الرئيس الكيني على خط أزمة السد الإثيوبي

TT

الرئيس الكيني على خط أزمة السد الإثيوبي

وعد الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، بإجراء مشاورات هاتفية مع رئيس الوزراء السوداني تتناول مخاوف السودان المتعلقة بسد النهضة، واصفاً عبد الله حمدوك، الرئيس الحالي لمجموعة دول منظمة «إيقاد»، بـ«التوافقي والتصالحي».
والتقت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، أول من أمس (الخميس)، الرئيس الكيني أوهورو كينياتا في عاصمة بلاده نيروبي، وذلك ضمن الجولة الأفريقية التي تقوم بها لكل من «كينيا، ورواندا، وأوغندا» إضافة إلى رئاسة الاتحاد الأفريقي، الكونغو، تُجري خلالها مباحثات مع رؤساء هذه الدول، تشرح فيها موقف ورؤية السودان بشأن الوصول إلى حل للخلاف القائم على سد النهضة، استهلّتها بكينيا.
ولم يكشف مكتب حمدوك حتى عصر أمس (الجمعة)، ما إذا كان رئيس الوزراء قد استقبل مكالمة كينياتا، أو فحوى المكالمة، وما تم التوصل خلالها. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية «سونا» أمس، أن الوزيرة السودانية قدمت للرئيس الكيني شرحاً مفصلاً للمخاطر التي تتهدد السودان، من الملء الثاني لسد النهضة الإثيوبي، ونقلت له رسالة شفهية من رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وتحايا رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان.
وحسب «سونا»، أبدى الرئيس كينياتا تفهمه للموقف السوداني من سد النهضة، ومخاوفه المشروعة من الملء الثاني لبحيرة السد، قبل الوصول لاتفاق قانوني ملزم، يضمن سلامة المنشآت المائية السودانية، وحماية السودانيين على طول نهر النيل وتأثيرات ذلك على سبل عيشهم وأمنهم وسلامتهم. وأشار الرئيس كينياتا خلال المقابلة إلى خطاب رئيس الوزراء عبد الله حمدوك إلى قمة «إيقاد» الأخيرة، والذي وصفه بـ«التوافقي المتصالح»، وتبعاً لذلك أعلن نيته الاتصال به هاتفياً، الجمعة (أمس)، للمزيد من التشاور والتنسيق.
وشرحت الوزيرة بالتفصيل الموقف السوداني من سد النهضة، والمخاطر التي تتهدده السودان من الملء الثاني لبحيرة السودان قبل الوصول لاتفاق ملزم، مقروناً بما عاناه السودان من الملء الأول المفاجئ الذي نفّذته إثيوبيا يوليو (تموز) 2020.
وفي ذات الوقت أكدت حرص بلادها على الوصول لاتفاق متفاوَض عليه، برعاية الاتحاد الأفريقي، مدعوم من الشركاء الدوليين، وأن السودان يرى أن سد النهضة يمكن أن يكون مدخلاً لتنمية وتكامل إقليمي تستفيد منه دول حوض النيل الشرقي، وأداة لرفاهية شعوب المنطقة، بتوقيع اتفاق قانون ملزم يضمن مصالح الأطراف الثلاثة، وأن السودان يتفهم تطلعات إثيوبيا التنموية، وحقها في توليد الكهرباء دون إلحاق أضرار بمصالح السودان.
وأكد كينياتا حرصه على تطوير العلاقات الثنائية بين السودان وكينيا، ودفعها قدماً في المجالات كافة، وتقديره لتوقيع وتنفيذ اتفاقية سلام جوبا، وتوقع أن يثمر مؤتمر شركاء السودان المزمع عقده في باريس الشهر الجاري، آفاقاً أوسع للاقتصاد السوداني، وأن بلاده ستشارك فيه بوفد، والذي عدّته المهدي محطة انطلاق جديد لشراكات دولية تدعم الاقتصاد السوداني.



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.