مخطوطات ومقتنيات نادرة في «كلمات من الشرق» بالشارقة

من موسوعة «وصف مصر»
من موسوعة «وصف مصر»
TT

مخطوطات ومقتنيات نادرة في «كلمات من الشرق» بالشارقة

من موسوعة «وصف مصر»
من موسوعة «وصف مصر»

يحفل معرض «كلمات من الشرق»، الذي افتتحته هيئة الشارقة للكتاب بمقرها أول من أمس بمخطوطات ومقتنيات أثرية نادرة يعود تاريخ بعضها لأكثر من 800 عام ماضية وتقدر قيمتها بأكثر من 60 مليون درهم إماراتي.
وإلى جانب المعروضات ينظم المعرض عدداً من الجلسات النقاشية والندوات يقدمها مجموعة من الخبراء والمتخصصين في التاريخ والآثار، يتناولون خلالها راهن ومستقبل المخطوطات في العالم ودورها في حفظ سيرة الشعوب وتوثيق ملامحها الثقافية ومنجزاتها المعرفية. وخلال الافتتاح قال أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب: «نفتح من خلال معرض (كلمات من الشرق) الباب أمام الجمهور للاطلاع على مخطوطات وكتب يعود تاريخها إلى مئات السنين، وتوثق لأحداث ومعارف غيّرت تاريخ المنطقة والعالم». وأضاف، أن المعرض «يعد شاهداً حياً على جماليات الفنون المستخدمة في صناعة الكتاب قديماً، إلى جانب أنه يكشف حجم الجهد الذي بذله العلماء للمساهمة في بناء الحضارة الإنسانية، وهو ما يشكل دافعاً كبيراً للأجيال الجديدة للعمل والبحث وإدراك أن المعرفة لا تقدم خيرها إلا للمجتهدين والعازمين على خدمة أوطانهم والإنسانية جمعاء».
ومن أبرز ما يستضيفه المعرض، الإصدار الأول من موسوعة «وصف مصر»، الذي يأتي في 23 مجلداً مع 935 رسماً، ويعتبر خلاصة جهد مجموعة من العلماء والفنانين والمختصين بدراسة حملة نابليون بونابرت على مصر، وتمثل الموسوعة أكبر عمل مخصص لدراسة حياة شعب من الشعوب وهي حتى اليوم أحد أهم المصادر التاريخية.
ويمكن لزائر المعرض الاطلاع على الإصدار الأول لتحفة أعمال المؤلف العثماني «الكاتب شلبي»، وهو كتاب بعنوان «جهان نُما - مرآة العالم»، الذي جاء بطبعة «إبراهيم متفرّقة» في القسطنطينية عام 1145 هـ (1732 ميلادي) ويضم 40 خريطة ورسماً ملوناً، من أبرزها خريطة شبه الجزيرة العربية ونماذج فلكية للكون وخرائط للمناخ والرياح وغيرها.
ويضع المعرض زوّاره أمام كتاب «الرحلة إلى بلاد فارس» للمستشرق «أندريان دوبري»، الذي نشر عام 1819 ويروي فيه تفاصيل رحلته إلى آسيا الصغرى وبلاد ما بين النهرين وتركيا وأرمينيا وبلاد فارس، كما يعرض مجموعة من مجسمات الكرة الأرضية التي تعود للحقبة من القرن السابع عشر إلى القرن العشرين، وأبرزها مجسم للكرة الأرضية ومجسم للكرة السماوية بقطر 49 سم قام بتلوينها الفنان «ماتايوس جروتر» وصدرت في روما بين عامي 1632 و1636. وغيرها العديد من الكتب والوثائق والقطع الأثرية النادرة من المقتنيات المحلية وأخرى مما تعرضه متاحف العالم.



موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.