البُعد الإقليمي لمفاوضات فيينا النووية مع إيران

البُعد الإقليمي لمفاوضات فيينا النووية مع إيران
TT

البُعد الإقليمي لمفاوضات فيينا النووية مع إيران

البُعد الإقليمي لمفاوضات فيينا النووية مع إيران

يرى دبلوماسي من المشاركين في المفاوضات الجارية في فيينا أن إعادة العمل بالاتفاق النووي هو أساس فتح ملفات أخرى مع إيران. ويتابع في لقاء مع «الشرق الأوسط» أن «الإدارة الأميركية الحالية حذرة بما فيه الكفاية كي لا ترتكب هذا الخطأ الاستراتيجي. نعم علينا أن نعيد العمل بالاتفاق ومن ثمّ يمكن مناقشة كل شيء... ولكن هذا يجب أن يحصل في إطار أوسع يضم دولاً أخرى».
ويعتقد المفاوضون الذين يلعبون دور الوسيط أن العودة للاتفاق ما زالت أفضل الحلول بالنسبة إلى المنطقة. وفي رأي هذا الدبلوماسي: «أنا مقتنع بأن إعادة العمل بالاتفاق في مصلحة جيران إيران لأنه لا بديل أفضل بالنسبة إليهم». ويردف: «إن إعادة العمل بالاتفاق تعني أن برنامج إيران النووي سيكون سلمياً بشكل حصري، وهذا سيجري تأكيده من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بناءً على مئات عمليات التفتيش سنوياً. ولدى الوكالة الخبرة والمعرفة في إدارة عمليات التفتيش، وسنعتمد على استنتاجاتهم بكل تأكيد».
في هذه الأثناء، فإن عمل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية محدود الآن في إيران، ويقتصر على العمليات الضرورية ولا يمكنهم تنفيذ زيارات مفاجئة كما كان الحال من قبل. ويُذكر أن إيران أوقفت في فبراير (شباط) الماضي السماح للوكالة بالحصول على أشرطة الفيديو من كاميرات مثبتة داخل المفاعل النووية في إيران، وهي تقول إنها ستحتفظ بها لمدة ثلاثة أشهر، تنتهي في 22 مايو (أيار) المقبل. وفي حال تحقق اتفاق لإعادة العمل بالاتفاق النووي، تدّعي إيران أنها ستسلم هذه الأشرطة للمفتشين الدوليين، وإلا فإنها ستدمرها. وكان رافاييل غروسي، أمين عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قد توصل إلى اتفاق مبدئي مع طهران في فبراير الماضي، يُبقي على عمليات التفتيش الأساسية لمدة ثلاثة أشهر، بعدما كان الإيرانيون قد هددوا بوقف هذا التعاون بشكل كلي في نهاية فبراير الماضي. وقال غروسي حينذاك إنه أكسب المجتمع الدولي 3 أشهر للتوصل لاتفاق جديد مع إيران.
وهذا التاريخ، هو أصلاً التاريخ الذي وضعه المفاوضون أمامهم هدفاً لإكمال المفاوضات. ويقول السفير الروسي ميخائيل أوليانوف، إن هناك «أملاً» بالتوصل لاتفاق خلال شهر، لكنه يشير إلى الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة في يونيو (حزيران) والتي يتوقع أن يفوز بها رئيس محافظ. ويضيف أوليانوف أن الهدف الانتهاء من المفاوضات قبل إطلاق الحملة الرئاسية الإيرانية في 25 مايو. وبالفعل، تستخدم إيران هذا التاريخ أيضاً لزيادة الضغوط على واشنطن عبر الترويج لأن وصول رئيس محافظ قد يغيّر المعادلة ويجعل إعادة الاتفاق مستحيلة، مع أن الكلمة الأخيرة في إيران تظل للمرشد الأعلى لا للرئيس.


مقالات ذات صلة

أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

حصاد الأسبوع Chinese Foreign Minister Wang Yi (C) speaks during a press conference with Senegal's Foreign Minister Yassine Fall (L) and Congo Foreign Minister Jean-Claude Gakosso (R) at the Forum on China-Africa Cooperation (FOCAC) in Beijing on September 5, 2024. (Photo by GREG BAKER / AFP)

أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

منذ فترة ولايته الأولى عام 2014، كان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أكبر مناصر للعلاقات بين الهند وأفريقيا.

براكريتي غوبتا (نيودلهي)
حصاد الأسبوع نيتومبو ندايتواه... أول امرأة تترأس ناميبيا

نيتومبو ندايتواه... أول امرأة تترأس ناميبيا

سطرت نيتومبو ناندي ندايتواه، 72 عاماً، اسمها في التاريخ بوصفها أول امرأة تتولى رئاسة ناميبيا منذ استقلال البلاد عام 1990، بعدما حصدت 57 في المائة من الأصوات في

فتحية الدخاخني ( القاهرة)
رياضة سعودية السعودية تستمر في تشكيل خريطة مختلف الرياضات العالمية بتنظيم واستضافات غير مسبوقة (الشرق الأوسط)

السعودية ستُشكل خريطة الرياضة العالمية في 2025

شارف عام حافل بالأحداث الرياضية بما في ذلك الألعاب الأولمبية التي حظيت بإشادة واسعة وأربع بطولات قارية لكرة القدم على الانتهاء ومن المتوقع أن يكون عام 2025 أقل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
حصاد الأسبوع فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

بعد 9 أيام من سقوط الحكومة الفرنسية بقيادة ميشال بارنييه في اقتراع لحجب الثقة، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فرنسوا بايرو، زعيم رئيس حزب الوسط (الموديم)،

أنيسة مخالدي (باريس)
حصاد الأسبوع خافيير ميلي (أ.ب)

خافيير ميلي... شعبية «المخرّب الأكبر» لا تعرف التراجع

في المشهد الشعبوي واليميني المتطرف، المتنامي منذ سنوات، يشكّل الصعود الصاعق لخافيير ميلي إلى سدّة الرئاسة في الأرجنتين، حالة مميّزة، لا بل فريدة، من حيث الأفكار

شوقي الريّس (مدريد)

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)
TT

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)

سينغمان ري (الصورة الرئاسية الرسمية)

إلى جانب يون سوك - يول، فإن أربعة من رؤساء كوريا الجنوبية السبعة إما قد عُزلوا أو سُجنوا بتهمة الفساد منذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر الثمانينات.

وفي سلسلة من التاريخ المظلم لقادة البلاد، عزل البرلمان الرئيسة بارك غيون - هاي، التي كانت أول امرأة تتولى منصب الرئاسة الكورية الجنوبية، ثم سُجنت في وقت لاحق من عام 2016. ولقد واجهت بارك، التي هي ابنة الديكتاتور السابق بارك تشونغ - هي، اتهامات بقبول أو طلب عشرات الملايين من الدولارات من مجموعات اقتصادية وصناعية كبرى.

وفي الحالات الأخرى، انتحر روه مو - هيون، الذي تولى الرئاسة في الفترة من 2003 إلى 2008، بصورة مأساوية في مايو (أيار) 2009 عندما قفز من منحدر صخري بينما كان قيد التحقيق بتهمة تلقي رشوة، بلغت في مجموعها 6 ملايين دولار، ذهبت إلى زوجته وأقاربه.

وعلى نحو مماثل، حُكم على الرئيس السابق لي ميونغ - باك بالسجن 15 سنة في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 بتهمة الفساد. ومع ذلك، اختُصرت فترة سجنه عندما تلقى عفواً من الرئيس الحالي يون سوك - يول في ديسمبر (كانون الأول) عام 2022.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أدين تشون دو - هوان، الرجل العسكري القوي والسيئ السمعة، الملقّب بـ«جزار غوانغجو»، وتلميذه الرئيس نوه تاي - وو، بتهمة الخيانة لدوريهما في انقلاب عام 1979، وحُكم عليهما بالسجن لأكثر من 20 سنة، ومع ذلك، صدر عفو عنهما في وقت لاحق.

بارك غيون- هاي (رويترز)

الأحكام العرفية

باعتبار اقتصاد كوريا الجنوبية، رابع أكبر اقتصاد في آسيا، وكون البلاد «البلد الجار» المتاخم لكوريا الشمالية المسلحة نووياً، تأثرت كوريا الجنوبية بفترات تاريخية من الحكم العسكري والاضطرابات السياسية، مع انتقال الدولة إلى نظام ديمقراطي حقيقي عام 1987.

والواقع، رغم وجود المؤسسات الديمقراطية، استمرت التوترات السياسية في البلاد، بدءاً من تأسيسها بعد نيل الاستقلال عن الاستعمار الياباني عام 1948. كذلك منذ تأسيسها، شهدت كوريا الجنوبية العديد من الصدامات السياسية - الأمنية التي أُعلن خلالها فرض الأحكام العرفية، بما في ذلك حلقة محورية عام 1980 خلّفت عشرات القتلى.

وهنا يشرح الصحافي الهندي شيخار غوبتا، رئيس تحرير صحيفة «ذا برنت»، مواجهات البلاد مع الانقلابات العسكرية وملاحقات الرؤساء، بالقول: «إجمالاً، أعلنت الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية 16 مرة على الأقل. وكان أول مرسوم بالأحكام العرفية قد أصدره عام 1948 الرئيس (آنذاك) سينغمان ري، إثر مواجهة القوات الحكومية تمرداً عسكرياً بقيادة الشيوعيين. ثم فرض ري، الذي تولى الرئاسة لمدة 12 سنة، الأحكام العرفية مرة أخرى في عام 1952».

مع ذلك، كان تشون دو - هوان آخر «ديكتاتور» حكم كوريا الجنوبية. وتشون عسكري برتبة جنرال قفز إلى السلطة في انقلاب إثر اغتيال الرئيس بارك تشونغ - هي عام 1979، وكان بارك جنرالاً سابقاً أعلن أيضاً الأحكام العرفية أثناء وجوده في السلطة لقمع المعارضة حتى لا تنتقل البلاد رسمياً إلى الديمقراطية. نيودلهي: «الشرق الأوسط»