مسؤول حزبي يدعو لمصالحة المغاربة مع السياسة قبل الانتخابات

نبيل بن عبد الله
نبيل بن عبد الله
TT

مسؤول حزبي يدعو لمصالحة المغاربة مع السياسة قبل الانتخابات

نبيل بن عبد الله
نبيل بن عبد الله

دعا نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية المعارض (الشيوعي سابقا) إلى مصالحة المغاربة مع الشأن السياسي، قبل الانتخابات المزمع تنظيمها في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، بغية تحقيق «انفراج ديمقراطي».
وتمنى بن عبد الله، خلال لقاء نظمته مساء أول من أمس مؤسسة الفقيه التطواني بمدينة سلا، أن تكون مناسبة عيد الفطر «فرصة لتصفية بعض الملفات الإعلامية». وذلك في إشارة إلى متابعة بعض الصحافيين، وأيضا تصفية «ملفات الحراك الاجتماعي في جرادة والريف».
من جهة أخرى، اعتبر بن عبد الله أن المغرب في حاجة لـ«حكومة قوية»، لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي أفرزتها جائحة كورونا، معتبرا أن حكومة سعد الدين العثماني الحالية «تعد أضعف حكومة عرفها تاريخ المغرب المعاصر».
وأوضح بن عبد الله أن المغرب في حاجة إلى إفراز «حكومة فعلية قادرة على مواكبة التحديات، وإطلاق إصلاحات حقيقية لتجاوز نقائص الحكومة الحالية «غير القادرة» على بلورة ورشات الإصلاح، حسب قوله.
داعيا إلى بناء مؤسسات قوية، وضمان الحريات الفردية والجماعية، وتشكيل برلمان قوي، والتقدم في ورش المساواة الاجتماعية بين الرجل والمرأة.
وبشأن مطالب أحزاب المعارضة تشكيل لجنة مستقلة للإشراف على الانتخابات، قال بن عبد الله إن ذلك لا يعني إبعاد وزارة الداخلية عن تنظيم الانتخابات، لأنه «لا يمكن لأي جهة أن تنظم الانتخابات غير وزارة الداخلية لأسباب تنظيمية ولوجيستيكية». موضحا أن اللجنة المستقلة، التي طالبت بها أحزاب المعارضة، هي شبيهة باللجنة التي تشكلت في انتخابات 2016. وضمت كلا من وزيري الداخلية والعدل والحريات، والتي كانت تلتقي زعماء الأحزاب لمناقشة قضايا تتعلق بسير العمليات الانتخابية. وأوضح بن عبد الله أن مثل هذه اللجنة «أصبحت ضرورية اليوم» لمناقشة بعض الإشكالات، ومنها الجدل المثار حول «توزيع قفة رمضان»، من طرف جمعية «جود للتنمية» المقرب من حزب التجمع الوطني للأحرار (أغلبية)، والتي تعرضت لانتقادات عدد من قادة الأحزاب.
واعتبر بن عبد الله أن توزيع المساعدات الاجتماعية قبل الانتخابات يعد «رشوة سياسية». مبرزا أن أحزاب المعارضة ستتخذ المبادرة للقاء وزير الداخلية ورئيس الحكومة، قصد مناقشة هذه القضية وقضايا أخرى، من قبيل اعتماد بطاقة التعريف الوطنية (بطاقة الهوية) أساسا للتصويت، وكيفية الرفع من نسبة المشاركة في الانتخابات.
أما بخصوص الجدل الذي أثير حول اعتماد القاسم الانتخابي على أساس المسجلين، فقال بن عبد الله إن حزبه لم يكن مع هذا المقترح، وقال إنه «كان الأجدر ألا يتم اعتماد القاسم الانتخابي على أساس المسجلين». لكنه أقر بأنه لم يكن ممكنا لحزبه أن يقف أمام ما وصفه بـ«تيار عارم» يدافع عنه، مضيفا أن مقاربة حزبه لهذا الموضوع كانت في إطار شامل، بالنظر للتعديلات الأخرى التي جرى اعتمادها، والتي لا تقل أهمية، من قبيل «تعزيز تمثيلية النساء، وضمان سلامة الاقتراع».



بن مبارك: الحرب الاقتصادية الحوثية أشد أثراً من الصراع العسكري

رئيس الحكومة اليمنية خلال كلمة له أمام ممثلي التكتل الحزبي الجديد (سبأ)
رئيس الحكومة اليمنية خلال كلمة له أمام ممثلي التكتل الحزبي الجديد (سبأ)
TT

بن مبارك: الحرب الاقتصادية الحوثية أشد أثراً من الصراع العسكري

رئيس الحكومة اليمنية خلال كلمة له أمام ممثلي التكتل الحزبي الجديد (سبأ)
رئيس الحكومة اليمنية خلال كلمة له أمام ممثلي التكتل الحزبي الجديد (سبأ)

أكد رئيس مجلس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك تطلع حكومته للتفاعل الإيجابي مع التكتل السياسي الحزبي الجديد للقوى اليمنية الذي أُشهر من العاصمة المؤقتة عدن، وقال إن الحرب الحوثية الاقتصادية باتت أشد أثراً على معيشة اليمنيين من الصراع العسكري.

وكانت الأحزاب والقوى اليمنية قد أشهرت، الثلاثاء، تكتلاً حزبياً واسعاً في عدن هدفه العريض استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي والحفاظ على الجمهورية وفق دولة اتحادية.

بن مبارك تعهد بالاستمرار في مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية في حكومته (سبأ)

وقال بن مبارك: «ننظر لهذا التكتل على أنه صوت جديد، ورؤية متجددة، وأداة للتغيير البناء وجهد بارز في السياق الوطني يضاف للجهود التي تسعى لرص الصفوف وتهيئة السبل لإنقاذ اليمن من براثن ميليشيا الحوثي».

وأضاف أن حكومته «تتطلع وبانفتاح كامل للتفاعل إيجابياً» مع هذا التكتل الحزبي وبما يقود لتوحيد الجهود لاستكمال استعادة الدولة وهزيمة الانقلاب وتحقيق السلام.

وشدد رئيس الوزراء اليمني على ضرورة تكاتف الجهود في إطار رؤية وطنية شاملة تهدف إلى تحقيق الاستقرار، وتعزيز السيادة، وبناء يمن اتحادي موحد وقوي، وقال: «ندرك جميعاً التحديات، ونعلم أن الطريق لن يكون سهلاً، ولكن بإيماننا العميق بقضيتنا وبإرادة أبناء شعبنا، يمكننا أن نصنع الفارق».

حرب الاقتصاد

استعرض رئيس الحكومة اليمنية الحرب الاقتصادية الحوثية وقال إن آثارها التدميرية «تتجاوز الآثار الناتجة عن الصراع العسكري»، مشيراً إلى أنها أضرت بحياة المواطنين وسبل عيشهم، واستنزفت موارد البلاد، وتسببت بارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وانهيار الخدمات الأساسية.

ورأى بن مبارك أن ذلك «يتطلب توحيد الصفوف ودعم مؤسسات الدولة، لمواجهة هذه الحرب الاقتصادية وحماية الاقتصاد الوطني والتخفيف عن المواطنين الذين يتحملون أعباء كبيرة».

جانب من حفل إشهار التكتل الجديد للقوى والأحزاب اليمنية (سبأ)

وقال: «الحرب الاقتصادية المستمرة التي تشنها ميليشيات الحوثي، إلى جانب استهدافها المنشآت النفطية، أثرت بشكل كبير على استقرار الاقتصاد اليمني وأسهمت في التدهور السريع لسعر صرف العملة الوطنية، وتقويض قدرة الحكومة على الحفاظ على استقرار العملة، ونتيجة لذلك، واجه الريال اليمني انخفاضاً كبيراً في قيمته، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الملايين في جميع أنحاء البلاد».

وأكد بن مبارك أن إعادة تصدير النفط ورفد الخزينة العامة بالعملة الصعبة حق من حقوق الشعب يجب العمل على انتزاعه وعدم السماح للحوثيين باستمرار عرقلة الاستفادة من هذا المورد الذي يعد العصب الرئيسي للاقتصاد الوطني.

وأوضح أن حكومته تمضي «بكل جدية وتصميم» لمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية والمساءلة في جميع مؤسسات الدولة، وإرساء ثقافة النزاهة واحترام القانون، وأنها ستقوم باتخاذ خطوات عملية لتقوية الأجهزة الرقابية وتفعيل آليات المحاسبة.

تكتل واسع

كانت القوى اليمنية قد أشهرت من عدن «التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية» عقب سلسلة لقاءات تشاورية، توصلت إلى إعلان التكتل الجديد الذي يضم نحو 22 حزباً ومكوناً سياسياً وإقرار لائحته التنظيمية.

وتم التوافق على أن تكون رئاسة التكتل في دورته الأولى لحزب «المؤتمر الشعبي»، حيث سمى الحزب أحمد عبيد بن دغر رئيساً للمجلس الأعلى للتكتل في هذه الدورة.

وبحسب بيان الإشهار، يلتزم التكتل بالدستور والقوانين النافذة، والمرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة، والعدالة والمواطنة المتساوية، إضافة إلى التوافق والشراكة والشفافية والتسامح.

رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك مع رئيس مجلس الشورى أحمد عبيد بن دغر (سبأ)

كما يضع التكتل برنامجاً سياسياً لتحقيق عدد من الأهداف؛ بينها استعادة الدولة وتوحيد القوى الوطنية لمواجهة التمرد وإنهاء الانقلاب وحل القضية الجنوبية بوصفها قضية رئيسية ومفتاحاً لمعالجة القضايا الوطنية، ووضع إطار خاص لها في الحل السياسي النهائي، والتوافق على رؤية مشتركة لعملية السلام.

ويؤكد برنامج عمل التكتل على دعم سلطات الدولة لتوحيد قرارها وبسط نفوذها على التراب الوطني كافة، ومساندة الحكومة في برنامجها الاقتصادي لتقديم الخدمات ورفع المعاناة عن كاهل المواطنين، وعودة جميع مؤسسات الدولة للعمل من العاصمة المؤقتة عدن.

وأكد بيان الإشهار أن هذا التكتل باعثه الأساسي هو تعزيز الاصطفاف الوطني من أجل إنهاء انقلاب الحوثيين واستعادة الدولة، وأنه ليس موجهاً ضد أحد من شركاء العمل السياسي.