مستشفيات الهند تترنح تحت تفشي «كورونا»

ازدياد القلق من سلالتها... واليابان تعلن الطوارئ

مرضى «كورونا» ينتظرون لإيجاد أماكن لهم في أحد مستشفيات نيودلهي (رويترز)
مرضى «كورونا» ينتظرون لإيجاد أماكن لهم في أحد مستشفيات نيودلهي (رويترز)
TT

مستشفيات الهند تترنح تحت تفشي «كورونا»

مرضى «كورونا» ينتظرون لإيجاد أماكن لهم في أحد مستشفيات نيودلهي (رويترز)
مرضى «كورونا» ينتظرون لإيجاد أماكن لهم في أحد مستشفيات نيودلهي (رويترز)

أطلقت مستشفيات الهند مناشدات عاجلة للحصول على الأكسجين أمس (الجمعة)، مع تفاقم أزمة كوفيد في البلاد إلى مستويات مروعة، فيما أعلنت اليابان حالة الطوارئ في طوكيو، قبل ثلاثة أشهر فقط من موعد استضافتها الألعاب الأولمبية. ويضغط تفشي «كوفيد - 19» بشكل كبير على أنظمة الرعاية الصحية حول العالم، في ظل غياب أي مؤشرات على قرب السيطرة على الوباء الذي أودى بأكثر من ثلاثة ملايين شخص.
وأُرجعت الموجة التي تشهدها الهند إلى نسخة متحورة جديدة للفيروس تعد «طفرة مزدوجة» وسماح الحكومة بالتجمّعات الكبيرة التي تحوّلت إلى مناسبات شهدت انتشار الفيروس على نطاق واسع. وسجّلت البلاد الجمعة، أكثر من 330 ألف إصابة جديدة و2000 وفاة خلال يوم واحد، بينما دقّت المنشآت الصحية ناقوس الخطر حيال نقص إمدادات الأكسجين للمرضى الذين يعتمدون على أجهزة التنفّس.
وكتب أحد أكبر المستشفيات الخاصة في نيودلهي على «تويتر»: «نداء استغاثة، هناك إمدادات أكسجين لأقل من ساعة في مستشفى ماكس سمارت وماكس ساكيت». وأضاف: «يحتاج أكثر من 700 مريض تم استقبالهم إلى مساعدة فورية». ومن المقرر أن يعقد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ثلاثة اجتماعات أزمة لمناقشة إمدادات الأكسجين ومدى توافر الأدوية الأساسية. وتفاقمت المأساة مع مصرع 13 مصاباً بكوفيد في بومباي إثر اندلاع حريق في المستشفى حيث كانوا يتلقون العلاج، في آخر حلقة ضمن سلسلة الحرائق التي تشهدها منشآت الهند الصحية. وسرت آمال مطلع العام بأن تكون الهند تجاوزت الأسوأ في أزمة كوفيد.
وقال مايك رايان مدير إدارة الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية أمس (الجمعة)، إن على الهند أن تفرض قيوداً على الحركة والاختلاط لتقليص الارتفاع الحاد في حالات العدوى بفيروس كورونا المستجد. كما ذكر وزير الصحة الألماني ينس شبان أن متغير كورونا الهندي محل اهتمام على المستوى العلمي والسياسي في ألمانيا. وقال شبان أمس (الجمعة) في برلين، إنه وفقاً للوضع المعرفي الحالي، فإنه ليس من المستبعد تصنيف الهند وربما دول أخرى كمناطق تنتشر فيها متغيرات كورونا، مشيراً إلى الارتباط الوثيق بين الهند وبريطانيا.
تجدر الإشارة إلى أن المناطق التي صنفتها ألمانيا حتى الآن على أنها تنتشر فيها متغيرات كورونا، هي جنوب أفريقيا والبرازيل، حيث تنتشر متغيرات مصنفة على أنها مثيرة للقلق.
وقال نائب رئيس معهد «روبرت كوخ» الألماني لمكافحة الأمراض، لارس شاده، إنه من المحتمل «أن يضعنا المتغير أمام تحديات جديدة»، لكن ليس هناك دليل على ذلك حتى الآن. وأضاف: «علينا أن نفحص الأمر واتخاذ التحذيرات على محمل الجد»، موضحاً أنه من المهم تجنب تسلل المتغير إلى ألمانيا.
وبحسب بيانات المعهد ليوم الأربعاء الماضي، فإن عدد الحالات المثبت إصابتها بالمتغير الهندي في ألمانيا حتى الآن هو 21 حالة. وقال شاده: «لا نرى في الوقت الحالي أي اتجاه نحو انتشار واسع نطاق داخل ألمانيا. لكننا نضع ذلك في الاعتبار». وأوضح شاده أن الطفرة تسمى «المتغير المزدوج»، لأن هناك طفرتين خاصتين داخل ما يسمى «بروتين سبايك»، مضيفاً أنه من المفترض أن إحدى هاتين الطفرتين تقوض استجابة الأجسام المضادة إلى حد ما، وأن الطفرة الأخرى تقوض الذراع الثانية للاستجابة المناعية.
وأشار شاده إلى أن هذه مجرد نظرية على خلفية الملاحظات في المتغيرات الأخرى مع مثل هذه الطفرات، لكن لم يتم إثبات ذلك، ولا توجد بيانات موثوقة.
وذكر شاده أنه لا يمكن القول الآن إن المتغير منتشر بقوة، وإنه مما يُطلق عليه اسم «متغير الهروب»، وقال: «كلاهما احتمال، ولهذا السبب نضع هذا المتغير تحت الملاحظة»، مشيراً إلى أنه لم يتم تصنيفه بعد على أنه متغير مثير للقلق بسبب نقص الأدلة. تجدر الإشارة إلى أن تأثير التطعيم والمناعة بعد الإصابة يصبح أضعف مع المتغير ذي «الهروب المناعي».
ودفع ذلك الحكومة إلى التراخي في فرض التدابير الصحية والسماح بعودة معظم الأنشطة إلى طبيعتها تقريباً في الشهور الأخيرة، بما في ذلك الأعراس ومباريات الكريكت.
وشارك نحو 25 مليون حاج هندوسي، معظمهم من دون كمامات، في مهرجان كومبه ميلا الذي يعد أكبر تجمّع ديني في العالم وجرى في مدينة هاريدوار. وشدد العديد من مناطق البلاد حالياً القيود، حيث فرضت العاصمة إغلاقاً، فيما تم حظر جميع الخدمات غير الأساسية في ماهاراشترا. وأما ولاية أوتار براديش التي تعد 240 مليون نسمة فستفرض إغلاقاً في عطلة نهاية الأسبوع.
كما أغلقت دول أخرى حدودها أمام الهند خوفاً من النسخة الجديدة من الفيروس. وكانت الإمارات العربية المتحدة آخر دولة تفرض القيود على السفر من وإلى الهند، بينما علّقت كندا الرحلات الجوية مع كل من الهند وباكستان. وتشهد دول عديدة موجات جديدة من الفيروس رغم تسارع وتيرة برامج التطعيم.
وأعلنت اليابان الجمعة، حالة الطوارئ في طوكيو وثلاث مناطق أخرى، قبل ثلاثة شهور فقط من موعد استضافة البلاد لدورة الألعاب الأولمبية. وسجّلت منطقة العاصمة الخميس، أكثر من 860 إصابة جديدة بالفيروس، وهي أرقام غير مسبوقة منذ يناير (كانون الثاني). وارتفع عدد الإصابات خلال الشتاء لتعاود ارتفاعها منذ رفع حالة الطوارئ السابقة في مارس (آذار).
وقال رئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا: «قررنا اليوم إعلان حالة الطوارئ في محافظات طوكيو وكيوتو وأوساكا وهيوغو». وقال كبير الناطقين باسم الحكومة اليابانية كاتسونوبو كاتو: «سنتّخذ إجراءات طارئة قوية وموجزة ومحددة». وستتزامن القيود مع عطلة «الأسبوع الذهبي» السنوية، وهو أكبر موسم للسفر في اليابان، وقد تشمل وقف بعض خدمات القطارات والحافلات لثني السكان عن التنقل.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.