الإفراط في تناول الملح يؤدي لاضطراب المناعة الفطرية

كثرة الملح تعطل الخلايا البلعمية (الفريق البحثي)
كثرة الملح تعطل الخلايا البلعمية (الفريق البحثي)
TT

الإفراط في تناول الملح يؤدي لاضطراب المناعة الفطرية

كثرة الملح تعطل الخلايا البلعمية (الفريق البحثي)
كثرة الملح تعطل الخلايا البلعمية (الفريق البحثي)

يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول الملح إلى اضطراب شديد في توازن الطاقة في الخلايا المناعية ومنعها من العمل بشكل صحيح، وفق دراسة جديدة لباحثين ألمان تم نشرها أول من أمس في دورية «سيركليشن».
وخلال الدراسة تابع الباحثون تحت إشراف عالم الكيمياء الحيوية وخبير الأيض الدكتور ستيفان كيمبا من معهد برلين لبيولوجيا النظم الطبية، عملية التمثيل الغذائي للخلايا المناعية التي تعرضت لتركيزات عالية من الملح، وظهرت التغييرات بعد ثلاث ساعات فقط، حيث وجدوا أنه يعطل السلسلة التنفسية، مما يجعل الخلايا تنتج كمية أقل من (أدينوسين ثلاثي الفوسفات ATP)، وتستهلك كمية أقل من الأكسجين».
و(أدينوسين ثلاثي الفوسفات) هو الوقود الذي يمد جميع الخلايا بالطاقة، ويوفر الطاقة لـ«العمل الكيميائي» اللازم لتصنيع البروتينات والجزيئات الأخرى، اللازمة لقوة العضلات وتنظيم التمثيل الغذائي.
ويتم إنتاج (أدينوسين ثلاثي الفوسفات) في الميتوكوندريا، «محطة توليد الطاقة» في الخلية، باستخدام سلسلة معقدة من التفاعلات الكيميائية الحيوية المعروفة باسم «السلسلة التنفسية»، والملح يمنع أحد المركبات الهامة في هذه السلسلة، مما يؤثر على الخلايا البلعمية، وهي إحدى آليات المناعة الفطرية، وتتمثل مهمتها في التعرف على مسببات الأمراض في الجسم والقضاء عليها، ويعزز الالتهاب، ويزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وخلص الباحثون إلى أنه من الخطورة تناول الشخص طعاماً شديد الملوحة عدة مرات في اليوم، لتأثير ذلك على وظيفة الميتوكوندريا، وأوصوا بأن يقصر تناول البالغين تناولهم اليومي على خمسة أو ستة غرامات على الأكثر، على أن يشمل ذلك الحساب الملح المخبأ في الأطعمة المصنعة.
ويقول ماركوس كلاينويتفيلد الباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره مركز ماكس ديلبروك للطب الجزيئي بالتزامن مع نشر الدراسة: «يجب الاهتمام بأهمية ضبط استهلاك الملح، ومعرفة ما إذا كان الملح يمكن أن يؤثر أيضاً على أنواع أخرى من الخلايا، بخلاف الخلايا البلعمية».
ويعتقد كلاينويتفيلد أن هذا محتمل للغاية لأن الميتوكوندريا ليست موجودة فقط في الخلايا المناعية؛ لكنها موجودة في كل خلية من خلايا الجسم، ويمكن العثور عليها بأعداد كبيرة بشكل خاص حيثما يتم استهلاك الكثير من الطاقة في خلايا العضلات، والخلايا العصبية.


مقالات ذات صلة

الأحياء المزدحمة تشجع السكان على المشي

صحتك الأحياء الحضرية تشجع السكان على المشي (جامعة ويسترن أونتاريو)

الأحياء المزدحمة تشجع السكان على المشي

أفادت دراسة أميركية بأن تصميم الأحياء السكنية يُمكن أن يؤثر بشكل كبير على مستوى النشاط البدني للأفراد، خصوصاً المشي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك التقرير يوضح أنه من الأقل احتمالاً أن يكون أمام الأطفال في وسط المدن فرصة للحصول على خيارات غذائية صحية وبتكلفة مقبولة (رويترز)

بريطانيا: الأطفال يعيشون حياة أقصر بسبب الوجبات السريعة

كشف كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا عن أن «الصحاري الغذائية» في المدن إلى جانب إعلانات الوجبات السريعة تتسببان في عيش الأطفال حياة «أقصر وغير صحية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك دراسة جديدة تشير إلى إمكانية علاج مرض قصور القلب (ميديكال إكسبرس)

علاج ثوري جديد لقصور القلب... والتعافي غير مسبوق

تاريخياً، عُدَّت الإصابةُ بقصور القلب غير قابل للعكس، لكن نتائج دراسة جديدة تشير إلى أن هذا قد يتغير يوماً ما.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق التثاؤب يحدث عندما يكون الناس في حالة انتقالية مثلاً بين النوم والاستيقاظ (رويترز)

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يشعر معظمنا بقرب عملية التثاؤب. تبدأ عضلات الفك بالتقلص، وقد تتسع فتحتا الأنف، وقد تذرف أعيننا الدموع عندما ينفتح فمنا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرتهم على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.