انتعاش التجارة والمقاولات في المدينة المنورة

تقرير يرصد نمواً في أنشطة المطاعم والإعاشة والقطاع الخدمي

المدينة المنورة تشهد مؤشرات نمو في النشاط التجاري وأعمال المقاولات (الشرق الأوسط)
المدينة المنورة تشهد مؤشرات نمو في النشاط التجاري وأعمال المقاولات (الشرق الأوسط)
TT

انتعاش التجارة والمقاولات في المدينة المنورة

المدينة المنورة تشهد مؤشرات نمو في النشاط التجاري وأعمال المقاولات (الشرق الأوسط)
المدينة المنورة تشهد مؤشرات نمو في النشاط التجاري وأعمال المقاولات (الشرق الأوسط)

كشف تقرير صدر حديثاً عن نمو النشاط التجاري وأداء قطاع المقاولات في منطقة المدينة المنورة (غرب السعودية) خلال الربع الأول من العام الجاري، لافتاً إلى تصاعد مطرد في نشاط المطاعم والإعاشة خلال الفترة الماضية مع عودة الحياة ورفع الحظر الكلي والجزئي.
ووفق تقرير أصدرته الغرفة التجارية في المدينة المنورة، شهدت الأنشطة الصناعية والخدمية كذلك نمواً في مؤشرات أعمالها، لافتاً إلى جملة من الخطوات الفاعلة التي اتخذتها الغرفة لتحفيز البيئة الاقتصادية والاستثمارية وتعزيز المحتوى المحلي في المنطقة بهدف المحافظة على استمرارية المنشآت العاملة وتخفيف الآثار السلبية للجائحة لقطاع الأعمال بوجه خاص ومجتمع المدينة المنورة بوجه عام.
واعتمد التقرير الاقتصادي للربع الأول من العام الحالي على قاعدة بيانات المنتسبين في منطقة المدينة المنورة وتصنيف الأنشطة، وفقاً للدليل الوطني للأنشطة الاقتصادية، الذي أوضح أن إجمالي عدد السجلات التجارية بلغ 45.3 ألف سجل تجاري بزيادة 7 في المائة، مقارنة بالمتوسط العام خلال الفترة من مارس (آذار) 2020 حتى نهاية مارس من العام الحالي.
وأشار التقرير إلى أن النشاط التجاري استحوذ على أكبر عدد سجلات تجارية بنصب 17.4 ألف سجل تجاري ثم المقاولات 6.9 ألف سجل، تليه أنشطة المطاعم والإعاشة 5.3 ألف سجل، فالأنشطة الصناعية 4.3 ألف سجل، والخدمية 3.2 ألف سجل تجاري.
ويؤكد من خلال تحليلاته الاقتصادية أن الأنشطة السياحية من أبرز الأنشطة التي تأثرت بالجائحة، فيما لم تتأثر أنشطة النقل والتخزين وأنشطة الاتصالات والمعلومات كثيراً، فيما شهد نشاط المطاعم والإعاشة نمواً مطرداً، خصوصاً بعد قرار رفع الحظر، في حين سجل التقرير تراجعاً في الأنشطة التجارية بمحافظة خيبر التابعة لمنطقة المدينة المنورة بنحو 2.6 في المائة في أعداد السجلات النشطة خلال مارس الماضي.
وأشار التقرير إلى التراجع الملحوظ في أنشطة ورش صيانة المركبات، والمهنية، والصحية والتعليمية والعقارية والترفيهية، وتأرجحت الأنشطة السياحية وأنشطة التأجير، فيما تنامى الإقبال على الأنشطة التعدينية والطلب على المنتجات الزراعية نظراً لتأثر سلاسل الإمداد الخارجي.
وبحسب التقرير، فإن هذا الوضع الاقتصادي والحالة التجارية ينطبقان على الثلاث المحافظات التابعة للمدينة المنورة (العلا، والمهد، وخيبر)، مع تنامي عدد السجلات التجارية في محافظة المهد، والثبات النسبي في الأنشطة السياحية والمهنية والصحية، كما ازدادت الأنشطة السياحية والزراعية في محافظة العلا، إلا أن هناك تراجعاً ملحوظاً في منحى السجلات التجارية في المحافظة خلال فترة الحظر، وبدأ مرحلة التعافي من بداية شهر أغسطس (آب) الماضي، لترتفع بعد ذلك بنسبه بلغت 7.4 في المائة مقارنة بالمتوسط السنوي.
وركز تحليل غرفة المدينة المنورة على التوظيف، إذ بينت مؤشرات التقرير الخاصة بالتوظيف للقطاع الخاص تربع منطقة المدينة المنورة على المركز السادس بين مناطق المملكة، من حيث عدد المشتغلين بها، الذي بلغ نحو 284.7 ألف موظف، بما يعادل 3 في المائة من إجمالي المشتغلين بمناطق المملكة، وفق آخر إحصائيات سوق العمل للربع الرابع 2020 الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء.


مقالات ذات صلة

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

الاقتصاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

أكمل صندوق الاستثمارات العامة السعودي الاستحواذ على حصة تُقارب 15 % في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من فعاليات النسخة السابقة من المؤتمر في الرياض (واس)

السعودية تشهد انطلاق مؤتمر سلاسل الإمداد الأحد

تشهد السعودية انطلاق النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد، يوم الأحد المقبل، برعاية وزير النقل والخدمات اللوجيستية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة تجمع المسؤولين السعوديين واليابانيين خلال إطلاق صندوق مؤشرات متداولة وإدراجه في بورصة طوكيو (الشرق الأوسط)

«الاستثمارات العامة السعودي» يستثمر بأكبر صندوق في بورصة طوكيو

أعلنت مجموعة «ميزوهو» المالية، الخميس، إطلاق صندوق مؤشرات متداولة، وإدراجه في بورصة طوكيو.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

قبل أكثر من مائة عام، بدأت رحلة السعودية ذات المناخ الصحراوي والجاف مع تحلية المياه بآلة «الكنداسة» على شواطئ جدة (غرب المملكة).

عبير حمدي (الرياض)

الاقتصاد الألماني يخشى «ضربة محتملة» من ترمب

ترام يسير في أحد شوارع مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)
ترام يسير في أحد شوارع مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)
TT

الاقتصاد الألماني يخشى «ضربة محتملة» من ترمب

ترام يسير في أحد شوارع مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)
ترام يسير في أحد شوارع مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)

قال رئيس البنك المركزي الألماني يواكيم ناغل، يوم الجمعة، إن اقتصاد ألمانيا سينكمش للعام الثاني على التوالي هذا العام، وسيكون تعافيه باهتاً، وربما يتفاقم بسبب حرب تجارية مع الولايات المتحدة.

وتعاني ألمانيا، أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، منذ سنوات، منذ أن فقد قطاعها الصناعي القوي القدرة على الوصول إلى الطاقة الروسية الرخيصة، وأيضاً مع تضاؤل ​​شهية الصين للصادرات الألمانية.

ومن المتوقع الآن أن يشهد الاقتصاد الألماني ركوداً خلال أشهر الشتاء ثم يتعافى بأبطأ وتيرة ممكنة؛ حيث سيكون الارتفاع المتوقع في الاستهلاك الخاص أقل ما كان مرتقباً، وقد يضعف سوق العمل أكثر وتتعافى استثمارات الأعمال ببطء.

وقال ناغل: «الاقتصاد الألماني لا يكافح فقط الرياح الاقتصادية المعاكسة المستمرة، ولكن أيضاً المشاكل البنيوية. كما تستجيب سوق العمل الآن بشكل ملحوظ للضعف المطول للنشاط الاقتصادي».

ويتوقع البنك المركزي الألماني الآن انكماش الاقتصاد الألماني بنسبة 0.2 في المائة هذا العام، بعد أن توقع في يونيو (حزيران) توسعاً بنسبة 0.3 في المائة، بينما تم خفض توقعات النمو لعام 2025 إلى 0.2 في المائة من 1.1 في المائة سابقاً.

ولكن حتى هذه الأرقام قد تكون مفرطة في التفاؤل، كما حذر البنك، نظراً للتهديدات الناجمة عن الحمائية المتزايدة والصراعات الجيوسياسية وتأثير التغيير الهيكلي على الاقتصاد الألماني.

وأضاف البنك المركزي الألماني أن محاكاة الرسوم الجمركية المتزايدة المتوقعة من إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، تظهر أن الولايات المتحدة ستعاني من أكبر ضربة للنمو، ولكن ألمانيا ستخسر أيضاً ما بين 1.3 و1.4 في المائة من الناتج حتى عام 2027، وقد يرتفع التضخم أيضاً بسبب هذه التدابير.

وقال البنك المركزي الألماني إن التضخم سيرتفع بنسبة 0.1 إلى 0.2 في المائة سنوياً حتى عام 2027 بسبب سياسة الحماية التي ينتهجها ترمب، لكن نموذج المعهد الوطني للاقتصاد القياسي العالمي توقع انخفاضاً بنسبة 1.5 في المائة العام المقبل، و0.6 في المائة في عام 2026. وقال البنك المركزي الألماني: «المخاطر التي تهدد النمو الاقتصادي حالياً تميل إلى الجانب السلبي، والمخاطر التي تهدد التضخم تميل إلى الجانب الإيجابي»، مضيفاً أن الانتخابات الفيدرالية الألمانية في الأشهر المقبلة قد تغير التوقعات المالية.

وهذا الضعف المستمر هو أحد الأسباب الرئيسية وراء خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة يوم الخميس، والتلميح إلى المزيد من التيسير في المستقبل، مع تراجع مخاوف التضخم إلى حد كبير وتحول التركيز نحو النمو.

لكن البنك المركزي الألماني ليس مستعداً بعد لإعلان الفوز في معركة التضخم؛ حيث قال يوم الجمعة إن تضخم أسعار المواد الغذائية قد يقفز، وإن تضخم الخدمات سيظل مرتفعاً، مما يبقي الزيادات في الأسعار أعلى من متوسط ​​منطقة اليورو.

وفي غضون ذلك، أظهرت البيانات يوم الجمعة تراجع الصادرات الألمانية على نحو ملحوظ في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأعلن مكتب الإحصاء الاتحادي في فيسبادن أن الصادرات انكمشت في أكتوبر بنسبة 2.8 في المائة مقارنة بسبتمبر (أيلول) السابق عليه، إلى 124.6 مليار يورو. كما انخفضت الصادرات بنفس النسبة على أساس سنوي.

وانخفضت الصادرات إلى الولايات المتحدة، أكبر سوق للصادرات الألمانية، بنسبة 14 في المائة على أساس شهري لتصل إلى 12.2 مليار يورو. وفي الوقت نفسه، انخفضت الصادرات الألمانية إلى الصين بنسبة 3.8 في المائة. وفي التجارة مع دول الاتحاد الأوروبي، انخفضت الصادرات الألمانية بنسبة 0.7 في المائة.

وكتب كبير الاقتصاديين في مصرف «في بي»، توماس جيتسل، أن بداية الربع الأخير من عام 2024 لا تبشر بالخير مع الانخفاض الذي سجلته الصادرات في أكتوبر الماضي، وأضاف: «حتى لو كان الانخفاض الكبير في الصادرات إلى الولايات المتحدة يتعلق على الأرجح بالطلبيات الكبيرة، فإن التراجع يعطي لمحة عما يمكن أن يحدث في حالة حدوث نزاعات جمركية كبيرة مع الولايات المتحدة».

وتسببت المنافسة المتزايدة في الأسواق العالمية من الصين، على سبيل المثال، فضلاً عن مشكلات هيكلية في الصناعة الألمانية، مثل ارتفاع تكاليف الطاقة والأعباء البيروقراطية الكثيرة، في إنهاك ألمانيا بوصفها دولة تصديرية لفترة طويلة. وكانت الصادرات قد انخفضت بالفعل في سبتمبر الماضي.

وانخفضت الواردات إلى ألمانيا بنسبة 0.1 في المائة في أكتوبر مقارنة بسبتمبر إلى 111.2 مليار يورو. وبالمقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي، كانت هناك زيادة بنسبة 1.7 في المائة. وكان الميزان التجاري إيجابياً عند 13.4 مليار يورو.