حظر جزئي مع قرب عيد الفطر في شرق الفرات

«الإدارة الذاتية» أبقت إجراءات احترازية منعاً لتفشٍّ جديد للوباء

حظر جزئي مع قرب عيد الفطر في شرق الفرات
TT

حظر جزئي مع قرب عيد الفطر في شرق الفرات

حظر جزئي مع قرب عيد الفطر في شرق الفرات

مددت سلطات «الإدارة الذاتية» لشمال وشرق سوريا فترة الحجر الصحي المفروضة منذ شهر للتصدي لجائحة «كوفيد – 19»، أسبوعاً إضافياً لتستمر حتى 7 مايو (أيار) المقبل، على أن يكون رفعه تدريجياً. ويحدد قرار الحظر الجزئي منع حركة المدنيين والأهالي من 7 مساءً حتى 7 صباحاً، على أن تغلق المرافق العامة والأسواق الشعبية والمعابر والمدارس والجامعات.
كما يمنع كل التجمعات كالأفراح وإقامة خيم العزاء وعقد الاجتماعات الموسعة وأداء مناسك الصلاة في دور العبادة، إضافة إلى إلغاء كل التجمعات الأخرى طيلة فترة الإغلاق، واختصار عمل المطاعم على الطلبات الخارجية والسريعة.
وسجلت هيئة الصحة التابعة للإدارة الذاتية، أمس (الخميس)، 14 وفاة و123 إصابة جديدة بفيروس كورونا في مناطق نفوذها شرقي الفرات. وقال الدكتور جوان مصطفى، رئيس هيئة الصحة، إن حالات الوفاة كانت لرجلين وامرأة من مدينة الحسكة ورجلين وثلاث نساء من مدينة القامشلي، وأربعة رجال وامرأة من الطبقة ورجل من دير الزور. أما عدد الإصابات بفيروس كورونا في مناطق الإدارة، فارتفع إلى 15796 إصابة إيجابية، مشيرة إلى وفاة 571 حالة منها، و1606 حالات تماثلت للشفاء.
وكانت الإدارة الذاتية أعلنت حظراً كلياً منذ بداية الشهر الحالي، بعدما شهدت المنطقة موجة ثالثة من انتشار وباء كورونا. وقال مصطفى: «بحسب الأرقام المعلنة فإن الموجة بدأت بالانحسار بعض الشيء وحالات الإصابة وفقاً للمخطط البياني متجهة نحو الاستقرار، وتبعاً للإحصاءات سنتخذ إجراءات إما بتمديد قرار الحظر الكلي وإما فرض حظر جزئي».
غير أن الكثير من المتابعين والمراقبين يشتكون من عدم تقيد سكان المنطقة بالإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي، مثل التحرك في أماكن مكتظة ضمن الأسواق والأماكن العامة والتجمعات الاحتفالية دون ارتداء الكمامات وأخذ التدابير المطلوبة. ودعا مصطفى المواطنين إلى الالتزام بقواعد الوقاية الصحية والتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة، محذراً من ازدياد الإصابات بفيروس كورونا، وحث الأهالي على التعاون مع الكوادر الصحية.
من جهة ثانية، تتوقع سلطات الإدارة الذاتية تسلم أولى دفعات اللقاحات ضد فيروس «كورونا» بداية الشهر المقبل وفق برنامج منصة «كوفاكس» التابع لمنظمة الصحة العالمية. وذكر مصطفى: «كان من المفترض إدخال 900 ألف جرعة، ولكن بسبب بعض الأمور التقنية التي طرأت على آلية صنع اللقاح تقلص العدد إلى ما يقرب من 200 ألف جرعة فقط».
وخصصت خطة منصة «كوفاكس» مليوناً و20 ألف جرعة من لقاح «أكسفورد – أسترازينيكا» الهندي – البريطاني لسوريا توزع في مناطق النفوذ الثلاث، وبذلك تكون حصة مناطق الإدارة الذاتية 10 في المائة ما يعادل 23 ألف جرعة لقاح.
ولدى حديثه إلى «الشرق الأوسط»، أوضح أن آلية إيصال اللقاح قيد البحث والمناقشة مع منظمة الصحة العالمية والتي تعهدت بالإشراف على عملية إيصال وتوزيع اللقاحات، وعن الشريحة المستهدفة أضاف قائلاً: «الأولوية ستكون للعاملين في مجال الرعاية الصحية، وبحسب وعود منظمة الصحة، سيتم توزيع اللقاح على كامل الطواقم الطبية العاملين في المنطقة». وشدد على أن هذه الدفعة قليلة جداً مقارنة بمنطقة تؤوي أكثر من 4 ملايين نسمة، وما يزيد على 120 ألف لاجئ ونازح سوري.
يذكر أن مناطق شرق الفرات تعاني أساساً من نقص بالمعدات الصحية والطبية، بعد توقف المساعدات عبر معبر اليعربية بفيتو روسي - صيني بداية العام الحالي، ما يشكل تهديداً مضاعفاً يفرضه انتشار فيروس كورونا المستجد. وحذرت منظمات إنسانية دولية ومحلية، ومسؤولون أكراد، من العجز عن احتواء انتشار المرض، وتسبب النزاع الدائر في سوريا منذ 9 سنوات في خسائر فادحة في أنظمة الرعاية الصحية، حيث دُمرت كثير من المستشفيات، وخرجت كثير من النقاط الطبية والعيادات عن الخدمة.


مقالات ذات صلة

صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.