«الإدارة الذاتية» شرق سوريا تسلم أوزبكستان 100 امرأة وطفل من عائلات «دواعش»

TT
20

«الإدارة الذاتية» شرق سوريا تسلم أوزبكستان 100 امرأة وطفل من عائلات «دواعش»

أعلنت الإدارة الذاتية الكردية في شمال سوريا الجمعة أنها سلمت نحو مائة امرأة وطفل أوزبكيين من عائلات عناصر «داعش» لوفد رسمي من أوزبكستان.
وأعلنت دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، التي عقدت الجمعة مؤتمراً صحافياً مع وفد من وزارة الخارجية الأوزبكستانية، إنه جرى تسليم 24 امرأة و68 طفلاً إلى أوزبكستان.
وأوضح الرئيس المشترك للدائرة عبد الكريم عمر أن بين الأطفال سبعة أيتام فقط.
وهذه ليست المرة الأولى التي تستعيد فيها أوزبكستان مواطنين محتجزين في مخيمات شمال شرقي سوريا، إذا أنها أعادت حتى الآن 240 امرأة وطفلاً وفق ما نقلت دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية عن ممثل عن الوفد الأوزبكي قوله.
وتعد أوزبكستان من الدول القليلة التي أعادت مجموعات كبيرة من مواطنيها.
ومنذ إعلانهم القضاء على مناطق التنظيم المتطرف في مارس (آذار) 2019، يطالب الأكراد الدول المعنية باستعادة مواطنيها المحتجزين لديهم أو إنشاء محكمة دولية لمحاكمة المتطرفين.
وقد تسلمت دول قليلة عدداً من أفراد عائلات المتطرفين، منها بأعداد كبيرة مثل أوزبكستان وكازاخستان وكوسوفو، واكتفت أخرى، وخصوصاً الأوروبية، باستعادة عدد محدود من الأطفال اليتامى فقط.
واستعادت روسيا الشهر الحالي 34 طفلاً يتيماً، ما رفع عدد القاصرين الذين أعادتهم موسكو إلى 169.
ويقبع آلاف النساء والأطفال الأجانب من عائلات أفراد تنظيم «داعش» في أقسام مخصصة لهم في مخيمي الهول وروج في محافظة الحسكة في شمال شرقي سوريا.
ويشكل مخيم الهول الذي يقطن فيه ما يقرب 62 ألف شخص، 93 في المائة منهم من النساء والأطفال السوريين والعراقيين والأجانب، مصدر قلق من الناحية الأمنية والمعيشية.
وفي تقرير موجه للأمم المتحدة وضع في فبراير (شباط)، رصدت في مخيم الهول «حالات تحول نحو التطرف وتدريب وجمع تمويلات وحث على ارتكاب عمليات خارجية».
وخلص التقرير إلى أن «بعض المحتجزين يرون أن الهول هو آخر آثار مناطق التنظيم».
وفضلاً عن المخيمات، يقبع مئات المتطرفين الأجانب ممن التحقوا بصفوف تنظيم «داعش» في سجون المقاتلين الأكراد.


مقالات ذات صلة

أحداث الساحل السوري الدامية تطغى على أجندة اجتماع دول جوار سوريا في عمان

المشرق العربي مؤتمر صحافي لوزراء خارجية سوريا وتركيا والأردن والعراق ولبنان بعد اجتماع دول جوار سوريا في عمّان الأحد (رويترز)

أحداث الساحل السوري الدامية تطغى على أجندة اجتماع دول جوار سوريا في عمان

الأحداث الجارية في الساحل السوري تطغى على اجتماع دول جوار سوريا الذي استضافته عمان

محمد خير الرواشدة (عمّان)
شؤون إقليمية وزراء الدفاع والخارجية ورئيسا المخابرات في تركيا وسوريا خلال اجتماع في أنقرة في 15 يناير (الخارجية التركية)

اجتماع خماسي لدول جوار سوريا في عمان لبحث التنسيق الأمني

يُعقد في عمان الأحد اجتماع خماسي رفيع المستوى يضم وزراء الخارجية والدفاع وقادة عسكريين ورؤساء أجهزة المخابرات من كل من تركيا والأردن والعراق وسوريا ولبنان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية تركيا والأردن وسوريا والعراق ستتخذ خطوات نحو مكافحة تنظيم «داعش» (رويترز)

تركيا والأردن وسوريا والعراق يناقشون التعاون الأمني في عمّان

كشف مصدر دبلوماسي تركي اليوم (السبت)، أن وفوداً رفيعة المستوى من تركيا والأردن وسوريا والعراق ستجتمع في عمّان غداً.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
الولايات المتحدة​ دورية مشتركة لـ«قوات سوريا الديمقراطية -(قسد)» والولايات المتحدة في ريف القامشلي بشمال شرق سوريا (رويترز)

القيادة المركزية الأميركية تعلن اعتقال قيادي بـ«داعش» في سوريا

أعلنت القيادة المركزية الأميركية، اليوم السبت، اعتقال قيادي بتنظيم «داعش» خلال عملية مشتركة مع «قوات سوريا الديمقراطية- (قسد)» في محيط منطقة الشحيل بدير الزور.

«الشرق الأوسط» (واشطنن)
تحليل إخباري أسلحة وتجهيزات طبية كانت بحوزة مقاتلي «بوكو حرام» صادرها الجيش (صحافة محلية)

تحليل إخباري حرب ثلاثية شمال نيجيريا... الجيش و«داعش» و«بوكو حرام»

شن الجيش النيجيري هجوماً عسكرياً على مواقع تابعة لجماعة «بوكو حرام»؛ أسفر عن مقتل عدد من قيادات التنظيم الإرهابي.

الشيخ محمد (نواكشوط)

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.