المحاصيل الزراعية في لبنان بخطر بعد «غزوة» للجراد

وزير الزراعة لـ«الشرق الأوسط»: فرقنا مستنفرة لمنع الخطر الداهم

مروحية للجيش اللبناني ترش مبيدات على أسراب الجراد فوق منطقة البقاع (أ.ف.ب)
مروحية للجيش اللبناني ترش مبيدات على أسراب الجراد فوق منطقة البقاع (أ.ف.ب)
TT
20

المحاصيل الزراعية في لبنان بخطر بعد «غزوة» للجراد

مروحية للجيش اللبناني ترش مبيدات على أسراب الجراد فوق منطقة البقاع (أ.ف.ب)
مروحية للجيش اللبناني ترش مبيدات على أسراب الجراد فوق منطقة البقاع (أ.ف.ب)

أثار وصول أسراب من الجراد الصحراوي إلى جرود بلدات لبنانية، مخاوف من غزوة للجراد تقضي على المحاصيل الزراعية، ما دفع وزارة الزراعة إلى المسارعة إلى رش مبيدات عبر طوافات عائدة للجيش اللبناني، محذرة من «نكسة غذائية» في حال عدم تدارك الأمور بسرعة.
وتفقد وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس مرتضى جرود السلسلة الشرقية في عرسال ورأس بعلبك والأماكن التي تتحرك فيها أسراب الجراد من جرود بلدة فليطا السورية نحو الحدود في مناطق خربة داود والزمراني ومرطبيا ترافقه قوة من الجيش وفرق متخصصة في مكافحة آفة الجراد من وزارة الزراعة، كما قامت‏ طوافات الجيش اللبناني وبالتنسيق مع وزارة الزراعة برش مبيدات حشرية في مناطق بعلبك ورأس بعلبك.
وأكد مرتضى أن فرق الوزارة الفنية مسحت المناطق التي شهدت موجات الجراد وتوصلت إلى تحديد نطاقها التقريبي، لافتاً إلى أنه ورغم أن أعداد الجراد ما زالت محصورة برقعة معينة فإن الخشية تبقى من تكاثرها وتقدمها السريع، لا سيما أن لونها أصفر ما يعني أن هذا الجراد ناضج جنسياً وجاهز للبيض، مشيراً إلى أن الوضع اليوم حرج وهناك ملايين من حشرات الجراد وصلت إلى لبنان وكثافة أسرابها لا تطمئن.
وأشار مرتضى، في حديث مع «الشرق الأوسط»، إلى أن دخول الجراد إلى لبنان وارد من أكثر من جهة ومنطقة، لذلك استنفرت الوزارة في كل المناطق وطلبت من البلديات أن تكون جاهزة، كما طلبت من المواطنين في حال مشاهدة الجراد الاتصال على رقم خط ساخن، إذ لا بد من تضافر الجهود في سبيل رفع الخطر الداهم الذي يهدد المحاصيل الزراعية والأمن الغذائي الوطني.
ولفت مرتضى إلى أن العمل جارٍ على تأمين أدوية المكافحة المخصصة للجراد وأنه تم حجز الكميات المطلوبة، مؤكداً أن الوزارة تتابع تحرك وانتقال أسراب الجراد مع المنظمات الدولية والدول المجاورة المعنية منعاً لأي نكسة غذائية.
وحذر الخبير البيئي الدكتور ضومط كامل من خطر حقيقي في حال دخول كميات كبيرة من الجراد إلى لبنان، لا سيما أنه لا توجد خطة استراتيجية لمكافحة الجراد، والبلديات غير مجهزة، وكذلك المواطنون يستخدمون مبيدات تقتل الجراد ومسرطنة للمزروعات من دون الحصول على المشورة المطلوبة.
واعتبر كامل، في حديث مع «الشرق الأوسط»، أنه كان يجب على وزارة الزراعة أن تقوم برش المبيدات في خطوة استباقية ولا تنتظر حتى دخول الجراد إلى لبنان، لافتاً إلى خطورة المبيدات التي ترشها الطوافات حالياً كونها تقضي على التنوع البيولوجي.
وفي الإطار، أكد وزير الزراعة، في حديث مع «الشرق الأوسط»، أن المبيدات التي ترشها الوزارة حالياً لمكافحة الجراد آمنة، وأنها ترشها نفسها عادة في سهل البقاع والهرمل لمكافحة حشرة معينة تظهر هناك، مضيفاً أن هذه المادة التي تكافح الجراد أيضاً ترش حالياً في جرود لا خضار فيها، ولكن حتى لو رشت على المزروعات فهي آمنة ومفيدة.
وكانت وزارة الزراعة طلبت، في بيان، من مربي النحل في جرود عرسال والمناطق المجاورة، اتخاذ تدابيرهم السريعة بتحييد قفران النحل وتغطيتها لحمايتها من عمليات الرش الواسعة التي ستباشر بها طوافات الجيش وفرق وزارة الزراعة لمكافحة أسراب الجراد الموجودة في الجرود.
واعتبر كامل أن هبوب رياح شرقية خمسينية حالياً تعني دخول أسراب كبيرة من الجراد إلى لبنان، حيث توجد بيئة جاذبة لها، ولا سيما المناخ المطلوب والطعام من غابات وأشجار مثمرة، مذكراً بأن بضعة أسراب من الجراد يمكن أن تقضي على جبل أخضر خلال 24 ساعة.
وعن سبب وصول الجراد إلى لبنان، يشير كامل إلى أن لبنان ليس في خط سيرها الأساسي، ولكن التغير المناخي وتضييع هذه الحشرات لمسارات حركتها دفعتها إلى لبنان.
وذكّر كامل بدخول الجراد إلى لبنان في العام 1914 والمجاعة حينها، موضحاً أن سرباً واحداً من الجراد دخل لبنان العام 2014 وتمت معالجة الموضوع بسرعة وخلال 5 أيام.
وكان عدد من المزارعين رصدوا، أول من أمس، وجود جراد في جرود بلدتي عرسال ورأس بعلبك الحدودية ومحلة خربة داود في جهة السلسلة الشرقية لجبال لبنان، كما انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر أسراباً من الجراد في بلدات على الحدود اللبنانية السورية.
وأشار كامل إلى ارتفاع أسعار مبيدات الحشرات خلال الـ48 ساعة الماضية في لبنان، فضلاً عن بيع مواد غير مجدية في موضوع مكافحة الجراد ومضرة للبيئة، طالباً من الجهات المعنية التحرك فوراً في هذا السياق.



الحوثيون يزعمون إصابة 3 بحارة روس جراء الضربات الأميركية

تصاعد دخان وألسنة لهب إثر غارات أميركية على ميناء رأس عيسى النفطي الخاضع للحوثيين في اليمن (رويترز)
تصاعد دخان وألسنة لهب إثر غارات أميركية على ميناء رأس عيسى النفطي الخاضع للحوثيين في اليمن (رويترز)
TT
20

الحوثيون يزعمون إصابة 3 بحارة روس جراء الضربات الأميركية

تصاعد دخان وألسنة لهب إثر غارات أميركية على ميناء رأس عيسى النفطي الخاضع للحوثيين في اليمن (رويترز)
تصاعد دخان وألسنة لهب إثر غارات أميركية على ميناء رأس عيسى النفطي الخاضع للحوثيين في اليمن (رويترز)

وسط تحذيرات يمنية حكومية لعمال وموظفي ميناء رأس عيسى النفطي شمال محافظة الحديدة الساحلية، من العودة للعمل تحت إكراه الحوثيين، زعمت الجماعة المدعومة من إيران إصابة 3 بحارة روس جراء غارات أميركية حينما كانوا على متن سفينة تحاول إفراغ شحنة من الوقود، الجمعة الماضي.

وكانت الولايات المتحدة قد حظرت وصول شحنات الوقود إلى موانئ سيطرة الحوثيين بموجب العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة ابتداءً من الخامس من أبريل (نيسان) الحالي، قبل أن تقوم بتدمير ميناء رأس عيسى النفطي قبل أكثر من 10 أيام.

وشدد الجيش الأميركي على عدم وصول شحنات الوقود إلى موانئ سيطرة الجماعة، في سياق سعي واشنطن إلى تجفيف موارد الجماعة المالية التي تستخدمها في التعبئة العسكرية، وشن الهجمات.

وعلى الرغم من سقوط أكثر من 80 قتيلاً ونحو 200 جريح جراء الغارات الأميركية فإن الجماعة الحوثية لا تزال تحاول تفريغ شحنات الوقود وإجبار العمال للعودة إلى العمل، وهو ما دفع الجيش الأميركي، الجمعة، إلى شن 4 غارات على الأقل بهدف عرقلة المساعي الحوثية.

الضربات الأميركية دمرت مستودعات الوقود في ميناء رأس عيسى النفطي الخاضع للحوثيين (رويترز)
الضربات الأميركية دمرت مستودعات الوقود في ميناء رأس عيسى النفطي الخاضع للحوثيين (رويترز)

ووفق وزير خارجية الجماعة الحوثية في حكومتها الانقلابية جمال عامر، استهدفت الغارات الأخيرة سفينة كانت رابضة في لسان ميناء رأس عيسى لمنعها من تفريغ شحنة نفط؛ ما أدى إلى إصابة 3 بحارة من الجنسية الروسية بإصابات مختلفة، طبقاً لادعائه.

وأورد القيادي الحوثي أسماء البحارة الثلاثة خلال منشور على «فيسبوك» وهم: رومان كاشبور، وإيغور كوازيشينكو، وأرتيم فانين، وقال إن عناصر جماعته تدخلوا لإنقاذ البحارة الثلاثة ونقلهم للعلاج.

‏ولم يعلق الجيش الأميركي على الحادثة، كما لم يَصْدُر على الفور أي تعليق من قبل السلطات الروسية.

ومن المتوقع أن يؤدي حظر دخول الوقود إلى موانئ سيطرة الحوثيين إلى أزمة، بعد استنفاد المخزون الحالي الذي يقدِّره مراقبون اقتصاديون بنحو مليون طن، تكفي 5 أشهر.

تحذير حكومي

وفي ظل عدم اكتراث الحوثيين لحياة المدنيين والعمال جراء الضربات الأميركية، دعا وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني جميع الموظفين والعاملين في ميناء رأس عيسى بمحافظة الحديدة إلى عدم الانصياع للضغوط الحوثية بهدف إجبارهم على العودة للعمل في ظروف محفوفة بالمخاطر، في ظل محاولاتها استئناف عمليات تفريغ الوقود بصورة غير قانونية.

وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية معمر الإرياني (سبأ)
وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية معمر الإرياني (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح صحافي إن هذه المحاولات تكشف مجدداً مدى استخفاف ميليشيات الحوثي الإرهابية بحياة المدنيين الأبرياء، واستمرارها في استغلالهم واستخدامهم دروعاً بشرية، والمتاجرة بمآسيهم لتحقيق أهدافها الإرهابية، خدمة لأجندة إيران التدميرية وأطماعها التوسعية في المنطقة.

وحذر الإرياني من أن أي كارثة إنسانية قد تنجم عن هذه التصرفات التي وصفها بـ«الإجرامية» تتحمل الجماعة الحوثية كامل المسؤولية عن تبعاتها.

وجدد دعوته لجميع العاملين في الميناء إلى حماية أنفسهم، والامتناع عن المشاركة في أي أنشطة غير قانونية ربما تعرض حياتهم للخطر، وعدم منح الميليشيات فرصة لاستغلالهم في تنفيذ مخططاتها الخبيثة، حسب قوله.