الملعب السوري

لقطات بثّها التلفزيون الرسمي من ميدان على طريق مطار أصفهان وسط إيران (أ.ف.ب)
لقطات بثّها التلفزيون الرسمي من ميدان على طريق مطار أصفهان وسط إيران (أ.ف.ب)
TT

ضربة أصفهان... سعي إسرائيلي لإغلاق الملف وعودة إلى الملعب السوري

لقطات بثّها التلفزيون الرسمي من ميدان على طريق مطار أصفهان وسط إيران (أ.ف.ب)
لقطات بثّها التلفزيون الرسمي من ميدان على طريق مطار أصفهان وسط إيران (أ.ف.ب)

على الرغم من امتناع إسرائيل الرسمية عن تبني عملية القصف في أصفهان، أبدى مسؤولون فيها الرضا عن نتائجها، إذ أظهرت من جهة أن إسرائيل لم تمرّ بلا رد على الهجوم الإيراني، السبت الماضي، ومن جهة أخرى وجَّهت ضربة محدودة جداً لا تستدعي رداً إيرانياً، تماماً كما طلبت الولايات المتحدة ودول أخرى في المنطقة والعالم.

وتدل التصريحات الإيرانية على أن القيادة هناك تتجه نحو استيعاب الضربة، خصوصاً إذا لم يطلق الإسرائيليون تصريحات يتبجحون فيها باختراق الدفاعات الأمنية.

وحرصت إسرائيل على القصف في سوريا جنباً إلى جنب مع الهجوم على أصفهان، في محاولة للعودة إلى الملعب السوري، لمواصلة عملياتها ضد الوجود الإيراني، وقطع إمدادات السلاح إلى «حزب الله» اللبناني.

وأفادت التسريبات الإسرائيلية بأنها قصدت جعل الهجوم على أصفهان «خفيفاً». فاختارت القصف بصواريخ طويلة المدى أُطلقت من طائرات مقاتلة من بعيد، وطائرات مُسيرة متطورة، وألحقت أضراراً خفيفة بقاعدة عسكرية، على بُعد 120 كيلومتراً من منشأة تخصيب اليورانيوم في «نطنز»، ولم تسفر عن إصابات بشرية.

وهي الطريقة نفسها التي اتَّبعتها إسرائيل في هجمات سابقة. إذ في يونيو (حزيران) 2021 قُصفت ورشة «تيسا» لتجميع أجهزة الطرد المركزي في مدينة كرج المجاورة للعاصمة طهران، وهو قصف نُسب إلى إسرائيل.

وفي مايو (أيار) 2022، استهدف هجوم بطائرة مُسيرة ورشة لتصنيع الطائرات المُسيرة في قاعدة بارشين المحصنة جنوب شرقي طهران. وفي يناير (كانون الثاني) 2023 قصفت طائرات إسرائيلية مُسيرة ودمَّرت مشروعاً لإنتاج المُسيرات في كرمانشاه.

وتعد إسرائيل قصف أصفهان أهون من الأحداث السابقة، إذ إن الهجوم من جهتها كان قوياً وملموساً ومدوياً ولا يمكن إخفاؤه أو نفي وقوعه، وفي الوقت ذاته يمكن لإيران أن تدّعي أنها أفشلته، حيث منشآتها النووية لم تصَب، والمضادات الأرضية أسقطت ثلاثاً من أربع مُسيرات إسرائيلية شاركت في الهجوم.

وعملياً لم يحدث أي شيء. هذا يمكن أن يكون محاولة لتهدئة النفوس وإعفاء النظام من الحاجة إلى الرد.

وفي ترجمة طبيعية لهذه النظرة الإسرائيلية، توجهت قيادة الجبهة الداخلية في تل أبيب برسالة تهدئة إلى المواطنين الإسرائيليين في جميع أنحاء البلاد تُطمئنهم فيها بأنه لا حاجة لإجراءات وقاية خاصة، وأنهم يستطيعون التصرف بشكل طبيعي، وإكمال تحضيراتهم لعيد الفصح بشكل عادي.

في الوقت نفسه، أبرز المقربون من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، النبأ الذي نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» في واشنطن، ونقلت فيه عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة الرئيس جو بايدن تدرس المصادقة على صفقات أسلحة جديدة لإسرائيل بقيمة مليار دولار، تشمل ذخيرة الدبابات والمركبات العسكرية وقذائف الهاون.

إلا أن هناك مشكلة في إسرائيل تكمن في عدم قدرة قادتها على ضبط النفس لفترة طويلة. وغالبيتهم يتسابقون للتفاخر وإظهار عملية أصفهان على أنها ضربة قاصمة. وأعرب المتطرفون منهم عن غضبهم من الاكتفاء بتوجيه ضربة متواضعة كهذه.

وقد عبّر عن رأي هؤلاء وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي يطالب باستمرار الحرب وتوسيعها حتى يضمن استمرار حكم اليمين بقيادة نتنياهو. وكتب بن غفير صبيحة الجمعة، على صفحته في الشبكات الاجتماعية، كلمة واحدة عن هجوم أصفهان هي: «مسخرة».

وقد أثار ذلك غضب نتنياهو شخصياً. ونُقل على لسانه القول إن بن غفير يُلحق ضرراً كبيراً بأمن إسرائيل. وأطلق العنان لنوابه لمهاجمة بن غفير. فقال النائب إيلي دلال: «في بعض الحيان يمكن لكلمة صغيرة أن تُلحق أذى ضخماً من أولئك المسؤولين الكبار الذين يسعون لتسجيل عدد كبير من (اللايكات) في الشبكات الاجتماعية».

من جهة ثانية، تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية حادثة أصفهان بتعليقات كثيرة، الجمعة. فجاء في موقع «واللا» الإلكتروني أنها كانت «عملية عسكرية إسرائيلية مركَّزة ضد أهداف إيرانية غايتها الإبقاء للإيرانيين على حيز إنكار وألا تستدرج في أعقابها رداً على رد، وجاءت على هذا النحو لإرضاء الولايات المتحدة، ومواصلة التركيز على قطاع غزة بوصفها حلبة حرب أساسية. فمن شأن فتح حلبة حربية جديدة ألا يكون في صالح إسرائيل الآن».

ولكن الموقع وضع تحفظاً حذراً، فأشار إلى أن «مصدر القلق الإسرائيلي هو حقيقةً أن أجهزة استخباراتها لم تقدّر بشكل صحيح الشراسة الإيرانية المتغيرة على خلفية تقاربها الكبير مع روسيا. وجانب آخر في القلق الإسرائيلي مرتبط بتغيير قواعد اللعبة: الإيرانيون قرروا إخراج الحرب بين الدولتين إلى العلن وتحويلها إلى مواجهة مباشرة. فمن الآن فصاعداً، في أي عملية عسكرية شديدة أو مفاجئة ضد مصالح إيرانية في أنحاء الشرق الأوسط، سيتعين على جهاز الأمن في إسرائيل أن يأخذ بالحسبان رد فعل إيرانياً مباشراً، وهذه المعادلة جديدة».

في الأثناء، قالت «القناة 12» للتلفزيون الإسرائيلي، إن الحياة عادت إلى مجراها في إيران بعد ساعات من الهجوم الإسرائيلي، والسؤال الذي لا يملك أحد منّا إجابة عنه هو ما إذا كانت المحاولة الإيرانية لوضع قواعد جديدة ومعادلة جديدة في المعركة مقابل إسرائيل قد نجحت فعلاً. وخلافاً للماضي، عندما تمكنت السلطات الإيرانية من احتواء أو إخفاء هجمات منسوبة لإسرائيل، فإن هذا أصبح مستحيلاً».

وتابعت القناة أن «الرسالة الإيرانية لإسرائيل هذا الأسبوع كانت واضحة، وهي أن المعركة بين حربين (التسمية الإسرائيلية للغارات في سوريا) قد انتهت. وإيران رسمت خطاً أحمر حول الهجمات الإسرائيلية في سوريا ضد عناصرها وضد تموضعها في سوريا، مع العلم بأنها أخْلت الشخصيات الإيرانية البارزة وأعادتها إلى البلاد».


توقيف رجل بعد تطويق قنصلية إيران في باريس

عناصر من الشرطة الفرنسية (رويترز)
عناصر من الشرطة الفرنسية (رويترز)
TT

توقيف رجل بعد تطويق قنصلية إيران في باريس

عناصر من الشرطة الفرنسية (رويترز)
عناصر من الشرطة الفرنسية (رويترز)

ذكرت إذاعة «أوروبا 1» الفرنسية، عبر حسابها على «إكس»، أن الشرطة طوّقت القنصلية الإيرانية في باريس، اليوم (الجمعة)، بعد أن هدد رجلٌ بتفجير نفسه.

وقالت الشرطة إنها انتشرت في المكان، وطالبت الجمهور بالابتعاد عن المنطقة.

وأعلنت شرطة باريس توقيف الرجل بعد بلاغ من القنصلية حول مشاهدة شخص في الداخل «يحمل قنبلةً يدويةً أو يرتدي سترة ناسفة». وقال المصدر نفسه إن «الرجل خرج من القنصلية ويخضع للاستجواب» من قبل القوة الخاصة التابعة للشرطة. وما زال تفتيش المبنى جارياً.


ـ«حماس»: «العدوان الإسرائيلي» على إيران تصعيد ضد المنطقة

دفاعات إسرائيلية مضادة للصواريخ تستهدف مسيرات إيرانية في إسرائيل 14 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
دفاعات إسرائيلية مضادة للصواريخ تستهدف مسيرات إيرانية في إسرائيل 14 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
TT

ـ«حماس»: «العدوان الإسرائيلي» على إيران تصعيد ضد المنطقة

دفاعات إسرائيلية مضادة للصواريخ تستهدف مسيرات إيرانية في إسرائيل 14 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
دفاعات إسرائيلية مضادة للصواريخ تستهدف مسيرات إيرانية في إسرائيل 14 أبريل 2024 (أ.ف.ب)

قال سامي أبو زهري، القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لـ«رويترز»، اليوم (الجمعة)، إن «العدوان الإسرائيلي» على إيران تصعيد ضد المنطقة.

وأضاف: «العدوان الإسرائيلي على إيران ودول المنطقة هو مؤشر على حالة التصعيد التي يمارسها الاحتلال في المنطقة. ندعو إلى توسيع مساحة الاشتباك مع الاحتلال رداً على حرب الإبادة على غزة والتصعيد في المنطقة».

وكثيراً ما أشاد قادة «حماس» بإيران لدعمها المالي والعسكري للحركة وفصائل مسلحة فلسطينية أخرى بما في ذلك خلال الحرب الحالية مع إسرائيل التي بدأت في 7 أكتوبر (تشرين الأول).


تركيا تحذر من «نزاع دائم» بعد الانفجارات في إيران

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يخاطب أنصاره قبل الانتخابات المحلية في إسطنبول بتركيا في 29 مارس 2024 (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يخاطب أنصاره قبل الانتخابات المحلية في إسطنبول بتركيا في 29 مارس 2024 (رويترز)
TT

تركيا تحذر من «نزاع دائم» بعد الانفجارات في إيران

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يخاطب أنصاره قبل الانتخابات المحلية في إسطنبول بتركيا في 29 مارس 2024 (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يخاطب أنصاره قبل الانتخابات المحلية في إسطنبول بتركيا في 29 مارس 2024 (رويترز)

حذّرت تركيا، اليوم (الجمعة)، من خطر نشوب «نزاع دائم» بعد الانفجارات التي وقعت في إيران ونُسبت إلى إسرائيل.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان: «يتكشف أكثر فأكثر أن التوترات الناجمة في البداية عن الهجوم الإسرائيلي المخالف للقوانين على السفارة الإيرانية في دمشق قد تتحول إلى نزاع دائم».

وأضافت: «ندعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي إجراءات يمكن أن تؤدي إلى نزاع أوسع».

والتزم الرئيس رجب طيب إردوغان الحذر، ورفض تحميل أي مسؤولية عن الانفجارات.

وصرح متهرباً من رد واضح على أسئلة صحافيين كانوا ينتظرونه بعد صلاة الجمعة، بأن «إسرائيل تقول أشياء وإيران تقول أشياء أخرى. لا يوجد اعتراف مناسب، ولا أي تفسير معقول حول هذا الموضوع».

وقعت انفجارات عدة في وقت مبكر من الجمعة في وسط إيران نسبها مسؤولون أميركيون نقلت وسائل إعلام أميركية تصريحاتهم، إلى إسرائيل رداً على هجمات غير مسبوقة بطائرات مسيرة وصواريخ ضد أراضيها في نهاية الأسبوع الماضي. لكن وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء أشارت نقلاً عن «مصادر مطلعة» إلى أنه «لا توجد معلومات تشير إلى هجوم من الخارج».


عودة التوتر وهجمات المسيّرات التركية في شمال سوريا

مسيّرة تركية استهدفت ليل الخميس - الجمعة سيارة تستقلها أحد القياديات من قوات «قسد» (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
مسيّرة تركية استهدفت ليل الخميس - الجمعة سيارة تستقلها أحد القياديات من قوات «قسد» (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
TT

عودة التوتر وهجمات المسيّرات التركية في شمال سوريا

مسيّرة تركية استهدفت ليل الخميس - الجمعة سيارة تستقلها أحد القياديات من قوات «قسد» (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
مسيّرة تركية استهدفت ليل الخميس - الجمعة سيارة تستقلها أحد القياديات من قوات «قسد» (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

عاد التصعيد مجدداً بين القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لأنقرة، على محاور التماس مع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) والجيش السوري في ريف حلب الشمالي

كما عاودت المسيّرات التركية استهدافاتها لمواقع «قسد» وعناصره القيادية في شمال وشمال شرقي سوريا بعد فترة من الهدوء.

وقصفت القوات التركية والفصائل الموالية المتمركزة في المنطقة المعروفة بـ«درع الفرات» بالمدفعية الثقيلة، الجمعة، قرية سد الشهباء ضمن مناطق انتشار «قسد» والقوات السورية في ريف حلب الشمالي.

ورداً على ذلك، سقطت قذائف مدفعية عدة مصدرها مناطق انتشار «قسد» والقوات السورية على محيط المستشفى الوطني بمدينة أعزاز ضمن منطقة درع الفرات، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وقبل 5 أيام، قصفت القوات التركية والفصائل الموالية، بالمدفعية الثقيلة قريتي حربل وأم القرى المأهولتين بالسكان، ضمن مناطق انتشار «قسد» والقوات السورية في ريف حلب الشمالي، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة بين «قسد» والقوت السورية مع فصائل الجيش الوطني على محور مارع.

وفي جولة جديدة لهجمات المسرات التركية على مواقع «قسد» وعناصرها القيادية، استهدفت مسيّرة تركية، الجمعة، محطة السعيدة النفطية التابعة لبلدة القحطانية بريف القامشلي شمالي الحسكة؛ ما أدى إلى وقوع أضرار مادية في المحطة، التي سبق واستهدفتها المسيّرات التركية ضمن موجة تصعيد عقب هجمات لـ«حزب العمال الكردستاني» على القوات التركية في شمال العراق في ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) الماضيين أسفرت عن مقتل 21 جنديا تركياً.

مسيّرة تركية قصفت محطة السعيدة في ريف الحسكة (منصة إكس)

وفي رد على هذه الهجمات شنّت القوات التركية هجمات مكثفة بالطائرات المسيّرة على محطات النفط والكهرباء ومرافق البنية التحتية لـ«قسد» تركزت على مواقعها في شمال شرقي سوريا، كما قتلت عدداً من العناصر القيادية في صفوف القوات التي يغلب على تكوينها وحدات حماية الشعب الكردية.

وكانت مسيّرة تركية استهدفت، ليل الخميس - الجمعة، سيارة يستقلها أحد القياديات من قوات «قسد» العاملة ضمن مناطق الإدارة الذاتية، وسائقها، في قرية عين بط، الواقعة شرق مدينة عين العرب (كوباني) في شرق حلب، ما أدى إلى إصابتهما بجروح خطيرة واحتراق السيارة.

وأحصى «المرصد السوري لحقوق الإنسان» 73 استهدافاً بالطائرات المسيّرة التابعة للقوات التركية على مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشمال شرقي سوريا، الخاضعة لسيطرة «قسد» منذ مطلع العام الحالي تسببت بمقتل 22 شخصاً، وإصابة أكثر 17 من العسكريين و5 من المدنيين، بينهم سيدة و3 أطفال.

على صعيد آخر، تصاعدت الاستهدافات من جانب القوات السورية في مناطق خفض التصعيد المعروفة باسم (بوتين – إردوغان). وبحسب «المرصد السوري»، أصيب طفلان بجروح خطيرة، نتيجة استهداف القوات السورية بالرشاشات الثقيلة المناطق السكنية في بلدة آفس بريف إدلب الشرقي.

كما قُتل جندي سوري، قنصاً، برصاص فصائل غرفة عمليات «الفتح المبين» على محور كبانة بريف اللاذقية الشمالي.

وشهدت مناطق خفض التصعيد، الجمعة، تصعيداً شديداً من قبل القوات السورية، حيث قصفت طائرة مسيّرة موقعاً لفصائل المعارضة المسلحة على محور منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي، بالتزامن مع قصف مدفعي طال محيط قرية الشيخ سنديان ومحاور السرمانية والقرقور ودوير الأكراد، وبلدة الفطيرة وكنصفرة والبارة في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.

وبحسب «المرصد السوري» ارتفع عدد القتلى من المدنيين والعسكريين في مناطق خفض التصعيد إلى 188، قُتلوا منذ مطلع العام الحالي، خلال 161 عملية تنوعت ما بين هجمات وعمليات قنص واشتباكات واستهدافات وهجمات بمسيّرات انتحارية، وأصيب في هذه العمليات أكثر من 67 من العسكريين، و80 من المدنيين، بينهم 12 طفلاً بجروح متفاوتة.

ودفعت القوات التركية الأسبوع الماضي بتعزيزات جديدة لنقاطها العسكرية المنتشرة في إدلب على خلفية التصعيد المستمر في المنطقة.


دبلوماسي: الدول الغربية سعت إلى توجيه رسائل تهدئة لإيران

صورة عامة لمدينة أصفهان في وقت مبكر من يوم 19 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
صورة عامة لمدينة أصفهان في وقت مبكر من يوم 19 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
TT

دبلوماسي: الدول الغربية سعت إلى توجيه رسائل تهدئة لإيران

صورة عامة لمدينة أصفهان في وقت مبكر من يوم 19 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
صورة عامة لمدينة أصفهان في وقت مبكر من يوم 19 أبريل 2024 (أ.ف.ب)

قال دبلوماسي غربي، اليوم (الجمعة)، إن الدول الغربية سعت إلى توجيه رسائل إلى إيران عبر تركيا في الأيام القليلة الماضية تؤكد فيها دعواتها إلى التهدئة.

وأُرسلت الرسائل قبل تقارير عن أن إسرائيل شنت هجوما على إيران في وقت مبكر من صباح اليوم (الجمعة)، والذي أشارت بعده طهران إلى أنها لا تعتزم الرد.

وبعد هجوم إيران على إسرائيل في مطلع الأسبوع، أكدت وزارة الخارجية التركية في بيان أنها أجرت اتصالات مع إيران والولايات المتحدة، وأن أنقرة دعت إلى ضبط النفس وحذرت من حرب إقليمية إذا تصاعدت التوترات بشكل أكبر.

وردا على سؤال عن الرسائل التي نقلتها أنقرة إلى طهران، قال الدبلوماسي الغربي: «سعينا في الأيام القليلة الماضية إلى إرسال رسائل إلى إيران عبر تركيا وأكدنا بالتحديد على رسالة خفض التصعيد».

ولم يتسن الاتصال بوزارة الخارجية التركية للتعليق على الأمر.

وسافر جون باس، القائم بأعمال وكيل وزارة الخارجية الأميركية، إلى أنقرة في وقت سابق من الأسبوع والتقى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان.

وقال مسؤول أميركي: «ناقشا الأهمية الشديدة لمنع المزيد من التصعيد أو اتساع رقعة الصراع في المنطقة».


صحيفة: بايدن يدرس إرسال أسلحة جديدة بأكثر من مليار دولار لإسرائيل

الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - أ.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - أ.ب)
TT

صحيفة: بايدن يدرس إرسال أسلحة جديدة بأكثر من مليار دولار لإسرائيل

الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - أ.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - أ.ب)

ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، اليوم (الجمعة)، نقلاً عن مسؤولين، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تدرس صفقات أسلحة جديدة لإسرائيل تتجاوز قيمتها مليار دولار، وتشمل ذخائر دبابات، ومركبات عسكرية، وقذائف هاون.

وقال البيت الأبيض (الثلاثاء) إن مشروعات قوانين منفصلة ستُعرض هذا الأسبوع على التصويت في مجلس النواب الأميركي تلبي، على ما يبدو، الاحتياجات العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل. لكنه لفت إلى أنه سيتعيّن أن يدرس الرئيس جو بايدن من كثب المقترحات التي قدّمها رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون لاتّخاذ قرار نهائي بشأنها. وكان جونسون قد أعلن (الاثنين) أن المجلس، حيث الغالبية بيد الجمهوريين، سيصوّت هذا الأسبوع على مشروعات القوانين بعد تأخير استمر أشهراً؛ بسبب ضغوط مارسها الجناح اليميني في حزبه. لكن يبقى السؤال مطروحاً بشأن قدرة جونسون على إقناع حزبه المنقسم بدعم مقترحاته. وكان مجلس الشيوخ قد أقرّ حزمة بـ95 مليار دولار في فبراير (شباط) تضمّنت، بطلب من بايدن، زيادة كبيرة في التمويل لمساعدة أوكرانيا في التصدي للغزو الروسي، وأيضاً توفير دعم إضافي لإسرائيل وتايوان. لكن جونسون رفض عرضها على التصويت في مجلس النواب.