«العينية» و«سويقة» و«قباء» حلل رمضانية تزدان في المدينة المنورة

أزقة اشتهرت بإرثها التاريخي، أسواق وشوارع يحفظها أهالي منطقة المدينة المنورة وتكتظ بالزوار في المواسم، شارع «العينية» الذي يتسم بفنون العمارة التي كانت الحجارة أساسها من الأرصفة حتى متاجر «سوق سويقة» المحلية، التي تقع على محاذاة شارع «العينية»، تخط لفتة أثرية بطابع إسلامي تاريخي.
برز الاهتمام في «العينية» من خلال تدشين مبادرات ومشاريع تنموية تساهم في تعزيز التراث التاريخي وخلق فرص عمل تستقطب مواهب الشباب المديني، حيث دُشّنت مبادرة «العينية» بتوجيه من الأمير فيصل بن سلمان، أمير منطقة المدينة المنورة، التي توفر معامل تدريب للأعمال اليدوية والحرفية المتنوعة، وتستهدف نساء المدينة من خلال تمكينهن بفرص تدريبية مختلفة.
وتهدف مبادرة «العينية» التي تأتي ضمن مشروعات ومبادرات «نماء المنورة» وشريكها الاستراتيجي الداعم «بنك التنمية الاجتماعية» لتدريب ثلاثة آلاف سيدة، وتمكين 900 سيدة خلال ثلاث سنوات، على إنتاج وصناعة الهدايا والتحف التذكارية بكفاءة واحترافية عالية.
ويحفل تبادل الهدايا التذكارية في المناسبات الدينية والاجتماعية خاصة خلال شهر رمضان المبارك، واستقبال العيدين مما ينعش الأسواق المحلية. ويتواءم مجال صنع القطع التذكارية مع تنمية السياحة الدينية ومتطلبات زوار منطقة المدينة المنورة، حيث تحمل القطع في طياتها روحانية المكان وأثره.
وأوضحت آلاء غلام، اختصاصية التسويق والعلاقات في «نماء المنورة»، أنّ المشروع يعد بداية لتحويل المدينة المنورة لمحطة ثقافية مهمة بُنيت بعيون محبة للفن والهندسة المعمارية الإسلامية، مشيرة إلى أنّ العينية يأتي «داعماً وممكناً للصناعة المحلية، وله مسارات مختلفة تصب في التدريب ثم التمكين والإنتاج وأخيراً سوق سويقة».
وأضافت غلام في حديث مع «الشرق الأوسط»، أنّ المرأة حظيت بثقة القيادة بدورها المحوري والحيوي، وللقيام بما هو ملموس في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وتابعت أنّ «التكامل بين (نماء المنورة) وعملها الدائم لتنمية الإنسان وبنك التنمية الاجتماعية الداعم لمشاريع الاستدامة المعنية بتمكين الأسر والمرأة العاملة من دخول سوق العمل فيما يحقق دخلاً مادياً مدراً وتنمية مستدامة للسيدة التي هي نصف المجتمع أولاً، وللمشاريع المحلية ذات العائد بصدى يمتد حتى الشرق الأوسط ثانياً».
ويعتبر شارع العينية أهم شوارع المدينة القديمة في جانبه الغربي الذي ينتهي إلى مجموعة من الأسواق، على جانبه الشرقي بيت عبد الله بن عبد المطلب، والد النبي محمد.
ويكمل «سوق سويقة» آلية العمل التدريبي في معامل «العينية»، حيث تُعرض المنتجات اليدوية بانسجام مع شكل السوق الشعبية، في حركة تعزز الدعم الاقتصادي لنساء المدينة المنورة.
وتشمل سوق سويقة 42 متجراً بمساحات مختلفة، وتُعرض المتاجر حالياً كفرصة استثمارية مجّانية لتمكين الصناعة المحلية الحرفية وتطوير المنتجات والعلامة التجارية لكل متقدمة، ويجري العمل بالنسق نفسه بالتعاون مع متدربات من معامل العينية وتمكينهن بمتاجر سوق سويقة.
على «جادة قباء»، طريق مشاة يمتد من المسجد النبوي الشريف وحتى مسجد قباء بطول 3 كيلومترات، تتوسطه أسواق «جادة قباء» الشعبية، التي تزينت بالحلة الرمضانية وامتلأت بالزوار مع تطبيق الإجراءات الاحترازية.
وخصص سوق «جادة قباء» نقاط بيع لأكثر من 200 أسرة منتجة بمناسبة شهر رمضان، وتنوعت المنتجات المعروضة لتشمل الحلويات والإكسسوارات والأكلات الشعبية وبيع الملابس وألعاب الأطفال.
وتعد «جادة قباء» من أهم المعالم التاريخية والإسلامية في المدينة المنورة فتميزت بموقعها الاستراتيجي وعمرانها الفريد، حيث تسعى هيئة تطوير المدينة من خلال برامجها وخططها لجعل المدينة المنورة منطقة سياحية مع مراعاة معايير أنسنة المدن وجودة الحياة على مدار العام.
وساهم تطوير «جادة قباء» في إنعاش الحركة التجارية في المنطقة، التي تحتضن أهم الأسواق التجارية القديمة في المدينة، وتضمنت مراحل تطوير الجادة، تنفيذ أعمال الأرصفة بأحجار البازلت والغرانيت، وتطوير وتحسين واجهات المحلات التجارية، وتوحيد الهوية، وتطوير واجهات المباني السكنية المطلة على جانبي الطريق، وتجهيز مساحات مخصصة للفعاليات التي احتضنتها الجادة خلال الفترة السابقة.
ويهدف مشروع أنسنة المدن القائم في المدينة المنورة إلى تطوير وتحسين المواقع الحيوية وتأهيلها لترتقي إلى وجهات سياحية جاذبة وصديقة للبيئة، وذلك لخلق مواقع ترفيهية سياحية حاضنة للتاريخ والثقافة والفن.