الصين تعدل سياسات الصلب وسط حمى أسعار

أعلنت الصين تعديل الرسوم الجمركية على بعض منتجات الصلب لخفض تكاليف الاستيراد في جزء من جهود دفع ترقية الصناعة وتحولها، في الوقت ذاته الذي تسعى فيه الحكومة لتشديد إجراءات الحد من الانبعاثات الناجمة عن صناعة الصلب محلياً.
وذكرت لجنة التعريفات الجمركية في «مجلس الدولة الصيني (مجلس الوزراء)»، في بيان الخميس، أنه بدءاً من 1 مايو (أيار) المقبل، ستطبق الصين معدل ضريبة الاستيراد المؤقت الصفري على الحديد الخام والفولاذ الخام والمواد الخام الفولاذية المعاد تدويرها والفيروكروم، وستُرفع رسوم الصادرات على الفيروسيليكون والفيروكروم والحديد الخام عالي النقاء إلى 25 و20 و15 في المائة على التوالي.
وأوضحت اللجنة أن التعديل يهدف إلى خفض تكلفة الاستيراد وتوسيع واردات الصلب ودعم المنتجين المحليين لخفض إنتاج الصلب الخام وتوجيه الصناعة لخفض استهلاك الطاقة ودفع الترقية الصناعية والتنمية عالية الجودة في القطاع.
من جهة أخرى، تتجه أسعار التعاقدات الآجلة للصلب في الصين إلى مستويات قياسية جديدة، مع اتخاذ الحكومة الصينية إجراءات حاسمة بهدف الحد من الانبعاثات الغازية وإنتاج الصلب في أكبر منتج له على مستوى العالم.
وأشارت وكالة «بلومبرغ» إلى أن منتجي الصلب في الصين يخضعون لرقابة مشددة بعد إعلان حكومة الرئيس شي جينبينغ رغبتها في خفض إنتاج البلاد من الصلب بعد وصوله إلى مستوى قياسي بلغ نحو مليار طن سنوياً. وفي أحدث تحرك حكومي؛ أمر وزير البيئة الصيني بإجراء عمليات تفتيش لإغلاق المصانع التي لا تمتلك أنظمة صرف قانونية للمخلفات أو تتلاعب في بيانات العوادم الغازية.
وأدت الإجراءات الحكومية إلى ارتفاع أسعار اثنين من منتجات الصلب الرئيسية؛ هما: الحديد المطاوع واللفائف المسحوبة على الساخن، إلى مستويات قياسية في بورصة شنغهاي. كما ارتفعت أسعار خام الحديد في ظل تحسن الطلب سواء في الصين وفي العالم.
وارتفع سعر الحديد المطاوع بنسبة 1.6 في المائة إلى 5441 يوان للطن في بورصة شنغهاي للتعاقدات الآجلة، ليتجه نحو أعلى مستوى له على الإطلاق. كما ارتفع سعر لفائف الصلب المسحوب على الساخن بنسبة 1.4 في المائة ليسجل أعلى مستوى له منذ بداية تداوله في البورصة في عام 2014.
وأصبحت صناعة الصلب هدفاً مبكراً للإجراءات الصينية الرامية إلى الحد من الانبعاثات الكربونية والوصول إلى «صفر انبعاثات كربونية» بحلول 2060. وتنتج صناعة الصلب نحو 15 في المائة من إجمالي الانبعاثات الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في الصين، لتصبح أكبر مصدر صناعي لهذه الغازات.