«صوامع الغلال» السعودية على خطى التخصيص

السعودية لمواصلة برامج التخصيص بعد نجاح خصخصة كامل مطاحن الدقيق الشهر الماضي (الشرق الأوسط)
السعودية لمواصلة برامج التخصيص بعد نجاح خصخصة كامل مطاحن الدقيق الشهر الماضي (الشرق الأوسط)
TT

«صوامع الغلال» السعودية على خطى التخصيص

السعودية لمواصلة برامج التخصيص بعد نجاح خصخصة كامل مطاحن الدقيق الشهر الماضي (الشرق الأوسط)
السعودية لمواصلة برامج التخصيص بعد نجاح خصخصة كامل مطاحن الدقيق الشهر الماضي (الشرق الأوسط)

تسارع السعودية الخطى نحو تفعيل برنامج تخصيص القطاعات الحكومية، إذ تبدو بوصلة نشاط الخصخصة ذاهبة تجاه صوامع الغلال، بعد أن اكتملت خصخصة مطاحن الدقيق الشهر الماضي بنجاح كبير.
ووفق وكالة «بلومبرغ» نقلاً عن مصادر لها، تخطط السعودية لتخصيص بعض صوامع الغلال خلال العام الحالي، مشيرة إلى أن المؤسسة العامة للحبوب تبذل جهودها للحصول على عروض من الشركات الأجنبية والمحلية، مفيدة أنه لم يتم اتخاذ قرار بعد، حول ذلك الأمر، وأن المؤسسة قد تحتفظ بالأصول، دون تفاصيل أخرى.
وأعلن المركز الوطني للتخصيص، والمؤسسة العامة للحبوب، أواخر أبريل (نيسان) الماضي، عن اكتمال عملية تخصيص قطاع مطاحن إنتاج الدقيق، وبلغت القيمة الإجمالية للعروض الفائزة لشركات المطاحن الأربع 5.7 مليار ريال (ملياري دولار).
من جانب آخر، أطلقت وزارة الصناعة والثروة المعدنية السعودية، أمس، المنصة الرقمية التي قالت إنها تسهّل وصول المستفيدين إلى الخدمات كافة عبر عدة قنوات وخدمات إلكترونية بأسهل الطرق وأحدث التقنيات، لافتة إلى أن إطلاق المنصة الرقمية يأتي سعياً من الوزارة إلى تسهيل رحلة الشركاء في قطاعي الصناعة والتعدين.
وأضافت وزارة الصناعة والثروة المعدنية، أن إطلاق المنصة يتضمن عدة مزايا؛ أبرزها سرعة إنجاز الخدمات، وتوفير الوقت والجهد، وإتاحة أحدث المعلومات والإحصائيات للباحثين والمستثمرين، وتسهيل الوصول لخدمات الوزارة بأسرع وقت وأفضل التقنيات، وكذلك ستكون نافذة موحدة لخدمات منظومة الصناعة والثروة المعدنية.
وفي المشهد التجاري، حثّت وزارة التجارة عموم المستهلكين في البلاد على التسوق في أوقات مختلفة «خارج وقت الذروة» لتجنب الزحام وتطبيق الإجراءات الاحترازية والاشتراطات الصحية لمنع انتشار فيروس «كورونا».
وأكدت الوزارة أن التسوق «خارج وقت الذروة» يقلص وقت عمليات الشراء والانتظار عند صناديق المحاسبة «الكاشير»، ويحقق سلامة المجتمع بتخفيف الزحام وتطبيق الاحترازات، ولا سيما أنه قد وُجهت المجمعات التجارية والمنشآت التجارية بتمديد ساعات العمل لتمكين التسوق في جميع الأوقات لتلبية احتياجات المستهلكين.
وعلى جانب الاستثمار، أقرّ مجلس إدارة شركة المراعي، إحدى أكبر شركات الألبان السعودية، أمس، ضخ استثمارات رأسمالية تقدر بمبلغ 6.6 مليار ريال (1.7 مليار دولار) للتوسع في قطاع الدواجن، بهدف مضاعفة الحصة السوقية للشركة في هذا القطاع.
وبحسب بيان صدر أمس، سيتم تنفيذ التوسع على عدة مراحل على مدى 5 سنوات، تشمل تطوير مرافق إنتاج أمهات الدواجن، وذلك لتحقيق التكامل الرأسي لإمدادات الدواجن، كما سيتم التركيز على التوسع بمواقع جغرافية مختلفة بالمملكة، لتعزيز الأمن الحيوي للقطاع، مؤكدة أن تمويل التوسع الاستراتيجي سيكون عبر التدفقات النقدية الداخلية للشركة.
وبحسب معلومات الشركة، فإن الحصة السوقية لها تبلغ حالياً نحو 34 في المائة في الدجاج المبرد، و12 في المائة من إجمالي القطاع، ليزيد الإنتاج بعد الاستثمار إلى 450 مليون طير في السنة، فيما تبلغ نسبة واردات المملكة لقطاع الدواجن بما يقارب 45 في المائة، في وقت ينتظر أن يقلل استثمار «المراعي» حجم الواردات السعودية بنحو 20 في المائة.


مقالات ذات صلة

«قطار الرياض» ينطلق غداً بـ 3 مسارات

الاقتصاد صورة جوية لـ«قطار الرياض» (الهيئة الملكية)

«قطار الرياض» ينطلق غداً بـ 3 مسارات

ينطلق يوم الأحد، «قطارُ الرياض» الأضخمُ في منطقة الشرق الأوسط، والذي يتضمَّن أطولَ قطار من دون سائق في العالم.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد خلال الجولة في «قطار الرياض» التي نظمتها الهيئة الملكية لمدينة الرياض للإعلاميين (الشرق الأوسط)

ينطلق الأحد... «قطار الرياض» يعيد هندسة حركة المرور بالعاصمة

ينطلق «قطار الرياض»، الأحد، بـ3 مسارات من أصل مساراته الـ6، الذي يتوقع أن يخفف من ازدحام السير في العاصمة السعودية بواقع 30 في المائة.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد ناقلة نفط يتم تحميلها في مصفاة رأس تنورة النفطية التابعة لـ«أرامكو السعودية» (رويترز)

شركات الطاقة السعودية تحقق 27.45 مليار دولار أرباحاً في الربع الثالث

حققت شركات الطاقة المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) أرباحاً بلغت نحو 102.94 مليار ريال سعودي (27.45 مليار دولار) خلال الربع الثالث من عام 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد صورة جوية لـ«قطار الرياض» (الهيئة الملكية)

السعودية تتصدر دول «مجموعة العشرين» في انخفاض تكلفة النقل العام

تتصدر السعودية دول «مجموعة العشرين» في انخفاض أسعار تكلفة النقل العام، بالمقارنة مع متوسط دخل الفرد الشهري، وفق ما أظهرته بيانات تطبيق «درب».

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد لقطات أثناء تجربة «مترو الرياض» خلال الفترة الماضية (الهيئة الملكية لمدينة الرياض) play-circle 02:15

«قطار الرياض» يحوّل العاصمة إلى منطقة اقتصادية أكثر جذباً للشركات العالمية

يرى مختصون لـ«الشرق الأوسط» أن «قطار الرياض» الذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الأربعاء، سيحول العاصمة السعودية إلى منطقة اقتصادية.

بندر مسلم (الرياض)

غانا على مفترق طرق اقتصادي... انتخابات حاسمة تحدد مصير الديون والنمو

المرشح الرئاسي عن الحزب الوطني الجديد الحاكم محامودو باوميا يلقي كلمة خلال حفل إطلاق حملته في أكرا (رويترز)
المرشح الرئاسي عن الحزب الوطني الجديد الحاكم محامودو باوميا يلقي كلمة خلال حفل إطلاق حملته في أكرا (رويترز)
TT

غانا على مفترق طرق اقتصادي... انتخابات حاسمة تحدد مصير الديون والنمو

المرشح الرئاسي عن الحزب الوطني الجديد الحاكم محامودو باوميا يلقي كلمة خلال حفل إطلاق حملته في أكرا (رويترز)
المرشح الرئاسي عن الحزب الوطني الجديد الحاكم محامودو باوميا يلقي كلمة خلال حفل إطلاق حملته في أكرا (رويترز)

سيذهب الغانيون إلى صناديق الاقتراع في السابع من ديسمبر (كانون الأول) لاختيار رئيس جديد وبرلمان، في انتخابات تراقبها الأوساط الاستثمارية من كثب لتحديد كيفية توجيه الفائز للاقتصاد الذي يخرج من مرحلة تعثر في سداد الديون.

المتنافسون الرئيسيون لاستبدال الرئيس نانا أكوفو - أدو، البالغ من العمر 80 عاماً، الذي يتنحى بعد ولايتين على رأس دولة تنتج الذهب والكاكاو، هما الرئيس السابق جون دراماني ماهاما ونائب الرئيس الحالي محامودو باوميا. كما أن هناك 11 مرشحاً آخرين يتنافسون على المنصب، وفق «رويترز».

ما الذي يركز عليه المستثمرون؟

وصلت غانا إلى نهاية عملية إعادة هيكلة الديون الطويلة والمعقدة؛ حيث أعادت الحكومة هيكلة 13 مليار دولار من السندات الدولية بوصف ذلك جزءاً من خطة أوسع لخفض الديون بنحو 4.7 مليار دولار وتوفير نحو 4.4 مليار دولار من تخفيف السيولة خلال برنامج صندوق النقد الدولي الحالي الذي يستمر حتى عام 2026.

ومع بقاء الخطوة الأخيرة المتمثلة في التوصل إلى اتفاق مع الدائنين التجاريين غير الأوروبيين، فإن المستثمرين يقومون بالفعل بتقييم فترة ما بعد الانتخابات لمعرفة ما إذا كان الفائز سوف يستمر في الإصلاحات الاقتصادية اللازمة لضمان استدامة الديون. وتعهد ماهاما (65 عاماً)، الذي يتصدر العديد من استطلاعات الرأي، بمحاولة إعادة التفاوض على شروط اتفاق صندوق النقد الدولي لتأمين المزيد من التمويل. ووعد أيضاً بتعديل القانون لوضع سقف للدين العام يتراوح بين 60 و70 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لمنع الاقتراض المفرط.

ومع ذلك، فإن فترة رئاسته السابقة (2012 - 2017) شهدت زيادة ملحوظة في الاقتراض للاستثمار في مشاريع البنية التحتية مثل الطرق، ما أوقعه في انتقادات بسبب نقص الكهرباء وارتفاع التضخم.

من جانبه، يتبنى بوميا (61 عاماً) شعاراً يتمثل في تحديث الاقتصاد من خلال الرقمنة، وخفض الضرائب، وتعزيز الانضباط المالي بهدف رفع النمو السنوي إلى متوسط ​​6 في المائة. وتعهد أيضاً بتحديد الإنفاق العام بنسبة 105 في المائة من عائدات الضرائب في العام السابق، وتقديم خطة ضريبية ثابتة، ونقل 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي من الإنفاق العام إلى القطاع الخاص لتوفير البنية الأساسية العامة.

هل يمكن للفائز إعادة التفاوض على برنامج صندوق النقد الدولي؟

من الشائع أن يلجأ القادة الجدد إلى صندوق النقد الدولي لمراجعة البرامج القائمة، كما حدث مؤخراً في سريلانكا. ويقول صندوق النقد الدولي، الذي يعد مقرض الملاذ الأخير لغانا في إعادة هيكلة ديونها بموجب الإطار المشترك لمجموعة العشرين، إن تركيزه الأساسي هو دعم الحكومة في استعادة الاستقرار الاقتصادي الكلي مع تمكين استدامة الدين والنمو الشامل. وقد وافق الصندوق حتى الآن على الأداء الاقتصادي لغانا في إطار برنامج قروضه الحالي البالغة قيمته 3 مليارات دولار.

ويؤكد الصندوق أنه يمكن تعديل برنامج غانا الحالي؛ حيث يتم تطوير برامج الإصلاح المدعومة من الصندوق بالتعاون مع الحكومات وتتم مراجعتها بشكل دوري. ومع ذلك، يجب أن تؤخذ أي مناقشات في الاعتبار مع ضرورة الحفاظ على قدرة البلاد على تحقيق الأهداف الاقتصادية المنشودة.

ما القضايا الاقتصادية الأخرى التي تؤثر في الانتخابات؟

سيتعين على الفائز في الانتخابات أن يعالج عدداً من القضايا الملحة، بما في ذلك أزمة تكاليف المعيشة، والبطالة المتفشية، وارتفاع الأسعار، وانقطاع التيار الكهربائي المتكرر. ويخطط حزب ماهاما (المؤتمر الوطني الديمقراطي) لزيادة الإنفاق الحكومي في القطاعات الاجتماعية مثل الصحة والتعليم، فضلاً عن تعزيز البنية الأساسية لدعم النمو وخلق فرص العمل، إذا فاز في الانتخابات.

أما حزب باوميا (الحزب الوطني الجديد) فيرغب في تحسين استقرار الاقتصاد من خلال خفض التضخم وجذب الاستثمارات الخاصة. وستواجه أي من الحكومات المقبلة خيارات محدودة في ظل العبء الثقيل للديون، وفقاً لتقرير «أكسفورد إيكونوميكس». وأظهرت تحليلات أن وعود ماهاما خلال الحملة الانتخابية بتحسين الظروف الاقتصادية للأفراد والأسر قد تجد نفسها في اختبار حقيقي نتيجة الحاجة إلى موازنة هذه الوعود مع مطالب صندوق النقد الدولي بالتحلي بضبط الإنفاق المالي.

السلع الأساسية على المحك

سيتعين على الحكومة الجديدة التعامل مع عملية الترخيص لمشاريع النفط والغاز الجديدة؛ حيث انخفض الإنتاج، الذي بدأ في عام 2010، في السنوات الخمس التي سبقت عام 2024. ويخطط ماهاما لمنح السكان المحليين المزيد من الملكية في مشاريع النفط والتعدين المستقبلية إذا فاز.

ويحتاج قطاع الكاكاو أيضاً إلى اهتمام عاجل. وانخفض الإنتاج في ثاني أكبر منتج للكاكاو في العالم إلى أدنى مستوى له منذ 20 عاماً، بسبب تدني أجور المزارعين، وأمراض النبات، وتهريب الحبوب، والتعدين غير القانوني الذي يدمر المزارع. وسوف تكون سوق الكاكاو العالمية مهتمة بشدة بمعرفة ما إذا كان الرئيس الجديد سينفذ مقترحات صندوق النقد الدولي لإجراء إصلاحات شاملة في القطاع، وما إذا كان نموذج التسويق الجديد الذي حل محل قروض الكاكاو المجمعة التي سادت لأكثر من ثلاثة عقود سوف يستمر.