التثاؤب يساعد الأسود على مزامنة تحركات مجموعاتها

التثاؤب ينقل بعض الإشارات (شاترستوك)
التثاؤب ينقل بعض الإشارات (شاترستوك)
TT

التثاؤب يساعد الأسود على مزامنة تحركات مجموعاتها

التثاؤب ينقل بعض الإشارات (شاترستوك)
التثاؤب ينقل بعض الإشارات (شاترستوك)

يبدو تثاؤب الأسود لكثير من الناس بأنه لا شيء أكثر من قطط كبيرة كسولة تشعر بالنعاس، ولكن بحث جديد يشير إلى أن هذا التثاؤب ربما ينقل بعض الإشارات الاجتماعية المهمة. وقال الباحثون في دورية «أنيمال بهيفير»، إن التثاؤب ليس معدياً فقط بين الأسود، ولكن يبدو أنه يساعد تلك الفرائس في مزامنة تحركاتها، حسب وكالة الأنباء الالمانية (د.ب.أ).
توصلت إليزابيتا بالاجي، المتخصصة في السلوك الحيواني في جامعة بيزا بإيطاليا، لهذا الاكتشاف عن طريق الصدفة بشكل جزئي. فبينما كانت تدرس سلوك اللعب في الضباع المرقطة في جنوب أفريقيا، غالباً ما أتيحت لها الفرصة هي وزملاؤها لمشاهدة الأسود في الوقت نفسه. وبسرعة لاحظت أن الأسود تتثاءب كثيراً، في حين يتركز هذا التثاؤب في فترات زمنية قصيرة. التثاؤب منتشر بين الفقاريات، حيث من المحتمل أنه يعزز تدفق الدم إلى الجمجمة ويبرد المخ ويساعد على الانتباه، خصوصاً عند الدخول إلى الراحة والخروج منها، بحسب ما نقله موقع «ساينس نيوز» عن الدراسة. وفي كثير من الأنواع مثل الإنسان والقردة وحتى الببغاوات، يمكن أن يعدي الشخص الذي يتثاءب من ينظر إليه بـ«عدوى التثاؤب»؛ ما يدفع الناظر إليه إلى التثاؤب بعد فترة قصيرة.
وعلى مدار أربعة أشهر في 2019، وجد الباحثون بعد مراقبة 19 أسداً في محمية «جريتر ماكالالي برايفت جيم ريزرف»، أن الأسود التي رأت عضواً آخر من القطيع يتثاءب كان من المحتمل بمعدل 139 مرة أن يتثاءبوا هم أنفسهم خلال الدقائق الثلاث التالية. ولكن عدوى التثاؤب لم تتوقف هناك. فالأسود التي التقطت التثاؤب من أسد آخر كان من المحتمل 11 مرة أن تعكس تحركات المتثائب الأصلي مقارنة بمن لم يروه. واشتملت هذه «المزامنة الحركية» على تثاؤب أسد ثم الآخر يتثاءب ثم الأول ينهض ويسير أو يستلقي، ثم يفعل الآخر الشيء نفسه.
قد تكون عدوى التثاؤب في الأسود مهمة للحفاظ على التماسك الاجتماعي، بحسب بالاجي. يمكن أن يساهم التثاؤب الذي يساعد الأسود على مزامنة تحركات مجموعتها في جعل القطيع كله متفقاً على شيء واحد، وهو سلوك مهم للحيوان الذي يصطاد ويربي النسل بشكل تعاوني. وتشير بالاجي إلى أن التثاؤب غالباً ما يمثل تحولاً بين حالتين نفسيتين وعاطفيتين مختلفتين. وبالتالي، يمكن أن يكون التثاؤب وسيلة جيدة للفرد في نوع اجتماعي لإيصال لزملاء المجموعة أنه يمر بنوع من التغير الداخلي.


مقالات ذات صلة

رحلة غامضة لقطّ تائه قطع 900 ميل ليعود إلى بيته في كاليفورنيا

يوميات الشرق شعور الفقد قاسٍ جداً (أ.ب)

رحلة غامضة لقطّ تائه قطع 900 ميل ليعود إلى بيته في كاليفورنيا

خرج قطّ رمادي يمضي أيامه ما بين الزيارات إلى الشاطئ والرحلات إلى البحيرة، في أكبر مغامرة له بمفرده قطع فيها مئات الأميال من ولاية وايومنغ الأميركية إلى منزله.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق فرخ البطريق الملكي الضخم «بيستو» في حوض بأستراليا في 3 سبتمبر 2024 (أ.ب)

فرخ بطريق ملكي ضخم يصبح نجماً على وسائل التواصل الاجتماعي

أصبح فرخ البطريق الملكي الضخم المسمى «بيستو»، الذي يزن بقدر والديه مجتمعين، من مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي وعنصر جذب في حوض أسماك أسترالي.

«الشرق الأوسط» (ملبورن)
يوميات الشرق حوالي 12 ألف شخص عولجوا من لدغات الثعابين والحيوانات السامة في تايلاند عام 2023 (رويترز)

طولها 4 أمتار... إنقاذ تايلاندية التفت حولها أفعى لمدة ساعتين

حاصرت أفعى ضخمة تزن 20 كيلوغراماً (44 رطلاً) امرأة تايلاندية لمدة ساعتين تقريباً في منزلها، قبل أن تتمكن السلطات من إنقاذها.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
صحتك الغوريلات البرية في الغابون لديها القدرة على معالجة نفسها ذاتياً (رويترز)

«الغوريلا» قد تسهم في التوصل لعلاج عدوى البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية

قد تساعد مجموعة من الغوريلات لديها القدرة على معالجة نفسها ذاتياً العلماء على تطوير أدوية جديدة لعلاج عدوى البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.

«الشرق الأوسط» (ليبرفل)
يوميات الشرق جاموس يمشي عبر شارع خارج بنوم بنه عاصمة كمبوديا (أ.ب)

جاموس تهرب من الذبح ونيران الشرطة تصبح رمزاً للمقاومة في أيوا

في حادثة غريبة بولاية أيوا الأميركية، هربت جاموس، أطلق عليها السكان المحليون اسم «فيل»، من الذبح لتصبح نجمة محلية ورمزاً للمقاومة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ما هو سر إبطاء عملية الشيخوخة؟

قليل من الأدلة التي تثبت فاعلية المكملات المضادة للشيخوخة (غيتي)
قليل من الأدلة التي تثبت فاعلية المكملات المضادة للشيخوخة (غيتي)
TT

ما هو سر إبطاء عملية الشيخوخة؟

قليل من الأدلة التي تثبت فاعلية المكملات المضادة للشيخوخة (غيتي)
قليل من الأدلة التي تثبت فاعلية المكملات المضادة للشيخوخة (غيتي)

قال أحد الخبراء إن التجارب الإكلينيكية على المكملات المضادّة للشيخوخة قد تكشف عن الإجابة على البقاء بصحة جيدة في وقت لاحق من الحياة، وفقاً لصحيفة «سكاي نيوز».
ويذكر أنه، في حين أن عدداً من المكملات متاحة بسهولة وغير مكلِّفة، لكن هناك نقصاً في الأدلة التي تثبت فعاليتها، كما قالت خبيرة الشيخوخة البروفيسورة سينتيا كينيون.
وقد تكشف التجارب الإكلينيكية أن أحد المكملات الغذائية، قيد التداول تجارياً بالفعل، يحمل سر إبطاء عملية الشيخوخة البيولوجية، ومن ثم، الأمراض ذات الصلة بالعمر؛ مثل السرطان والخرف. وقالت الدكتورة كينيون، التي تعمل في شركة «كاليكو لايف ساينسيس»، التابعة لشركة غوغل، والتي أحدثت أبحاثها ثورة في الفهم العلمي للشيخوخة، إن هناك حاجة ضرورية لإجراء تجارب على «رابامايسين» و«ميتفورمين» - وهما مُكمّلان رُبطا بمكافحة الشيخوخة. وتطور «رابامايسين»، في الأصل، بصفته مثبطاً للمناعة لمرضى زراعة الأعضاء، بينما يستخدم «ميتفورمين» للتحكم في إنتاج الغلوكوز لدى مرضى السكري النوع الثاني. كما دعت إلى اختبار مواد أخرى موجودة في النبيذ الأحمر والحيوانات المنوية.
وتقول كينيون إن التجربة الإكلينيكية الكبيرة بما يكفي لتكون ذات مغزى، تكلِّف ملايين الدولارات، «ومن ثم لا يوجد نموذج عمل لهذا؛ لأنه إذا كنت تريد تجربة إكلينيكية مع شيء متوفر مجاناً وغير مكلِّف، فلا يمكنك تعويض تكلفة التجربة. لذا فإنك ستجعل الناس - إذا نجحت التجارب - أكثر مرونة ومقاومة للأمراض، ويمكن بيعها للجميع، ويمكن إعطاؤها للفقراء». وأضافت أن معرفة المكملات الغذائية، التي تؤثر على الإنسان، «ستكون أمراً رائعاً للعالم».
ودعت «منظمة الصحة العالمية» والحكومات والجماعات غير الربحية والمحسنين، إلى الاجتماع، والبدء بالتجارب على البشر. وقالت: «لا نعرف ما إذا كان أي منها سينجح، ولكن علينا اكتشاف ذلك».