ضجة في واشنطن حول موعد استرداد الموصل

القيادة الوسطي تتوقعه في الربيع.. ووزير الدفاع يلتزم الصمت

سارجنت أميركي يصافح متدربين من الجيش العراقي في ختام دورة تدريبية لهم مؤخرا في معسكر التاجي شمال بغداد (أ.ب)
سارجنت أميركي يصافح متدربين من الجيش العراقي في ختام دورة تدريبية لهم مؤخرا في معسكر التاجي شمال بغداد (أ.ب)
TT

ضجة في واشنطن حول موعد استرداد الموصل

سارجنت أميركي يصافح متدربين من الجيش العراقي في ختام دورة تدريبية لهم مؤخرا في معسكر التاجي شمال بغداد (أ.ب)
سارجنت أميركي يصافح متدربين من الجيش العراقي في ختام دورة تدريبية لهم مؤخرا في معسكر التاجي شمال بغداد (أ.ب)

أثارت تصريحات مسؤول عسكري أميركي الأسبوع الماضي عن انطلاق عملية برية لتحرير الموصل من سيطرة «داعش» في أبريل (نيسان) أو مايو (أيار) المقبلين ضجة في واشنطن، في حين عد مسؤول عسكري الضجة «جزءا من الحرب النفسية ضد تنظيم داعش».
ونقلت إذاعة «إن بي آر» عن مسؤول عسكري أميركي، طلب عدم كشف اسمه أو وظيفته، قوله: «ربما هذه (الضجة) جزء من حرب نفسية. أنت تريد، دائما، أن تقلق عدوك، وتجعله لا يعرف متى ستضربه. وأيضا، هذه فرصة للمدنيين في الموصل لمغادرتها».
وكان وزير الدفاع الأميركي الجديد، آشتون كارتر، رفض أمس الكشف عن موعد العملية البرية.
وبعث عضوان مؤثران في مجلس الشيوخ الأميركي هما جون ماكين وليندسي غراهام رسالة لاذعة إلى البيت الأبيض أول من أمس يشكوان فيها من لقاء صحافي مع أحد مسؤولي القيادة الوسطى الأميركية يوم الخميس الماضي توقع احتمال أن يبدأ هجوم الموصل في أبريل أو مايو ويضم ما بين 20 و25 ألف جندي عراقي وكردي. وقال ماكين وغراهام في رسالتهما للرئيس باراك أوباما: «هذه التسريبات لا تعرض نجاح مهمتنا للخطر فحسب، وإنما قد تكلفنا أيضا حياة جنود أميركيين وعراقيين ومن التحالف».
ولم يتناول كارتر صراحة في أول لقاء له مع الصحافيين منذ أن أدى اليمين يوم الثلاثاء الماضي ما كشف عنه المسؤول في القيادة الوسطى أو رسالة ماكين وغراهام. لكن، عند سؤاله عن هجوم الموصل أصر على رفض إعطاء تفاصيل. وقال كارتر للصحافيين قبل فترة وجيزة من وصوله إلى أفغانستان: «أعتقد أن الشيء الوحيد الذي أود أن أقوله عن ذلك هو أن هذا (الهجوم) سيكون هجوما يقوده العراقيون وتدعمه الولايات المتحدة. ومن المهم شنه في وقت يمكن أن ينجح فيه». ونقلت عنه وكالة «رويترز» قوله: «حتى إذا كنت أعرف على وجه الدقة موعد الهجوم فلن أقول لكم».
وطلب ماكين وغراهام في رسالتهما إلى أوباما معرفة شخصية المسؤول الأميركي الذي تحدث للصحافيين شريطة عدم نشر اسمه. وطلبا أيضا معرفة ما إذا كان هذا المسؤول قد حصل على موافقة مسبقة من البيت الأبيض. وقالا: «هؤلاء المسؤولون يعرضون مصالح أمننا القومي للخطر ولا بد من محاسبتهم». وقال مسؤول دفاعي أميركي شريطة عدم نشر اسمه إن البيت الأبيض لم يكن يعرف مسبقا هذا اللقاء الصحافي ولم يعط أي توجيه بشأن ما سيقال. وأضاف المسؤول أن كارتر علم برسالة ماكين وغراهام وهو يهتم دائما بحماية المعلومات المتعلقة بالعمليات العسكرية التي تجري مستقبلا.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.