يبدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الأحد زيارة لبريطانيا التي تستضيف اجتماعات وزراء الخارجية والتنمية لمجموعة السبع للدول الصناعية الكبرى في لندن، حيث ستجرى مناقشات في شأن التحديات الجماعية التي تشمل التعامل مع الصين «من موقع القوة»، فضلاً عن إجراء محادثات حاسمة حول روسيا وأوكرانيا وإيران وأفغانستان والعلاقات المتوترة عبر المحيط الأطلسي التي تأمل إدارة بايدن في إصلاحها.
وفي إحاطة عبر الهاتف بمشاركة «الشرق الأوسط»، أفادت كبيرة المسؤولين في مكتب شؤون المنظمات الدولية لدى وزارة الخارجية السفيرة إيريكا باركس راغلز بأن «شراكاتنا عميقة وقوية لمواجهة هذه التحديات». وأضافت أن الوزير الأميركي سيشارك في لقاءات جانبية مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وكذلك مع نظرائه البريطاني دومينيك راب والكوري الجنوبي جونغ أوي - يونغ وغيرهما قبل بدء اجتماعات المجموعة التي ستناقش «كيف يمكننا العمل عن كثب مع حلفائنا وشركائنا لمواجهة تحدياتنا الجماعية مع الصين (من موقع القوة)». وأشارت إلى أن المحادثات ستشمل الوضع في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، على أن تشترك فيها أستراليا والهند وكوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا وبروناي، بصفتها رابطة جنوب شرقي آسيا، «آسيان».
وأشارت إلى أن المملكة المتحدة اقترحت مناقشات حول حرية الإعلام والحوكمة السيبرانية والمعلومات المضللة، بالإضافة إلى «القيم المشتركة التي تساعد دولنا على الازدهار»، مضيفة أن الاجتماعات «ستغطي اللقاحات والصحة ثم تعليم الفتيات والمناخ والأمن الغذائي». ولفتت إلى أن مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور ستنضم إلى جلستين حول التعافي المستدام.
وقال القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية والأورو - آسيوية فيليب ريكر إن بعض التحديات الرئيسية تشمل «إعادة بناء الاقتصاد العالمي، لا سيما بعد أن نخرج من الوباء»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تعمل مع الدول الحليفة «لدفع أولوياتنا المشتركة بشأن القضايا العالمية». وأفادت وزارة الخارجية بأن سفر بلينكن إلى لندن يهدف بشكل أساسي إلى التحضير لمشاركة الرئيس جو بايدن في قمة زعماء مجموعة السبع التي ستستضيفها بريطانيا في يونيو (حزيران) المقبل. لكنها تهدف أيضاً إلى تقديم جبهة موحدة لمواجهة التحديات العالمية التي تشكلها الصين وتغير المناخ ووباء فيروس «كورونا».
وترغب إدارة بايدن في استعادة علاقات تعاون وثيقة مع حلفاء الولايات المتحدة، ولا سيما في شأن مواجهة الصين وروسيا وتغير المناخ، في وقت يسوده القلق في شأن قرار بايدن سحب جميع القوات الأميركية من أفغانستان بحلول الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر (أيلول) الإرهابية.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية نيد برايس إن بلينكن «يتطلع إلى مناقشة القيم الديمقراطية التي نتشاركها مع شركائنا وحلفائنا داخل مجموعة السبع. ستناقش الولايات المتحدة كيف يمكننا العمل مع الدول الأخرى لمعالجة الأمر الرئيسي المتعلق بالقضايا الجيوسياسية التي نواجهها ونحن نبني بشكل أفضل من هذا الوباء».
وأكد أن المناقشات ستشمل المفاوضات غير المباشرة الجارية حالياً من أجل العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران ونشاطاتها في المنطقة. ولفت ريكر إلى أن بلينكن سيسافر إلى كييف من 5 مايو (أيار) الجاري إلى 6 منه، حيث يلتقي الرئيس فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء دينيز شميهال ووزير الخارجية ديميترو كوليبا، موضحاً أن الوزير بلينكن سيشدد على «دعم الولايات المتحدة الثابت لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، وخصوصاً في مواجهة العدوان الروسي المستمر، كما أنه سيشجع المزيد من التقدم في الإصلاح المؤسسي الأوكراني وأجندة مكافحة الفساد».
ويزور الوزير الأميركي كييف في ظل القلق حيال العلاقات الأميركية - الأوكرانية، غداة عملية دهم نفذها عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي» ضد وكيل الدفاع عن الرئيس السابق دونالد ترمب المحامي رودي جولياني وفي ظل تساؤلات عن علاقاته مع بعض الشخصيات الأوكرانية، بالإضافة إلى التساؤلات المتواصلة حيال نيات روسيا في شأن أوكرانيا.
مجموعة الـ7 تناقش مواجهة الصين «من موقع القوة»
مجموعة الـ7 تناقش مواجهة الصين «من موقع القوة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة