باحثون ينصحون بـ«تدريبات الشم» لاستعادة الحاسة بعد «كورونا»

رجلان يقومان بشم رائحة القهوة (أرشيفية-رويترز)
رجلان يقومان بشم رائحة القهوة (أرشيفية-رويترز)
TT

باحثون ينصحون بـ«تدريبات الشم» لاستعادة الحاسة بعد «كورونا»

رجلان يقومان بشم رائحة القهوة (أرشيفية-رويترز)
رجلان يقومان بشم رائحة القهوة (أرشيفية-رويترز)

دعا باحثون الأشخاص الذين يكافحون لاستعادة حاسة الشم بعد إصابتهم بفيروس «كورونا» للخضوع لـ«تدريب على شم الروائح» بدلاً من العلاج بالستيرويدات، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
وتتضمن هذه العملية شم الروائح المختلفة على مدى أشهر لإعادة تدريب الدماغ على التعرف عليها.
وتقول مجموعة من الخبراء الدوليين إن التدريب على شم الروائح يعتبر عملية رخيصة وبسيطة.
وعلى عكس الأدوية، فهذه الطريقة خالية من الآثار الجانبية المحتملة.
ويعد فقدان حاسة الشم أحد الأعراض الرئيسية لعدوى فيروس «كورونا» إلى جانب الحمى والسعال المستمر.
في معظم الحالات، تعود حاسة الشم بسرعة نسبيًا بعد زوال المرض.
لكن حوالي واحد من كل خمسة أشخاص أفاد بأنه ما زال يواجه مشاكل بعد ثمانية أسابيع من مرضه.
وأحد العلاجات التي وصفها الأطباء عبارة عن مجموعة من الأدوية المعروفة باسم الكورتيكوستيرويدات، والتي تقلل الالتهاب في الجسم وتستخدم بالفعل لعلاج حالات مثل الربو.
لكن البروفسور كارل فيلبوت، من كلية طب نورويتش بجامعة إيست أنجليا في بريطانيا، والذي كان جزءًا من الفريق الذي راجع الأدلة الحالية، قال إنه لا يوجد الكثير مما يوحي بأن الكورتيكوستيرويدات ستساعد في محاربة فقدان حاسة الشم.
وقال: «ولأن لها آثارًا جانبية ضارة محتملة معروفة، نصيحتنا أنه لا ينبغي وصفها كعلاج لفقدان القدرة على الشم بعد الإصابة بالفيروس».
وتابع: «لحسن الحظ، سيستعيد معظم الأشخاص الذين لا يتمكنون من الشم نتيجة لـ(كوفيد - 19) هذه الحاسة تلقائيًا».
وتشمل الآثار الجانبية للستيرويدات احتباس السوائل وارتفاع ضغط الدم ومشاكل تقلب المزاج والسلوك.
بدلاً من ذلك، اقترح العلماء في ورقة بحثية «التدريبات على الشم».
ويتضمن ذلك استنشاق أربعة أشياء لها رائحة مميزة وسهلة التعرف عليها ومألوفة - على سبيل المثال، البرتقال أو النعناع أو الثوم أو القهوة - مرتين يوميًا لعدة أشهر.
وأشار البروفسور فيلبوت إلى إن الأبحاث تظهر أن 90 في المائة من الناس تعود لديهم حاسة الشم بعد ستة أشهر. وإذا لم تعد، يؤكد أن التدريب يساعد الدماغ في التعرف على الروائح المختلفة.
وأوضح فيلبوت: «هذه الطريقة تهدف إلى المساعدة في التعافي على أساس المرونة العصبية - قدرة الدماغ على إعادة تنظيم نفسه للتعويض عن التغيير أو الإصابة».


مقالات ذات صلة

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

صحتك القلق قد يتسبب في مشكلات نفسية وجسدية للشخص (رويترز)

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

يسيطر القلق على أفكار كثير من الأشخاص، إذ يميل البعض إلى توقع حدوث الأحداث المروعة أو الكارثية في المستقبل ويعتقدون أن القلق قد يساعد على منع حدوثها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

يعمل عدد من المليارديرات على تطوير حبوب لإطالة العمر، يقول الخبراء إنها تستهدف الأغنياء فقط، نظراً لتكلفتها المرتفعة المتوقعة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

مع دخول فصل الشتاء، وزيادة برودة الأجواء، ما التأثير الذي قد يخلفه هذا الجو على صحتنا؟ وهل له تأثير على ضغط الدم؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)

دراسة تكشف ميزة جديدة لأدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك»: تحمي الكلى

أفادت دراسة جديدة بأن أدوية السمنة الشائعة، مثل «أوزمبيك»، قد تساعد أيضاً في حماية الكلى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
TT

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)

بعيداً عن التكلس السياسي الذي تعانيه ليبيا، انطلق في العاصمة طرابلس مهرجان للفيلم الأوروبي تحت إشراف بعثة الاتحاد الأوروبي إلى البلاد، بالتعاون مع الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، في خطوة تستهدف توسيع الشراكة الثقافية وكسر حاجز الانقسام، من خلال تجميع الليبيين بالثقافة والفن.

وتشارك في النسخة الأولى من المهرجان، التي انطلق الأحد، 5 سفارات أوروبية عاملة في ليبيا، بأعمال يتم عرضها للجمهور مجاناً لمدة 5 أيام، تنتهي الخميس المقبل. وعبّر سفير بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، نيكولا أورلاندو، عن سعادته لافتتاح أول مهرجان سينمائي ليبي - أوروبي في طرابلس، إلى جانب الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، وسفارات فرنسا وألمانيا وإيطاليا ومالطا وإسبانيا. وعدّ هذا الحدث «علامة فارقة في الشراكة الثقافية بين ليبيا والاتحاد».

ويعرض مساء اليوم (الاثنين) فيلم «راعي البقر من الحجر الجيري» المقدم من سفارة مالطا، بقاعة الهيئة العامة للسينما والمسرح في شارع الزاوية بطرابلس، التي دعت الجمهور للاستمتاع بمشاهدته.

البوستر الترويجي لفيلم «فتاة عادت» الإيطالي (إدارة المرجان)

وبجانب الفيلم المالطي، فإن العروض المفتوحة للجمهور تتضمن، وفق ما أعلنت إدارة المهرجان، ورئيس بعثة الاتحاد، «طفلة عادت» من إيطاليا، و«قصر الحمراء على المحك»، إسباني، ويعرض الثلاثاء، ثم «كليو» (ألمانيا) الذي يعرض للجمهور الأربعاء، على أن يختتم المهرجان بفيلم «عاصفة» الفرنسي.

ولوحظ أن الدول المشاركة في المهرجان حرصت على تروّج الأعمال المشاركة، من هذا المنطلق دعا المركز الثقافي الفرنسي والسفارة الفرنسية في ليبيا الجمهور الليبي لحضور الفيلم الفرنسي الذي أخرجه كريستيان دوغواي، وقالا في رسالة للجمهور الليبي: «نحن في انتظاركم لتشاركونا هذه اللحظة السينمائية الاستثنائية».

جانب من افتتاح مهرجان الفيلم الأوروبي في طرابلس (البعثة الأوروبية إلى ليبيا)

وكان رئيس هيئة السينما والمسرح والفنون، عبد الباسط بوقندة، عدّ مبادرة الاتحاد لإقامة المهرجان «خطوة إيجابية في مسار الشراكة بين ليبيا، متمثلة في هيئة السينما والمسرح والفنون، والاتحاد الأوروبي والدول الخمس المشاركة».

وأضاف بوقندة، في كلمة الافتتاح، الذي بدأ الأحد بعرض الأفلام، أن المناسبة «تفتح آفاقاً واسعة في مجالات السينما كواحدة من أهم أنواع التواصل بين الشعوب ومرآة عاكسة لكثير من القضايا الاجتماعية والإنسانية والثقافية التي تسهم بفاعلية في توعية الناس، وتدفع بهم تجاه الارتقاء والإحساس بالمسؤولية».

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي (السفارة الفرنسية لدى ليبيا)

وخلال مراسم الافتتاح، عُرض فيلم «شظية» الليبي الذي أنتج في الثمانينات، من تأليف الأديب الليبي المعروف إبراهيم الكوني، ويحكي قصة معاناة الليبيين مع الألغام التي زرعت في صحراء ليبيا خلال الحرب العالمية الثانية، وراح ضحيتها كثير من المواطنين في مدن ومناطق مختلفة من البلاد.

وبجانب العروض السينمائية في ليبيا، تُجمّع الفنون في ليبيا عادةً من فرقت بينهم السياسة، ويحشد المسرح على خشبته ممثلين من أنحاء البلاد، كانت قد باعدت بينهم الآيديولوجيات في زمن ما، يحكون جميعاً أوجاعهم عبر نصوص ولوحات إبداعية، ويفتحون نوافذ جديدة للتلاقي والحوار بعيداً عن النزاع والانقسام السياسي.

وسبق أن تعطلت الحركة الفنية المسرحية في ليبيا، مُتأثرة بالفوضى الأمنية التي شهدتها ليبيا عقب اندلاع ثورة «17 فبراير» التي أسقطت نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011. لكن مع الاستقرار النسبي الذي تشهده ليبيا يظل الرهان على الفن في اختبار الانقسام السياسي، الذي ضرب البلاد، لتوحيد الليبيين.