مجموعة السبع تبحث عن جبهة موحدة في مواجهة الصين

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون (رويترز)
TT

مجموعة السبع تبحث عن جبهة موحدة في مواجهة الصين

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون (رويترز)

بحث وزراء خارجية مجموعة السبع، اليوم (الثلاثاء)، في لندن، احتمال تشكيل جبهة موحدة في مواجهة الصين التي تثبت نفوذها بشكل متزايد على الساحة الدولية، وذلك خلال أول اجتماع حضوري لهم منذ أكثر من سنتين.
وغداة عشاء خصص للبرامج النووية الإيرانية والكورية الشمالية، خصّص وزراء خارجية دول مجموعة السبع اجتماعهم الأول للصين، اللاعب الاقتصادي الذي لا يمكن الالتفاف حوله، والذي تثير رغبته في إثبات نفسه كقوة عسكرية وممارسة نفوذ في العالم، قلق العواصم الغربية، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، للصحافيين، الاثنين: «هدفنا ليس محاولة وقف الصين».
وأضاف: «ما نحاول القيام به هو فرض احترام النظام العالمي الذي يستند إلى قواعد، والذي استثمرت فيه بلادنا كثيراً في العقود الماضية (...) ليس فقط بما فيه مصلحة مواطنينا، وإنما أيضاً الشعوب في مختلف أنحاء العالم، بينها الصين».
وبدأ بلينكن «تعاوناً قوياً» مع بريطانيا من أجل الضغط على بكين بخصوص قمع الحركة المطالبة بالديمقراطية في هونغ كونغ وقمع أقلية الأويغور المسلمة في منطقة شينجيانغ الذي وصفته واشنطن بأنه «إبادة».
واعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون خلال مداخلة في المعهد الملكي للشؤون الدولية «تشاتام هاوس»، أنه يتعين على الدول الديمقراطية أن «تمارس ضغطاً هائلاً على الصين أمام محكمة الرأي العام».
وبسبب علاقاتهما الخاصة، اعتمدت لندن وواشنطن مقاربات مشتركة في مجال السياسة الخارجية، وخصوصاً ما يتعلق بروسيا والصين. وخلال مؤتمر صحافي، الاثنين، أعلن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجموعة السبع، أن «الباب مفتوح» أمام تحسين العلاقات مع الصين من أجل العمل معها بطريقة «بناءة»، ولا سيما مجال التغير المناخي. وأضاف: «لكن ذلك يبقى رهناً بالسلوك والتصرفات».
ويجري وزراء خارجية ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا واليابان وبريطانيا مباحثات حتى الأربعاء للاتفاق على ردود مشتركة للتهديدات العالمية. وعلى جدول أعمال المحادثات، ملفات الصين وبورما وليبيا وسوريا وروسيا، قبل قمة رؤساء الدول والحكومات الشهر المقبل في جنوب غربي إنجلترا.
وسيبحث وزراء الخارجية أيضاً أعمال العنف في إثيوبيا، وملفات إيران وكوريا الشمالية والصومال ومنطقة الساحل والبلقان. وأعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنه ناقش مع بلينكن في الاجتماعات الأخيرة التي عقدت في فيينا الاتفاق النووي الإيراني.
ووصف بوريل المحادثات بأنها «صعبة»، ورحّب بعودة الاجتماعات الحضورية، قائلاً: «بهذه الطريقة يمكننا التوصل إلى توافق، ويمكننا إبرام اتفاقات». وتتم اللقاءات بين المشاركين وفقاً لمعايير مشددة بسبب الوباء، مع خفض عدد الوفود المشاركة، وفرض وضع الكمامات والتباعد الاجتماعي، مع وضع حواجز شفافة بين المشاركين.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.