شاشة الناقد

أحمد ريز كما في «صوت المعدن»
أحمد ريز كما في «صوت المعدن»
TT

شاشة الناقد

أحمد ريز كما في «صوت المعدن»
أحمد ريز كما في «صوت المعدن»

- صوت المعدن | Sound of Metal
> إخراج: داريوس ماردر
> الولايات المتحدة | دراما اجتماعية (2020)
> التقييم: ★★★
يقبض الممثل البريطاني - الباكستاني ريز أحمد على الفرصة المتاحة له هنا لتقديم أفضل وأصعب أداء له حتى الآن. إنه ضارب الطبل (درَمر) روبن في فرقة هارد روك صغيرة تقوم شريكته في الحياة لو (أوليفيا كوك) بالغناء. يعيشان معاً في منزل على عجلات (حافلة يقودانها من ولاية لأخرى حسب المتاح من مناسبات عمل) حياة وديعة. في مطلع الفيلم نراه يضرب على طبوله وراء لو التي تصدح أمام جمهور نسمع تصفيقه أكثر مما نراه. ليس أن روبن ولو نجما غناء، لكنهما منضويان في عملهما بلا تطلّعات كبيرة. الفيلم بذلك يفتح على نموذج حياة ستنغلق بعد قليل.
بعد قليل، نجد روبن جالساً أمام طبيب آذن يفحصه وينبؤه بالأسوأ: لقد فقد روبن أكثر من ثلثي قدرته على السمع ومهدد بأن يفقد ما تبقى. الطريقة الوحيدة هي عملية مكلفة (من 40 إلى 80 ألف دولار) لا ليستعيد ما فقده بل ليحافظ على ما تبقى.
تقنعه لو بأن يدخل مركزاً لرعاية الصم، حيث نتابع ما سيحدث له نتيجة لقاء لم يتوقعه في حياته. يستعين المخرج بفاقدي سمع فعليين تعوّدوا على ابتكار وسيلة تواصل مختلفة وروبن يدلف ذلك العالم مستجيباً وبصعوبة. سنكتشف ما سنكتشف من شروط عالم مؤسف ومؤلم لكنه واقعي. إنه محط قدم لروبن لكي يعرف أن العالم ليس كما نرغب فيه أن يكون.
لا يحمل «صوت المعدن» أي مفاجآت لا على صعيد الحكاية ولا على صعيد معالجته. لكنه عمل مخلص لحبكته ولما تتركه المشكلة من تبعات. بالنسبة لبطله كان فارق الإدمان على المخدرات منذ 4 سنوات. هل يعود؟ بالنسبة لشريكته هل تعود إلى صديق قديم وما هو شكل الحياة حين تلتقي بوالدها (الفرنسي ماثيو أمالريك)؟ بذلك هو فيلم يفتح على مسألة الهوية القلقة، لكنه لا يمضي بعيداً وكافياً في هذا الاتجاه رغم ساعتين مريرتين يمضيهما المُشاهد مع أحداثه (عروض مختلفة).

حظر تجول
> إخراج: أمير رمسيس
> مصر | دراما اجتماعية (2020)
> التقييم: ★
تلد اللقطة الأولى ومعها ضربة وتر موسيقية وضعها تامر كروان. تدرك من هنا، إذا شئت، أن الفيلم سيعمد إلى الموسيقى كعامل أساسي طوال الوقت، وهذا هو الأمر الوحيد الذي لا يخيب الظن. موسيقى الفيلم (وترية وكمان في الخلفية) تشوب العمل كلما سكت الحوار وهناك الكثير من الحوار أيضاً.
إلهام شاهين في دور أم خرجت من السجن بعد 20 سنة من الاعتقال بعدما قتلت زوجها. نعلم، بالإيحاء، بأنها قتلته عندما عادت للبيت فوجدته يداعب ابنتهما الصغيرة جنسياً. غريب أن ابنتها اليوم (أمينة خليل) تتذكر ما حدث لكنها لا ترضى بأن تأوي والدتها إلى بيتها. ترضى على امتعاض شديد وتحت إلحاح زوجها (أحمد مجدي) إيواء والدتها لليلة واحدة. ويا لها من ليلة... أشياء كثيرة ستقع بينها مشاهد للتسلية مثل المشهد التي تواجه إلهام شاهين شاباً ورفاقه يسكنون السطح ويستمعون للغناء بصوت عال. يزعق لها وتشخط فيه وبعد ربع ساعة تحتاج إليه لإخراجها وابنتها وحفيدتها في ليلة تم فيها حظر التجوّل على مدينة القاهرة (تقع الأحداث في خريف 2013). في تلك الليلة بالذات ترتفع درجة حرارة الطفلة ولا بد من نقلها إلى المستشفى ولو بواسطة «التوك توك» الذي سيقوده ذلك الشاب مبرهناً عن شهامته.
وما كان متوقعاً في بداية الفيلم يحدث في النهاية: ها هي الأم تودع العائلة وابنتها، رغم كل شيء، تتراجع عن مصافحتها، لكنها، وقد أصبحنا على الصفحة الأخيرة من السيناريو، تهرع إليها وتحتضنان على وعد بأن تعود الأم في زيارات لاحقة.
العواطف المدرجة هنا مُزيّفة. الحوار متعب والمواقف إما غير قابلة للتصديق (يمارس الزوجان الحب في المستشفى) أو متكررة (من عروض مهرجان مالمو).

قهر | Vanquish
> إخراج: ‪جورج غالو‬
> الولايات المتحدة | أكشن (2021)
> التقييم: ★
لا أدري إذا ما كان مورغن فريمان بحاجة إلى فيلم يمثّله أو عمل يشغله أو أنه قرأ السيناريو وفي باله مشروع فيلم آخر. المهم أنه في هذا الفيلم حالة مؤسفة لا تتمناها لممثل كان برهن عن جدارته في معظم ما قام بأدائه من قبل.
في «قهر» هو ضابط بوليس توفر المقدّمة لنا حكاية أنه تعرّض لمحاولة اغتيال قبل حين. لم يمت (بالطبع) لكنه خرج من المستشفى مقعداً على عجلات. يعيش في منزل بلا روح. يتحدّث من الصالون إلى المشرفة على أعماله (روبي روز) وهي تحضّر الطعام ويخبرها بأنه يريد منها القيام بغارات ليلية على خمس مراكز تخزين وتوزيع المخدرات. كان ساعدها في التخلص من دخول السجن وحان الوقت لكي تبادله الحسنة بمثيلها. ترفض المهمّة بادئ الأمر لكنه يجبرها.
بناء على ذلك تنطلق فوق دراجتها النارية مع كاميرا تخوّله مشاهدة ما تقوم به. وما تقوم به مضحك من رداءة تنفيذه. لجانب أن الفيلم لا يمنح بطلته أي خلفية تكشف لنا السبب وراء مهارتها القتالية، لا يعمد لشحن مشاهد القتال ببعض المصاعب. كل شيء هيّن رغم المخاطر والعصابات التي تواجهها تفشل في قتلها وهي وحيدة، بينما تنجح بقتل أفرادها بفضل مستودع السلاح الذي تحمله على دراجتها وفي حزامها وتحت سترتها.
يعتقد المخرج جورج غالو أنه إذا ما قصّ أطراف المشهد الواحد إلى شظايا ولوى الكاميرا ولعب ببؤرتها وألوانها هنا وهناك أنجز للفيلم حالة فنية ما.

★: ضعيف | ★ ★: وسط | ★★★: جيد
★★★★: ممتاز | ★★★★★: تحفة


مقالات ذات صلة

عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

يوميات الشرق عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)

عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

قال الفنان المصري عصام عمر إن فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» يجمع بين المتعة والفن ويعبر عن الناس.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل الجزائري الفرنسي طاهر رحيم في شخصية المغنّي العالمي شارل أزنافور (باتيه فيلم)

«السيّد أزنافور»... تحيّة موفّقة إلى عملاق الأغنية الفرنسية بأيادٍ عربية

ينطلق عرض فيلم «السيّد أزنافور» خلال هذا الشهر في الصالات العربية. ويسرد العمل سيرة الفنان الأرمني الفرنسي شارل أزنافور، من عثرات البدايات إلى الأمجاد التي تلت.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق محمد سعد في العرض الخاص لفيلم «الدشاش» (الشركة المنتجة للفيلم)

هل استعاد محمد سعد «توازنه» بفضل «الدشاش»؟

حقق فيلم «الدشاش» للفنان المصري محمد سعد الإيرادات اليومية لشباك التذاكر المصري منذ طرحه بدور العرض.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق تماثيل وقوالب من الفخار مصنوعة قبل الميلاد (مكتبة الإسكندرية)

«صناعة الفخار»... وثائقي مصري يستدعي حرفة من زمن الفراعنة

يستدعي الفيلم الوثائقي «حرفة الفخار» تاريخ هذه الصناعة التي تحمل طابعاً فنياً في بعض جوانبها، على مدى التاريخ المصري القديم، منذ أيام الفراعنة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من الفيلم تجمع «شاهيناز» وأولادها (الشركة المنتجة)

«المستريحة»... فيلم مصري يتناول النصّابين يمزج الكوميديا بالإثارة

تصدَّرت مجسّمات دعائية للأبطال دار العرض عبر لقطات من الفيلم تُعبّر عنهم، فظهرت ليلى علوي في مجسّم خشبيّ جالسةً على حافة حوض استحمام مليء بالدولارات.

انتصار دردير (القاهرة )

شاشة الناقد: قضية المرأة في أفعانستان

«لقتل حصان مونغولي» (بلوتو فيلم)
«لقتل حصان مونغولي» (بلوتو فيلم)
TT

شاشة الناقد: قضية المرأة في أفعانستان

«لقتل حصان مونغولي» (بلوتو فيلم)
«لقتل حصان مونغولي» (بلوتو فيلم)

TO KILL A MONGOLIAN HORSE ‫★★★⭐︎‬

* إخراج: جيانغ شياو شوان | Jiang Xiaoxuan

‫* هونغ كونغ / ماليزيا

من بين كثير من المشاهد اللافتة يوجد في هذا الفيلم مشهدان متباعدان، في الأول يربت ساينا على رأس فرسه الذي يستجيب لحنان صاحبه ويميل برأسه فوق كتفه بحنان ظاهر. في المشهد الثاني قبيل النهاية يتقدم ساينا صوب الحصان نفسه يربت على وجهه، لكن الحصان ينظر إليه سريعاً ومن ثَمّ يشيح بوجهه بعيداً عنه. تمر بين المشهدين أحداث تنعكس على تلك العلاقة، فساينا مُخيّر بين أن يبيع حصانه ويعتزل المهنة التي توارثها بصفته مدربَ خيول وفارساً، أو البقاء في ذلك العمل. الحصان لا بد بات يشعر بأن صاحبه لم يعد ذلك الرجل الواثق من نفسه وقد يضحي بالفرس متى شاء.

«لقتل حصان منغولي» يطرح طوال الوقت (85 دقيقة) مسألة بين الأمس واليوم. إنها صحاري منغوليا الجافة التي لم تعُد تشهد مطراً كافياً لإنبات الأرض. السبب في الأزمة التحوّلات البيئية، وهذه واحدة من المسائل المطروحة بوضوح. تشكل عصباً مهماً كون صلب الموضوع يتعلق بحياة تتغير لا يستطيع ساينا فعل شيء حيالها. إنه مرتبط عاطفياً بتقاليد فروسية ومعيشية متوارثة في حين أن المتغيرات طرقت باب تلك التقاليد ولا مجال للحفاظ على الوضعين معاً. على ساينا ترك الماضي أو الانضمام إلى الحاضر. قدمٌ هنا وقدمُ هناك، والفيلم ينتهي بقرار يرتاح المُشاهد إليه.

كانت المخرجة الصينية الشابة جيانغ شياو شوان صوّرت فيلماً قصيراً في تلك الأنحاء وتعرّفت على مدرّب الخيول ساينا وراقبته في عمله. هذا ما أوحى إليها بإخراج هذا الفيلم عنه وعن البيئة وأزمة الوجود بين عالمين على المرء أن يختار بينهما. ساينا ممثلاً لديه القدرة على استخدام عدم حرفيّته في تناسب مع الشخصية التي يؤديها. رجل لديه من المتاعب مع والده السّكير والمديون ومطلّقته. في مشهد آخر يذكّره والده بأنه هو من وضعه فوق الفرس لأول مرّة عندما كان طفلاً صغيراً. يحاول ساينا فعل ذلك مع طفله، لكن طفله يخاف. هي فعلاً حياة أخرى تندثر سريعاً.

الفيلم معزّز بالألوان والإضاءات المناسبة داخلياً وخارجياً. الإيقاع متمهّل، لكنه ليس مُملاً وفيه ملامح من بعض أفلام الوسترن الأميركية التي تحدّثت بدورها عن غروب حياةٍ وبدء أخرى.

* عروض مهرجان البحر الأحمر.

★★★⭐︎‬SIMA‪’‬S SONG

* رويا سادات | ‪Roya Sadat‬

‫* هولندا، فرنسا، أسبانيا ‬

لعلها صدفة لم تستطع المخرجة رويا سادات تحاشيها، وهي أن بداية فيلمها هذا شبيهة ببداية فيلم أفغاني القضية أيضاً، حققته ساهرا ماني في فيلمها التسجيلي «Bread ‪&‬ Roses» الذي شوهد في 2023. كلاهما يبدأ بمظاهرة نسائية في كابل تنادي بحقوقها. بعد 3 دقائق ينفصل الفيلمان بالضرورة ويعود «أغنية سيما» من زمن «طالبان» الحالي إلى عام 1973 عندما كانت أفغانستان على وعد مع التقدم المجتمعي. سورايا (مزهدة جمالزاده) هي إحدى المتظاهرات ومع عودة الفيلم إلى فترة سابقة نجدها حين كانت لا تزال شابة تؤمن بمبادئ التحرر عموماً وتحرر المرأة خصوصاً. في الواقع الحكاية التي نشاهدها هي حكايتها وليس حكاية سيما (نيلوفار كوقحاني) صاحبة الصوت الجميل التي حين تغني، في أحد المشاهد، تثير إعجاب الحضور.

«أغنية سيما» (بلوتو فيلم)

حينها، يقول الفيلم، كان بالإمكان للفتاة الظهور بتنانير والرجال بربطات عنق. صداقة سورايا وسيما قوية لدرجة رفضها الإفصاح عن مكان صديقتها سيما وزوجها عندما انضما إلى حركة «طالبان» وبدأت الحكومة الأفغانية سلسلة الاعتقالات والتحقيقات. مع اعتقال سورايا والإفراج عنها واحتلال الفيلا حيث كانت تعيش مع أهلها يدخل الفيلم جوّاً داكناً في أجوائه كما في تأطير مشاهده. يزداد التوتر وتبدأ رسالته بالتبلور صوب مراميها على نحو أفضل. إنه فيلم عن آخر فترة من حياة ثقافية ومجتمعية واعدة قبل دخول الاتحاد السوفياتي للدفاع عن الحكومة والولايات المتحدة لتأييد «طالبان».

يذكر الفيلم أن الأحداث مأخوذة عن قصّة واقعية، لكن هذا ليس ضرورياً، خصوصاً أن الشخصيات معروفة. ما يمكن التنويه إليه حقيقة أن التصوير وظّف أطراف مدينة أثينا بنجاح لافت.

* عروض مهرجان البحر الأحمر

في الصالات

* Juror‪#‬2 ‫★★★★‬

- دراما محاكِم نوعها غير معهود، للمخرج كلينت إيستوود، عن عضو لجنة محلّفين يحاول إخفاء جريمته.

* Nosferatu ‫★★★⭐︎‬

- يُعيد المخرج روبرت إيغرز سرد حكاية «نوسفيراتو» (1922) بزخم وطاقة جديدتين. يتضمن لحظات مرعبة.

* Carry‪-‬on ‫★★★‬

- تشويق جيد من جومى كوليت سيرا، حول رجل أمن في مطار مهدد باغتيال حبيبته إذا لم يهرّب متفجرة إلى طائرة.

* The Substance ‫★★⭐︎‬

- المخرجة الفرنسية كورالي فارجيت، تضع ديمي مور في بطولة فيلم عن امرأة تنشد شباباً وأنثوية دائمين.