ترقب لإعلان عباس تأجيل الانتخابات في اجتماع القيادة الفلسطينية الخميس

القرار أبلغ لجهات دولية... و«حماس» وقوائم انتخابية تعارضه

مقدسيون يزيلون الحواجز في ساحة باب العامود مساء الأحد (وفا)
مقدسيون يزيلون الحواجز في ساحة باب العامود مساء الأحد (وفا)
TT

ترقب لإعلان عباس تأجيل الانتخابات في اجتماع القيادة الفلسطينية الخميس

مقدسيون يزيلون الحواجز في ساحة باب العامود مساء الأحد (وفا)
مقدسيون يزيلون الحواجز في ساحة باب العامود مساء الأحد (وفا)

قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، إن القيادة الفلسطينية ستجتمع مساء الخميس المقبل، لمناقشة موضوع الانتخابات التشريعية دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل.
وجاء حديث أشتية بعد ساعات من اجتماع للجنة المركزية لحركة فتح، ترأسه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أكد خلاله أنه لا انتخابات ستعقد دون القدس. وقال عباس إن «القدس خط أحمر لن نقبل المساس بذلك، ونحيي أهلنا في القدس على صمودهم في وجه المخططات الإسرائيلية الهادفة بالسيطرة على المدينة المقدسة. ونؤكد لن نقبل بأي حال من الأحوال بإجراء الانتخابات العامة دون حضور القدس وأهلها، ترشيحا ودعاية وانتخابات، حسب الاتفاقيات الموقعة». وطالب عباس في مداخلته، المجتمع الدولي بالضغط على الحكومة الإسرائيلية للالتزام بالاتفاقيات الموقعة فيما يخص العملية الانتخابية، «وتحديدا أن تكون الترشيحات والدعاية والانتخابات داخل المدينة المقدسة».
موقف عباس يعزز بنسبة كبيرة اتخاذ قرار بإلغاء الانتخابات خلال اجتماع الخميس، بسبب أن إسرائيل تمنع إجراءها في القدس. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن السلطة الفلسطينية أبلغت مصر وجهات دولية، عزمها تأجيل الانتخابات حتى إشعار آخر. وأضافت أن «بيانا رسميا سيصدر بهذا الشأن من رام الله خلال اليومين القادمين»، والسبب هو «رفض إسرائيل السماح بالتصويت في القدس».
وكانت «الشرق الأوسط»، قد نشرت عن توجه الرئيس عباس لتأجيل الانتخابات التي كانت مقررة في 22 من مايو (أيار) القادم، وذلك قبل بداية الدعاية الانتخابية بداية الشهر القادم. وأكدت مصادر مطلعة، أن قرار التأجيل متخذ فعلا لكن يجب نقاشه على نطاق واسع مع الفصائل يوم الخميس. وبحسب المصادر، فإن حماس مدعوة أيضا لاجتماع القيادة، لكن الحركة ترفض تأجيل الانتخابات ولو ليوم واحد.
ودعا خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، ورئيس قائمة «القدس موعدنا»، التابعة للحركة، أمس، «الكل الوطني، إلى البناء على إنجاز المقدسيين، بالتأكيد على ضرورة فرض الانتخابات في مدينة القدس بقرار وطني فلسطيني، وتحويل يوم الاقتراع إلى مواجهة واشتباك مع الاحتلال». وشدد الحية في بيان صحافي، على أن ما جرى في القدس دلالة قاطعة على أنه «بإمكاننا أن نجبر الاحتلال على أن نُجري الانتخابات في القدس، كما أجبره أهلنا هناك في كل المواقع والساحات».
وأردف أن «القدس تتقدم إلى موقع جديد في المواجهة مع الاحتلال، من الكاميرات والبوابات الإلكترونية، إلى مصلى باب الرحمة، وليس انتهاء بالحواجز في محيط باب العامود». وكان الحية حذر سابقا من أن تأجيل الانتخابات هو قفزة في الهواء وإلى المجهول.
يذكر، أن قوائم انتخابية أخرى، ترفض فكرة التأجيل تحت أي ظرف.
وقال هاني المصري، وهو أحد الأعضاء البارزين في (قائمة الحرية) التي شكلها القيادي المفصول في مركزية «فتح»، ناصر القدوة والقيادي الأسير عضو المركزية مروان البرغوثي، إن قرار التأجيل «هو أخطر قرار يتخذ منذ فترة طويلة». وطالب على حسابه في «فيسبوك»: «لا بد من معارضة واسعة له شعبيا وسياسيا». ويأتي قرار التأجيل المرتقب بعد جدل حول ما إذا كان الرئيس الفلسطيني قرر ذلك بسبب القدس، أو بسبب الخلافات التي ظهرت داخل فتح وتشكيل قوائم موازية للحركة من قياداتها. وينفي مسؤولو فتح ذلك قطعيا، ويقولون إنهم جاهزون لخوض المعركة الانتخابية، لكن ليس على حساب القدس.
وأصدرت مركزية فتح بيانا أكدت فيه أنه لن تكون هناك انتخابات دون إجرائها داخل المدينة المقدسة، ترشيحا ودعاية وانتخابا، «لأن القدس عاصمة دولتنا الأبدية، وعدم إجرائها فيها يعني العودة لتنفيذ ما سمي بصفقة القرن، التي أفشلها الصمود الفلسطيني الرسمي والشعبي، مؤكدة أن الحياة الديمقراطية هي وسيلة حكم وأداتها الانتخابات». وتابعت اللجنة المركزية، أن «الشعب الفلسطيني بأسره لن يقبل بأي شكل من الأشكال، أن تكون الانتخابات العامة على حساب الحق الفلسطيني في القدس، ولن يتنازل عن عاصمته الأبدية، ولن يقبل بدولة ذات حدود مؤقتة ولا بأي مشاريع تتناقض مع قرارات المجلس الوطني وقرارات الشرعية الدولية». وأكدت مركزية فتح أن القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين، خط أحمر. هذا، وشارك المقدسيون قبل ذلك في الانتخابات التي جرت في الأعوام 1996 و2005 و2006 ثم رفضت إسرائيل كل طلب لاحق بعد ذلك.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.