مُزارع بلجيكي يحرّك حدود بلاده مع فرنساhttps://aawsat.com/home/article/2955251/%D9%85%D9%8F%D8%B2%D8%A7%D8%B1%D8%B9-%D8%A8%D9%84%D8%AC%D9%8A%D9%83%D9%8A-%D9%8A%D8%AD%D8%B1%D9%91%D9%83-%D8%AD%D8%AF%D9%88%D8%AF-%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF%D9%87-%D9%85%D8%B9-%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7
تم تحديد الحدود الفرنسية البلجيكية بعلامات حجرية ظلت في مكانها منذ 1820 (بي بي سي)
بروكسل:«الشرق الأوسط»
TT
بروكسل:«الشرق الأوسط»
TT
مُزارع بلجيكي يحرّك حدود بلاده مع فرنسا
تم تحديد الحدود الفرنسية البلجيكية بعلامات حجرية ظلت في مكانها منذ 1820 (بي بي سي)
أثار مزارع بلجيكي ضجة بعد أن أعاد رسم حدود بلاده مع فرنسا دون قصد. واكتشف شخص من هواة دراسة التاريخ يسير في الغابة عندما لاحظ أن الحجر الذي يوثق خطوط الحدود بين البلدين قد تحرك بعيداً عن مكانه بـ2.3 متر، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي». ولا تفصل الحدود الفرنسية البلجيكية أسوار أو أسلاك منذ فتح الحدود بين بلدان الاتحاد الأوروبي. وتبين من التحقيق في الأمر بعد ذلك أن المزارع البلجيكي، الذي كان منزعجاً على ما يبدو من وجود الحجر في مسار جراره، نقله داخل الأراضي الفرنسية. وبدلاً من إثارة ضجة دولية، قوبل الحادث بابتسامات على جانبي الحدود. وقال ديفيد لافو، عمدة قرية إيركولين البلجيكية لقناة «تي إف 1» التلفزيونية الفرنسية: «لقد جعل بلجيكا أكبر وفرنسا أصغر، إنها ليست فكرة جيدة». وأشار إلى أن هذا مثل هذه التصرفات سببت صداعاً بين ملاك الأراضي. وتخطط السلطات البلجيكية المحلية للاتصال بالمزارع لتطلب منه إعادة الحجر إلى موقعه الأصلي. وإذا لم يحدث ذلك، فقد ينتهي الأمر بقضية في وزارة الخارجية البلجيكية، التي سيتعين عليها استدعاء لجنة الحدود الفرنسية البلجيكية، الخاملة منذ عام 1930. وأشار لافو إلى أن المزارع قد يواجه اتهامات جنائية إذا لم يمتثل. وتم إنشاء الحدود بين فرنسا وبلجيكا، والتي تمتد لمسافة 620 كيلومتراً في عام 1820، وتم تحديدها بحدود حجرية ظلت في مكانها منذ ذلك الحين.
مصريون يتحايلون على الغلاء لإعداد كعك العيد... «في المنزل أطيب»
صناعة كعك العيد في المنزل يجمع أفراد العائلة رجالاً ونساء (الشرق الأوسط)
تتسرَّب روائح الكعك والبسكويت من شرفات منزل كريمة الغمري في مدينة المحلة الكبرى (تبعد عن القاهرة نحو 128 كيلومتراً)، بعدما جلست وبناتها الشابات يخبزنه قبل العيد بأيام، في طَقْس تحافظ عليه منذ سنوات، لاستحضار فرحة العيد.
منزل الغمري ليس الوحيد الذي تفوح منه روائح إعداد المخبوزات في أواخر شهر رمضان، وإنما تنتشر في بيوت كثيرة، كاشفةً قدرة هذا الطَّقْس على الصمود والاحتفاظ برونقه رغم ارتفاع الأسعار؛ مما أدّى إلى ارتفاع تكلفة إعداد الكعك في المنازل.
ترصُّ كريمة وبناتها الكعك في شكل منتظم (الشرق الأوسط)
تقول كريمة لـ«الشرق الأوسط»: «الكعك الذي أعدّه أفضل من الجاهز، كما أنه يظلّ أوفر في التكلفة من شرائه من محلات الحلوى، ويكمن التوفير في أنّ كيلو دقيق يُعطي أكثر من كيلو كعك، على عكس شرائه من الخارج بوزنه بعد تسويته وإضافة السكر».
كعك العيد صُنع في المنزل لإضفاء الفرح ومن أجل التوفير (الشرق الأوسط)
وتضيف كريمة التي تعمل موظفةً في إحدى الشركات، أنها قلَّلت في الكمية التي تخبزها لتوائم ميزانيتها، وهي نحو 2000 جنيه (الدولار يساوي 50.56 جنيه)، واختارت إعداد الكعك في المنزل لأنه الأهم، ثم اشترت باقي أصناف ما تطلق عليه «فطرة العيد» ومستلزماته من مكسرات وحلويات من الخارج.
ومثلها، تتمسّك منيرة عبد النبي، وهي أمٌّ لـ3 أبناء تخرَّجوا في الجامعات، بالعادة عينها. وتقول لـ«الشرق الأوسط» إنّ «صناعة الكعك في المنزل تُعادل معانيَ الفرح والبركة والخير».
منيرة التي تعيش في مدينة طنطا بمحافظة الغربية (دلتا مصر)، تؤكد أنها تحافظ على إعداد الكعك في المنزل منذ عقود، رغم إصابتها بانزلاق غضروفي مؤخراً، لكنها تصرّ: «يجب إعداد الكعك بيدَي لأولادي وأولاد أختي كما المعتاد».
كعك أعدّته أُسر خلال عملية التسوية داخل مخبز (الشرق الأوسط)
ولم يعُد إعداد الكعك مجرّد طَقْس عائلي، وإنما بات مناسبة مجتمعية تلقى احتفاء ورواجاً على مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ يشارك كثير من مستخدمي موقع «تيك توك» مقاطع فيديو لهم مع أُسرهم وأصدقائهم وهم يعدّونه.
كعك العيد في أحد المخابز بمحافظة الجيزة قبل عيد الفطر (الشرق الأوسط)
ويتنافس المؤثّرون في استغلال هذا الطَّقْس لجمع أكبر عدد من المتابعين، فبعضهم قدَّم مشهد إعداد الكعك مصحوباً بالغناء؛ أغانٍ فلكلورية أو أخرى مرتبطة بالعيد، وآخرون قدّموا أداءً تمثيلياً لمشهد فيلم «عسل إسود» من إنتاج عام 2010، وبطولة أحمد حلمي، خلال إعداده مع عائلة صديقه الكعك استعداداً للعيد بكونه عادة شعبية أصيلة.
وفي أحد المخابز بمنطقة الجيزة (غرب القاهرة)، وقف الأربعيني حامد حمدان، وهو صاحب مخبز، يعدُّ الكعك نيابة عن بعض الأهالي في المنطقة نظير مبلغ من المال، فيما يحاوطه عدد الصاجات (أوانٍ لتسوية الكعك) الأخرى، لأمهات خبزن في منازلهن وقصدنه فقط للتسوية.
يبدأ موسم حمدان من منتصف شهر رمضان حتى صباح أول أيام العيد، لكنه لاحظ هذا العام أنّ الكميات قلَّت مقارنةً بالعام الماضي بسبب ارتفاع الأسعار، قائلاً: «مَن كان يخبز 5 كيلوغرامات دقيق أصبح يخبز 3 كيلوغرامات فقط».
عامل في مخبز يُباشر تسوية الكعك للجيران في الجيزة (الشرق الأوسط)
الأمر عينه تؤكّده منيرة لـ«الشرق الأوسط»، قائلةً إنها صنعت نصف الكمية التي كانت تخبزها في الماضي، في ظلّ ارتفاع الأسعار من جهة، ولإصابتها من جهة أخرى، لكن المهمّ أن تشمّ رائحة الكعك في منزلها.
عامل في مخبز بالعمرانية يُحضّر الطلبات للزبائن (الشرق الأوسط)
ويشير صاحب المخبز إلى أنّ «تأثير ارتفاع الأسعار لم ينعكس فقط على الكميات، وإنما امتدَّ إلى الخامات التي تختلف باختلافها جودة المنتج النهائي»، موضحاً أنّ «البعض كان يستخدم سمناً بلدياً، وأصبح يستخدم سمناً مختلطاً، لكن يظلُّ أفضل في الجودة من الكعك لدى الباعة؛ خصوصاً الأقل سعراً».
سعر الكعك يبدأ من 120 جنيهاً في بعض المخابز بمصر (الشرق الأوسط)
وتتنوَّع أسعار الكعك في السوق، بداية من 120 جنيهاً للكيلو في بعض المخابز الشعبية، وصولاً إلى ما يزيد على 500 جنيه للكيلو في محال شهيرة.
أمام مخبز متوسط في منطقة العمرانية (جنوب القاهرة)، تجلس أمينة حسان وهي سيدة خمسينية على مقعد جوار صديقتها، تنتظران أن يحضر لهما الباعة ما طبلتاه. تقول أمينة لـ«الشرق الأوسط» إنها باتت تشتري «عيّنات» في إشارة إلى قلّة الكمية، على أمل أن تكفيهم أول أيام العيد وثانيها، في ظلّ ارتفاع الأسعار، لكنها تؤكد أنّ «الكعك أساسي للشعور بفرحة العيد حتى لو لم نستطع شراء سوى القليل منه».