تشيلسي يعوّل على هدفه خارج معقله من أجل إزاحة ريال مدريد إياباً اليوم

يعوّل تشيلسي الإنجليزي على هدف ثمين سجّله ذهاباً خارج معقله في ملعب ريال مدريد (1 - 1) حامل لقب دوري أبطال أوروبا 13 مرة، لبلوغ النهائي الثالث في تاريخه في أبرز مسابقة قارية، عندما يستقبل البطل الإسباني صاحب الرقم القياسي اليوم في لندن بإياب نصف النهائي.
وكان تشيلسي وجّه رسالة قوية لمنافسه الإسباني مطلع مباراة الذهاب، عندما سيطر وهزّ الشباك عبر الأميركي كريستيان بوليسيتش، قبل أن يستدرك ريال مدريد الأمور بهدف التعادل الذي سجله الفرنسي كريم بنزيمة بكرة مقصيّة، رافعاً رصيده إلى 71 هدفاً في المسابقة القارية.
وتألق تشيلسي منذ تولى الألماني توماس توخيل مسؤولية تدريب الفريق وسط الموسم الحالي، وأحدث طفرة في النتائج سواء على صعيد الدوري المحلي أو دوري الأبطال. وعن مواجهة اليوم، قال توخيل: «نحن مستعدون للمواجهة الكبيرة، وندرك تماماً أننا نحتاج لتقديم أداء قوي أمام ريال مدريد الذي سيلعب بكل أوراقه الهجومية من أجل إحراز هدف وتصعيب مهمتنا».
وعلق بوليسيتش بعد تعادل الذهاب: «راضون عن التعادل 1 - 1 في مدريد. نحن متفائلون لمباراة الإياب، لكن المهمة لم تُنجز بعد».
من جهته، قال الفرنسي زين الدين زيدان مدرب الريال: «ما زلنا على قيد الحياة، وسنخوض مباراة الإياب سعياً للفوز».
وسيكون تشيلسي قادراً على بلوغ المباراة النهائية في حال تعادله سلباً أو فوزه بأي نتيجة على الفريق الملكي الذي يخوض نصف النهائي للمرة الثلاثين في تاريخه الزاخر. لكن ريال لا يُعد لقمة سائغة في هذه البطولة، خصوصاً مع مدربه زيدان الذي قاده إلى 3 ألقاب متتالية بين 2016 و2018. وفي المرات الثلاث السابقة التي وصل فيها زيدان إلى نصف النهائي، ذهب ريال حتى النهاية وأحرز اللقب، مما يعزّز حظوظه في مواجهة تشيلسي الطامح لإحراز لقبه الثاني في المسابقة بعد عام 2012 على حساب بايرن ميونيخ الألماني، علماً بأنه خسر نهائي 2008 أمام مواطنه مانشستر يونايتد.
وبموازاة معركتهما القارية، لا يزال كل من ريال وتشيلسي في سباق ساخن بالدوري المحلي، لكن بأهداف مختلفة.
في الدوري الإسباني، يحاول ريال الدفاع عن لقبه حيث يحتل المركز الثاني بفارق نقطتين عن جاره المتصدر أتلتيكو مدريد ومتساوياً مع غريمه برشلونة، قبل 4 مراحل على ختام الليغا.
أما تشيلسي، الذي فقد الأمل في إحراز لقب البريميرليغ المتجهة بقوة نحو مانشستر سيتي، فيقاتل لمركز رابع يؤكّد عودته إلى دوري الأبطال ويحتله راهناً بفارق 3 نقاط عن وستهام.
وتعرّض ريال لضربة موجعة بعد تأكيده الاثنين إصابة مدافعه الدولي الفرنسي رافائيل فاران في عضلات البطن خلال المباراة ضد أوساسونا (2 - صفر) السبت في الدوري المحلي، واضطراره إلى ترك مكانه في بداية الشوط الثاني لناتشو. وعانى ريال مدريد أخيراً من إصابات كثيرة في صفوفه أبرزها خط الدفاع، خصوصا قائده سيرجيو راموس وداني كارفاخال والفرنسي فيرلان مندي وجناحه لوكاس فاسكيس الذي اضطر زيدان مرات عدة هذا الموسم إلى إشراكه في مركز الظهير الأيمن. لكن راموس ومندي عادا إلى التدريبات نهاية الأسبوع الماضي، وسيشكلان إضافة يحتاجها زيدان أمام تشيلسي الطامح لبلوغ النهائي.
وفيما يتعلق بلاعب الوسط الأوروغوياني فيديريكو فالفيردي المصاب بـ«كورونا» قبل أسبوعين، ينتظر زيدان في الساعات الأخيرة نتائج مسحة إضافية تسمح له بالمشاركة. وسيلتحق ظهيره الأيسر البرازيلي مارسيلو بالبعثة متأخراً بسبب اختياره مواطناً إسبانياً لمراقبة مراكز اقتراع في انتخابات إقليمية، فيما يأمل ريال مدريد عودة نجم تشيلسي السابق؛ البلجيكي إيدن هازارد، إلى فورمته بعد سلسلة من الإصابات المتلاحقة المحبطة.
وبحسب صحيفة «ماركا»، فقد يلجأ زيدان إلى خطة 4 - 3 - 3 الهجومية، بعد تعثر خطة 3 - 5 - 2 ذهاباً إثر تفوّق الظهيرين بن تشيلويل والإسباني سيزار أسبيليكويتا على كارفاخال ومارسيلو.
في المقابل، ومنذ وصول توخيل على رأس الجهاز الفني لتشيلسي، تغير وجه الفريق، مما جعله مرشحاً أيضاً للوصول إلى أول نهائي منذ فوزه باللقب في عام 2012.
وحقق توخيل، المُقال من تدريب باريس سان جيرمان الفرنسي، سلسلة جيدة مع فريقه الجديد خلفاً لنجم الفريق السابق فرنك لامبارد.
وبعدما أراح العديد من أساسييه خلال الفوز الأخير على فولهام (2 - صفر)، سيستعيد تشيلسي نجومه اليوم مثل لاعبي الوسط الإيطالي جورجينيو والفرنسي نغولو كانتي في خط الوسط، كما يبدو المدافع الألماني أنطونيو روديغر جاهزاً بعد تعرّضه لضربة ذهاباً.
وقد يدفع توخيل بمواطنه الشاب كاي هافرتس في خط الهجوم بعد ثنائيته في مرمى فولهام، عندما جرى تحويل رأس الحربة الألماني الآخر تيمو فيرنر إلى الجهة اليمنى.
وما زال توخيل يثق بفيرنر رغم غياب الشهية التهديفية للأخير هذا الموسم وإضاعته أكثر من فرصة سهلة أمام المرمى في الأسابيع الأخيرة، كان آخرها أمام ريال مدريد. ولم يسجّل فيرنر سوى هدفين في 31 مباراة لناديه ومنتخب بلاده، كما أن إضاعته فرصة في غاية السهولة لمنتخب بلاده جعل ألمانيا تتعرّض لهزيمة تاريخية في تصفيات مونديال 2022 أمام مقدونيا الشمالية 1 - 2 أواخر مارس الماضي، هي الأولى لها على أرضها في التصفيات منذ السقوط التاريخي أمام إنجلترا 1 - 5 في التصفيات ذاتها في سبتمبر (أيلول) 2001.
ولم يسلم فيرنر من الانتقادات؛ وكان من بينها من قبل إيزابيلا دا سيلفا؛ زوجة البرازيلي تياغو سيلفا قلب دفاع تشيلسي، والتي كتبت في حسابها على «إنستغرام»: «في كل مرة أذهب فيها لمشاهدة الفريق، ثمة مهاجم يواصل إهدار الفرص».
ورغم وجود المهاجم الفرنسي المخضرم أوليفييه جيرو والمهاجم الإنجليزي الشاب تامي أبراهام، فإن توخيل لم يلجأ إلى أحدهما ضد ريال مدريد ذهاباً الأسبوع الماضي.
ودافع توخيل عن فيرنر المنتقل في صفقة كبيرة من لايبزيغ مطلع الموسم الحالي بلغت 65 مليون يورو، بقوله: «هذا الشاب يسجل الأهداف منذ بلوغه الخامسة ولم يتوقف، وبالتالي نحن على ثقة بأنه سيستعيد ذاكرة التهديف... سيعود ويسجّل. إنها مسألة وقت ليس إلا. لكن المهم في هذه المسألة عدم التفكير ولا قراءة (الانتقادات) والقيام بتدريبات إضافية».
وتابع معلقاً على شائعة إمكانية التعاقد مع المهاجم النرويجي إرلينغ هالاند المتألق في صفوف بوروسيا دورتموند: «لن تجد أي مدرب يرفض مهاجماً يستطيع تخطي حاجز العشرين هدفاً في الموسم. لكن تشيلسي اشترى تيمو فيرنر وهو يستطيع تسجيل ما بين 20 و30 هدفاً في الموسم. الآن يعاني قليلاً للمرة الأولى في مسيرته، لكن لست قلقاً، ولا داعي للقلق. في كل صفقة، ثمة مخاطر للتأقلم، تغيير البلد، تغيير الذهنية. الأمر في حاجة إلى الوقت».
ويحوم الشك أيضاً حول مشاركة لاعب الوسط مايسون ماونت بعد إصابته في مباراة فولهام، مما دفع توخيل إلى القول: «آمل في أن تكون مشكلة صغيرة بالنسبة لمايسون، ويكون جاهزاً لمباراة ريال مدريد».
وعن إخراجه من المواجهة الأخيرة، أضاف: «كان قراري. لم يطلب مني أي طبيب أو معالج فيزيائي القيام بذلك. لكني رأيته يسقط بقوة وتزامن ذلك مع قرار مسبق باستبداله». ويغيب عن تشكيلة تشيلسي أيضاً لاعب الوسط الكرواتي ماتيو كوفاتشيتش للإصابة.