عادات «مفيدة» اكتسبناها بسبب جائحة «كورونا»

أشخاص يرتدون أقنعة الوجه الواقية خلال عبورهم شارعاً في تايبيه (أ.ب)
أشخاص يرتدون أقنعة الوجه الواقية خلال عبورهم شارعاً في تايبيه (أ.ب)
TT

عادات «مفيدة» اكتسبناها بسبب جائحة «كورونا»

أشخاص يرتدون أقنعة الوجه الواقية خلال عبورهم شارعاً في تايبيه (أ.ب)
أشخاص يرتدون أقنعة الوجه الواقية خلال عبورهم شارعاً في تايبيه (أ.ب)

أجبرتنا جائحة فيروس «كورونا» على التكيُّف مع عالم سريع التغير، خلال العام الماضي، لكن بعض عاداتنا المكتسبة حديثاً تستحق الاحتفاظ بها، عندما ينتهي الوباء، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
أفادت بعض سلوكياتنا البيئة وكوكب الأرض، مثل الشراء محلياً، وتقليل تنقلاتنا والابتعاد عن الرحلات الجوية، وهناك عادات اتبعناها قللت من احتمالات إصابتنا بأمراض أخرى. لكن سرد هذه العادات أسهل من تطبيقها.
وقال آرت ماركمان، الأستاذ بقسم علم النفس بجامعة تكساس في أوستن، إن احتمال استيعاب العادة يعتمد إلى حد كبير على مدى تميزها مقارنة بالعادات الأخرى التي لدينا.
وأشار إلى أنه قد يكون من السهل نسبياً تكوين عادة جديدة إذا لم يكن هناك ما ينافسها. وقال ماركمان إن الأمر يصبح أكثر صعوبة إذا تنافست معه عادات أخرى، مثل الأكل الصحي عندما يستمتع شريكك بالوجبات السريعة كثيراً.
وتابع: «لديك بالفعل الكثير من الذكريات حول ما تفعله في مطبخك وغرفة الطعام، لذا فإن كل تلك الذكريات الأخرى تتنافس مع العادة الجديدة التي تحاول خلقها».
وأضاف أن مفتاح نقل العادات إلى عالم ما بعد الوباء هو توقع العقبات المحتملة.
ونظراً لتصادم العادات القديمة والجديدة مع تخفيف إجراءات الإغلاق في مناطق عدة حول العالم، فإليك بعض العادات المفيدة التي يجب الحفاظ عليها لفترة طويلة بعد انتهاء الوباء:

* شراء منتجاتك محلياً

عندما دخل العالم في حالة من الإغلاق، لجأ كثير من الناس إلى أسواق المزارعين في الهواء الطلق وغيرها من الشركات الصغيرة لشراء المنتجات التي تشتد الحاجة إليها، وفقاً لإدارة الأعمال الصغيرة الأميركية.
يساعد شراء الطعام المزروع محلياً في تقليل بصمتك الكربونية، وفقاً لتقرير صادر عن حكومة ألبرتا، كندا.
يأتي جزء من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من المسافة التي يحتاج إليها الطعام للوصول إلى وجهته، والتي أطلق عليها التقرير وصف «أميال الطعام». في «قانون الغذاء والطاقة لعام 2008»، تعني عبارة «منتج غذائي زراعي محلي أو إقليمي» أن المنتج يسافر أقل من 400 ميل من نقطة المنشأ إلى حيث يتم تسويقه، أو يتم بيعه في الولاية المصنعة له.

* تقليل تنقلاتك إلى العمل

عندما أدى الوباء إلى إغلاق العديد من المكاتب، سرعان ما قفز الناس على الإنترنت لمواصلة العمل تقريباً.
سافر الأميركيون ما يقرب من 37 مليار ميل أقل في يونيو (حزيران) من عام 2020 مقارنة بنفس الشهر في عام 2019. وفقاً للإدارة الفيدرالية للطرق السريعة، تقدر وكالة حماية البيئة أن سيارة الركاب النموذجية تنبعث منها نحو 4.6 طن متري من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
وقال ماركمان إنه رأى المزيد من الأشخاص يمشون إلى المتاجر القريبة، بالإضافة إلى تقليل تنقلهم بسبب الوباء، الذي يؤكد أنه يمثل فائدة أخرى للبيئة.
ويمكن للعمل من المنزل يومين في الأسبوع أن يقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

* تقليل السفر بالطائرة

كانت شركات الطيران واحدة من أكثر الصناعات تضرراً خلال الوباء، مع إلغاء الرحلات الجوية بسبب مخاوف ترتبط بـ«كورونا». في الولايات المتحدة وحدها، نقلت شركات الطيران مسافرين أقل بنسبة 70 في المائة في أغسطس (آب) 2020 مقارنة بالشهر نفسه من عام 2019، وفقاً لمكتب إحصاءات النقل.
ولا نقول إنه لا يجب عليك التوجه إلى الطائرة يوماً ما لزيارة جدتك مثلاً، ولكن يمكن استبدال مكالمات جماعية عبر الفيديو ببعض رحلات العمل.
وقالت سابينا شيخ، مديرة برنامج البيئة العالمية بجامعة شيكاغو، إن جودة الهواء تحسنت في جميع أنحاء العالم في ظل القيود الوبائية، ويعود سبب ذلك إلى «تراجع الرحلات الجوية». ومع ذلك، فقد بدأت جودة الهواء في التدهور ببطء بعد إعادة فتح بعض الأماكن من جديد.
ويمثل الطيران حالياً 2 في المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية - والعدد آخذ في الارتفاع.

* قضاء الوقت مع أحبائك على العشاء

عندما بدأ الوباء لأول مرة، أصبح من الصعب بشكل كبير، أو في بعض الحالات، رؤية أحبائنا شخصياً. وأمضت العائلات التي عاشت في نفس المنزل وقتاً معاً وغالباً ما شاركت في أنشطة متعددة.
كما أتاح العمل من المنزل للعائلات فرصة الاستمتاع بالعشاء معاً.
بالإضافة إلى زيادة وقت الترابط، أظهر تناول العشاء معاً كعائلة أيضاً ارتباطاً إيجابياً بتناول الفواكه والخضراوات، وفقاً لدراسة جديدة.

* قضاء الوقت في الطبيعة

لجأ كثير منا إلى الطبيعة، عندما تسلل فيروس «كورونا» إلى مدننا وبلداتنا. بالإضافة إلى الملاذ الترحيبي، فإن استكشاف الطبيعة يأتي أيضاً بفوائد صحية جسدية وعقلية، وفقاً لدراسة أجريت عام 2019. من بين الأفراد الذين أفادوا بأنهم يقضون ساعتين على الأقل في الأسبوع في الطبيعة، أبلغ واحد فقط من كل سبعة عن اعتلال صحته.
ووجدت إحدى الدراسات أن الأطفال يجنون أيضاً فوائد قضاء الوقت بانتظام في الطبيعة. اكتشف الباحثون أن الأطفال الذين أبلغوا عن شعورهم بالارتباط بالطبيعة كانوا أكثر إيثاراً وحققوا درجات عالية على مقياس السعادة.

* ارتداء كمامة عند المرض

في فترة ما قبل الجائحة، نادراً ما كان الناس يرتدون أقنعة في الولايات المتحدة عند إصابتهم بأمراض مثل الإنفلونزا. في الأشهر التي أعقبت الوباء، سارع الناس لشراء أقنعة للوجه بعد أن أصدرت المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها إرشادات مفادها أن ارتداء الكمامات يمكن أن يقلل من فرص نقل «كورونا» للآخرين.
ويمكن لارتداء الكمامة أيضاً أن يقلل بشكل كبير من انتشار فيروس الإنفلونزا، وفقاً لدراسة أجريت عام 2013.
في عام 2020. أبلغت مراكز السيطرة على الأمراض عن انخفاض حاد في الإنفلونزا بالولايات المتحدة، وأرجع العلماء ذلك إلى اتباع إجراءات السلامة المرتبطة بمحاربة الفيروس.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

«كلب» من القرن الـ18 بمليونَي إسترليني

«الكلب الإسباني» (سوذبيز)
«الكلب الإسباني» (سوذبيز)
TT

«كلب» من القرن الـ18 بمليونَي إسترليني

«الكلب الإسباني» (سوذبيز)
«الكلب الإسباني» (سوذبيز)

لم يشاهد الجمهور لوحة «الكلب الإسباني» منذ عام 1972، عندما بِيعت بمبلغ 30 ألف جنيه إسترليني. ومن المقرَّر عرض هذه اللوحة الشهيرة لجورج ستابس، للبيع، في مزاد علني تنظّمه دار «سوذبيز» للمرّة الأولى منذ ذلك العام.

ووفق «الغارديان»، تُعرض اللوحة العائدة إلى القرن الـ18، للبيع بسعر يتراوح بين مليون و500 ألف، ومليونَي جنيه إسترليني؛ وقد بِيعت آخر مرّة في مزاد بمبلغ 30 ألف جنيه إسترليني عام 1972. وقبل ذلك، بِيعت بـ11 جنيهاً إسترلينياً عندما طُرحت بمزاد عام 1802.

يشتهر الفنان المولود في ليفربول، والراحل عن 81 عاماً عام 1806، بإنجازه أقل من 400 لوحة طوال حياته المهنية؛ وهو يُعرف برسم الحيوانات، خصوصاً الخيول.

وإذ يُعتقد أنّ لوحة «الكلب الإسباني» رُسمت بين 1766 و1768؛ وهي أقدم لوحة للكلاب أبدعها الفنان، يُعدُّ عقد ستينات القرن الـ18 غزير الإنتاج بمسيرة ستابس المهنية. ففيها أبدع بعض أشهر لوحاته، منها لوحة «ويسل جاكيت» المعروضة في المعرض الوطني.

اللافت أنّ لوحة «الكلب الإسباني» لم تُعرض رسمياً سوى مرّة واحدة فقط في لندن عام 1948، ضمن المعرض الوطني للرياضة والتسلية. أما المرّة الأخيرة التي أُتيحت للجمهور فرصة مشاهدتها، فكانت عام 1972 داخل دار «سوذبيز» للمزادات.

وشهد القرن الـ18 اهتماماً لافتاً بالكلاب في الثقافة البريطانية، بفضل تفاقُم شعبية الرياضات الميدانية، خصوصاً الرماية الشائعة بين النخب الثرية آنذاك.

في هذا الصدد، قال المتخصِّص في اللوحات البريطانية، المدير الأول بـ«سوذبيز»، جوليان جاسكوين: «الأمر مثيرٌ لعدة أسباب؛ أولاً لأنها لوحة مفقودة، إنْ رغبنا في استخدام وصف درامي، منذ السبعينات».

وأضاف أنّ حالتها كانت لا تزال «رائعة»، بعكس كثير من أعمال ستابس التي «لم تصمد أمام اختبار الزمن».

وتابع: «تعود إلى العقد الأول من حياته المهنية؛ منتصف ستينات القرن الـ18؛ الفترة التي شكَّلت ذروة حياته المهنية، ففيها رسم لوحة (ويسل جاكيت)، وعدداً من لوحاته الأكثر شهرة؛ وكان استخدامه الفنّي للطلاء أكثر صلابة. بفضل ذلك، حافظت هذه اللوحة على حالة جميلة، وهو ما لم يحدُث مع كثير من أعماله الأخرى».

ومن المقرَّر عرض اللوحة للمشاهدة، مجاناً، ضمن جزء من معرض للوحات الأساتذة القدامى والقرن الـ19 في دار «سوذبيز» بغرب لندن، من 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي إلى 4 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.