وسط تخوف من أن يفاجئ رئيس الوزراء المكلف، بنيامين نتنياهو، الجميع ويعلن في اللحظة الأخيرة عن نجاح جهوده في جذب عدد من نواب المعسكر المناوئ إلى معسكره ويتمكن من تشكيل حكومة، باشر قادة «معسكر التغيير»، يائير لبيد ونفتالي بينيت وغدعون ساعر، مفاوضات مكثفة هدفها التوصل إلى اتفاق على تشكيل حكومة في غضون 3 أيام. وقال مقرب من لبيد إن هدف هذه المفاوضات الخروج بعد غد الأحد برسالة علنية إلى رئيس الدولة، رؤوبين رفلين، مفادها بأن بإمكانهم تشكيل حكومة بديلة، كي يسحب كتاب التكليف من نتنياهو ويسلمه إلى أحدهم.
المعروف أن تكليف نتنياهو ينتهي في يوم الثلاثاء المقبل، فإذا لم يفاجئ نتنياهو بالإعلان عن تشكيل حكومة، فسيكون من حقه طلب تمديد التكليف 14 يوماً إضافية. ولكن من حق رئيس الدولة أيضاً أن يرفض؛ في حال اقتنع بأن نائباً آخر يستطيع تشكيل حكومة. وحسب القانون، يستطيع رفلين رفض طلب الطرفين وتسليم التكليف إلى الهيئة العامة للكنيست (البرلمان). فإذا لم تشكل حكومة خلال أسبوعين، تحل نفسها وتقرر انتخابات أخرى.
وكان نتنياهو قد استصدر قراراً من المجلس المركزي لحزبه؛ «الليكود»، يخوله صلاحية ضم نواب من أحزاب أخرى ومنحهم مناصب رفيعة، بغرض البقاء في رئاسة الحكومة. وقد فهم هذا الإجراء على أنه تمهيد لشيء ما يجري في الخفاء، وينوي نتنياهو مفاجأة الجميع في اللحظة الأخيرة. وحسب التكهنات؛ فإنه أقنع بعض النواب بالانتقال إليه من المعسكر المناوئ، أو أنه أقنع رئيس حزب «كحول لفان»، رئيس الحكومة البديل ووزير الأمن، بيني غانتس، بإقامة تحالف جديد بينهما. ونشرت تقارير خلال اليومين الماضيين تقول إن غانتس فاوض نتنياهو فعلاً حول اقتراحه، وخلال المفاوضات اقترح نتنياهو عليه أن يكون رئيس حكومة لمدة سنة؛ فطلب غانتس سنتين، واشترط أن تكون حكومة كهذه متكافئة، بحيث يكون بإمكان «كحول لفان» التأثير على قراراتها وأن يستخدم «الفيتو» لمنع قرارات أو طرح مشاريع قوانين، إلا إن نتنياهو رفض الطلبات بالمطلق. ومع أن غانتس نفى وجود مفاوضات كهذه، وقال أمس، إنه «لا توجد أي احتمالية واقعية لهذا الاقتراح»، فقد أثار النشر غضب رفاق غانتس في الحزب الذين أبلغوه بأنهم لن ينضموا معه إلى ائتلاف مع نتنياهو، وطالبوه بألا يعود لتكرار الخطأ الفادح السابق في التحالف مع نتنياهو. وقال له أحد وزرائه إن «اتفاقاً كهذا سيؤدي إلى تحطيم شخصيتك وهيبتك تماماً أمام الجمهور».
ورأى مراقبون أن غانتس نفسه يقف وراء هذا النشر، وقد قصد به في الأساس تهديد «معسكر التغيير»، حيث ينظرون إليه على أنه حليف مفروغ منه، وتقريباً لا يجتمعون به. وسرت إشاعات تقول إن غدعون ساعر طلب في المفاوضات أن يحظى بمنصب وزير الأمن، وهو المنصب الذي يعدّه غانتس شرطاً لا يتنازل عنه، وقد فتح مفاوضات مع نتنياهو حتى يرفع سهمه لدى لبيد وبينيت وساعر.
وفي ختام محادثات أمس، قال مصدر من حزب لبيد، إن الخلافات بين أحزاب «معسكر التغيير» بدأت تتقلص، «وهناك أمل حقيقي في نجاحها والتوصل إلى اتفاق حول ائتلاف حكومي، ولكن هناك بعض المطالب من رئيس (يمينا)؛ نفتالي بنيت، تشكل عائقاً. فهو، ورغم اجتماعه الإيجابي مع رئيس (الحركة الإسلامية)، النائب منصور عباس، ما زال متردداً في تشكيل حكومة تستند إلى أصوات النواب العرب. ولذا، يقترح إبقاء الباب مفتوحا أمام الأحزاب الدينية اليهودية لتنضم لاحقاً إلى الائتلاف، ويعارض في اتخاذ قرارات يعارضها المتدينون». لكن رئيس حزب «ييش عتيد»، يائير لبيد، يرى أنه «من الضروري أن تعطى الأفضلية الآن للبرهنة لرئيس الدولة أن هناك إمكانية لتشكيل حكومة. ولكي يحدث هذا؛ فيجب أن يرى رفلين بعينيه أننا نجحنا في تحصيل 61 نائباً. ونحن لدينا الآن 58 نائباً. ولا مفر من التحالف مع العرب ليوفروا لنا الأكثرية». ولهذا؛ فقد اجتمع لبيد، أمس، مع النائبين أحمد الطيبي وأسامة السعدي من «الحركة العربية للتغيير» في «القائمة المشتركة».
من جهته، أعلن منصور عباس، أمس، أن حركته لم تقرر بعد أي معسكر تدعم، وأنها لا تزال تدير مفاوضات مع كلا المعسكرين. وأضاف: «لقد بات واضحاً أننا نشكل (بيضة القبّان) نحن وحزب (يمينا). ولذلك اجتمعت مع بينيت للتحدث عن السيناريوهات المختلفة. من جهتنا؛ نريد أكبر مكاسب لمجتمعنا العربي، ومن يعطنا أكثر؛ ننضم إليه». إلا إن رئيس بلدية الناصرة، علي سلام، المقرب من عباس، قال في حديث تلفزيوني، إنه يرى أن التحالف سيكون مع نتنياهو. وأضاف: «سنختار الأقوى».
«معسكر التغيير» في إسرائيل يسابق نتنياهو لتشكيل حكومة
«معسكر التغيير» في إسرائيل يسابق نتنياهو لتشكيل حكومة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة