بريطانيا «تقترب» من نقطة تحوّل في مواجهة الوباء

أصبحت على أعتاب إعطاء 50 مليون جرعة لقاح

TT

بريطانيا «تقترب» من نقطة تحوّل في مواجهة الوباء

قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إن المملكة المتحدة تقترب من أن تكون قادرة على تخفيف معظم قيود «كورونا»، وذلك بعد برنامج التطعيم الناجح وانخفاض الإصابات. وقال راب لقناة سكاي نيوز، في الوقت نفسه، يجب على الأفراد مواصلة مراعاة الحذر بشأن التواصل الاجتماعي.
وردا على سؤال عن سبب استمرار عدم السماح لشخصين بالغين من أسرتين مختلفتين تلقيا اللقاح بالكامل بالعناق، قال: «علينا أن نلتزم الحذر الشديد» إزاء كيفية تطور الأمور، بينما تعمل المملكة المتحدة على إعادة فتح الاقتصاد. وقال راب: «إننا قريبون جدا من نقطة تحول في تجاوز الأزمة، وأعتقد أننا ما زلنا بحاجة إلى توخي الحذر أثناء مضينا للأمام... لا نريد أن نرى المكاسب تضيع والتضحيات تذهب سُدى. أدرك أن الناس يتوقون للمضي بشكل أسرع قليلا، ولكن في الواقع، أعتقد أن الخروج من الإغلاق بخطوات متأنية هو الطريقة الذكية للخروج». ويتضمن الجدول الزمني الحالي لفتح الاقتصاد تخفيف بعض القيود في 17 مايو (أيار) ثم في 21 يونيو (حزيران).
وأظهرت بيانات لجامعة جونز هوبكنز الأميركية ووكالة بلومبرغ للأنباء أمس الأحد، أنه جرى إعطاء 3.‏49 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس «كورونا» في بريطانيا حتى الآن. وبحسب البيانات المعلنة، يُقدر متوسط معدل التطعيم في بريطانيا بـ529 ألفا و551 جرعة في اليوم الواحد. وبهذا المعدل، من المتوقع أن يستغرق تطعيم 75 في المائة من سكان البلاد بلقاح من جرعتين ثلاثة أشهر.
وبدأت حملة التطعيم ضد الفيروس في بريطانيا قبل نحو 19 أسبوعا. وأفادت البيانات بأن عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس «كورونا» المستجد في بريطانيا وصل إلى 43.‏4 مليون حالة، والوفيات المرتبطة بالجائحة إلى 127 ألفا و782 حالة حتى الآن. ومضى قرابة عام و13 أسبوعا منذ الإعلان عن أول حالة إصابة بفيروس «كورونا» في بريطانيا. يشار إلى أن الجرعات وأعداد السكان الذين يتم تطعيمهم هي مسألة تقديرات، تعتمد على نوع اللقاح الذي تعطيه الدولة، أي ما إذا كان من جرعة واحدة أو جرعتين.
من جهة أخرى، حذر كبير المستشارين العلميين السابق للحكومة البريطانية من احتمال «ازدياد» حالات الإصابة بفيروس «كورونا» مجددا، حيث لم يتلق العديد من البالغين التطعيم بعد، حسبما ذكرت «وكالة الأنباء البريطانية بي إيه ميديا». ونقلت إذاعة «راديو 4» المملوكة لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عن البروفسور مارك وولبورت، عضو المجموعة الاستشارية العلمية لحالات الطوارئ، قوله: «نكاد نقترب من أن نكون قادرين على الانتقال إلى الخطوة التالية من تخفيف القيود، فمن الصواب تماما أن اللقاحات كانت ناجحة بشكل مذهل لكن الحماية لا تشمل الجميع».
وأضاف: «لدينا 35 في المائة من البالغين الذين لم يتم تطعيمهم و60 في المائة تلقوا جرعة واحدة فقط، والحقيقة هي أن الفيروس لم يختف». وتابع قائلا: «الخطأ الذي تم ارتكابه مرارا هو تخفيف القيود في وقت مبكر للغاية. ما نحتاج إلى القيام به هو خفض الأرقام بشكل واضح».
وفي ألمانيا، قال رئيس اتحاد المستشفيات الألماني جيرالد جاس لصحيفة «بيلد» واسعة الانتشار إن استقرار أعداد الإصابات الجديدة بـ(كوفيد - 19) في ألمانيا يزيد الآمال في عدم زيادة العبء على وحدات العناية المركزة. ونقلت الصحيفة عن جاس قوله: «غالبية المستشفيات في ألمانيا تشهد تراجعا طفيفا (في أعداد الإصابات) لأول مرة».
وأضاف «نتطلع إلى استقرار أعداد الإصابات الجديدة لنحو أسبوعين حتى نتخلص من القلق بشأن الزيادة الهائلة في عدد المرضى الذين يحتاجون إلى العناية المركزة».
وقالت بيلد إن 5019 مريضا بفيروس «كورونا» يخضعون حاليا للعلاج في وحدات الرعاية الفائقة في جميع أنحاء ألمانيا، انخفاضا من ذروة بلغت 5106 في 26 أبريل (نيسان) وسط الموجة الثالثة من الوباء في البلاد.
وقال جاس إن الضغط على المستشفيات والعاملين ما زال مرتفعا للغاية. وقال مسؤولو الصحة إن استمرار عمليات التطعيم بأعداد قياسية من شأنه أن يساعد في تراجع الإصابات، لكنهم حذروا من أنه من السابق لأوانه الشعور بالارتياح لأن المستشفيات لا تزال مكتظة.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».