الميليشيات المتطرفة تستولي على أسلحة كيماوية في ليبيا

{الشرق الأوسط} ترصد أهم مخازنها وأول التجارب على استخدامها

بقايا ترسانة القذافي الكيميائية في العراء (تصوير: «الشرق الأوسط»)
بقايا ترسانة القذافي الكيميائية في العراء (تصوير: «الشرق الأوسط»)
TT

الميليشيات المتطرفة تستولي على أسلحة كيماوية في ليبيا

بقايا ترسانة القذافي الكيميائية في العراء (تصوير: «الشرق الأوسط»)
بقايا ترسانة القذافي الكيميائية في العراء (تصوير: «الشرق الأوسط»)

كشفت مصادر عسكرية ليبية لـ«الشرق الأوسط» عن استيلاء ميليشيات متطرفة في البلاد على أسلحة كيماوية من بقايا مخازن العقيد الراحل معمر القذافي، قالت إنها تقع في الصحراء بجنوب وجنوب وسط. وأضافت أن لديها مخاوف من أن تصل مواد فتاكة، مثل غاز «الخردل» و«السارين»، لتنظيم داعش الذي يطمح للفت الأنظار إليه بعد عملية ذبح المصريين الـ21 البشعة في ليبيا قبل أيام.
وفي مقابلة مع مسؤول عسكري ليبي بشأن كمية الأسلحة الكيماوية، قال إنها «للأسف، موجودة في أماكن أصبحت معلومة للميليشيات.. لقد استولت على كميات منها لاستخدامها في حربها مع الجيش، سواء بشكل مباشر؛ أي باستخدامها ضد القوات العسكرية، أو بشكل غير مباشر، من خلال التهديد باستخدامها لتحقيق مكاسب سياسية».
وفي الجفرة الواقعة على بعد نحو 600 كيلومتر جنوب شرقي طرابلس، كشف حراس محليون أن مصنع الكيماوي الموجود في وادي «رواغة» كانت تحرسه كتيبة من مصراتة نقلت معها كميات غير معروفة من غاز الخردل، أثناء عودتها إلى بلدتها المطلة على البحر المتوسط. وكانت توجد خزانات تشبه الأقماع لاستخدامها في عملية النقل.
ورصدت «الشرق الأوسط»، عن طريق مصادر عسكرية ليبية، أسلحة كيماوية أيضا بمحيط قاعدة {تمنهنت} العسكرية ومنطقتي «سوكنة» و«هون» قرب «ودان»، وهي مواقع كانت ضمن مقار للقيادة العسكرية لمدة 20 عاما، قائلة: «توجد في هذه المنطقة مخازن كثيرة غير معروف عددها.. والمعلومات لدينا أن الميليشيات المسلحة سرقت كميات كبيرة منها».
واطلعت «الشرق الأوسط» على تسجيل مصور جرى رصده لميليشيا مسلحة تقوم بتجريب أسلحة كيماوية استولت عليها من مخزن لجيش القذافي يقع في تجاويف جبلية بمنطقة «مشروع اللوز» على الطريق بين منطقتي «بوجهيم» و«هون».
وجرت التجربة قرب بلدة «مزدة» على بعد 160 كيلومترا جنوب العاصمة، حيث أطلق أحد عناصر الميليشيات قذيفة في منطقة صحراوية أحدثت لهبا، ثم انبعث منها دخان أبيض كثيف أخذ يتحرك مع اتجاه الريح في سحابة كبيرة تزداد اتساعا لتغطي ألوفا من الأمتار المربعة.
ووفقا لمصدر عسكري ليبي «ترك القذافي قبل رحيله نحو ألف طن مكعب من مواد تستخدم في صنع أسلحة كيماوية، ونحو 20 طنا مكعبا من الخردل الذي يتسبب بحروق شديدة للجلد، وعدة ألوف من القنابل المصممة للاستخدام مع خردل الكبريت». وكان يفترض تدمير هذا المخزون بناء على اتفاقات دولية عام 2004، لكن عملية التخلص منها لم تصل إلا لنحو 60 في المائة بسبب الانتفاضة المسلحة ضد القذافي، وفقا للمصدر نفسه.
...المزيد



رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

إيلي شويري مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017
إيلي شويري مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017
TT

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

إيلي شويري مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017
إيلي شويري مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.
عُرف شويري بحبِّه للوطن، عمل مع الرحابنة، فترة من الزمن، حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني، وتعاون معه أهم الفنانين الكبار؛ بدءاً بفيروز، وسميرة توفيق، والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي.
غنَّى المطرب المخضرم جوزيف عازار لشويري، أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»، التي لقيت شهرة كبيرة، وعنها أخبر «الشرق الأوسط» بأنها وُلدت في عام 1974، وأكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة الموسيقار ومشواره الفني معه، بكلمات قليلة.
وتابع أن لبنان «خسر برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر، بالنسبة لي».
ومع الفنان غسان صليبا، أبدع شويري، مجدداً، على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية، التي لا تزال تُردَّد حتى الساعة.
ويروي صليبا، لـ«الشرق الأوسط»: «كان يُعِدّ هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل، فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير».
كُرّم شويري رسمياً في عام 2017، حين قلَّده رئيس الجمهورية، يومها، ميشال عون، وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة، أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي «كرمى» لهذا الوطن.