اتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الرئيس الأميركي جو بايدن بالخضوع لضغوط الجماعات الأرمنية المتطرفة المعادية لتركيا بعد وصفه الأحداث التي وقعت في شرق الأناضول عام 1915 إبان الحرب العالمية الأولى بـ«الإبادة الجماعية» بحق الأرمن في بيان أصدره السبت الماضي بمناسبة الذكرى 106 للأحداث.
وقال إردوغان إن «بايدن استخدم، في بيانه، عبارات غير محقة لا أساس لها وتخالف الحقائق بشأن أحداث أليمة وقعت قبل أكثر من قرن... نعتقد أن الوصف الذي استخدمه بايدن جاء نتيجة لضغوط الجماعات الأرمنية المتطرفة والمعادية لتركيا».
ولفت إردوغان، في تصريحات ليل الاثنين - الثلاثاء عقب ترؤسه اجتماع الحكومة التركية، إلى أن تهجير نحو مليون شخص من إقليم قره باغ في فترة الاحتلال الأرميني في التسعينيات، وفشل مجموعة مينسك بقيادة روسيا وفرنسا وأميركا في حل قضية الإقليم المحتل على مدار 3 عقود، وما تعرض له الهنود الحمر في أميركا، أمر معلوم ولا داعي للخوض في هذا الموضوع بشكل مفصل.
وذكر إردوغان أن الدولة العثمانية اتخذت قرار نقل وإسكان الأرمن «كتدبير ضد تمرد قائم ومجازر متصاعدة وليس ضد تهديد محتمل»، وأن القرار اتخذ في 27 مايو (أيار) 1915 وجرى تنفيذه اعتباراً من 1 يونيو (حزيران) من ذلك العام، ولم يشمل جميع المواطنين الأرمن في الدولة العثمانية وإنما اقتصر فقط على الحاضنة الشعبية للعصابات الأرمنية التي ترتكب المجازر في مناطق محددة، لم يتجاوز عددهم 600 ألف على أقصى تقدير، بحسب التقارير الأميركية، وأن الرقم الحقيقي أقل في الواقع.
وأضاف أنه لم يحدث شيء يوصف بالمأساة الإنسانية في يوم 24 أبريل (نيسان) 1915، وهو اليوم الذي يحيي فيه الأرمن ذكرى الإبادة الجماعية التي يقولون إنه سقط فيها 1.5 مليون أرمني في مذابح ارتكبها العثمانيون.
وجدد إردوغان الدعوة إلى الولايات المتحدة والدول الأوروبية لفتح أرشيفاتها فيما يتعلق بأحداث 1915، بدلاً من الوقوف إلى جانب «مغالطات وافتراءات وأكاذيب من يتهربون من الحديث بوثائق أرشيفية تاريخية». وعبّر عن أمله في أن تتراجع أميركا بأسرع وقت عن هذه الخطوة «الخاطئة»، مؤكداً أن الاتهامات كالإبادة الجماعية هي مواضيع حساسة للغاية ولا يمكن أن تكون موضوعاً للسياسة.
في سياق متصل، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي، إنه لا يتوقع أن يؤثر بيان الرئيس جو بايدن بخصوص أحداث 1915، سلباً على العلاقات العسكرية مع تركيا. وأضاف كيربي، في مؤتمر صحافي مساء الاثنين، أن بلاده حريصة على العمل مع أنقرة عن كثب في الكثير من الملفات المهمة على الساحة الدولية، وعلى رأسها محاربة وجود تنظيم «داعش» والجماعات الإرهابية في سوريا.
على صعيد آخر، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين القادة الأوروبيين إلى حث تركيا على احترام حقوق المرأة باعتبارها «شرطاً مسبقاً»، ضمن شروط أخرى، لاستئناف علاقات أوروبا معها.
إردوغان: بايدن خضع لجماعات متطرفة للاعتراف بـ «إبادة الأرمن»
إردوغان: بايدن خضع لجماعات متطرفة للاعتراف بـ «إبادة الأرمن»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة