شهدت الأسواق والطرق والشوارع في تركيا ازدحاما غير مسبوق قبل ساعات من فرض الإغلاق الكامل وحظر التجول الذي بدأ في السابعة من مساء أمس (الخميس) بتوقيت إسطنبول (14:00 تغ) ويستمر حتى فجر الاثنين 17 مايو (أيار) المقبل في إطار مكافحة التفشي السريع لفيروس كورونا.
وقررت الحكومة التركية، في اجتماعها برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان الاثنين الماضي، إعادة تطبيق الإغلاق الكامل الذي طبق لأشهر في العام الماضي قبل العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية في بداية يونيو (حزيران) وما تبعه من ارتفاع كبير في أعداد الإصابات اليومية بالفيروس وتجاوز المعدل اليومي 60 ألف إصابة وأكثر من 300 حالة وفاة.
وكان الإغلاق الجزئي الذي فرض في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 أسهم في انخفاض عدد الإصابات اليومية إلى متوسط 6 آلاف حالة يوميا، حتى منتصف فبراير (شباط) الماضي، لكن تخفيف القيود في شهر مارس (آذار) تسبب في موجة جديدة أكثر ضراوة.
وأعلن إردوغان، الاثنين الماضي فرض الإغلاق ابتداء من مساء أمس، قائلا إنه «في الوقت الذي تدخل فيه أوروبا مرحلة إعادة فتح أبوابها والعودة إلى الحياة الطبيعية، يجب أن نخفض بسرعة عدد الإصابات بفيروس كورونا لدينا إلى أقل من 5000، حتى لا نتخلف عن الركب»، في إشارة إلى تسريع خفض الإصابات استعدادا للموسم السياحي.
وشهدت تركيا انخفاضا بنسبة 70 في المائة في عدد الزوار الأجانب العام الماضي. ويأمل العاملون بقطاع السياحة أن يساعد الإغلاق الجديد في إعادة الفتح في الوقت المناسب لاستقبال السياح في موسم الصيف.
في المقابل، اعتبرت المعارضة التركية أن قرار الإغلاق الكامل جاء متأخرا، وذلك بعد أن سبق أن وجهت العديد من التحذيرات وحملت الحكومة المسؤولية عن تفاقم انتشار الفيروس بسبب التراخي في الإجراءات وإقدام إردوغان على تنظيم مؤتمرات حاشدة حضرها الآلاف في العديد من الولايات في أنحاء البلاد في فبراير ومارس الماضيين.
وقال زعيم المعارضة رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليتشدار أوغلو، في لقاء عبر الفيديو كونفرنس أمس مع أعضاء مجلس إدارة غرفة تجارة إزمير، إنه كان ينبغي على الحكومة فرض الإغلاق الكامل كجزء من تدابير مكافحة كورونا قبل ذلك بكثير، مضيفا: «كان يجب أن تتم عملية الإغلاق بشكل جيد مقدما لكن ذلك لم يحدث، فقد عقدت المؤتمرات وامتلأت القاعات لنصل إلى الوضع الذي نحن فيه اليوم».
وأضاف كليتشدار أوغلو: «الآن لا يوجد سياح في تركيا بسبب معدلات الإصابة بالفيروس... قطاع السياحة هو مجال يسهم في تشغيل قرابة 54 قطاعا آخر»، معربا عن أمله في التغلب على جميع المشاكل خلال عملية الإغلاق الكامل. واتهم الحكومة بعدم القيام بدورها وعدم الاستماع إلى نصائح العلماء أو المعارضة.
في سياق متصل، كشف وزير الصحة التركي فخر الدين كوجا عن رصد 5 إصابات بسلالة كورونا الهندية للمرة الأولى في إسطنبول، وذلك بعدما تم رصد عشرات الإصابات بالنسخة البريطانية المتحورة للفيروس.
وقال كوجا، في مؤتمر صحافي مساء أول من أمس عقب اجتماع المجلس العلمي لمكافحة وباء كورونا، وإنه تم توقيع اتفاق للحصول على 50 مليون جرعة من لقاح «سبوتنيك في» الروسي، وستتم عمليات التسليم الأولى في مايو (أيار) المقبل في محاولة لتسريع جهود التطعيم ضد الفيروس. وأشار كوجا إلى أن إمدادات اللقاح ستزداد صعوبة خلال الشهرين المقبلين، ونتوقع أن تزداد وفرة بعد ذلك.
وكانت تركيا أعلنت الأسبوع الماضي أنها بدأت الترخيص لإنتاج اللقاح الروسي محليا.
تركيا تدخل الإغلاق الكامل لمواجهة الفيروس
ازدحام كبير في الأسواق والطرق قبل ساعات من تطبيقه
تركيا تدخل الإغلاق الكامل لمواجهة الفيروس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة