دعم برلماني مصري لإجراءات الحكومة في مواجهة السد الإثيوبي

أعضاء في «الشيوخ» حذروا من المساس بالأمن المائي

TT

دعم برلماني مصري لإجراءات الحكومة في مواجهة السد الإثيوبي

تلقت الحكومة المصرية، دعماً من مجلس الشيوخ (الغرفة الثانية للبرلمان)، إزاء تعاملها مع قضية «سد النهضة» الإثيوبي، وعبر أعضاء بلجنة العلاقات الخارجية في المجلس، عقب اجتماعهم مع وزير الخارجية سامح شكري، عن تأييدهم للسياسات التي وضعتها الحكومة حال تعرض أمن مصر المائي لأي ضرر نتيجة التصرفات الأحادية الإثيوبية في ملء وتشغيل السد. وتصاعد النزاع في الآونة الأخيرة، عقب إصرار إثيوبيا على تنفيذ المرحلة الثانية من ملء خزان السد خلال موسم الفيضان المقبل، دون الانتظار لإبرام اتفاق مع مصر والسودان، ينظم قواعد ملء وتشغيل السد، المقام على الرافد الرئيسي لنهر النيل. وفشلت آخر جولة من المفاوضات، عقدت برعاية الاتحاد الأفريقي، مطلع أبريل (نيسان) الحالي، في كينشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية. وكشف الدكتور عبد المنعم سعيد عضو مجلس الشيوخ، وزير الخارجية المصري، خلال لقائه مع اللجنة مساء أول من أمس، عن جهد دولي لعودة المفاوضات من أجل إنهاء الأزمة وفق أسس جديدة. وأضاف عضو مجلس الشيوخ، أن الرسالة الأساسية، مفادها أن مصر لن تفرط في مصالحها وأنها تستكمل الجهود السياسية لحل الأزمة، خاصة أن هناك أوضاعا كثيرة تتغير بالمنطقة. وتخشى مصر من تأثير السد على نقص حصتها البالغة 55.5 مليار متر مكعب، والتي تعتمد عليها بأكثر من 90 في المائة في الشرب والزراعة. وقال الدكتور سعيد «نحن أمام نهر دولي، والأنهار الدولية تحكمها أسس ومعايير دولية، ولا فرق بين دول المنبع ودول المصب، والأمر يخضع لحقوق تاريخية». بدوره، قال عضو المجلس ورئيس حزب الشعب الجمهوري حازم عمر، إن الاجتماع جاء في إطار التنسيق الدائم بين المؤسسات التنفيذية والتشريعية للدولة المصرية في مواجهة التحديات الراهنة على الصعيد الدولي والإقليمي. وأكد النائب أن الاجتماع تناول انعكاسات سياسة التعنت الإثيوبي وتصرفه الأحادي على مستقبل التنمية والاستقرار للقرن الأفريقي ودول شرق القارة الأفريقية. ولفت النائب إلى أن الاجتماع أظهر قبولا وتوافقا بين أعضاء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ووزارة الخارجية نحو الرؤى والسياسات تجاه تلك القضايا المختلفة وأسفر عن دعم كبير من أعضاء لجنة العلاقات الخارجية بمختلف اتجاهاتهم الحزبية لخطوات وسياسات وزارة الخارجية تجاه تلك التحديات التي تواجه الدولة المصرية. وأضاف «انتهت اللجنة خلال اجتماعها إلى دعم السياسات والاستراتيجيات التي تم وضعها في حال تعرض أمن مصر المائي لأي ضرر أو ضرر جسيم إزاء أي تصرفات أحادية من الدولة الإثيوبية في ملء وتشغيل سد النهضة». وتحمل مصر الحكومة الإثيوبية مسؤولية التعثر الذي تشهده مفاوضات «سد النهضة»، وقال شكري، أمام مجلس الشيوخ، إن «أديس أبابا رفضت وساطات كثيرة للحل بسبب إصرارها على موقفها المتعنت».
وتطالب مصر والسودان باتفاق قانوني ملزم ينظم قواعد تشغيل وملء السد، المقام على النيل الأزرق، بما يمكنهما من تجاوز الأضرار المتوقعة للسد، خاصة في أوقات الجفاف. وكان وزير الخارجية أجرى عدة زيارات لـ7 دول أفريقية حاملاً رسائل من الرئيس عبد الفتاح السيسي حول تطورات الملف، مطالبا باتفاق قانوني مُلزم حول ملء وتشغيل سد النهضة، بما يحفظ حقوق الدول الثلاث ويحقق مصالحها المشتركة ويعزز الأمن والسلم الإقليميين.
ولفت إلى أن هناك تفاهما كبيرا لدى الأشقاء الأفارقة تجاه قضية سد النهضة. كما أكد شكري أن مصر لديها موقف واضح بشأن عدم إعاقة التطوير والتنمية في إثيوبيا ولكن ليس على حساب دول أخرى وخصوصا حينما يتعلق الوضع بمياه النيل.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.